مال وأعمال

دار سيلين « RIAD Dar Celine »..

رياض يجمع بين عبق التاريخ وأصالة التراث الإنساني المغربي

عبدالعالي الطاهري

التاريخ المغربي لا يمكن اختصاره في الأحداث و الملاحم الكبرى التي عرفتها الأمة المغربية، ولا في تعدُّد تقاليده وعاداته وكذا مرجعياته العِرقية والقَبَلية، التي تجعل منه أمة قوية متماسكة بهذا الغِنَى الحضاري والتراثي في بُعديه الإنساني والمعرفي، بل أيضًا بموروثه العمراني وهندسته التي تختلف مجاليًا وجغرافيًا من جهة إلى أخرى، مؤكدةً على مسار الحضارات والأمم التي تركت بصماتها على أرض طيبة عريقة إسمها المملكة المغربية.

ومن تجليَّات هذا الغِنى الإنساني والحضاري المغربي، نجد الرياضات التي تعتبر نوعًا من دور الضيافة بلمسة وخصوصية مغربيتين أصيلتين، تتميز بمقومات الهندسة المعمارية المغربية القديمة وفن العيش الأصيل، تنقل في كل تفاصيلها موروثًا تاريخيًا ضاربًا جذوره في القدم.

وقد حافظ الرياض على نمط عيش من واقع المغرب في القرنين 19 و20، ليتحول في العقدين الأخيرين إلى واحد من الاستثمارات السياحية ذات الجذب الخاص، عرف طريقها الأجانب أولا لتنخرط فيه فئة من سيدات ورجال الأعمال المغاربة.

الرياض المغربي..تاريخ، خصوصية وتميُّز
يُعرِّف القانون المغربي الخاص بتصنيف أشكال الإيواء السياحي الرياض، بكونه « منزلا يمتاز بمعمار وتزيين ذي طابع مغربي تقليدي يعرض بشكل أساسي خدمة الإيواء، وبصورة ثانوية خدمتي المطعم والتنشيط ».

رياض دار سيلين « RIAD Dar Celine »..انفتاح على الأصالة والتراث المغربيين

هو جوهرة على تاج الرياضات ودور الضيافة على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة،

رياض دار سيلين « RIAD Dar Celine » الموجود بمنطقة الأوداية التاريخية التراثية الشهيرة، إذ يتميز الرياض بهندسة البيوت التراثية بالمغرب، التي نهلت من طقوس العمارة الإسلامية المتميزة بانفتاح النوافذ وأبواب الغُرف نحو الداخل، حيث يظهر الرياض من الخارج مغلقا، ولا تكاد تميزه عن باقي بيوت الأزقة الضيقة بالمدن العتيقة المغربية، لكن وفَوْرَ الدخول إليه، تكتشف عوالم من الموروث الحضاري المغربي الممزوج بالتاريخ الأندلسي برؤية بانورامية على المحيط الأطلسي وكذا نهر أبي رقراق أحد أهم مظاهر وتجليَّات المنظومة الإيكولوجية لعاصمة الأنوار الرباط.

ويمتاز الرياض أيضا بوجود بهو وسطه مفتوح على السماء، منه يستمد الضوء والشمس والتهوية، في خصوصية معمارية فريدة، تتوسط الرياض فضاءات خضراء، تُضفي عليه جمالية ورونقًا يزيدانه بهاءً وتميزًا.

والعاصمة الرباط، الزاخرة مدينتها العتيقة بالتراث المعماري العريق، لم تحد عن المسار الذي تشهده العاصمة المغربية الرباط، التي باتت تعيش ثورة على مستوى البنيات التحتية للاستقبال السياحي، سواء الفنادق الفخمة أو المركبات السياحية، وكيف تشجع تهيئة المدينة العتيقة الاستثمار الخاص في الرياضات ودور الضيافة، كما هو الحال بالنسبة لرياض دار سيلين « RIAD Dar Celine »، الذي يعتبر نموذجًا سياحيًا فوق الرائع يحمل قِيَمًا مُضافة لهذا النوع من الاستثمارات السياحية، خاصة تلك التي تضُمُّ في طيَّاتها وتفاصيلها المعمارية والجمالية، خصوصيات « السياحة الثقافية والفنية » ومعها « السياحة الإيكولوجية » أو السياحة الخضراء » التي أصبحت العنوان الأبرز لأية تنمية مستدامة تتجه نحو تنزيل مقتضيات ومضامين الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، و الخاصة ب « الاستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة والتنمية المستدامة » وكذا « الرؤية السياحية 2030 »، والتي تجعل من القطاع السياحي رافعة أساسية ضمن التوجهات والأهداف الكبرى للحفاظ على توازنات المنظومة البيئية والانخراط الجِدِّي في نادي الدول ذات الاقتصاديات الخضراء.

يُذكر أنَّ المستثمرين في الفندقة والسياحة يتجهون في الأونة الأخيرة نحو دور الضيافة والرياضات، وتوفر الرباط حاليا حوالي 13 رياضا وتعمل على التسوية القانونية لـ30 رياضا آخر، حوالي 30% منها يستثمرها أجانب و 70% في ملكية مستثمرين مغاربة، حيث يُقدَّر الاستثمار في الرياض الواحد بين 5 و10 ملايين درهم (من نصف مليون إلى مليون دولار).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق