آراءسياسة
أخر الأخبار

كيف يتم تزوير التاريخ!

عاصم فقيري

عادة من نسمع أو نقرأ بأن التاريخ مزور، أو أن أحداثا تاريخية ما تكون موضع شك من القاريء، بل نجد تضارب في روايات تاريخية لنفس الحقبة مما يؤكد أن إحدى الروايتين إن لم تكن كليهما غير صحيحة!

وهذا الحال من تزوير التاريخ، إذا صعب إثبات الحقائق التاريخية، الا أنه يمكن إثبات إمكانية التزوير وعلى الأخص بعد مرور قرن أو أكثر من الزمان، ولكن بشواهد العصر الراهن وتزوير بعض الحقائق يمكن إثبات أنه بعد قرن أو أكثر سيكون التزوير قد وصل مرحلة جدا كبيرة بحيث تتسع الرقعة بين الحقيقة والرواية المزورة بقدر كبير جدا يقلب موازين التاريخ رأسا على عقب فيمجد الخونة ويهان الشرفاء!

لماذا هذه المقدمة؟
في الحقيقة هذه المقدمة فرضتها ظروف واقع معاش في سودان اليوم، سودان اليوم الذي يعاني من كل الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعروف أسبابها لكل ذي عقل وبصيرة وضمير صاحي، كل من يعرف أن ما تسمى بالحركة الإسلامية أو الجبهة الإسلامية أو الإخوان المسلمين أو المؤتمر الوطني أو أي اسم سموا به أنفسهم في السودان أو أطلقه عليه غيرهم هؤلاء الكيزان، هم الذين تسببوا في كل ما وصلت إليه الحالة السودانية اليوم، ومنذ أكثر من ثلاثين عاما بل أكثر من أربعين عاما منذ أن دخلوا من باب المصالحة الوطنية إبان حكم جعفر نميري، وهم يخططون ويرسمون للسيطرة على السودان اقتصاديا واجتماعيا وبشتى الطرق حيث جندوا من الداخل والخارج وحشدوا كل الانتهازيين بل صنعوا انتهازيين أيضا صناعة من ضعفاء النفوس واشتروا الذمم فكانت جماعة منتقاة من خلاصة الخونة والفاسدين مهما حمل منهم ما حمل من شهادات أكاديمية وعلمية وغيرها إلا أنهم يتفقون في أنهم أثبتوا أنهم أفسد خلق الله سواء كانوا سودانيون أو من تسودنوا بالتجنيس من المجلوبين!

الان وهم لا زالوا موجودين في السلطة بالرغم من سقوط بعض قياداتهم شكليا، بدأ العمل على تزوير حقائق كيانهم الشيطاني الذي أصبح مكشوفا ومفضوحا ولا زال الناس يميطون عنه اللثام حتى يكشفوا مزيدا من فسادهم والذي حتى زعيمهم وكبيرهم قبل وفاته اعترف به وقال قولا واحدا: (انهم ياكلون المال أكلا عجيبا) كما ذكر أن الفساد صار مستشريا حتى في القيادة ولمح لبعض التصرفات المالية من نائبه آنذاك علي عثمان!

بالرغم من هذا كله، الا أننا نجد الان بعض قياداتهم تصر أن تتحدث عن الحركة الإسلامية وكأنها ليست تلك التي أفتى عنها وتحدث عنها زعيمهم قبل أن يرحل! بل لا زالوا يحاولون رسم صورة مقدسة مستفيدين من الوضع الراهن الذي خلقه اذيالهم من المؤسسة العسكرية ومليشيات الجنجويد واجنحتهم العسكرية نفسها ممثلة في ما يسمى زورا وبهتانا بحركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل وعشيرته هذا الكائن المنافق الفاسد محاسب بن لادن السابق وعضو القاعدة التي لا يستطيع أن يفصح بها حال كونه جبانا وخائفا ورعديدا هذا اللص جبريل وأخيه غير الشقيق المدعو عشر الكائن الذي كان دوره فقط كلب من كلاب الحركة الاسلامية أيضا فهم جميعا لا يعدون كونهم ادوات منحطة!

بعد كل هذا يريدون قبل أن ترفع الستارة عن مسرحية الحركة الاسلامية بشقيها المدني والعسكري والمليشي، يريدون أن يزوروا هذا التاريخ الذي لم تنتهي الأقلام من كتابته بعد، يريدون تزويره ليصوروا لنا أن الحركة الاسلامية بريئة من كل هذه المهازل، إذا كان هذا الان ولا زالت الأحداث ساخنة ولك تمحوها الذاكرة بل لم تكمل قراءتها بعد فكيف بعد مائة عام سيكون الحديث عن هذه الحركة الشيطانية إن لم نوثق لذلك من الان ونحارب كل تزوير

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق