سياسة

نداء عاجل وبالغ الأهمية من الدبلوماسيين السودانيين المهنيين

وقف فوري وشامل لاطلاق النار

ندعو، بإسم جموع الشعب السوداني الأبي الصابر الصامد، إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار ووقف كافة الأعمال العدائية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء السودان.
لقد تسبب الصراع العبثي الدائر الآن في سقوط الكثير من القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين على السواء، كما الحق الكثير من الأذى والخراب والضرر في البنى التحتية الهشة في البلاد.
وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية و نقابة أطباء السودان ، فقد قُتل حتى الآن اكثر من ٨٦ مدنياً ، بينهم أطفال ، وأصيب ما لا يقل عن 600 آخرين.

نؤكد أن الشعب السوداني يقف، رجالاً ونساءاً شيوخاً وأطفالاً، من جميع الأعراق والأديان والمناطق الجغرافية في السودان متحداً في دعمه المطلق للسلام وعودة الهدوء والاستقرار.

لهذا فإننا ندعو المجتمع الدولي للنهوض بواجبه ، دون أدنى تأخير، والمطالبة بوقف فوري وغير مشروط للأعمال العدائية تجاه المدنيين الذين يسعون للحصول على الرعاية الطبية في المستشفيات والمرافق الصحية والسماح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى المواطنين المصابين والمرضى الذين يحتاجون عاجلا إلى الأدوية المنقذة للحياة والمأوى والغذاء والسماح للمنظمات الإنسانية الدولية لا سيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات غير الحكومية بالوصول الآمن للتخفيف من الأزمات الإنسانية المتفاقمة بوتيرة مخيفة ومتسارعة.
والعمل على ضمان احترام وتطبيق الاتفاقيات الدولية من أجل حماية المدنيين العزل داخل منازلهم وتمكين الطواقم الطبية من أداء مهامهم دون إعاقة.

اننا و من منطلق وطني خالص نرسل هذا النداء والذي يسبق اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 17 أبريل 2023 بشأن الوضع في السودان ، نؤكد على ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن كل الإجراءات الممكنة لوقف القتال على الفور بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وضمان أن يوافق الطرفان المتحاربان ويلتزمان، دون أدنى تلكؤ، بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

إن امتداد الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى ما وراء العاصمة الخرطوم، وما ورد من أنباء عن ارتكاب فظائع مروعة ضد المدنيين في نيالا والفاشر وزالنجي والجنينة والأبيض وبورتسودان وشمال كردفان وفي أنحاء اخري من السودان، من شأنه أن يضفي علي النزاع طابعاً جهوياً يهدد أمن واستقرار البلاد و ربما الاقليم المحيط بأسره .

واننا نشعر بالاسف ان الخسائر قد تخطت المدنيين والعسكريين لتطال العاملين في الحقل الانساني ، حيث تشير التقارير إلى مقتل ثلاثة من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في دارفور في 15 أبريل 2023
ومن المحزن ان الكثير من الطلاب والمعلمين والمرضى في المستشفيات والمدارس القريبة من مقرات القوات المسلحة والدعم السريع لا يزالون عالقين لليوم الثاني على التوالي، يفتقدون الاكل والشرب والأمن والطمأنينة. ولا تبذل الأطراف المتحاربة أي جهد لإنشاء ممرات آمنة تمكنهم من المغادرة للحاق بأسرهم. وهو حال يتشاطره معهم الكثير من المواطنين الذين يحتمون بالأثاثات المنزلية لتجنب التعرض للذخائر الضالة في تبادل إطلاق النار بين القوات المتناحرة. كما يجد المواطنون صعوبة بالغة في الحصول على الغذاء والماء والأدوية في أواخر شهر رمضان وقبل حلول عيد الفطر المبارك ، بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة وأدوية مرضى السكري وضغط الدم وغير ذلك.
واذ نشيد باقتراح الممثل الخاص للأمين العام للسودان بشأن وقف مؤقت للقتال لأسباب إنسانية يوم امس الاحد ١٦ ابريل ٢٠٢٣، فإننا نلاحظ للأسف ان القتال استمر بلا هوادة.

ومن هنا فإننا نجدد مناشدتنا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المعنية على الاسراع باتخاذ التدابير اللازمة لحث القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لابرام وقف فوري لإطلاق النار وتسريع استئناف عملية الانتقال المدني المفضي الي التحول الديمقراطي وفق تطلعات شعبنا العظيم مفجر ثورة ديسمبر المجيدة.
ختاما نحث المجلس على بذل مساعيه الحميدة لتأمين ممرات ومناطق آمنة للمدنيين ، وتوفير المساعدات الإنسانية ، ولا سيما الوصول إلى الخدمات الصحية في حالات الطوارئ في أسرع وقت ممكن.

الخرطوم
١٧ ابريل ٢٠٢٣
الدبلوماسيون السودانيون المهنيون.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار وترويع المواطنين والأمن القومي..
    وعلى المجتمع الدولي دعم السودان بالمساعدات الطبية وحث الأطراف المتصارعة بتحكيم صوت العقل والتفاوض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق