ثقافة وفن

قَطَرُ النَّدَى

بِمُنَاسَبة معرض الكتاب الدولي بالدوحة

إهداء للشيخ تميم بن حمد آل ثاني ودولة قطر الحبيبة
بِقَلم: د. محمَّد بَدُوي مُصطَفى
(جامِعة كونستانس – ألمانيا)
mohamed@badawi.de / www.mohamed-badawi.com

سَادَ الضِّياءُ بَقطَرِكِ الدَّوحَاءُ

والخيرُ عمَّ فيا تَمِيمُ ثَنَاءُ

أرسى السَّلَامَ والحَضارَةَ والهُدَى

والعلِمُ صَرحٌ أيا مجديي ويا بُشرَاءُ

لَم تَنثَنِ أبداً أو تَستَكِينَ لطَامَّةٍ

فَالعَقلُ مَسلُولٌ إن جارَهُ الأعدَاءُ

وَهَبَتْ لَكَ الأوطَانُ غُرَّة أعيُنٍ

تَحمِي التُّرابَ وعِلمُها وَضَّاءُ

بِغَانِمٍ وبِجاسِمٍ وَمُحمَّدٍ نَفدِيكُمُ

يَومَ الوغى وبأمجَدٍ وبِطارقٍ وَثناءُ

والرَّبُ والرُّسلُ الأوائلُ حَولَكُم

والسَّفرُ والقلمُ الجَلِيُّ رُواءُ

عَمَّت بَشَائرُكُم وَحُسنُ سِياسَةٍ

فَتَهَللَ الرَّبعُ الأبَيُّ ثَنَاءُ

يَزدَهِي العَيشُ بِكُم وَتزهُو عَشِيرَةٌ

والأرجُوان غُصُونُهُ غَنَّاءُ

تَحمَرُّ فِي ألَقٍ خَجَلاً لِرؤيَتِكُم

أهلاً تَمِيمُ خَلِيفَةُ الخُلَفَاءُ

اسمٌ كَرِيمٌ فِي شَذاءِ حُرُوفِهِ

تَاءٌ هُنَا مِيمٌ هُنَالِكَ وَمِيمٌ تَحتَضِنُها يَاءُ

نَعمَ المُسمّى فَقَد غُزِلَت ضيَاءُ حُرُوفِهِ

بالنُّورِ مَصقُولٌ كَمَا الطُّغرَاءُ

فَطِنٌ حَكِيمٌ عادِلٌ فِي نَهجِهِ

حَمدٌ وجاسم من خلفهِ سُعَداءُ

كل الشُّعوبِ حَلِيفة فِي دأبه

أسدٌ هصورٌ واسمُهُ وَضَّاءُ

يَا تميم المجدِ حبِّي إليكم

فَاقَ كُلْ مَا تَنسِجُ الآراءُ

فالجُودُ عِندَكَ شِيمَةٌ وَفَرِيضةٌ

فِيها تَفُوقُ الطَائي والقُدَمَاءُ

أنصفت أهلكَ والغَرِيبَ مِن الوَرى

وَالفَخرُ أن يُلقَى عَليكَ رَجَاءُ

بِكَ يَا ابنَ حمد طِيبةٌ وَسَماحَةٌ

فِي الحَقِّ مِن رَبعِ الهُدَى غَرَّاءُ

مجد الشعوب أنت يا نجم السما

بَلسمُ الرُّوحِ وأنت فِيها دَوَاءُ

جِئنَا نَحتَفِيكَ وأنتَ الكَوكَبُ

جُلّ النُّجُومِ أراهُمُ لَكَ جَاؤوا

يَا خَيرَ مَن سَكَنَ الفُؤادَ ثَنِيَّةً

اِبنُ الكِرَامِ وَلَم تَلِد حَوَّاءُ

نَشَأتَ فِي خُلُقِ النَّبِيِ تَسامُحاً

كَرمٌ وَجودٌ وعِفَّةٌ وَسَخَاءُ

أشرقتَ دنيا حمد الأبوّةِ عزّةً

الخُلُقُ فِيكُم فجَلَّ البَّارِئُ البنَّاءُ

تَتَمَايَسُ الأغصان لحبِكم بمَوَّدَةً

أتَرقُصُ الأغصانُ دُونَ نداءُ؟

والطَّيرُ مغتبطٌ جَزِلٌ بِدُونِ تَمَلُّقٍ

والوردُ فَوّاحٌ شَذى غَنَّاءُ

فضل التميم بالمحافِلِ والورى

فِيكُم ومِنكُم عِزَّةٌ قَعسَاءُ

كلُّ آل ثوَانِ فِي الشَّهامَةِ تَلتَقِي

أرواحُهم طِيبُ الهُدى العَليَاءُ

خلقَ الإله فيكَ بسالةَ أمّةٍ

فَتَعَطَّرَت عُوداً بِهِ العَفرَاءُ

يَا أمَّ مجدٍ بَشِّري وَتَبَشَّرِي

كلُّ البَرِيَّةِ أعلَنت أصدَاءُ

ألبَستِهِ ثَوبَ السَماحَةِ ملفحًا

والعفوُ مَقرُونٌ بِهِ شَيماءُ

بَهيُّ الوجهِ فِي قَسَمَاتِهِ

شَهدٌ وسيرتُهُ عَلَت جَوزَاءُ

أثنى الفَقِيرُ عليه فِي وَقَفَاتِهِ

وَتهلَلَت ثكلى وأنشَدَت خَنسَاءُ

فَاليَومُ يَا مجدي تَمَامُ هَنَائِكَ

فِي الرَّبعِ أنتَ الكوكَبُ الوَضَّاءُ

نهجُ الكرامِ له الزَّمانُ مُسجِّلٌ

فِي العَيشِ لَا يَعلُو عَلِيه غِنَاءُ

زُعِرَت صُفُوفُ الحاسدين مِن الوَرَى

وَجَثت عَلى جَنَبَاتِهم عَورَاءُ

يَا أُمُّنَا الدَّوحَة وَيا قَطَرُ النَّدَى

تَمِيمُ المَجدِ رَوَّاحٌ بِكِ غَدَّاءُ

رَأيتُ فِيكِ مِن الخَوَارِقِ جُمَّةً

شَعبٌ تُضِئُ بِنُورِهِ الآنَاءُ

نِعمَ التَّمِيمُ نَدَت بَشَائِرُ فَضلِهِ

غَابَ المَثِيلُ، لا مُدنٌ ولا بَيدَاءُ

لَو لَم تُقِم نَهجاً لِأُمَتِنَا لَمَا

خُلِقَ الرُّقِيُ ثنَاءُهُ وَضِيَاءُ

زَانتك فِي الحِلمِ الجَمِيلِ شَمائلٌ

خَلِدَتْ لِوطنٍ تُضِيئُهُ أرجَاءُ

يَا لَيتَ شِعري يُرَدِّدُهُ المَلأ

لِتَفِقْ شُّعُوبُ العربِ والجُهَلاءُ

أنتِ الجَمَالُ يا دَوحَتِي قَطْرُ النَّدَى

يَومَ الفِراقِ فَلِلقُوبِ بُكَاءُ

أُمُّ الكَمَالِ أنتِ وقَمَرُ سَمَائِنا

وَمِن حلاوَةِ الدُّنيا عَلَيكِ أَيَاءُ

مَهدُ الحَضَارَةِ أُمَّنَا قَطَرُ النَّدى

صُنعُ التَّمِيمِ وَقَائدِ الزُّعَمَاءُ

فَإذَا سَخَوتِ عَلَوتِ بِالجُودِ الرُّبَا

وَخَلقتِ مَا لا تَخلُقُ الأنوَاءُ

فإن سَلوتُكِ رُغمَ عَنِّي جاهِلاً

فَسَرِيرَتِي سُقيت من أرضِكِ العَفراءُ

وإن عَفَوتِ فأنتِ أمٌّ وَأبٌ

مَن هَكَذَا فِي الدُّنيَا مِن رُحَمَاءُ

يا دَوحَتِي قَطَرُ النَّدى يَا أُمُّنَا

لِكُلِّ نَفسٍ فِي نِدَاكِ رَجَاءُ

هيَّا نُشَارِكُ فِي الحَضارَةِ إخوَتِي

للهِ أمري وَفِي السَّمَاءِ قَضاءُ

وإذا نَدَهتُكِ فأنتِ مَوطِنُ سَلوَتِي

أطوفِ فِيك فَدُونِكِ الأبنَاءُ

وإذا أخَذتِ عَليَّ من العُهوُدِ مَوَّدَةً

فإنَّ عَهدُكِ مَوعِدٌ وَوَفَاءُ

أمنٌ عَليكِ وَسَلامُ رَبِّي يا قَطَرُ

وَمن النَّبِيِّ ونَهجِهِ سِيماءُ
________________________________________________________________________________________________________

رواء: جمع رَيَّان هو السَّقَاء
غَنَّاء: عامرة مخضرة الأعشاب (غَنيّة)
طُغراء: الرسالة (الطُّرَّة) التي تُكتَبُ في أعلى الرّسائل والكُتُب
غَرَّاء: بيضاء مِن أغَرّ، يعني معتبرة، محترمة مشهورة. مدينة غرَّاء يعني جميلة
قَعسَاء: عِزّة قَعسَاء يعني ممتنِعَة وثابِتة
عَفرَاء: الأرض العذراء البيضاء التي لم توط
الآناء: جَمع آن (الساعات)، “ومن الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى – قرآن)
أياء: جمع آية
أنواء: جمع نَوء وهو النجم إذا مال للغروب، تعني أيضا العطاء
سَيماء: وسيما، كما في القرآن: سيماهم في وجوههم (العلامة والهيئة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق