
الفوضى الخلاقة ونهاية الحرب
أبوبكر عابدين
*****
مخطئ من يظن إن الحرب في السودان وتداعياتها أسبابها داخلية فقط وبالتالي يمكن لفريق أن ينتصر على الآخر وتنتهي الحرب ويعود الهدوء والإستقرار للسودان..
* السودان ليس جزيرة معزولة عن العالم تجري الأحداث فيه بمعزل عن الأطماع الخارجية من الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الامريكية.
*الإمريكان بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وضعوا خطة الهيمنة على العالم وتغيير الخريطة الجغرافية لتحقيق أهدافهم (راجع خطاب الرئيس الأمريكي ترامب عندما هجم على السعودية ودول الخليج واخذ ما أخذ من أموالهم).
*السودان كدولة شاسعة المساحة غنية بالموارد الباطنة والظاهرة أصبح هدفاً لأطماع الدول الغربية والشرقية الكبرى وسأل لعابها وأخذت تتسابق للهيمنة وسلب تلك الثروات خاصة الذهب والمعادن النفيسة وخاصة أمريكا وإسرائيل (عبر وسيط) وروسيا والصين..
*لكل عملاؤه المحليين والإقليميين وبالتالي أخذوا في التسابق للنهب، وكلنا شاهد وسمع عن الشركات المشبوهة التي تسرق أطنان الذهب وتهربها عبر الشركات والمسؤولين الحكوميين العملاء!!
*إذن سادتي تلك الحرب لاتخرج عن تخطيط خارجي تحت لافتة(الفوضى الخلاقة) والتي ستستمر حتى إنهاك القوتين المتحاربتين ولايهم من يموت من الشعب أو هاجر أو تم تدمير البنية التحتية..
*سينهار كل شيئ وستكون الفرصة مواتية للتدخل العسكري الخارجي تحت لافتة(البند السابع)..
*نعم بعد التدخل الخارجي ستكون الفرصة مواتية لتقسيم البلاد إلى دويلات وبالإرادة الداخلية بعدما زرعوا الفتنة القبلية والعنصرية بين أبناء الشعب ألواحد حتى وصل إلى قبول مبدأ فصل دارفور كما تم سيناريو فصل الجنوب، ثم يمكن فصل جنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق وبالتالي يتحقق الهدف الصهيوني بالتقسيم إلى خمسة دول يقودها عدد من العملاء الذين سيسهلون عملية النهب المبرمج للثروات ويمكن أن يحدث إتفاق بين الإستعماريين الجدد على تقسيم الكيكة.
*ستكون هناك مظاهر إستقرار حينها من توفير الأمن والغذاء وخطوط سكك حديدية لتسهل عملية تصدير المواد الخام الخ…
*إذن سادتي كيف هو المخرج من تلك الأزمة؟ توحيد الجبهة السياسة الداخلية وفق برنامج وطني تتوحد حوله كمرحلة أولى
في وجود قوات مسلحة موحدة ذات عقيدة عسكرية تعي تماماً مهامها الأساسية،
*نحن أمام أزمة حقيقية ونحتاج إلى الفعل السياسي الراشد بعيدا عن العملاء والمرتزقة الذين ينشطون بكل أسف هذه الأيام وينظرون فقط إلى مصالحهم الذاتية الرخيصة.