ثقافة وفن

الفنان أحمد عجوز

أهلي رفضوا الفن ولم أستطع الالتحاق بمعهد الموسيقى

انبثق من أسرة محافظة عرفت بالتصوف والدين وهو ما صعّب عليه الدخول في عالم الفن في بدايته حتي شاءت الأقدار أن تمنحه الفرصة عندما ابتُعث إلى مصر ليجد فرصة كبيرة كي يشق طريقه الفني فخُلق حينئذ ذاك الرجل المبدع المتفتق والمتشبع بتراث بلده بحق وحقيقة، إنه المطرب أحمد عوض سيد أحمد الشهير بأحمد عجوز. بزغت شمسه بمدينة الخرطوم، بمنطقة الديوم الشرقية ومنها انتقل إلى حي الصحافة في أوائل عام 68 حيث نشأت وترعرع وتلقي تعليمية الاولي هناك ارتباطه بالفن ينبع من أسرته حيث كان الوالد يمتلك صوتا جميلا في المديح النبوي وهو من المادحين في الطريقة الختمية، وعمه أيضا كان من أهل الفن وكما ساهم أيضا مكان النشأة الذي كان وقتها مركزًا في النشاط الفني حيث كان حي الصحافة منارة لكل عاشقي الفن والطرب الجميل، فمنذ الصغر عاش في أجواء فنية وثقافية مهدت له السبيل إلى أن يرتاد آفاق الطرب الأصيل لا سيما الحقيبة بكل فروعها وفي شتى بؤرها الوعرة.

حاوره صديق علي

< لماذا تأخر ظهور نجم المطرب أحمد في المجال الفني رغم الصوت الجميل الذي عرف عنه منذ الصغر:

> انا شخص خجول بطبعي ففي المراحل الأولية من حياتي التعليمية لم أكن أمتلك الشجاعة الأدبية لذلك كنت أرفض المشاركة في اي نشاط فني رغم إلحاح الأساتذة وزملائي الذين كانوا يعلمون مدي موهبتي الفنية فقد كنت أتغنى لهم عندما نكون منفردين خاصة في جلسات الأنس التي كانت في الغالب تكون في الكسبان الرملية وفي الميادين.

< ماهي المرحلة التي يعتبرها عجوز نقطة انطلاقته الفعلية والبداية الرسمية لمشواره الفني:

> في سنة 84 عندما ابتعثت للدراسة الجامعية إلى جامعة الزقازيق في مصر وهناك يمكن القول ان الثورة الغنائية الفرديّة انطلقت من هناك وظهر نجمي كفنان في الجامعة وفي وقت قصير أصبحت اشتهرت بقوة وسط الطلاب السودانيين في جميع أنحاء مصر والذين كانوا كثر وقتها حيث كان مجموع الطلاب في جامعة الزقازيق وحدها أكثر من ألف وخمسمائة طالب فكنت الفنان الرسمي لحفلات الاستقبال والتخرج وحفلات الجالية وهنالك تعرفت بعدد كبير من الشعراء والأدباء والفنانين والملحنين الذين كانوا يترددون على مصر ومنها انطلقت في رحلتي الفنية.

< لماذا لم يدرس عجوز الموسيقى ولم يتخصص في اي من مجالاتها واختار طريق بعيد عن الفن:

> كنت بعيدا عن هذا المجال في البداية بسبب الوالد الذي كان من المتصوفة ولذا كان معترض بشدة على دخولي في مجال الغناء حيث رفض التحاقي بمعهد الموسيقي والمسرح بعد أن نلت الشهادة السودانية وابتعثني إلى مصر لكي ابعد عن هذا المجال ولكن هنالك وجدت كل الإمكانيات لكي أبدع فمصر رحبة جدا وبها كل الإمكانيات متوفرة لكل مجالات الثقافة والجو عموما كان جوا معافي وأريحيّ لأداء الأعمال الفنيّة عموما.

< بالرغم من الشهرة السريعة التي حظيت بها والسرعة الكبيرة التي انطلقت بها لكنك تركت كل ذلك وهاجرت:

> بعد أن أنهيت دراستي الجامعية في مصر عدت إلى السودان وانا فنان ناضج ومكتمل مما اهلني للانخراط في العمل الفني مباشرة فكنت مشارك بقوة في كل المناسبات الخاصة والعامة وبدأ نجمي في الظهور داخل السودان وكان ذلك في عام 89 وخلال ثلاث سنوات أصبحت من مشاهير الغناء وقتها حتى ظهرت ما يسمى وقتها بالمصنفات الفنية التي منعت الفنانين من ترديد الاغاني القديمة وكذلك تم منع التسجيل في الإذاعة وهو ما جعل الكثير من الفنانين يهاجرون إلى الخارج وانا كنت أحد هؤلاء.

< من المعلوم ان الفن دروب كثيرة ومسارات اي من تلك المسارات وجد احمد نفسه

> الغناء الذي كنت احبه كان ولا يزال غناء الرواد وأغاني حقيبة الفن حيث كنت مغرم بغناء العمالقة وبشكل خاص اغاني الحقيبة القديمة ونبع ذلك من اهتمام الناس بها في ذلك الوقت وبالأخص برنامج حقيبة الفن الذي كان الناس ينتظرونه علي احر من الجمر على إذاعة ام درمان والتي كانت هي المنارة ووزارة إعلام في حد ذاتها حيث كانت توحد وجدان الشعب السوداني وانحسارها وانعدامها فيما بعد وتقدم الزمن اثر كثيرا علي الذوق الفني العام للمستمع السوداني، اما عن أي المسارات اخترت وجدت نفسي في تلك اللونية الكلاسيكية التي تنتمي للمدرسة الوترية الاولى والتي هي طاغية بشكل كبير علي تفاصيل الفن السوداني فأنا وجدت نفسي داخلها وكذلك تتناسب هي بتفاصيلها مع إمكانياتي الصوتية و الطبقات اللحنية التي تبرز مقدراتي الفنية والتطريبة.

< كيف تنظر لكل ما يدور في الساحة الفنية وما يحدث فيها من ظواهر

> كل ذلك عبارة عن سحابة صيف وسوف تعدي ويظل الأصل باقي يمتد ويكون هو المرجع، ذلك هو حال الفن في السودان يظل راسخا لا ينتهي وهو امر طبيعي وليست اول مرة ولن تكون الأخيرة منذ عهد الحقيبة التي ضجت بالظواهر الشاذة والتي اختفت وفي الحقبة التي تلتها وكذلك في الثمانينات أتت ظواهر واختفت وفي التسعينات كذلك أتت ظواهر واختفت وايضا سوف تختفي تلك الظواهر التي تقبع الان على أنفاس الساحة، ففي نهاية الأمر لا يصح الا الصحيح.

< ما هو تقيمك للوضع الان ومدى التردي الذي وصل اليه

> هنالك نوعان من اهل الفن عموما من شعراء وملحنين وفنانين وحتى إعلاميين فهنالك الذين ينتجوا أعمال جادة من كل النواحي مثل النصوص والالحان التي تحمل قيم ومعاني بالإضافة لكل الجماليات اما الجزء الثاني هم أصحاب العمل التجاري وذلك معروف بصفاته من ركاكة وضعف وينظرون إلى الفن على انه سلعة والساحة الفنية على انها سوق وهؤلاء يعرفون بمطلح الارزقية، وهم من يسيطر الآن على الساحة الفنية من خلال ذلك التطفل.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

    1. الاستاذنا الفاضل
      احمد عوض عجوز
      فنان في قمة الإبداع والروعة
      وفقك الله ورعاك يا استاذ احمد عوض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق