
قصة أغنية
يا زمن أغنية تاريخية ومحطة مهمة في الغناء السوداني
(الخرطوم – السودان)
يا زمن هي محصلة ثماني سنوات لعلاقة حب ربطتني باحدي الفتيات لم ارها طوال هذه السنوات وكان يربطنا ( التلفون ) وفي هذه المكالمات لم تصدر منا كلمة احبك او أريدك او ما شابه ذلك انما كان إحساس ومشاعر وفقط عبارات.. صباح الخير .. مسا الخير ..!! وفي ذلك الزمن التلفونات كانت نادرة جداً ولكن بحكم عملي بالبوستة توفرت لي وسيلة الاتصال وفتاتي كانت من اسرة ميسورة وهي طالبة بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وكانت تسكن بداخلية الجامعة وتشاركها الغرفة زميلة لها تعلم بقصتنا وقد طلبت من صديقاتها ان تتصل بي لمقابلتها وفعلاً اتصلت بي واتفقنا علي اللقا، بمكتبة العلوم بالجامعة وان تكون كلمة السر بيننا ( روزماري ) لأننا لا نعرف بعضنا وهذه الكلمة مستوحاة من قصة ليالي الحب في فيينا وفي الموعد المحدد وصلت الجامعة ودخلت مكتبة علوم وكانت مكتظة بالطلبة والطالبات ولكي لا احدث جلبة وازعاج كنت اقترب من كل مجموعة وأقول ( روزماري ) وعندما سمعت الكلمة شهقت وهبت واقفة وتقابلنا وتعارفنا وعلمت منها ان والدها شخصية كبيرة بالدولة وطلبت ان نتقابل مرة اخري فرفضت وقلت لها لو زرتك بالجامعة سوف ادخلك في مشكلة وان مجتمعنا المحافظ لا يرحم وزعلت وعلمت ان لديها امتحان بعد يومين ودخلت الامتحان ورسبت واتصلت بي وقالت انني سبب رسوبها وتألمت جدا لهذا الموقف وبعدها علمت انها قد جلست للملحق ونجحت وذهبت لها بالجامعة وقابلتها وبغضب قالت لي :داير شنو ؟ فقلت لها : اريد ان اعتذر لك عن عدم زيارتي السابقة ، وطلبت منها ان نخرج فاشترطت ان ترافقنا صديقتها واستقلينا عربتي الاوستن واتجهنا نحو وشارع النيل ووقفنا قبالة نادي الزوارق ولم ننزل من العربة وفتحنا الأبواب وأخذنا نتأمل في المناظر الخلابة .. النيل وجزيرة توتي واصوات السابلة وفي تلك الليلة كان القمر( قمر 14 ) ..!! وخيم الصمت علينا والكلام غلبنا عديل والواحد ما قادر يقول شنو ويبتدي من وين ..؟؟!! والقصة كلها خيط مربوط مع بعض ولم نجد اي تعبير غير اننا نعاين لبعض ومن الساعة 7 لحدي الساعة 11 ما في واحد قال بغم وفجأة صديقاتها قالت ( الزمن سرقنا ) وارجعتهن الي الجامعة وفي نفس المكان صليت ركعتين لله وحاولت اكتب لكن لم استطع وصليت العشا، برضو ربنا ما فتح علي بكلمة قدت العربة واتجهت نحو كافتيريا اتني عند تقاطع شارع القصر مع الجمهورية وطلبت ساندوتش وزجاجة بيبسي وفرشت المصلاية في الشارع وقعدت اشحد في ربنا عشان يفتح علي بكلمة ورنت في بالي حكاية ( الزمن سرقنا ) وحتى أذان الفجر كنت اردد في كلمة وبعد ان أديت صلاة الفجر انطلقت الأفكار وقلت ( يا زمن وقف شوية ) وبدأت اكتب دون توقف واكملت كل القصيدة في تلك اللحظة ورجعت البيت وبعد ان شربت شاي الصباح توجهت نحو جامعة الخرطوم وانا احمل القصيدة الوليدة وقابلت الخفير وقلت له ارجو ان تسلم هذه الورقة للطالبة فلانة .. وهذه القصيدة فتقت فيني جروح وفتقت فيني الألم وأعطتني آفاق بعدية لان الشاعر او المبدع زي الشايل كاميرا فوتغرافية اي منظر جميل بيصوره بأحاسيسه ومشاعره يعني ليعرف الأبعاد والمسافات وبيعرف العنوان وأغنية يازمن وقف شوية كانت مفتاح شهرة ومفتاح معرفة لسر الغنا وقد غني الفنانابراهيم عوض اغنية يا زمن لاول مرة سنة 1960 في حفل عام قبل ان يسجلها للإذاعة.
وانا عيسى السلامي – شاهدت الشاعر في استديو الفضائية السودانية عند تسجيلي لبعض قصائدي وكان حفظه الله يسجل بعض قصائده في نفس البرنامج مع المخرج عيساوي فوجدته قمه في الادب والاخلاق والهدوء .
اغنية يا زمن وقف شويه
كلمات الشاعر /ابراهيم الرشيد
لحن واداء ابراهيم عوض
يا زمن
يازمن وقف شوية
يازمن ارحم شوية
واهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
وشيل شبابي شيل عينيا
ياعينيا
يازمن رفقا بحالي
بي حبيب عمري المثالي
بي سعادته وبي هناهو
بي سروري وانشغالي
بي احاسيسو ومشاعرو
وبي كل خاطر في بالو
يازمن وقف شوية
واهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
شيل شبابي شيل عينيا
ياعينيا
يازمن ماتبقي قاسي
نحن حققنا المحال
انحنا هدمنا وبنينا
ونسجنا في الخيال الف حيلة
الف حيلة لي لقانا
يازمن ارحم شوية
واهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
شيل شبابي شيل عينيا
ياعينيا
يازمن ارحم حبايب لسه في عمر الزهور
يازمن جود عليهم بي دقائق قبل ماتعدي وتمر
يملو فيها الدنيا فرحة
ونشوة من خمر السرور
يازمن وقف شوية
واهدي لي لحظات هنية
وبعدها شيل باقي عمري
شيل شبابي شيل عينيا
ياعينيا
يازمن انت جايي في النهاية
جايي وما عارف البداية
يازمن جاي تجري وانت ما عارف الحكاية
ديل حبايب عاشوا فكرة وللقائهم اسمي غاية
يازمن وقف شوية
واهدي لي لحظات هنية
وبعدهاشيل باقي عمري
شيل شبابي شيل عينيا
ياعينيا
يقول الصحفيان : عبد المنعم هلال / الواثق عبد الرحمن
جلسنا اليه واهدانا ( لحظات هنية ) وفي حضرته لم يتوقف ( الزمن ) كما طلب منه قبل اكثر من نصف قرن انما مر سريعاً وهو يحكي لنا تفاصيل ولادة قصيدة ( يا زمن وقف شوية) ..!! الشاعر ابراهيم الرشيد في إفادات تنشر لاول مرة .