آراء

أجراس المدائن

الانقلاب الأول من نوعه!

بين إفادات البرهان وخطاب حمدوك وشائعة مقتل الحلو

عاصم البلال الطيب

سبقت وما سمت

نحو أربعين سنة قضيتها في بلاط صاحبة الجلالة وإحساس يتملكني بالأبوية تجاه القضايا الوطنية أتولى رعايتها وأتعهدها بالاهتمام مثلما أفعل مع وليداتى. وإحساسى بهشاشة الاوضاع يحملني علي زيادة معدل رعايتي للقضايا الوطنية المفتوحة علي كل الاحتمالات، الفترة الانتقالية لا زالت مولودا في الحضانة لا تحتمل عنف مكونيها العسكري الأعلى إمكانيات والمدني الارفع صوتا والاغلب شعبا يعلو ولا يعلى عليه علوا من جانبه يغير به من آليات المقاومة وفرق بين من فسد ولم يوفق، تبدو ملامح وإرهاصات حرب باردة بين الطرفين أولها الكلام،تأسيسا على تجارب سبقت وما سمت فوق الخلافات والصراعات ترتفع ووتائر الحديث عن انقلاب عسكري وشيك وازدادت بعيد تصريحات ليست بأية توصيف بالون اختبار اطلقها البرهان أمام رفقاء السلاح رافضة لتعليق ما أسماه فشل القائمين على اقتصاد ومعاش الناس على شماعة مؤسسات المنظومة العسكرية بحسبانها المعيق بينما هي الرفيق، ورفقة السلاح تاريخا الأقوى تماسكا والأنأي عن الصراعات والخلافات و عقيدتها المعتنقة الالتفاف حول القيادة حسب التراتبية في حالة الحرب وعند الانقلاب عسكريا على المدنيين حال ما يستدعي ذلك شعبيا كسبا للمناصرة والتأييد، هذا لا ينفي تجرعها من كؤوس الخلافات والشقاقات ومجازر الله لا أعادها نسيا منسيا، والقوات المسلحة تلتف الآن حول قيادتها تأمينا للفترة الانتقالية المتعرضة لمطبات مصحوبة بدوي رعد ودفق مطر َ ونذر صواعق تنتج بخبث تفسيرات وتأويلات شتى لتصريحات الفريق أول ركن البرهان النازع للصمت المحتسب عند الكلام، تصريحاته امام قيادات القوات المسلحة قبيل ساعات وبالأمس القريب أُوِلت بأنها تمهيد لخطوة الانقلاب هكذا بمنتهى الاستسهال غض الطرف عن إفادات عديدة له داعمة للحكومة المدنية الانتقالية لا يحفل بها أحد مثلما الاحتفاء بتصريحات معبرة عن الضيق ذرعا ومن لا يضيق منا ذرعا وباعا بعموم الحال وتشاؤما من المآل، قيادة القوات المسلحة لا تتفصل عن الواقع  المأزوم ولا تبدو متآمرة بتصريحات في محفل عام لقائدها العام ورئيسنا السيادي بسلطات مطلقة لإدارة المنظومة العسكرية  وهذا ما لا يروق  لبعض حواضن حكومة الفترة الانتقالية السياسية بينما دكتورها حمدوك يبدو دواماً هادئاً متزناً وهذه خواص قائد مطلوبة في مثل هذه المرحلة لم ولا يشتط أبدا ولم يسئ لطرف حتي الكيزان، لكنه في خطابه الأخير بدا لنا للمرة الأولى ضيقه ذرعا كذلك وباعا وواقع الحال لا يسر وغلب، ارتياحا لمست لدى ثائرة مؤثرة لما ورد في خطاب حمدوك، يمضى أصحاب الأخيلة الخصبة بعيدا ويجتهدون تأويلا بربط ضيق قيادات المكونين تمهيدا لانقلاب دون توصيف يطيح برؤوس المشهد ولا يمسس شعارات الثورة، مناوئون من قيادات اللجان الثورية يعبرون تصريحا بعد تلميحا بكفرهم بحكومتهم الانتقالية الحالية ويخططون ربما لاستنساخ قوى إعلان الحرية ب دونما مساس كذلك بعظم ولحم قوى قيادة الثورة الشعبية التى فجرتها جموع بشرية هائلة لم تتوار اهلا وسهلا عن حراكها حتى تخلقت حكومتها الانتقالية بعلاتها التي كانت سببا في خلقنت أدائها، وعلي قيادات الثورة متي احست بعدم التوفيق الإفساح لآخرين من دونهم ومن قواهم او من علمائنا المنتمين سودانيا، ارتكزت الجموع الثائرة غير بعيد لمراقبة الأداء كما وعدت عبر  لجان المقاومة ولجانها التنسيقية، وهاهي اللجان تنفذ عمليات وطلعات احتجاجية لا ينقصها التخطيط الدقيق من قيادات خلف الكواليس تحتفظ بتأييد كبير من قوى الثورة الشعبوية وكذلك من ذوى الشهداء، لن تستطيع قوة إقصاء هؤلاء من المشهد والعزم يملؤهم لتغيير الاوضاع بالثورة ب مالم يتم الاستجابة لمطالبهم، هذا مما تلمسته شخصيا من أقوى الأرقام الثورية الشعبية المتخذة من الشارع مكتبا وخندقا، عليه كل الأطراف الانتقالية لا تبدو راضية ومتلمسة عدم الرضاء الشعبي بسبب الانهيارات الكبيرة في شتى مجالات وصعد الحياة الامر الذى يهدد كينونة وبقاء مظاهر دولة الآن آيلة لسقوط لا نقبله ولن يقدر على إقالته طرفا منفردا، دعم الحكومة الانتقالية واجب مقدس والبديل قاسٍ وفوضجيته يدركها رضيعنا وقد عز على والديه جلب لبن الحليب الصناعي وقد جف وانقطع عن الأثداء، وإسداء الخدمة لهؤلاء الصغار والكبار يستوجب دعما لقيادات المرحلة الانتقالية جميعهم خاصة رئيس ورمز المكون المدني الدكتور عبدالله حمدوك المطالب بالاستماع لمطالب ممثلي الشارع الحقيقين، يسمعهم ويعدهم بالاستجابة الممكنة للمطالب المعقولة ويقنعهم بعدم معقولية بعضها لمسها بالضر المنظومة الأمنية التي تقف خلفها قيادات لا تنقصها الحكمة وقد اثبتتها وكذا القدرة والقوة، ليس من طرف انتقالي مهيئ وحيدا للانفراد بالمشهد.

حلابة وحلابة

الخبث والخبائث، إطلاق الشائعات والاباطيل الإسفيرية التي كفلت الجرأة والشجاعة لكل خبيث ورعديد ليبف من بف مصرانه الاعور الغازات السامة والروائح الكريهة إيذاء للآخرين ومن دونهم صفرا لا يساوي، لم يعجبن تصميم مواقع لإبطال مفعول جائحات الشائعات إبطالا يعززها ويحقق اجندة من ورائها من الحثالات والنكرات، لا يستحق مطلقو الشائعات استفراغ الطاقات واستنزاف الجهود ومنحهم ما لا يستحقون من وقت وفكر وإهمالهم والتصدي لهم بذكاء بتدريب عامة الناس من حملة اجهزة بث الشائعات بمحاربتهم بالانصراف عن مواقع  للمال جلابة وحلابة، اخبث شائعة انطلقت تافهة وإعمال صغير لعقل المتلقي يبطلها وقد انتشرت وتصاعدت وسط دخاخين احتراق طائرة الشحن بجوبا بالتزامن مع احتضان عاصمة الدولة الجارة لأهم قيادات المرحلة السودانية المحظية بتأييد شعبي في مناطقها وفي العاصمة الخرطوم، الشائعة مقتل القائد الجنوب كردفاني البراغماتي الأهم عبد العزيز الحلو قائد اقوى حركات الرفض المسلح للدولة السودانية بهيئتها الراهنة، مطلقو الشائعة الرخيصة يعلمون ردة فعلها ولكن خاب فألهم والوعى الشعبي يتجاوز الآن مثلما وقع في خرجات سابقة كارثية اعصرها عقب مقتل أو اغتيال قرنق الزعيم السوداناوي الذى كان قادرا على إحداث الفارق، الحلو القائد لا يقل عن قرنق أهمية وسط اهله وعشيرته وكذلك لبلده الكبير السودان وعليه إعمال الحكمة وعدم الغرق في لجة الاشتراطات المعقدة لقضية السلام المستدعية تنازلات  ومراعاة لأرقام اخرى مهمة مثله للمصلحة الكلية السودانية التي يعمل علي ضربها مثل من يطلقون شائعة مقتل الحلو سعيا لإشاعة فاحشة وفاضحة عدم الفوضى غير الخلاقة سودانيا بجملة من المعطيات والاسباب، وفي خضم الفوضى ربما يحد أصحاب التأويلات ومطلقو شائعة مقتل الحلو في تحطم طائرة شحن ضالاتهم لتحقيق اجندات خبيثة تعصف بجمعنا عصفا غير مأكول لتماهيها مع هذه التأويلات وتلك، بالله عليكم أيعقل  قائد مثل الحلو في ظل وجود مجتمع دولي مقتنع يرعي قضيته، وقريب منها يتنقل بطائرة شحن وهو القائد الذي زاره في معاقله ومناطق قوته ونفوذه دكتور الفترة الانتقالية حمدوك بحثا عن السلام واقتناعا نشاركه فيه بأهمية الرجل وكافة رجالات المنظومة العسكرية والأمنية المنحازين لخيار الثوار بالانقلاب على قائدهم في عملية مغامرة وليست نزهة او سياحة، رجاء نبتعد عن التأويلات لإفادات البرهان امام قادة جيشنا وكذلك حركات وسكنات حمدوك الجاهز للترجل كاسبا لو خرجتم ضده، وعليكم بالانتباه لشراذم تعمل ضدكم وثورتكم وجيشكم وسودانكم، فقوموا ضدهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق