ثقافة وفنسلايدر

فيضانات السودان

رصد وتوثيق الفنانين: عبد الرحمن التكينة - د. عبير عامر - معتز القطبي - عمر عبد القادر - أبو عبيدة حامد - محمداني ستار

د. محمد بدوي مصطفى

تقدمت بطلبي إلى الفنان العالمي عبد الرحمن التكينة، ابن السودان البار، أن يبدأ بمبادرة في التوثيق التشكيليّ لحوادث الفيضانات التي ألمّت بالبلاد وأن نجعل ريشة من أراد أن يتفاعل معها ومعنا لسرد حال أهلنا من أولئك الذين تضرروا بها تحكي تلك القصص وتندر تلك النوادر التي أدمت القلوب وأدمعت المقل وساهرت بالأنفس وحدث ولا حرج. والفن يا سادتي بكل أشكاله وتجلياته ما هو إلا سيزموغراف يرصد موران الأرض، دورانها، هيجانها، غضبها عندما تزلزل نفسها زلزالها أو عندما تهجع وتروق إلى بهجتها وجمالها وتظهر في أجمل حلّة لها، ذلك حينما تتساقط عليها قطرات الطل من علٍ. نعم، قلب الفنان وريشته هما ذاك الجهاز، الذي يرصد حركة الأرض في الجوف كما دورانها في العلالي. فهذه الأعمال الرائعة التي ابدعتها ريشة هؤلاء العمالقة والتي بين أيديكم الآن يا سادتي خلدت من جهة نفسها بنفسها ومن جهة أخرى رسمت ووثقت لأحداث ضربت بأرض السودان في فترة لم تشهدها حياته لعشرات السنين من قبل. لقد وثق هؤلاء الفنانين بحب وولع وتفاني ساردين قصة بيت هدمته أمواج الفيضان، وكان يأوي من قبل حاج وحاجة، طفل أو طفلة ترقد مبكرًا حتى تستيقظ باكرًا للذهاب إلى المدرسة، لكن بكل أسف، تفاجأها أمواج المياه العارمة وتقضي على كل أخضر ويابس من حولها. ندعو الله أن يلطف بالعباد والأمة.

وأخيرًا لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للفنان عبد الرحمن التكينة ولمجموعة الفنانين العالميين والبارعين المذكورين أعلاه لمبادرتهم الراقية وشيمتهم الجليلة تجاه أهل السودان، بلدًا وشعبًا، وخاصة تجاه كل فرد مسته أيادي الفيضانات بالأذى والمسّ. فهي دون أدنى شك في ميزان حسناتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق