سياسة

أجراس المدائن

من دولارات ترمب نتعلم ... وهل يولد المرء عالمًا ...؟!

عاصم البلال الطيب

الرماد كال المتظاهرين

ابراهيم الكنوزي، خالي وكبيرنا متعه الله بالصحة والعافية، ترزي قريتنا ديم القراي جل سنوات قرننا الماضي، يخيط بماكينته السنجر للإناث والذكور كل الأعمار وبارع في شتى التفصيلات، مهنته قروياً كانت تميزه على حلاوة شخصيته، بارعاً كيف لا ادرى فى إصلاح راديوهات ومسجلات أهل قريتنا ديم القراي لا قرشاً ولا تعريفةً، درس منتهى علمي سنوات أُول من الكتاتيب، فطنته فطرية وشخصيته ملهمة، دكانته مركز للتجمع والأنس الظريف في ضحويات القرية ومساءاتها، تحيتي له عن بعد بالسامراب، ذكرني به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد ظهوره فى مشهد مثير وجاذب للاهتمام لا نستطيع الجزم بعلمه تم تصويره أم لقطة مقتطفة ليست مفتعلة متحسساً جيبه لإخراج بضعة دولارات فئة العشرين كما فضحتها الكاميرات وقلة الشغلات، السيد ترمب الرئيس الأمريكي بنكهة خاصة، كان فى مناسبة خيرية داخل كنيسة فيها مناسبة جمع تبرعات خيرية فى ما يبدو ورقية رمزية، ليس من سبب يدعوه لحمل وريقات نقدية وبديلها الكروت الممغنطة لدى الشحاتين فى الشوارع فى بلاد العم سام موجودة، ربما أحدهم مررها له لاهمية رمزية تبرعه عن جمهورييه رمزياً، هذا لا يعنينا لكنه استنتاج لعدم استعباط رئيس العالم، يعيننا قدرته على إخراج الفئة المرادة بالتحسس وتعامله مع المال قل أو كثر بصرامة غض النظر عن ملياريته، احترام الدولار امريكياً كاحترام العلم غير مسموح العبث به كما هو حالنا وقد حولنا بعباطة وجهالة الدولار والأوراق النقدية لسلع تباع وتشترى فى اكبر أسواق النخاسة والمضاربة من قبل موتورين هم وجهاء المجتمع ويا لبئسها وبؤسها من وجاهة، تغطية مركبات نقصها فى مظاهر دالة على السذاجة فى تبديد أموال طائلة بعيداً عن كتلتنا النقدية المصرفية في ما لا ينفع ويفيد، دونالد ترامب قادر على حمل أموال طائلة لزوم البوبار على طريقتنا السودانية، ولو فعل لفقد هيبته وأفقد الدولار عزته بالحمل فى الجيوب بلا حساب،  نحن العرب وغيرنا ممن هم ضياع مثلنا بين مغرد ومفسفس وموتسب… إلخ، تركنا رمزية السلوك وظننا بالرجل ورميناه بما هو بيننا شائع، البخل، منتهى البخل اكتناز الأموال وبطرائق غير سوية فضلا عن حرمان الأجهزة المصرفية من فوائدها والمجتمع من عوائدها، أليس هذا ببخل ضرب مفاصل مصارفنا في مقاتل بالحفاظ بالأموال خارج خزائنها، فشل الدولة المتفاقم بيننا المتراكم ينذر بشرور مستطيرة شررها في سلب الأجهزة النظامية قانونية الردع للإبقاء على جذوة الدولة متقدة، استعاضت الدولة عن فقد سطوة  أجهزتها الجلل حال الدعوة لمظاهرة بإغلاق الشوارع والكباري وتعطيل الحياة وبسلوكها تساعد المتظاهرين وتخفف عليهم من تجشم حمل وتجميع المتاريس لإعاقة حركة الحياة الوسيلة الفعالة للوصول للغاية المنشودة وهى إرباك الحياة و َتعطيل عمل ودولاب الدولة  تعطيلا يكبد خسائر فادحة للكل، قرار الدولة بإغلاق الطرق اكبر عون لنجاح اهداف متظاهرين هم من حملوا اركان الدولة الانتقالية لسدة الحكم والمسؤولية فجزاؤهم ليس جزاء سنمار وإن قصدته وعنته! التعريف للدولة العصرية هي التي تملك اجهزة سيطرة وردع لدى الضرورة وليس من ضرورة أهم من القدرة على حماية المصالح وتسيير حياة الناس وتوقيفها علاجاً غير فعال لكبح جماح التظاهر، التظاهر حق مشروع وتصريحات السياسيين التنفيذيين الانتقاليين بمشروعيته ذر للرماد في العيون والرماد كال المتظاهرين!

غمتها لا غمطها

عيييك، لم انس غرض تذكر الخال إبراهيم وإن سرحت مع ترمب ابن العم سام نموذجا ناجحا يستعبط الآخرين يدير دولة يحافظ على عراقتها وحق تظاهر مواطنيها مكفول ولا مجال للضحك على الذقون، لا يمكن ان تخرج مسيرة متعددة الألسن متضادة الاتجاهات في يوم وهناك قوى للردع مضبوطة بقانون متفق عليه يشرعه المتظاهرون الذين تغمطهم دولتهم السودانية التنفيذية الانتقالية وحاضنتها السياسية بأدب الاستقالة إفساحاً من الفاشلين للناجحين ولو من ذات الحاضنة، الفاشلون من يتسببون في انقسام ذات الشارع الذي منحهم الفرصة ولكن! نحتاج لمسؤول حريص على حقه حرصاً فى سياق كلى المنفعة ، ترمب ثروته الطائلة يخصصها للفائدة الكلية لمجتمع يبيح حق التقامر والتغامر، فحمله لبضعة دريهمات دولارات فئة العشرين رمزية على عدم وجود المال فى الجيوب والخزن الأمريكية البيتية والمكتبية الخاصة ومحلها ومستقرها ومقامها معلوم في المصارف أو كاستثمارات ترمب رافدة الاقتصاد الأمريكي بفوائد مشهودة رفداً حمل الناخب على التصويت له بسبب نجاحه فى عمله الخاص الدال على قدرته على تحمل مسؤولية الإدارة الأمريكية التي ينجح فيها بشواهد مثل حصوله على صك تعويض من حكومتنا الفقيرة  جمعته من السوق الاسود! القياس ليس بحجم المبلغ ولو كان فإنه أزهد من اتخاذه مثالا القياس بقدرة ترمب على الملاعبة السياسية المقوية لاقتصاد الدولة والأفراد مبلغ التعويض بحساب تحويله لأفراد مبلغاً خرافيا يولد طبقة ثرية جديدة  بالتعويضات تساعدهم منظومة اقتصادية قوية في إدارته ليعود بمصالح مشتركة حال بلوغ مال التعويض السوداني لذوي ضحايا المدمرة كول، لن يذهب لجيوبهم ليكدسوه بعيدا عن كتلة نقدية امريكية لا زالت الأقوى بالتغطية الحقيقية وامتصاص التضخم برفع سعر الصرف خارج الحدود كما الحال لدينا في السودان المثال، نجح ترمب سياسياً ولو خسر الانتخابات أمام بايدن وذاك الأرجح والسياسة مباراة كرة قدم مستديرة ومجنونة. لم أنساك يا خال لأجل عيون ترمب الخضر ولا دولاراته الثمانية فئة العشرين وقد بذلها صدقة، لكن لتحسسه الناجح لإخراج الفئات من داخل جيبه فى ما يبدو من بين اخريات وتفرسه فيها تأكداً قبل غمتها لا غمطها في رمزية بديعة تركناها وركزنا في فارغتها، رمزية احترام المال وعدم تكديسه في الجيوب وخزائن البيوت، وليس بعصى على ترمب تكديسها في جيبه ولكنه لا يفعل احتراما وهو الرئيس المطالب بضرب المثال فى المحافظة على تقاليد التعامل مع المال أمريكياً.

الظافر الأمريكي

الزميل عبد الباقي الظافر قضى سنوات فى بلاد العم سام، حدثني ذات مرة ان زميل أمريكي عرف انه مجمع دولارات هاجر الظافر من أجل جمعها وما فعلها، الأمريكي كما حدثني الظافر استعجب من كيفية توفيره ألفى دولاراً، الظافر قال أن الأمريكي ليس في حاجة لجمع المال ودولته متولية كامل رعايته الإنسانية ضرورة ورفاهية بالسيطرة على المال لصالح الدولة دون عبث بحق الترسمل. الخال إبراهيم من ذكرتني به دولارات ترمب المتحسسة بنجاح، كانت تدر عليه ترزيته وفيها كم كان بارعاً كل الفئات واذكر منها الطرادة لحلاوة اسمها وقدرتها الشرائية، لا أحد منا يعلم كم من المال فى جيب الخال الذى كان يملك قدرة عالية لتحسس مختلف فئاته وهى آمنة داخل جيبه، فلا يخطئ ويخرج فئة الخمسين لو اراد الطرادة فئة الخمسة وعشرين قرشاً دعك من الحنيه من تغنى له فنانو زمانه، جدنا القراي العمدة الساخر اطال الله عمره من أعيان قريتنا ديم القراي تنبأ لنا ، الاخوال إبراهيم الترزي وعبداللطيف القراي شيوعى السكة حديد وانا بالفلس لعدم قدرتنا على تحمله وقد صدق، فكل ما تلبن لثلاثتنا نعود لتحسس ما في جيوبنا وليته كان يا اخوال كتحسس ابن العم ترمب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق