آراء

أجراس المدائن

قراءة في انسحاب الشيوعي من قحت

عاصم البلال الطيب

المحرقة السياسية

وبم يفيد غير إضعاف، انسحاب الحزب الشيوعي من مكونات قوى إعلان الحرية ، الحاضنة السياسية ليس لكلية الانتقالية بل لأحزابها وقواها  في الحكومة الانتقالية مكوناً مدنياً يحقر شراكته ويقزمها بدوام الشكوى من هيمنة العسكريين، تبريراً للفشل المخزي والمريع لأداء ولا اضعف يفضى لأزمات معيشية متلاحقة ومتفاقمة لم يجد معها حتى رفع الدعم رخاءً لإنهاء حالة الشح فى الدقيق والوقود والصفوف لا زالت دفوفها تعوى بخيبات الأمل والرجاء. الحزب الشيوعي باسط ذراعي سيطرته على قوى إعلان  الحرية والتغيير منذ وهلة المفاوضات الأولى مع الشريك العسكري القسري للوصول للتشكيلة الانتقالية التي لم تنه بعد احتجاجات المتاريس وحرق الإطارات وبارك الشيوعي بتحفظات كل خطوات  قيام الحكومة  المدنية من بعض أحزاب قحت مفضلاً  هو لعب دور العراب محتفظاً بذكاء بكرت الشارع المفجر الحقيقي لثورة ديسمبر لإحساس خامر قيادته بصعوبة المرحلة الانتقالية وما تجره من سخط جماهيري يخشاه الحزب العريق ويفقده حظوظ تنامت ثورياً للمنافسة في الانتخابات بحسبان المشاركة في الحكم الانتقالي مع بروز مؤكد لأشباح الازمات محرقة سياسية ،والسخط الآن من اداء الحكومة الانتقالية يبلغ مداه وهناك من يحمل الفشل لضعف خيارات قحت ومشاركة الأحزاب العريقة والشيوعي منها من وراء حجاب وابواب مواربة، وآخر يحمل الفشل لما يعرف بالدولة العميقة مع إتهام الشريك العسكري بدعمها وعدم التفريط فى مؤسسات بعينها باتت معلومة لذكرها بالاسم مراراً تمثل رأس رمح الحكم، غير ذلك أضعف المكون المدني، تصدر الحزب الشيوعي لمشاهد التصدي للحكومة الانتقالية بدعوى تصحيح المسار وليس الإسقاط صوبت قياداته سهام النقد للمكونين لما صنفته خروقات للوثيقة الدستورية وعددتها وركزت على أهمها  ملف مفاوضات السلام واحقية تبعيته للشريك المدني خالصاً،  قيادات الشيوعي ربما تدرك بأن مشاركة حركات الكفاح المسلح ستغير خارطة الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية لغير صالح توجهاتها وبسط هيمنتها انتخابيا هذا لو مضت التسوية الانتقالية لآخر الشوط، نسيت قيادات الحزب العريق أن السياسة كما الحياة دوارة وثابتها متغيرها الذى قد يبقى لصالحك اليوم وضدك غداً ومن الصعب استنساخ التجارب لتبدل العناصر والمعطيات.

التحالف الجديد

ارتكب الحزب الشيوعي غلطة الشاطر شريكاً لقوى إعلان الحرية والتغيير أكبر غلطة عدم المشاركة الصريحة مع عدم التقيد والارتهان باتفاق عدم تكرار وجوه الانتقالية في الانتخابية، كان مجرد قول لن يلتزم به أحد وقد قيل اتساقا مع فورة حماس الشرعية الثورية، فأمن الحزب الشيوعي على عراقته السياسية من أمن من شركائه في قحت من أحزاب تثبت الآن أنها الاذكى على حداثة تجربة بعضها السياسية وعراقة اخرى ولكن ليس عراقة سودانية إنما مستجلبة طالبياً ولم ترتق يوماً ولن لمرحلة الجماهيرية لاختلاف المدارس بين دول المصدر والحالة السودانية، فلذا غامرت هذه القوى وتلك بدفع عناصرها للحكم بسياسة يا غرق يا جئت حازمها مستفيدة من عزوف كبار الساحة السياسيين، فخلا لها المشهد وبدأت في الانتقال تدريجياً من مماحكات السياسات الثورية ومبادئها لرحاب الموضوعية بالتعامل المرن مع الشريك العسكري الذى يؤدى مباراة السياسة الانتقالية كما في كتابها وكراسها، مفاوضات سلام جوبا قربت قوى قحت المشاركة في الحكومة الانتقالية من المكون العسكري بينما باعدت بينه وقوي قحت الاخرى والحزب الشيوعي على رأسها وقياداته السياسية والاقتصادية تعرى كل إجراءات حكومة الدكتور حمدوك وآخرها سياسة رفع الدعم عن الوقود التي شيعتها قيادات شيوعية اقتصادية بارزة لمثاوي الفشل قبل ميلادها وربما لسان حال الصفوف لازال لاهثاً بالندرة واستدامة الأزمة ولو رفع الدعم كلياً عن الوقود والدقيق. بدت الشقة تتسع بين الحزب الشيوعي وشركائه مع اقتراب تنفيذ اتفاقية سلام جوبا بوصول قيادات حركات الكفاح المسلح والانخراط فى مباحثات تفكيك وتمكين الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية الأولية لجهة الإفساح للمكون الجديد، وواقعية السياسة التي تحتمها الممارسة وخسران قوى المشاركة المدنية بتتالي الازمات المثيرة الغضب ربما مكنت الحزب الشيوعي من قراءة خارطة جديدة للمشهد السياسي قد تفضى لتحالفات جديدة اضطرارية بمقتضي الحال بين مكوناتها المدنية والعسكرية شركاء الانتقالية، والحزب الشيوعي ربما قرر استباق التحالف الوشيك بعد انضمام حركات الكفاح المسلح و المكون العسكري ورفقائه من قوى قحت المشاركة بذكاء تحت عباءة الاستقلالية بينما هى بواقع الممارسة تمارس تنزيلاً وتمكيناً لحزبيتها، الحزب الشيوعي متهم الآخر بصبغ الفترة الانتقالية باللون الاحمر بتمكين بعض منسوبيه في مرافق الدولة الحيوية دون ظهور بينٍ، هي اتهامات ولكنها ليست من فراغ ودخانها نار وميضها تحت  رماد، خروج الحزب الشيوعي عن قوى إعلان الحرية والتغيير إن صحت قراءتنا، يخلق تحالفاً واقعياً بين مكونات الحكومة الانتقالية التي يعف عن دعمها الشيوعي وقد لمس عدم رضاء دفعه للانحياز للجماهير الساخطة، جماهيره يا تري أم جماهيرية أخرى؟ ويبدو ان الانسحاب تأخر بما لا يكفي ولا يفيد لا الحزب العريق ولا الانتقالية الهشة وانهيارها ليس من  مستفيد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق