غير مصنف

رحيل نبيل فاروق … الكتابة قريباً من السلطة

برز الكاتب المصري نبيل فاروق، الذي رحل عن عالمنا اليوم في القاهرة إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، منذ منتصف الثمانينيات ضمن الأدب البوليسي والخيال العلمي؛ حيث نشر عدداً كبيراً من القصص التي لاقت انتشاراً لافتاً بين القرّاء، الشباب والمراهقين منهم خصوصاً.

أصدر فاروق، الذي وُلد في مدينة طنطا عام 1956، تلك القصص في شكل سلاسل، وأبرزها “ملف المستقبل” ورجُل المستحيل”، وهما السلسلتان اللتان دفعهما نجاحهما إلى ترك الطب ليتفرّغ نهائياً للكتابة، وهو الذي مارس هذه المهنة لفترةٍ بعد تخرُّجه من كلية الطب في طنطا ببكالوريس في الطب والجراحة عام 1980. وقد تزامنت تلك الخطوة مع انتقاله مع أسرته مطلع التسعينيات إلى القاهرة.

قبل ذلك، كان الكاتبُ المصريُّ الراحل مولعاً بالقراءة منذ طفولته، وانضمّ إلى نادٍ في ثانويته يهتمُّ بالكتابة الصحافية والتصوير الفوتوغرافي والتمثيل المسرحي. ولاحقاً في عام 1979، سينال جائزة من قصر الثقافة في طنطا، وهو لا يزال طالباً، عن قصةٍ له بعنوان “النبوءة”، والتي ستصبح أولى قصص سلسلته “كوكتيل 2000”.

غير أنَّ بدايته الحقيقية مع الكتابة كانت في العام 1948، حين حاز جائزةً نظّمتها “المؤسّسة العربية الحديثة” (التي سينشر معها عدداً كبير من أعماله) عن قصّة تحمل عنوان “أشعة الموت”، والتي نشرها بعد عام واحد من ذلك كأولى قصص سلسلته “ملف المستقبل”.

خلال هذه الفترة، توطّدت علاقة فاروق بأحد ضبّاط المخابرات المصرية، الذي استوحى واقتبس منه شخصية أدهم صبري الشهيرة في سلسلة “رجل المستحيل”، والتي امتلأت أعدادها بعبارات تأييد نظام الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك، في ذلك الوقت، ليبدو بمظهر الرجل الوطني المستعدّ لبذل الغالي والنفيس من أجلها.

اعترف أنه كتب سلسلة “رجل المستحيل” بالتنسيق مع جهاز المخابرات

وبفضل تلك السلسلة، تحوّل جهازُ المخابرات العامّة المصرية إلى أسطورة في مخيّلة الشباب. وقد اعترف فاروق، عقب ثورة 2011، بأنَّ أعداد السلسلة كانت تُكتَب بالتنسيق مع جهاز المخابرات، الذي اعتبرها إحدى وسائل الدعاية له، موضّحاً أن “الجهاز كان يتدخّل للإضافة أو الحذف أو التعديل في القصص كيفما يشاء”.

انتظم فاروق في كتابة صفحتين بشكل شهري في “مجلّة الشباب”، المملوكة لمؤسسة “الأهرام” الحكومية، على مدار أكثر من عشر سنوات، فضلاً عن كتابته مقالات أسبوعية في جريدة “الدستور” الخاصة، وقت كان يرأس تحريرها الكاتب إبراهيم عيسى، قبل اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.

وشهدت كتابات فاروق تحوُّلات عبر ثلاث مراحل، الأولى منها مثّلت تأييداً واسعاً للنظام الحاكم، والثانية كانت في تحوُّله إلى معارضة النظام خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك، ثم جاءت المرحلة الثالثة ممثّلة في تأييد نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، والهجوم على الكيانات الشبابية مثل “روابط الألتراس”، واتهامهم بالانتماء لجماعة “الإخوان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق