سلايدرسياسة

عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية موضوع حلقة من برنامج ضد المحظور

كيف استقبل المغاربة واليهود المغاربة وباقي الدول نبأ هذا التطبيع

عبد الحي كريط

في حلقة استثنائية لبرنامج ضد المحظور يوم 15 دجنبر 2020 والذي يقدمه الإعلامي المخضرم الكارح ابو سالم على قناة كاب 24 تيفي، بمناسبة عودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب ومن خلال إحياء هذه العلاقات الاستثنائية التي تجمع المغرب مع إسرائيل باعتبار أن هذا الأخير فيه أكبر جالية يهودية من أصل مغربي من بين جميع الجاليات في اسرائيل بفرعيه السفارديم والاشكناز وتقدر بمليون يهودي مغربي حيث تعود جذورهم وأصولهم إلى المغرب وهي ضاربة في عمق التاريخ المغربي.

حلقة البرنامج تناولت عدة محاور هامة في مسار العلاقات المغربية الإسرائيلية في مختلف المجالات، وهل يمكن اعتبار استئناف الرحلات الجوية بين تل ابيب والرباط تطبيعا مباشرا مع إسرائيل؟ وهل يكون الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية صفقة ومقايضة مقابل القضية الفلسطينية؟ وماهي حسابات الربح والخسارة في الإعلان عن استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب؟

كل هذه الأسئلة وغيرها كانت محل نقاش مع ضيوف البرنامج في كل من الحاخام الأكبر ابراهام من إسرائيل، وصبري الحو المحام والمحلل السياسي المختص في شؤون الصحراء وأورنا بازيز الاستاذة الجامعية والكاتبة الإسرائيلية، ومحمد المتزكي الفاعل الجمعوي المهتم بشؤون الجالية اليهودية بالمغرب ومروان أشريض الصحفي الدولي ورئيس الجمعية المغربية للحوار والتعاون. والسيد سالامون العسري رئيس الاتحاد العالمي ليهود مراكش.

الوجود اليهودي في المغرب ضارب في عمق التاريخ وهي ضرورة حتمية للوصل مع إخوانهم المسلمين بالمغرب

أكد الحاخام الأكبر أبراهام على أن  اليهود عاشوا في المغرب بسلام ووئام مع إخوانهم  المسلمين  في إطار قيم التعايش واحترام الأفكار، وأضاف أن هذه القيم لمسناها في المغرب وإن قيم التعايش هي متأصلة في الوجدان وعقلية المغاربة الاستثنائية،وضرب مثلا بالرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران عندما سئلوه عن سبب استقدام المسلمين من المغرب ومصر وتركيا إلى فرنسا ،فرد عليهم بالاية القرآنية انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو ” ولابد من إطار مجتمعي يمكن من جعل فرنسا قوية ،وأضاف المتحدث أن عقلانية المغاربة هي ميزة  يتميز بها الشعب المغربي،حيث نعتبر المغرب بلاد مقدسة بالنسبة لنا، والسلام هو أساس التعايش ،كما ضرب المتحدث بمثل توراتي “ابحث عن السلم وإسعى إليه سيدنا داوود ” ودعا الحاخام في معرض حديثه عن عمق العلاقة الوجدانية لليهود المغاربة ببلدهم ،وإلى ضرورة الوصل بين اليهود وإخوانهم من المسلمين المغاربة.

كما تحدث الضيف محمد المتزكي عن مدى العمق التاريخي الذي يجمع بين اليهودي والمسلم المغربي حيث أن تمغرابيت لاتفرق بين مواطنيها وهذا المعطى الوجداني تجسد من خلال السلاطين العلويين لاحتضان جميع أطياف الشعب المغربي بمسلميه ويهوده ،وأضاف نفس المتحدث أن اليهود يتذكرون موقف السلطان الراحل محمد الخامس ،عندما كانت فرنسا تحت حكومة فيشي النازية وأرادت أن تتدخل في الشأن اليهودي المغربي ، فوقف السلطان في وجوههم ورفض رفضا باتا وقاطعا لتدخل حكومة فيشي في شؤون النسيج المجتمعي المغربي ،وقال لهم محمد الخامس انا عندي فقط المغاربة موقف يدل على أن لافرق بين مغربي يهودي أو مسلم كما أضاف السيد المتزكي أن عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل إنما هو رجوع الحق لإخواننا اليهود في إسرائيل وهم مغاربة أبا عن جد وما يفوق من 800 الف يهودي كانوا يعانون الأمرين لكي يزورو بلدهم الأصلي ولازال يحملون في قلوبهم شعار المغاربة المقدس الله الوطن الملك، وأضاف أيضا أن السلم في منطقة الشرق الأوسط سيتحقق من خلال اليهود المغاربة الذين تعايشوا مع إخوانهم المسلمين في المغرب.

التطبيع كلمة دخيلة في القاموس السياسي المغربي

وفي معرض الحديث والنقاش عن مسار ومستقبل إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل أكد السيد مروان أشريض أنه ليس هناك عملية تطبيع بل هناك عودة العلاقات والتطبيع كلمة دخيلة في القاموس السياسي المغربي، وأضاف نفس المتحدث أن استئناف الرحلات الجوية بين الرباط وتل أبيب يعتبر أقل ما يمكن أن نفعله لليهود المغاربة لزيارة بلدهم الأم.

وانتقد السيد أشريض الناس الذين ضد التطبيع وتساءل عن الحلول التي قدموها وهي ليست تطبيع فهي عودة العلاقات الطبيعية كما كانت من قبل، واليهود المغاربة في إسرائيل يقدمون الدعم المعنوي والمادي بدون حصر لإخوانهم المغاربة نصرة لقضايا المغاربة، وأكد الضيف أن قرار جلالة الملك محمد السادس تعتبر خطوة شجاعة وفي محلها وجاءت في التوقيت المناسب.

كما شدد المتحدث على أنه لا يمكن أن نتقدم في السلام إذا لم تكن العلاقات مفتوحة، فإحياء العلاقات بين المغرب ويهود إسرائيل يخدم القضية الفلسطينية وتواجد اليهود في المغرب يمتد أكثر من 2000 سنة وهو وجود متجذر وموغل في الحضارة المغربية.

حان الوقت لرد المعروف لبلدنا المغرب

اكد رئيس الاتحاد العالمي ليهود مراكش السيد سالامون العسري في معرض حديثه عن الإنجازات العلمية الباهرة التي حققها اليهود المغاربة في إسرائيل، إنه حان الوقت لرد الدين والمعروف إلى بلدنا الأصلي المغرب، من أجل أن يكون بلدنا الأم متقدما على جميع الصعد التكنولوجية والعلمية والمغرب أولى بها لأنها إنجازات علمية بعقول مغربية.

وأضاف نفس المتحدث أنه عندنا مشاريع تكنولوجية لتحويل الصحراء المغربية إلى واحة خضراء وغناء كما فعلنا في إسرائيل عندما حولنا صحراء النقب إلى صحراء خضراء.

وقال الضيف أنه بالرغم من خروجنا من المغرب فإننا لم ننسى خير بلدنا لمدة 2000 عام فقد كنا مضطهدين من الرومان وذقنا ويلات التشرد حتى وصلنا إلى المغرب الذي آوانا وحمانا، وبالرغم من أننا في إسرائيل فإننا نعتز بمغربيتنا وحضارتنا المغربية.

وفي ختام حديثه قال المتحدث.  رجائي إعطاء جائزة نوبل للسلام مناصفة لكل من الملك محمد السادس ودونالد ترامب وبنيامين نيتنياهو.

المعارضون للتطبيع لابد لهم أن يتكلموا عن جار تحكمه حفنة من الجنرالات ويسعى ليل نهار لزعزعة استقرار المغرب

في معرض حديثها عن إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل قال الاستاذة الجامعية والكاتبة الإسرائيلية أورنا بازيز أن قرار جلالة الملك محمد السادس بإعادة العلاقات مع إسرائيل هو قرار شجاع وتاريخي ينطلق من نظرة ثاقبة وتحليلية للواقع من منطق الفكر والتاريخ، وعودة العلاقة بين المغرب وإسرائيل هي قنطرة وصل لعودة اليهود المغاربة إلى بلدهم الأم، وأضافت نفس المتحدثة أن إشراك المناهج التعليمية المغربية في التعريف بالثقافة اليهودية بالمغرب يعتبر إضافة أساسية لردم  الجهل في عقول بعض الناس، والذين يعارضون التطبيع ماهم إلا مشوشين على هذا التتويج والانتصار الدبلوماسي للمغرب، والذي يعارضون عودة العلاقات لابد لهم أن يتحدثوا لنا عن جار تحكمه حفنة من الجنرالات ويسعون ليل نهار لزعزعة استقرار المغرب ،وهذا الأخير ساعدهم في الحصول على الاستقلال من المستعمر وبعد ذلك انقلبوا على جارهم ،ويمولون زعزعة استقرار المنطقة من خلال أموال الشعب الجزائري وتصوير المغرب كعدو أبدي ،والتاريخ لا ينسى طرد 350 الف مواطن مغربي من الجزائر ونهب ممتلكاتهم وأراضيهم في الجزائر.

وأضافت الضيفة أنه بالرغم “من أننا خرجنا من المغرب لم نخرج المغرب من قلوبنا “

والملك الراحل الحسن الثاني قال” أي يهودي يفقده المغرب يربح سفيرا “

إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية ستذلل طريق السلام

في منطقة الشرق الأوسط

قال السيد سلامون في معرض حديثه عن السلام في الشرق الأوسط أن الفلسطينيين يعيشون معنا ونوفر لهم كل متطلبات الحياة الضرورية وعندنا أكثر من نصف مليون فلسطيني يعملون في إسرائيل معززين مكرمين والسياسية هي التي خربت العلاقة بيننا والانقسام الفلسطيني هو الذي سبب كل هذه المآسي من خلال تعنت كل من حركة حماس وحركة فتح ولو كانت حكومة موحدة فالسلام والتعايش سيكون بيننا في الأرض والمغرب يعتبر نموذجا يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط.

ويجب علينا أن نتجه باتجاه تعزيز السلام وتوضيحه لدى الرأي العام على حقيقة وصوابية قرار جلالة الملك بعودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

وأضاف السيد أبراهام الحاخام الأكبر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما تحدث في إحدى اجتماعاته عن سماعه لمطربين إسرائيليين فقد كنت شاهدا على هذا التصريح الذي أدلى به منذ سنوات وأنا شخصيا اعطف على الفلسطنيين الذين يأتون إلى إسرائيل واوفر لهم الطعام والشراب بمختلف اصنافه ونضحك معهم وندردش معهم وهم سعداء في إسرائيل لأنها بلاد ديمقراطية.

وأضافت الاستاذة بازيز بأن الإسرائيليين بشكل عام يرحبون بعودة العلاقات باعتبار أن المغرب دولة عريقة جدا ودولة للتسامح ورمز للتعايش في العالم .

وأشار أشريض أن الاتفاق التاريخي ليوم 10 دجنبر سيتوج على المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية للجيل الثاني والثالث والرابع لليهود المغاربة لزيارة بلدهم الأصلي ولكي يتعرفوا على قيمة التعايش الذي جسده المغرب تاريخيا بين اليهود والمسلمين، كما أن التبادل العلمي بين البلدين سيخدم المجتمع العلمي من خلال تعزيز أواصر التعاون الأكاديمي.

كما أكد أشريض أن ازدواجية النفاق السياسي والمواقف لبعض القادة العرب من خلال التطبيع مع اسرائيل والتخلي عن الفلسطينيين دون أدنى اعتبار للقضية الفلسطينية عكس المغرب فهو واضح جدا ولا ينافق شعبه وجلالة الملك أكد حرصه الدائم والتزامه للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

وأكد السيد المتزكي في معرض حديثه عن التزام المغرب تجاه اليهود المغاربة أن صاحب الجلالة جاء بهذا القرار من منطق مؤسسة إمارة المؤمنين فهو مسؤول عن جميع المؤمنين وتدخل الملك جاء لرد الاعتبار لليهود المغاربة.

وعلى هامش البرنامج كان هناك متدخلون أكاديميون وفاعلون دينيون كالشيخ السلفي الفيزازي والذين أكدوا أن مصطلح التطبيع هو مفهوم غير دقيق بالنسبة للمغرب فالمغرب أعاد العلاقات ﻷن هناك جالية مغربية في إسرائيل تقدر بمليون يهودي مغربي ولابد لنا أن نفصل في موضوع الصحراء المغربية عن موضوع إعادة العلاقات، فبعض الناس اختلط عليها الأمر فالمغرب بلد استثنائي ولا أحد يزايد عليه وهو لازال البلد الأول الذي يدافع بشكل متواصل ومستمر عن فلسطين والتزامه الدائم بالدفاع عن المقدسات الإسلامية بفلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق