ثقافة وفن

في حوار مع الروائية والشاعرة المغربية أمينة الجباري

الكتابة هي الشمعة التي كانت تضئ الزاوية المعتمة و تبعدني عن الجنون و الانتحار بالكتابة انتصرت و اصبحت خارج المعتقل

من المبدعات المغربيات الرائدات في عالم الأدب والشعر والرواية هي بنت مدينة تطوان تلقت تعليمها الابتدائي و الثانوي بهذه المدينة العتيقة ذات الروح الأندلسية انتقلت إلى فاس العاصمة العلمية والروحية للمغرب لإكمال تعليمها العالي

حاصلة على الاجازة من كلية الآداب والعلوم الانسانية، حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة

كما أنها حاصلة على دبلوم في الديكور و التصميم نالت لقب سفيرة الشعر كما شاركت في العديد من الملتقيات و المهرجانات الادبية وطنيا ودوليا كان آخرها بمدينة فوبرتال الألمانية.

ضيفة الحوار لهذا الأسبوع هي الشاعرة والروائية المغربية أمينة الجباري والتي ستتحدث لنا عن عملها الأدبي الجديد ثرثرة في المعتقل والتي كتبت بأسلوب شعري سلس تشد القارئ كما ستتحدث لنا عن واقع الرواية الشعرية بالعالم العربي

حاورها عبد الحي كريط

> ثرثرة في المعتقل تعتبر أول أعمالك الروائية والتي لقيت استحسانا من قبل النقاد داخل المغرب وخارجه ماهي المحددات الرئيسية التي انطلقت منها في بناء موضوع روايتك؟

< فعلا ثرثرة في المعتقل هي أول عمل روائي لي بعد ستة دواوين شعرية، فلم أستطع التخلص من ملك الشعر فكانت رواية شعرية.

و قد تعمدت هذا الأسلوب في كتابتها حتى أشد القارئ إليها ثم إن القارئ بصدد قراءة ثرثرة في المعتقل يقرأ رواية و نصوص شعرية في ذات الوقت.

و ربما هذا الأسلوب كان من بين أسباب نجاح الرواية و جاء هذا في قراءة العديد من النقاد.

> ماهي الاسباب التي دفعتك الى تسليط الضوء في روايتك على مأساة النساء بين الجدران ونشر معاناتهن بلغة شعرية روائية؟

< ثرثرة في المعتقل تدور أحداثها على معاناة امرأة تحول زواجها الى اعتقال و طال ثلاثون عاما ….

بالرواية شخوص و أحداث و راو و ذروة و خاتمة التي هي تحرر السجينة مع وقف الحرية بسبب كورونا، في البداية كانت كتوثيق للحظات وجع كبير و تسلية بالكتابة و كانت فكرة الطبع و النشر بعيدة لكن الفكرة نضجت مع توالي الاحداث و ازدياد الضغوط و المعاناة

فكانت السجينة تقضي جل اوقاتها بالكتابة حتى حررتها كتاباتها حين صارت اصداراتها خارج المعتقل.

> هل تندرج روايتك ضمن الأدب النسائي؟ وماهي المدرسة السردية او الشعرية التي تأثرت بها في إخراج نصوص ثرثرة معتقل؟

< أنا لا أعترف بالأدب النسائي و أدب للرجال بالنسبة لي لأدب و الفكر و الابداع لا يتجزأ فيغترف الرجل و النساء من نفس المحيط الادبي و تبقى هذه طبعا وجهة نظري

أما بخصوص انتمائي او تأثري بمدرسة من المدارس أقول بأن ثرثرة في المعتقل تشبهني أنا و تنتمي لمدرستي أنا.

و ليس ضروريا و لا شرطا ان ننتمي لمدرسة أو نتأثر بمدرسة ممن سبقونا فلكل طريقته في الكتابة فهم مبدعون و نحن مبدعون و هذا هو الجميل.

> تيمة الألم والوجع هي إحدى موضوعات ثرثرة معتقل فكانت الكتابة هي إنعكاس لتجربة وجدانية مررت بها ،مامدى صحة هذا التوصيف؟

< صحيح ثرثرة في المعتقل هي تجربتي الشخصية هي سرد لثلاثين عاما كنت فيها رهن القيد و اعتقال و بهذا التصريح كانت بداية روايتي فكنت أكتب نصوص بين الجدار و الجدار من معتقلي و كانت الكتابة هي الشمعة التي كانت تضيئ الزاوية المعتمة و تبعدني عن الجنون و الانتحار بالكتابة انتصرت و اصبحت خارج المعتقل و كتابتي هي التي أخرجتني

>جاء في احدى فقرات روايتك: في القبيلة النساء منسيات كجرة مشقوقة قديمة متهمة بجلب النحس” ماهي نظرتك السسيولوجية الأدبية تجاه هذه الفقرة من روايتك؟

< كنت أعني بالقبيلة معتقلي و مكان سكناي و المدينة أيضا فالنساء هناك محكومات بالعادات و التقاليد و الخوف فتجدهن تعيسات و إن تظاهرن بضحكة أو فرح لكنهن جميعا سجينات و المرارة أنهن لا يفكرن في التغيير او الثورة على الرجل الظالم بل مستسلمات لكن ثرت و كتبت و انتصرت و تحررت.

حررتني الكتابة فكان اول خروج لي لباريس و ألمانيا للمشاركة في امسيات ثقافية .

> شاعرية السرد الروائي هي أحد الإنجازات الأسلوبية الخاصة للرواية العربية ، ما هو تقييمك لواقع الرواية الشعرية في العالم العربي عامة وفي المغرب بشكل خاص؟

< بوطني لم أجد اهتمام يذكر إلا من أصدقائي الأدباء و المثقفين و المهتمين ومن هنا أوجه التحية للأستاذ الكاتب و الناقد بوسلهام اعميمير على اهتمامه بروايتي وبقراءته النقدية كما اوجه من هنا اوجه التحية للدكتور و الكاتب العراقي كامل الدليمي و الذي أدرج قرائته النقدية لثرثرة في المعتقل ضمن مؤلفه “كسر التوقع”

كما انهالت عليّ دعوات لتوقيع الرواية بعدة دول أوربية بعد الجائحة.

> ما هو مستقبل الرواية الشعرية أمام تعدد الأصوات الروائية وقلة الاهتمام الإعلامي؟

< أظن ان الزمن زمن الرواية الشعرية و يسعدني جدا أن كنت ممن حملوا هذا المشعل الجديد في عالم الرواية

> هل لك ان تخبرنا عن بعض أعمالك الأدبية والشعرية القادمة ان وجدت؟

< بعد اصداراتي الشعرية كديوان عشرون عاما من العشق لا تكفي وديوان من قال أننا افترقنا وتبكي القصيدة وفلسطين تستحق الحياة وعناق الريح ..الخ وروايتي ثرثرة في المعتقل، فإنه قريبا سأصدر ديوان شعري باسم “عائدون” .

>ماذا تمثل لك تطوان وانت بنت الحمامة البيضاء؟

< تطوان بالنسبة أكسجين الروح ،اعتز و افتخر بمدينتي و مسقط رأسي، إنها مدينة المبدعين و الفنانين و سعيدة ان اكون من قافلة مبدعي الحمامة البيضاء.

مدينة أنجبت أعلاما في الفقه و الادب و الفنون من رسم و نحت كما انجبت ملحين واصوات جميلة ودائما أقول تطوان ولادة المبدعين كل الحب لتطوان والتطوانيين.

> كلمة أخيرة؟

< أشكرك على المقابلة وعلى اهتمامك و قد كنت ممن اهتموا بهذا العمل الروائي من وطني الغالي. كل التحية والتقدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق