ثقافة وفن

الندامى

من درر الغناء السوداني.. رائعة الفنان الخير عثمان

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في الستينيات عن مسابقة لاختيار أجمل قصيدة شعرية، فتقدم الشاعر السوداني محمد عثمان عبد الرحيم بقصيدتين، الأولى  هي (أنا سوداني) والتي فيما بعد لحّنها وغنّاها الفنان حسن خليفة العطبراوي وهى غنية عن التعريف، والقصيدة الثانية لنفس الشاعر كانت (النّدامى)، ولكن الإذاعة رفضت أن يتقدم بإثنين وطالبته باختيار واحدة فقط لتدخل اللجنة فاختار (أنا سوداني) وأعطى الثانية لزميل له محامى، وكان أن فازت (الندامى ) بالجائزة الأولى وفازت انا سوداني بالجائزة الثانية، ذلك مما يدل على شاعرية الفن بالسودان الذي لم يجد الفرصة في سماء الإعلام على مستوى العالم العربي، ثم التقطها الفنان الخير عثمان ووضع لها لحناً بديعاً ونجحت الأغنية نجاحاً باهرا بشاعريتها الجميلة ولحنها الرائع وأصبحت وقتها على كل لسان، ولردح من الزمن ظلت أغنية الندامى مسجلة باسم ذلك الشاعر المجهول إلى أن تم تعديل حقوق الملكيّة الفكرية حينما صدر ديوان شاعرها الحقيقي محمد عثمان عبد الرحيم حيث نُسبت القصيدة الى شاعرها الحقيقي. ولتتأمل عزيزي القارئ جماليات هذه القصيدة:

ﺃﺩﺭِ ﺍﻟﻜﺄﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸـﺎﻕ ﺻﻔﻮﺍً ﻭﻣﺪﺍﻣـــﺔ

ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﺎ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﺪﺍمى

………….

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻓـﻞ ﻓﻲ ثوب ﻣﻦ ﺍﻟﺤـﺴﻦ ﺩﻭﺍﻣــﺎ

ﻣﺎﺳﺖ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﻋﺸﻘﺖ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺎ

ﺗﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﺒـﺎﻥ ﻣﻴﻼً ﻭﺍﻋﺘـﺪﺍﻻً ﻭﺍﻧﻘﺴﺎﻣــــﺎ

ﻭﺗـﻔﻮﻕ ﺍﻟـﺒﺪﺭ ﺣﺴـﻨﺎً ﻭﺿـﻴﺎﺀً ﻭ ﻭﺳﺎﻣـﺔ

………….

ﻳﺎ ﺳﻘـﻴﻢ ﺍﻟﻠﺤـﻆ ﻳﺎ ﻣـﻦ ﺃﻭﺭﺙ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺳﻘﺎﻣﺎ

ﺍﻥ ﻓﻲ ﺗﻴـﻬﻚ إﺭﻫـﺎﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼـﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣــﺎ

ﺳﻞ ﺃﻧﺎﺱ ﺩﺭﺳﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺤﺐ غرﺍﻣﺎ

أﻳﺒﻴﺢ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻋﻤﺪﺍً ﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺣﺮﺍﻣــــﺎ ؟

………….

ﺍﻥ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﻛﺎﻟﺼﺒﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺣﺪﺍﻗـﺎ

ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﻘﻠـﺐ ﺍﺳﺘـﺤﻠﻲ ﻣـﺬﺍﻗــــﺎ

ﺍﻧﺖ ﻣِﻦ ﻣَﻦْ ﺍﻓﺴﺤﻮﺍ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻧﻄﺎﻗﺎ

ﺧﻠﻘﻮﻙ لشتى ﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺎﺕ ﻭأﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﻼﻗــــﺎ

………….

ﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺤﺮﺍﺑﻚ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﺳﺘﻮﺣﻲﺍﻟﺮﺷﺎﻗـــﺔ

ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻦ ﺍﺭﻭﻉ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ

ﻭﻟﻠﺮﻭﺡ ﻳﺎ ﻣﻼﻛﻲ ﻭﺳﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤُﺸﺎﻗـــﺔ

ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻒ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﺑﺎﻗــــﺔ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق