آراء

غوايات

العوالم الأخرى

عماد البليك

لا تربطني علاقة على مستوى الأرض بالأستاذ يوسف سيد أحمد الخليفة رئيس تحرير جريدة الوطن الذي توفي يوم الخميس 15 أبريل الجاري، رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان. وإن كان تعرفت عليه قبل فترة عن طريق أحد الزملاء في مهنة الصحافة وقال لي لماذا لا أكتب معهم في الوطن، وأدخلني في مجموعة بالواتساب يديرها الأستاذ يوسف، تضم مجموعة إعلاميين، ولم استمر فيها. وإن ظلت علاقتي بيوسف عن طريق تراسلات متفرقة ومن ثم قبل فترة طلب صداقتي في الفيسبوك وصرنا أصدقاء.

ليلة الأربعاء، فجر الخميس، نفسه، رأيت في النوم قبل السحور، حلما غريبا، ضمن مجموعة أحلام فضاؤها السودان في تداخلات مع عوالم المهجر، رأيت أنني أسكن في بيتي ومعي أولادي وجاءتنا عائلة في زيارة كان يقودهم رجل يرقد على سرير أسمر البشرة، كنت أعرفه في الحلم ويعرفني دون أن أتذكر من هو؟! ومعه طفلة وامرأة في منتصف العمر.

لا أتذكر في الصحو أم في الحلم نفسه، عرفت أن هذا الرجل الذي كان يسامرني هو الصحفي الراحل سيد أحمد الخليفة مؤسس جريدة الوطن، الذي لم ألتق به في حياتي، ولا أزعم أني أعرف عنه الكثير.

قلت في لنفسي في الظهيرة وأنا استيقظ متأخرا، بأني سوف أخبر الأستاذ يوسف بهذه الرؤية، وتأخرت في الإخبار أو تناسيت إلى بعد ساعة تقريبا أو ساعتين.

من ثم كنت أتصفح الفيسبوك لاقرأ خبر وفاة الأستاذ يوسف رحمه الله.

لا أدري ما هذه الأشياء الغريبة التي باتت تطاردني من قصة جبران إلى وفاة الأستاذ يوسف.

أما قصة جبران فهي كالآتي كما كنت قد سجلتها في صفحتي الشخصية على الفيسبوك، حيث كتبت يوم 10 أبريل الجاري:

صدفة أم.. منذ صباح اليوم وانا أبحث في، أوراقي، القديمة عن مسودات كتبتها عن جبران خليل جبران. ومن ثم عثرت عليها ومقالا كتبته عن انطباعات معاوية محمد نور عن جبران ووصفه لجنازته في بيروت وهي، قادمة من بوسطن. ثم أخرجت كتابا، عن جبران وفي، الايميل كان أمامي

نسخة حفظتها لكتاب، ميخائيل نعيمة عن صديقه. افتح الفيسبوك فيطل جبران على “التايملاين”. ثم اكتشف ان اليوم يوافق تاريخ وفاته في العاشر من أبريل عام 1931.

هل ذلك مدبر من القدر ام حالة من اللاوعي؟ 

انتهى البوست، ويبقى السؤال الذي يدور بذهني عن تلك العوالم الغريبة التي تأخذنا ما بين الواقع والخيال، التي يمر بها عدد من البشر، البعض يسميها تلاقي الأرواح، ويؤمن بأن الروح لها القدرة على الحركة بخلاف الجسد المحدود والمقيد بالجاذبية الأرضية حيث أن مادي بحت.

وأنا أرى بأن هناك عالما موازيا، معرفة البشر به ما زالت ضئيلة، عالم يمكن أن نطلق عليه عالم الشهادة أو الحضور، يتجلى في الأحلام وفي الرؤى وأحيانا في اليقظة، والإشكال أن العلم المعاصر يذهب إلى المادية البحتة وربما لا يعترف بهذا الشيء، برغم أن بعضا من الأبحاث الحديثة باتت تمشي في هذا المسار الذي لا يزال غريبا عنهم.

إن تأمل التاريخ الإنساني والميثولوجيا بشكل عام أو علم الأساطير والتراث البشري عامة كما في قصص الأنبياء والسرديات القديمة، يكشف لنا ذلك كله عن أمور غريبة جدا، حيث كانت ثمة تداخلات بين عوالم الغيب والشهادة والواقع المتجلي الذي نراه أمامنا وليس هو بحقيقة إلا بمقدار ما تشيء به الحواس في قصورها الكلي.

في بعض التصورات العلمية الأكثر حداثة كما عند ألون ماسك مثلا فإن الواقع الذي نعيشه هو استلاف أو تصويري وليس واقعي، وأن حقيقتنا نحن البشر في مكان آخر، ليس لنا أن نعرفه إلا بعد.. (…) وربما عرفنا من قبل ونسينا..

يقول فيلسوف هندي، إن التحدي ليس في معرفة هل هناك حياة بعد الموت، إنما هل هناك حياة قبل الحياة؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق