آراء

غوايات

مرحبا بالأكوان الطفلة

عماد البليك

هل يمكن تصور الكون مثل كائن حي، بالرجوع إلى علم الفيزياء الحديثة، وما يطرحه فيزيائيون جدد مثل «لي سمولين»، وهو عالم فلك وفيزيائي أميركي، من مواليد 1955 صاحب نظرية تتعلق بعلم الكون أو حياة الكون، تعرف بـ«الانتقاء الطبيعي الكوني»، التي يكاد يُشبِّه فيها إلى حد كبير الكون بالكائن الحي في تطوره.

لكن عملية الانتخاب الكوني، ليست مثيلة بالدرجة الكلية لما يجري في الانتقاء الطبيعي، فهي ذات تعقيدات وتفاصيل أخرى تجعلها مختلفة، ولا يمكن فهمها بالدرجة الكافية إلا بعد قراءة الفيزياء الكلاسيكية ومن ثم العودة إلى الأحدث.

تشير نظرية سمولين إلى أن الكون الذي نعيش فيه، يقوم على عدد لا متناهٍ من الأكوان الممكنة، سواء الموجودة فعليا أو التي يمكن أن تطرأ في المستقبل أو تولد، وربما ليس هذا بالجديد، إلا فيما يطرحه الفيزيائي فيما أبعد من ذلك في تفاصيل الانتخاب الطبيعي، من عمليات الحذف والإضافة في مسار الكون.

والنظرية بشكل عام تأخذ من داروين، لكنها تختلف عن نظريته بعض الشيء، كما أنها تنظر بشكل أكثر حيوية للكون، مقارنة بتصورات فيزيائية سابقة قالت بالأكوان المتناسلة.

يرى سمولين أن مسألة التناسل الكوني ممكنة وأمر طبيعي، ويمكن حدوث ذلك من خلال الثقوب السوداء، التي هي مرشحة لتلد أكواناً جديدة ليتكاثر الكون باستمرار.

وتعتبر الثقوب السوداء ذات تركيز عالٍ في الزمكان والطاقة برغم صغر حجمها الشديد، بما يجعلها تشبه تلك النقطة التي بدأ منها الانفجار العظيم؛ فهي لحد ما تشبه بذورا صغيرة لتوليد الأكوان.

ولكي تستمر الأكوان الجديدة، فإنها كالأطفال تكون مشبعة بقوانين وجينات ما سبقها، فتمارس الدورة نفسها إلى أن تصبح ذات لحظة غير فاعلة وتتوقف بحيث تصبح غير قادرة على الاستمرار والنمو، هذا يعني أن الكون الوليد يستنسخ قوانين الأكوان السابقة، فالأكوان الطفلة تحتاج إلى تكرار القوانين الفيزيائية من الكون الأصلي في الحياة.

وفي الفيزياء التقليدية يرى أينشتاين أن الثقوب السوداء هي بوابات لخارج الزمكان، أي الزمان والمكان المدركين، كما يرى عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينج، أن كوننا هذا قد يكون جزءا من متسلسلة أكوان لا نهائية، وعبر كل بوابة من ثقب أسود يمكن أن يولد أو ينبثق كون جديد طفل، بحيث يظهر زمان ومكان جديدان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق