سياسة

المسؤول السوداني أكبر عدو للسودان 

شوقي بدري

أرسل لي اخي الوجيه معتصم قرشي فيديو، للباشمهندس سليم محمد محجوب، الذي كام مصدوما ومتحيرا. السبب هو ان جمهورية المانيا الاتحادية قد تعهدت بمساعدة السودان في مجال الطاقة. وبداية قرروا ان يقوموا بصيانة الكهرباء. تمت دراسة وحدد مبلغ معين وقررت الحكومة الالمانية طرح الامر في مناقصة لاختيار الشركة المناسبة بعد التمحيص والدراسة. في المانيا لا يمكن ان تأتي بابن عمك او ود حلتكم لاستلام المشروع. وليس على طريقة، المقهورة، التي تتلقى الاوامر من الامارات السعودية ومصر.  فتعين ابن قريبها وتصطحب من تحب لصحبتها في رحلات، ماجلان، حول العالم، وكان الخبير الاعلامي دق حداد الواطة وعند وزارة الخارجية اسطولا من الاعلاميين.

 حسب رواية الباشمهندس، الحكومة الالمانية كانت تنتظر كلمتين، لا مانع. أو كلمة واحدة. نوافق. والمانيا تتكفل بكل المصروفات. في أحلى من كده؟؟ الى اليوم لم تأتي الموافقة السودانية. لأنهم حسب كلام الباشمهندس سليم والذي يبدو انه غير، ملائم، لجو السودان قال ان المسؤولين منهم الباشمهندس خيري في وزارة الطاقة قد سألوه. … الفلوس كم؟ وليه ما يدونا ليها وانحنا نستفيد بيها في حاجات تانية. وعندما ذهب الالمان المابيعرفوا الهزار او اللعب. ردد لهم نفس الطلب. الفلوس كم وليه ما تدوها لينا وانحنا نستخدمها في حاجات تانية؟  تصور.

 الا يعلم المسؤولون السودانيون انه لا يمكم ان يحضر الالمان الفلوس في ريكة ولا كابدولو ويسلموها للسودانيين وخلاص. الا يعرفون أنه ستكون هنالك متابعة لصيقة واشراف على كل صامولة وردة ولا مسمار. وامال المانيا دي سبقت الناس بسب التفريط، الاهمال والفساد؟ الالمان هزارهم زاتو جد. . .. قل ادونا ليها انحنا نتصرف؟ 

 يا اهل السودان مشكلتكم مسؤوليكم. طلب الموافقة صدر في شهر يونيو 2020 إذا كان الرد قد اتي، لكنات كهربتكم حارقة تش. صلحوا روحكم. … طبعا البعض لن يصدق لأنكم محتاجين لكف أحر من حق رئيس فرنسا.

كانت عند السودان حملة عالمية في الستينات تبرعنا لها نحن الطلاب في براغ والكثير من الدول. وفي الستينات أرسل السويديون مسؤولا للسودان تعرض بعدها لعملية سلخ وشواء. لأنه سلم حكومة السودان الديمقراطية 50 مليونا لمكافحة العطش بكل ثقة بأن الحكومة الديمقراطية السودانية بارة باهلها ولم يتابعوا الامر. وقتها كان الشريف حسين الهندي وزيرا للمالية. سياسته كانت عكس سياسة وزير المالية الاول حماد توفيق واحمد عبد الماجد الذي خلفة ومدير بنك السودان مأمون بحيري والذي صار وزيرا للمالية وقدم استقالته لنميري بسبب خرمجة نميري. كان المفروض تقليل الصرف حتى لا تنهار قيمة الجنيه السوداني التي كان وقتها الاسترليني يساوي 83 قرشا سودانية والدولار 30 قرشا. سياسة الهندي كانت عارية وادوها سوط. … بحبها وخلى الناس تهيص وتصوت للوطني الاتحادي، وبعدين ربك كريم. كانت سياسة الكادر وهي كليقة فلوس يلقي بها للموظفين وبند العطالة، اعطاء وظائف للطلاب في الاجازات والشباب في وظائف لا وجود لها ولا معنى او انتاج، كل المر كان دعاية انتخابية فقط وتنافس بين الامة والاتحادي والحشاش يملا شبكتو. وصرفت فلوس السويديين كمرتبات وهيصة الخ. وتوقف السويديون بعدها من دعم السودان لفترة طويلة.

وقف الناس في البرلمان وصفقوا وكتب صحفي الاتحادي واشادوا بوزير المالية الامين، لأن الخمسة مليون جنيه استرليني او 10 مليون دولار التي كانت طافشة وقامت النقابات الصحفيون والكثيرون بالمطالبة بالكشف عنها. وبعد سنة كاملة

 لوح الهندي بإيصال وأن المبلغ في خزانة الدولة. الجريمة كانت الاحتفاظ بالمبلغ خارج السودان لسنة كاملة. وقتها كان وضع مبلغ بهذا الحجم لمدة سنة في أحد البنوك يعطي عمولة 10 % اين ذهبت العمولة ولماذا صفق المحجوب وكل اعضاء البرلمان. الم يكن مبلغ واحد ونصف مليون دولار كافيا وقتها لبناء كوبري في جنوب السودان يربط ضفتي النيل الابيض وهذا الكوبري بكينا له كثيرا وكانت الوعود فقط. لم يكن هنالك كوبري واحد من دبة الفخار في اعالي النيل الى جوبا، حوالي ألف كيلومتر. الم يكن المبلغ كافيا لمشروع ايصال المياه لبورتسودان في الستينات في أضعف الايمان انجاز الجزء الاول او اقامة سد ضخم في اربعات لاصطياد ماء الامطار، حفر آبار عميقة الخ؟ في الخمسينات كانت ميزانية السودان تعني 6 مليون جنيه فقط. اعداء السودان هم ابناءه.

 الم يكن البشير واللص الكبير المتعافي وكوز ثالث في اجتماع مع مدير المستشفى الايطالي الضخم والإيطال يدعون لمجانية العلاج في مستشفاه والكيزان يرفضون والمتعافي يترجم للبشير خريج الثانوية القديمة لا يفهم الانجليزية. تلك المقابلة كانت متلفزة.

اقتباس

الانقاذ بعد ما طلعت من بطن امي ان شاء الله يطق 

هذا مثل سخيف يستخدمه البعض في السودان. لكنه ينطبق على الحالة اليوم في السودان بسبب الكيزان. قرأت اليوم في الراكوبة ومواقع اخري ان الجزيرة تعاني من مشكلة مياه بجانب انقطاعات الكهرباء التي يعاني منها كل السودان. والخرطوم اليوم تعاني من شح المياه وانقطاع التيار.

قبل سنة قدمت الاخت السفيرة نادية جفون اوراق اعتمادها لسفيرة الدنمارك. وهي سفيرة السودان المقيمة في النرويج. ورحبت بها الملكة الدنماركية بطريقة خاصة. لان الملكة الدنماركية تكن كثيرا من الحب للسودان. فجدها لامها الملك السويدي كان محبا للسودان وكان يصحب حفيدته للسودان لأنه عالم آثار ومهتم بآثار النوبة في السودان. وعندما مات في 1973 نكس السودان اعلامه حدادا عليه.

الملكة الدنماركية مهووسة بمساعدة السودان لأنها تحبه جدا. ارسلت محطة كهرباء لعطبرة ومعها المهندسين. وكرها في عطبرة لأنها معقل المناضلين. تربص الكوز العميد عبد الكريم بالدنماركيين وبعد ايام من حضورهم اعتقلوا وجلدوا في المحكمة بتهمة السكر. وترك الدنماركيون كل شيء وذهبوا لحالهم مالهم ومال الحمار البيرمي سيدو! 

قبل بضع سنوات ارادت الملكة الدنماركية ربط الجزيرة بشبكة مياه كهدية للشعب السوداني. طبق المثل ساعدوا في قبر ابوه دسا المحافير.

كان يلاحظ ان ملكة بريطانيا تتوقف لمدة اطول عند السفير السوداني. وهي وزوجها يحبون السودان لأنهم كانوا يجدون الاحتفاء الشعبي الاصيل في كل ربوع السودان.

الكيزان في ايام سعرهم ومقاطعة الدنمارك حظروا شركات ليست دنماركية، منها شركة آرلا للألبان وهي سويدية. كلو عند العرب صابون.

اقتباس 

الانقاذ وظلم اهل الجزيرة 

عند اهلنا التبوسا اقتناع بان كل البقر في العالم حقهم. ومفروض يلموه عليهم. ولقد كتبت قديما ان من حظ الهولنديين انه ما عندهم حدود مع التبوسا. الكوز بيفتكر انه كل الفلوس في العالم حقته. وكل حاجة عندهم تقاس بالمصلحة والمنفعة. والمجاني اكان علاج او تعليم بيعمل ليهم بقاق.

وعنما أطلق الدنماركيون مشروعهم بتزويد اهل الجزيرة بمياه نظيفة، كثفوا عملهم ووضعوا ميزانية ضخمة وكوادر متدربة. بعضهم تزوج سودانيات وبعضهم تعلم اللغة السودانية. والاخ توم الذي يحلف على الاكل باللهجة السودانية. عزم سودانيين على عشاء، وعندما تلفت السودانيون للشوك والسكاكين. قال لهم انحنا في السودان بناكل بي شوك؟؟

لقد أجهض مشروع مياه صحية للجزيرة. كما أجهض مشروع محاربة الدرن، السل، في شرق السودان في ايام نميري بواسطة السفير عبد اللطيف وود المجذوب رجل الامن والقنصل. لان الشرق حسب رأيهم منطقة امنية لا يسمحون للدنماركيين بالتواجد فيها. وبذات المهزلة بان طلبوا برسوم للفيزة. وخوفا من الفضيحة طلب مني الاخصائي في الصدرية عبد الرحمن عبد الحميد عثمان بأن لا أخبر الدنماركيين. وعبد الرحمن لم يكن عنده فرصة مرافقتهم لأكثر من شهر لارتباطه بالعمل في المستشفى سانت جوزيف في كوبنهاجن. وعبد الرحمن كان مهتما لأنه في فترة سجنه في الدكتاتورية الاولي اصيب بذلك الداء. ولم تكن المبادرة منه بل من الدنماركيين. ودفعت حوالي 160 دولار كرسوم للفيزة، ارجعت الي بعد الرفض. وكان هذا بداية حملة واسعة تشمل كل الشرق. والممرضات والاطباء كانوا متطوعين. ويمولون وجودهم لخمسة أشهر بفلوسهم. وفي حالة نجاح الحملة، وعدتهم الحكومة الدنماركية بحملة شاملة. كان هذا في 1977. محن… محن سودانية.

هذا الموضوع نشر ايام مقاطعة الدنمارك بسب الرسومات.

اقتباس

غبينة الانقاذ مع الدنمارك

سمعنا قديما ان جماعه مشوا لي عزاء. وكان معهم صديق يجعر طيلة الوقت وكلما يأتي معزى جديد يبكي بحرقه. وبعد ترك منزل العزاء سأله زملائه مستغربين لان علاقته لم تكن عميقه مع المرحوم. فوضح ان صفقة ربطته مع المرحوم. الا انها لم تكتمل بسبب الوفاة. وكان يقول كلما اتذكر القريشات اتحرق واقعد اجعر.

في بداية السبعينات اتخذ قرار بواسطة الامم المتحدة ان الدول الصناعية تعطى واحد في المئة من دخلها القومي كمساعدات للعالم الثالث. واحد في المئة لا يبدو كشيء كثير. ولكن الآن لان العالم تجاوز مرحله البليون وصار الكلام بالتريليونات. وتعنى ألف بليون. فأمريكا تدفع خمس الواحد في المئة الا انها ثروة كبيرة. وحتى في الستينات وبالرغم من هجوم ناصر على امريكا كانت مصر تتلقي قمحا ومساعدات تصل الي 200 مليون دولار سنويا. وتعادل الآن البلايين. والغرض ان تتواصل الصلة بالشعب المصري. السويد وبعض الدول الإسكندنافية يدفعون أكثر من الواحد في المئة. وقسمت دول إسكندنافية افريقيا الى اربعة اقسام. وصرنا نحن تحت المظلة الدنماركية والمنظمة الدنماركية للمساعدة اسمها دنيدا والسويدية اسمها سيدا.

نحن في الخرطوم قد لا نحس بهذه المساعدات. فعلى سبيل المثال اعطت الدنمارك سفن اوتوماتيكية لأول مرة لحكومة السودان. لمساعدة السودان في نقل بضائعه. كما حفروا الحفائر واقاموا السدود وحفروا الآبار ومدو انابيب الماء في شرق السودان وكان لهم مركز ضخم في الجزيرة. وبنوا مستشفيات. والغرض كان تزويد اهل الجزيرة الذين هم القوة العاملة والمنتجة في البلد، بمياه شرب نقية بعيدا عن البلهارسيا والقارديا.

مشكلة الاوربيين انهم يأخذون الامور بشكل عقائدي. خاصة الشباب اللذين عندهم ايمان انه من الواجب مساعدة افريقيا. وتحرير الشعوب الافريقية ودفع الدين الأوربي نسبة لما حاق بأفريقيا من استغلال واستعباد بواسطة الدول الاوربية. والدنمارك لعدة سنين اختيرت كالدولة الاولى الاقل فسادا في العالم. وبما ان السودان مساحته ستين مرة أكثر من الدنمارك. الا ان الدنماركيين اقتصاد متطور. ومنتجاتهم الزراعية موجودة في كل العالم. كما انهم متطورون جدا في المدخلات الزراعية والمنتجات الصيدلانية. ويكفي ان العرب عندما فكروا في مقاطعة الدنمارك اكتشفوا ان خمسة وسبعين في المئة من الأنسولين علاج مرض السكري المستخدم في الدول العربية يأتي من الدنمارك.

عندما اتت الانقاذ صاروا يبيعون كل شيء. من الاشياء التي باعوها الخطوط البحرية السودانية. ثم قرروا ان يبيعوا الماء الذي تعب وشقي الدنماركيون في حفرة وتنقيته وضخه في مواسير. ولم يفهم الدنماركيون كيف يتعبون ويشقون ويتعرضون لأمراض من ملاريا ويرقان وقارديا وكلزار لسنين طويلة وهم مؤمنون بأنهم يأدون رسالة انسانية. وبالرغم من الضغط والتهديد بقفل مكاتبهم رفض الدنماركيون الانصياع فقامت الحكومة بمضايقتهم فتركوا العمل في السودان.

من اللذين أحبوا السودان وقادوا العمل الدنماركي في السودان هو الدنماركي توم الذي تزوج من الاخت نجوى السودانية وكان المهندس المسؤول من التيم الدنماركي. وعمله انحصر في

تعلية صهاريج

حفر آبار

تركيب وابورات ومضخات غاطسة

تشييد حفائر

اقامة سدود وخزانات

تركيب صهاريج جديدة.

واقاموا جسرا كاملا بين الدنمارك والسودان لمعدات وقطع غيار وصيانة لكل المحطات. المدير العام للمياه في الجزيرة مدنى كان محمد الطيب. ثم ظهر اسم قريبي الجبهجي الدكتور حربي. وهو زراعي اذكر زياراته للدنمارك في بداية الثمانينات. واشتهر قديما بالنزاهة. ونائب المدير كان عثمان عبد الفراج واحمد عبد المنعم عساكر واظنه كان في ادارة الهندسة الميكانيكية. هذه الاسماء ذكرت لي عندما كان الدنماركيون يشتكون. واتت ممثلة للحكومة الدنماركية وغضبت عندما عرفت بان الماء الذي صرف عليه الدنماركيون يباع للمواطن وبأسعار عالية وذهبت لمقابله البشير ووزير الري ووزير الطاقة. واصرت الجبهة على البيع مما اغضب الدنماركيون وقرروا ان ينسحبوا بأدب.

واستولى رجال الانقاذ على المعدات والاسبيرات وتقاسمها المديرون ونوابهم وحتى الاسبيرات استحوذ عليها المخزنجية وصارت تباع في السوق الاسود. وفي ايام السيول والفيضانات 1988 تقاسم المسؤولون المساعدات. واخذوا المولدات الكهربائية الى منازلهم. ونصبوا الخيام التي اتت كمساعدات في مزارعهم وجنائنهم. الا ان الانقاذ بالغت في النهب ارادت ان تأخذ كل شيء وتترك المواطن معدماً وهذا ما لم يستطع الدنماركيون ان يفهموه.

حتى معدات الدنماركيين من حافظات واثاثات وديفريزرات وتلفزيونات ومكيفات وارائك وكراسي الجلوس اخذها رجال الجبهة لبيوتهم.

الشركات التي كانت تنتج المضخات والمولدات والطلمبات على راسهم شركة قروندفورش التي تنتج خيرة الطلمبات الغاطسة في العالم. وشركة استورك التي تنتج المضخات. وهؤلاء كانوا سعداء بالمساعدات لان الحكومة الدنماركية تبتاع منهم المعدات وكان لهم وكلاء في السودان. الا ان رجال الجبهة أصروا على لوى ذراعهم ونزع الوكالة. والدنماركيين لا يفهمون كيف ينهب رجال الدولة المواطن المسكين. وكيف يأتون هم من اسكندنافية ويتعبون ويشقون ويتفاعلون مع البشر ويحسون بألم المواطن وحكومة الانقاذ لا يهمها المواطن. والذي يؤلم أكثر ان يونس محمود يقوم بشتم الدنماركيين ويصف الدنمارك بانها بيت للدعارة وبار للسكارى ويقول هذه الدويلة لم تعطنا في السنة الماضية الا خمسة مليون دولار فقط. إذا كانت دويلة تعطى دولة اخرى لعشرات السنين فهذا يعنى ان الدولة المتلقية اقل من الدويلة. حكومة الانقاذ شتمت الدنماركيين بالمفتوح في اعلامهم الرسمي ولم يطالب الدنماركيون بمقاطعة السودان. ولم يوقفوا المساعدات ولم نرى اى مظاهرات او تشهير في الصحف او الاعلام الدنماركي. وعندما حضر البشير لمؤتمر كوبنهاجن العالمي في مايو 1995. كان مصحوبا بخمسين مرافقا واحتلوا افخر الهوتيلات. وعندما سيرنا مظاهرة احتجاجا على سياسة الجبهة تضامن معنا الدنماركيون.

هذه السنة ثبت حسب الاحصائيات ان أكثر دولة في الدنيا اماناً هي الفاتيكان وبعدها السويد ثم النرويج والدنمارك وفنلندا. الفاتيكان لا يسكنها سوى القساوسة والرهبان والبابا. وهؤلاء لا يكثر بينهم القتلة واللصوص والبلطجية ومروجى المخدرات والنشالين. لان كل سكانها يسعهم ميدان البحيرة في امدرمان. ولكن الدول الاسكندنافية قد صنعت وطورت واشبعت اهلها. الاسبوع الماضي تصادف ان يوم عيد القيامة كان في يوم سبت. وضاع يوم اجازة على العمال والموظفين واثبتت الاحصائيات ان الدولة قد وفرت ثلاثة بليون كرونة من مرتبات الموظفين والعمال في الدولة. وموظفي الدولة في السويد هم مجموعه بسيطة جدا بالمقارنة مع موظفي الشركات والمصانع والمذراع. وإذا كانت ثلاثة مليار تعنى ماهية افنديه الدولة ليوم واحد في بلد صغيرة كالسويد كم يوجد من المال في العالم. وكم تدفع الدول كمساعدات الزامية للعالم الثالث وتذهب هذه الفلوس كالعادة الى جيوب الحكومات من امثال الانقاذ. وللسويد انتاج زراعي يفوق احتياجاتهم لدرجة ان الدولة تحد من الانتاج واقل من ثلاثة في المئة من السويديين يعملون بالزراعة. نحن لا نستطيع ان نشبع اهلنا وعندما يساعدنا الآخرون نقوم بطردهم. ساعدوا في قبر ابو دسا المحافير.

اذكر في السبعينات ان ملكة الدنمارك كانت تقدم مساعدات للسودان. واحبت مدينة كريمة. وارادت ان تبنى محطة كهربائية لكريمة. وقامت بشراء محطة كاملة مع الاسلاك والمحولات والاميات والعواميد. وعندما وصلت المحطة كانت الخرطوم تعاني من ضائقات وقطع كهربائي فطالب السفاح نميري بان تركب المحطة في الخرطوم ورفض الدنماركيون. واستدعاهم نميري واغلظ لهم في القول. فقالوا له نحن سنركب المحطة في كريمة حسب العقد. إذا انت عاوز تقتلعها من كريمة تركبها في الخرطوم دي مشكلتك. والمحطة لا تزال موجودة في كريمة. واذكر ان أحد اهل كريمة سألني عن طول الشجر في الدنمارك. لان العواميد الخشبية كان طولها يقارب التسعة أمتار. وكان يقول لي شجركم ده قدر شنو المطارقو قدر ده.

السيدة التي ارادت ان تبنى شفخانات، اعطت رسومات لوزارة الاشغال لكي يقوموا ببنائها وهي التي تدفع ثمن المواد والعمل.

وعندما اتت بالمعدات كان السودانيون قد بنوا الشفخانات حسب فهمهم وتصورهم. وكادت السيدة ان تجن من الغضب.

مشكلة الرسومات التي احتضنتها الانقاذ أكثر من أي شيء آخر. كانت بسبب كراهية الانقاذ للدنمارك لان الرضاعة سهلة بس صعب الفطام. والرسومات لا دخل لها بالحكومة الدنماركية. وفي مصلحة الحكومة الدنماركية. ان تقبض على رئيس تحرير الجريدة وحرقة الا انها لا تستطيع لان القانون لا يسمح لها. والرسومات شيء كريه ومقزز وعمل غير إنساني وحضاري يسئ لمعتقداتنا. قام به السفهاء من الدنماركيين. الا ان الانقاذ وجدتها سانحة لكى تنتقم من الدنمارك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق