الفن التشكيليّثقافة وفن

عناوين الكتب والمحلات التجارية هي مصادري الأولى في تعلم فن الخط

الخطاط عبد الرحيم كولين

(المدائن بوست – المغرب)

سلك الخطاط عبد الرحيم كولين الطريق إلى تعلم الخط العربي عصاميا، وطور مهاراته بالدأب والتحصيل والعناية بتجويد الحرف العربي وتهذيبه والتفنن في تركيبه، إلى أن أظهر قدرة عالية تنبئ عن مقدار ما بذله من جهود مضنية في سبيل اكتشاف أسرار هذا الفن.

وخلاصة لجهد وتجربة، نال شرف كتابة المصحف الشريف، وأدى هذا العمل الجليل على أكمل وجه…، كتب جزء عم برواية ورش وتم طباعته بتونس، وأنهى كتابة القرآن الكريم بالخط المغربي المبسوط (رواية ورش) للدار العالمية للكتاب، ويستعد الآن لكتابة المصحف الثاني..

في هذا الحوار يروي مدرس الخط العربي بالمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، والحائز على جائزة التميز لجائزة محمد السادس لفن الخط المغربي، ل “التجديد” تفاصيل رحلة كتابة المصحف الشريف، وإشراقاتها على مساره الفني.

متى ظهرت موهبة الخط لديك؟

منذ سنة 1983، حيث كنت أزاول المسرح المدرسي، وكنا نتنافس نحن مجموعة من التلاميذ آنذاك في كتابة أسمائنا ونتفنن في خطها، وبرز تميز خطي بينهم، فصرت أكتب أسماء زملائي.

من هنا نشأت الإرهاصات الأولى لتعلقي بحب فن الخط العربي.

كيف تطور تعلقك بالخط العربي؟

عندما تم توظيفي خطاطا بالجماعة الحضرية للدار البيضاء (مقاطعة الحي الحسني) سنة 1988، زادني ذلك تشجيعا في المضي قدما إلى الاستزادة في التحصيل والتعلم واكتشاف أغوار هذا الفن الأصيل.

فمع الاستقرار المادي، صار الخط العربي شغلي الشاغل، فكان لزاما علي مع عملي الوظيفي أن أتدرب على الكتابة فوق جميع الخامات وبجميع المقاييس.

وبدأت أستعد لإتقان هذا الفن، الاستعداد التام بالمطالعة في سبيل تحصيل هذا العلم من حيث تاريخه ونشأته وأعمال من نبغوا فيه على مر العصور، والبحث في مكامن جماله. كما عكفت على التمارين اليومية من كراسة الخط العربي لمحمد هاشم الخطاط البغدادي رحمه الله وخاصة في خطي الثلث والنسخ كي أصقل موهبتي من جهة، وأقويها وأستعد للمباريات المحلية والدولية من جهة أخرى.

ثم نوعت تماريني من كراريس أخرى لمحمد شوقي في النسخ والثلث ومحمد عزت في خط الرقعة.

ما هي أولى مصادرك ومرجعياتك التعليمية في فن الخط، قبل توظيفك بصفة “خطاط”؟

بعدما توغل حب فن الخط العربي في قلبي وتملكني عشق أشكاله، وأحببت أن أبحث في أغواره وأدرس مناهجه التقليدية لم أجد لي من المصادر والمراجع إلا بعض عناوين الكتب وعناوين المحلات التجارية، وحينما كنت أجد كتابة متقنة أعكف وقوفا في تأملها وفتح أسرار كيفية كتابتها، محاولا تسجيل الأشكال في ذاكرتي وذهني، وعند رجوعي إلى البيت أبدأ في محاكاة ما شاهدت من عناوين.

كانت هده هي مصادري الأولى إلى هذا الفن، إلى أن اشتريت كراسة قواعد الخط العربي لمحمد هاشم الخطاط البغدادي رحمه الله، فصارت هي منبعي الحقيقي من حينها فكنت أعتكف ساعات طويلة في التمارين.

هل تذكر أول آية كتبتها تؤرخ لميلاد عبد الرحيم كولين الخطاط؟

لا أتذكر بالضبط، إلا أنني أذكر أن أول معرض نظمته كان سنة 1985، وقد شكل حافزا كبيرا في مسيرتي، وبدأت تُرسم أمامي خارطة الطريق إلى عالم فن الخط العربي.

وأنا أعتبر أن هذه الفترة كانت هي مرحلة ميلادي كخطاط، ومن هنا بدأت رحلتي الفنية، حيث شاركت في كثير من الملتقيات في فن الخط العربي داخل الوطن وخارجه.

ما هي أهم الصعوبات التي يلاقيها دارس الخط؟

حينما يريد المرء أن يدرس فن الخط العربي، ولا يجد مدارس تعينه على ذلك، ويجد صعوبة في اقتفاء آثار الشيوخ الأوائل في هذا الفن.

إلا أن الشبكة العنكبوتية (الأنترنت) ولله الحمد، ساهمت بشكل كبير في إيصال بعض اللوحات والأمشاق الذي تساعد في فهم فن الخط بشكل صحيح، وكذلك بعض الدروس لكبار الخطاطين. وإن كان ذلك لا يغني الدارس لفن الخط، من أن يتخذ له أستاذا أو شيخا ليعينه على التحصيل بشكل سليم ويختزل مدة التعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق