ثقافة وفن

رحيل عملاق المسرح … أنور الجندي

عبد العالي الطاهري

غادرنا يوم الثلاثاء 15 شتنبر الجاري، بالمستشفى العسكري بالرباط بعد صراع طويل مع مرض القلب، سليل العائلة الفنية والثقافية العريقة لآل الجندي  الفنان المبدع المقتدر الأستاذ أنور الجندي، وهو الفنان الأديب المؤدب الودود واسع الثقافة والأفق، الذي أغنى المشهد المسرحي والسينمائي والتلفزي الوطني بالعديد من الإبداعات المتميزة والراقية إنسانياً وإبداعياً.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد نُقل الممثل الراحل على وجه السرعة قبل يومين إلى المستشفى العسكري بالرباط، وتم وضعه داخل غرفة العناية المركزة قبل أن يُسْلِم الروح إلى بارئها صباح يوم الثلاثاء.

الراحل أنور الجندي من مواليد مدينة مراكش، تألق في العديد من الأدوار في السينما المغربية وهو الممثل والمؤلف المسرحي ابن أسرة فنية معروفة ومحبوبة لدى المغاربة، أول دور له كان في المسرح وهو دور طفل فلسطيني وعمره لا يتجاوز 12 سنة ، وكان في مسرحية “القضية” لمؤلفها فقيد الفن المغربي الكبير الأستاذ محمد حسن الجندي وكانت تندرج في إطار أضخم مهرجان عربي آنذاك (المهرجان العربي الحديث).

وخلال مساره الفني الممتد من سبعينيات القرن الماضي، اشتغل الراحل في التمثيل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني، كما برع في أداء المسرحيات الإذاعية، وتميز كما والده بصوت قوي جاذب للمستمع.

علاوة على ذلك فقد قام الراحل بكتابة واقتباس وإخراج وإعداد عدة أعمال فنية، كما كان من السباقين الذين اهتموا وأبدعوا في مسرح الطفل.

وطبع الفنان الكبير أنور الجندي، أولى بداياته الفنية، وكما أسلفنا، سنة 1974في إطار المهرجان العربي الحديث الذي أقيم تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وذلك بالمشاركة في مسرحية “القضية” بدور طفل فلسطيني. بعد ذلك جاءت تجارب عديدة على أكثر من صعيد تلفزيا وسينمائيا وإذاعيا، بحيث لم تقتصر تجربته الفنية على التمثيل فقط بل قام بكتابة واقتباس وإخراج وإعداد عدة أعمال دون إغفال عالم “الصغار” المتمثل في مسرح الطفل.

وتميزت مسيرته الفنية بعطاء أكبر حين تأسست فرقة “مسرح فنون” سنة 1983 والتي صارت تسميتها في ما بعد “مسرح فنون للحاجة فاطمة بنمزيان” في 2017 بعد رحيلها اعتبارا لكونها مؤسِّسة الفرقة المسرحية.

وشارك المرحوم أنور الجندي كممثل في عدة أفلام منها “طبول النار” وهو فيلم مغربي إيطالي، و” ماري دونزاريت” فيلم فرنسي، و ”الموت في إحدى الجزر” فيلم إسباني، و”عبدو في عهد الموحدين وهو فيلم مغربي، حيث” قام بأداء شخصية يعقوب المنصور الموحدي.

أما على مستوى الأعمال التلفزية،فقد شارك الفنان أنور الجندي في مسلسل “زليخة” و مسلسل “أولاد الحلال” الذي شارك فيه كممثل ومساعد المخرج، ومسلسل “الغريق” قام بدور الممثل والمساعدة في الإخراج.

أما على المستوى  الإذاعي فله إنتاجات غزيرة ويمكن القول بأنه حقَّق رقماً قياسياً في التمثيل والإخراج، حيث شارك كممثل ومساعد في الإخراج في مسلسل ”ألف ليلة وليلة” أزيد من 100 حلقة بالولايات المتحدة الأمريكية، و”فتح الأندلس” كممثل، و”أولاد عمي المكي” كممثل، كما أنه قام بالتمثيل والحوار والإخراج لهذه المسلسلات الكبيرة والعظيمة، “خالد بن الوليد”، و” إيليا أبو ماضي”، و”باستور”، و”إبن سينا”،و “أبو الطيب المتنبي”، و”عائشة أم البنات”، و”حسان بن ثابت”، و”إبن رشد”، و”أحمد شوقي”، و”فاطمة الزهراء”، و”الغزالي”، و”الخنساء”، و” ليلة القدر”،و”مالك إبن أنس”، والائحة طويلة في هذا السياق الفني والإبداعي المتميز.

وبالنسبة للمسرح، فقد شارك المرحوم كممثل في”القضية”، و””أنا وشامة”، “الرزق المشروك” كممثل ومعد، وأخرج مسرحية” راجلي ولد مو”، وألَّف وأخرج “صياد النعام”، كما اهتم  بالتأليف بشكل حصري في فترة من حياته الفنية الغنية، حيث ألف مسرحيات: ” كلها يلغي بلغاه”، ” سعدي براجلي”، “الله يطعمنا حلال”، “الدبلوم والدربوكة”، “الدربوكة ألطرونجي”، “هاك وارا”،”الحياة أمانة”،  “الصراحة راحة”، “المليونير”، “ماعندو سعد”، c سطار أكاذيبي”، “المدير والبندير”،”لالة بنتي”، وأخرج “لالياتي بوان كوم”، “بنت الشعب”، “عافاك خدامة”،  “بنت النكافة بايرة”، ” السلامة وستر مولانا”، كما أشرف فنيا على “سيدي والو”، و ألَّف وأخرج  “أنا والعيالات لهناوات”،  “الله يدينا فالضو”.

  رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين. وبهذه المناسبة نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلة الجندي الفنية العريقة، ولجميع زميلات وزملاء الفقيد الغالي ولجمهوره المغربي والعربي. إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق