سياسة

الحزب الجمهوري الاشتراكي 1951 – 1954 “حزب وسط دون مقومات” (2)

تم إدراج الجنوب باعتبار أن الأعضاء الجنوبيين في الجمعية التشريعية تبنوا تأخير تحقيق الحكم الذاتي وتقرير المصير حتى يصل الجنوب إلى نفس درجة التطور مثل الشمال، لهذا السبب رفض بوث ديو ، العضو الجنوبي في لجنة تعديل الدستور وعضو الجمعية التشريعية ، التوقيع على برقية الأمم المتحدة. أعلن زعماء القبائل بوضوح عدم موافقتهم على قرار لجنة تعديل الدستور: “نحن نختلف تمامًا مع الاقتراح القاضي بتعيين لجنة دولية من قبل منظمة الأمم المتحدة لتولي مسئولية حكم البلاد. نعتقد أن هذه الخطوة ستكون كارثية فقد عانت بلدان أخرى من الخلافات في مثل هذه اللجان ، ولا يمكننا الموافقة على تعثر تقدم السودان بسبب الخلافات بين أعضاء اللجنة”.33

عموماً دعم زعماء القبائل حكومة السودان وصرحوا بأنه وحتى يحين الوقت الذي يمكن للسودان أن يقرر مستقبله ، ويتم اختيار رئيس الدولة من قبل الشعب السوداني ويكون مسؤولاً أمامه ينبغي على الحاكم العام أن يستمر ، كما في الماضي ، في ممارسة مسئوليته ، كرئيس للدولة. السودان، كانوا مقتنعين بأن هذا يوفر الأمل الوحيد للتقدم المنظم والمطرد في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وكذلك التقدم الدستوري.34

يظهر ما ذكر أعلاه أن بيان زعماء القبائل كان موجهاً بشكل واضح ضد قرار لجنة تعديل الدستور. وقال روبرتسون لمحافظ ولاية أعالي النيل فرحاً: “ما إذا كانت لجنة التعديل ستنجو من هذه الضربة أم لا ، يبقى أن نرى. أفهم أن أربعة على الأقل من أعضائها سيستقيلون. ويرجع ذلك إلى ازدواجية الحكومة المزعومة في تشجيع زعماء القبائل على قول ما كان يدور في أذهانهم. ” (35) وعن هذا التشجيع يقول روبرتسون إن هذا صحيح إلى حد ما، فقد شجعنا الشيوخ أن يعبروا عن موقفهم ، وأنه ليس من الجيد المجيء إليهم وإخبارهم أنهم لا يوافقون.(36)

اعتقد المثقفون والسياسيون في المدن أن حكومة السودان وراء تصريح زعماء القبائل. وقد ساعد ذلك على تعميق الصدع بينهم وبين حكومة السودان الذي تأسس منذ رفض مذكرة مؤتمر الخريجين في أبريل 1942، (37) والذي أدى إلى استقطاب المثقفين أنفسهم في الأحزاب السياسية. وبحسب آربر أحد موظفي الحكومة السودانية ، فإن قرار رفض هذه المذكرة متأصل إلى حد ما في روح الخدمة السياسية. فقد رمى أعضاؤها في فترة ما قبل الحرب بأنفسهم وبإخلاص في حضن الإدارة الأهلية وأصبح عاطفياً منسجمين مع القبائل التي يخدمونها. ولم يحظ تطور قوة الطبقة المتعلمة باهتمامهم ولم يكن لديهم سوى القليل من التعاطف معها. (38) هذا التحيز للريف والرغبة في تحجيم دور الطبقة المثقفة عاد مرة أخرى بتشجيع الحكومة لبيان زعماء القبائل وتشجيعها اللاحق لقيام الحزب الجمهوري الاشتراكي. إن حقيقة أن الحزب يضم قلة قليلة من المتعلمين لم تنف عنه صفة أنه حزب لزعماء القبائل.

كان التقليل من القوة المتنامية للطبقة المتعلمة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عاملاً رئيساً في فشل الحزب الجديد في جذب أي دعم. بالنسبة لروبرتسون ، كان السياسيون في المدن حفنة تفتقر إلى الخبرة وتلهث وراء مصالحها. (39) واعتبر حزب الأشقاء الذي سيطر على المؤتمر العام للخريجين منذ عام 1944 الحزب الجمهوري الاشتراكي مؤامرة بريطانية لزيادة التأثير البريطاني ،(40) على الرغم من وصف روبرتسون للسياسيين في المدن بأنهم من ذوي الأفق الضيق ، إلا أنه كان مدركًا تمامًا لتأثيرهم ، أي تأثير حزب الأشقاء والمؤتمر. وأشار إلى أن الخطر المحتمل للمؤتمر يكمن في حقيقة أنه كان منظمًا بشكل معقول. وأبقاه برنامجه التعليمي في الصورة في المديريات، وقد ركز مؤخرا على توسيع قاعدة عضويته فيها.(41)

على الرغم من أن زعماء القبائل في إعلانهم الصادر في 15 نوفمبر 1951 ذكروا أنهم ليسوا “حزباً سياسياً وأنهم مجرد مجموعة من أبناء القطر الذين لا ينتمون إلى أي من الأحزاب السياسية القائمة” ، إلا أنه أعلن وبعد ثلاثة أسابيع فقط من بيانهم عن تشكيل الحزب الجمهوري الاشتراكي. وتبين المراسلات بين روبرتسون ووكيل حكومة السودان في لندن، التشجيع الواضح من حكومة السودان لقيام الحزب. فقد أخبر وكيل حكومة السودان في لندن أن كل محاولة في السنوات الأخيرة لإحداث قدر من المصالحة قد فشلت، ومن غير المحتمل أن يحدث ذلك والسيد عبد الرحمن والسيد علي على قيد الحياة. (42)ومضى يقول إن هناك كتلة كبيرة من الرأي العام سئمت من الخلاف بين السيدين ومناورات السياسيين والتي تبدي بوادر التطور إلى حزب وسط، حزب يهدف إلى 1) حكم ذاتي كامل العام المقبل؛ تقرير المصير عندما يحين الوقت المناسب ؛ 3) نظام جمهوري ديمقراطي ؛4 عضوية السودان في الكمنولث.(43) هذا وتوقع روبرتسون بعد بيان زعماء القبائل والجنوبيين أن هناك فرصًا لانقسام خطير في القوى المتعاونة في الجمعية التشريعية ، لكن على الرغم من ذلك فأنه يرى مزايا كثيرة في تشكيل حزب وسط. (44)

بارك ديفيز ، وكيل حكومة السودان في لندن، قيام حزب “الوسط” على أمل أن يوفر ثقلًا للسياسيين الأكثر تقلبًا ، وشيء من شأنه أن يمثل وجهات نظر مثل هذا العدد الهائل من مواطني السودان.(45)

وكان موظفو وزارة الخارجية أكثر ذكاءً عندما دونوا ” ‘يبدو لنا كثيرًا كما لو أن الحزب الجديد يتلقى تشجيعاً رسميا خفياً إن لم يكن تشجيعًا فاعلًا ”.(46) ولم ينف روبرتسون هذا التشجيع ، حيث أوضح لاحقًا أنهم شجعوا إلى حد ما تأسيسه كحزب يهدف إلى الاستقلال ،من غير انتماء لآل المهدي، بأمل أن تنضم إليه أعداد كبيرة من الختمية وآخرين ، ممن لم يرغبوا في الوحدة مع مصر ، لكنهم كانوا خائفين من استقلال يتزعمه السيد عبد الرحمن المهدي. (47) وكتب سراً أن ديزموند هوكسورث ، مساعد السكرتير الإداري ، كان “مشغولاً وراء الكواليس ”، وأن البيان الصحفي لزعماء القبائل في 15 نوفمبر قد تم وضعه من قبل الحكومة. وفي الواقع ، وبحلول يناير 1952 ، كان الحزب الجمهوري الاشتراكي معروفاً لدى السودانيين باسم ” حزب مستر هوكسورث ‘.(48 )

نسي روبرتسون بتشجيعه قيام الحزب الجمهوري الاشتراكي تحذيره في عام 1945 إلى زعماء القبائل بأنه لا ينبغي لهم الانتماء إلى أي حزب سياسي. ففي يونيو 1945 ، وفي نشرة لحكام المديريات، أمرهم بعدم السماح لزعماء القبائل بالعمل في السياسة والمشاركة في الأحزاب السياسية.(49) وبسبب هذه التحذيرات المبكرة ، كان بعض زعماء وأعضاء القبائل غير متأكدين مما إذا كانوا سينضمون إلى الحزب الجمهوري الاشتراكي أم لا. وقال أبو القاسم علي دينار، أحد الزعماء القبليين في دارفور إن غراهام لامبين أخبرهم في عام 1948 بعدم الانضمام إلى أي حزب سياسي، وطلب المشورة فيما يتعلق بـانضمامهم للحزب الجمهوري الاشتراكي.(50) وطلب بعض الشيوخ من أبي رنات ، القاضي السوداني في دارفور ، النصح بشأن انضمامهم للحزب الجمهوري الاشتراكي من عدمه. وكان القاضي أبورنات الذي عرف بتأييده القوي للحزب الجمهوري الاشتراكي حريصًا على التأكيد على أنه بصفته قاضيًا لم يكن عضوًا في الحزب.(51) ومع ذلك ، قيل له إنه يمكن أن يشرح للشيوخ أنه في المجلس الجديد ، كما في السابق ، سيُطلب من الحزب السياسي الذي يحصل على الأغلبية في الانتخابات تشكيل حكومة، وإذا رغب الأعضاء في الريف في المشاركة في وضع السياسات فإن عليهم تنظيم أنفسهم في حزب والسعي للحصول على الأغلبية. ومهما كان عدد الأعضاء غير الحزبيين في المجلس الجديد ، فلن تتاح لهم الفرصة لتشكيل حكومة لحكم البلاد ما لم ينظموا أنفسهم في حزب، يجب أن يكون به بعض الأفندية (أشخاص متعلمون) ، وأن الحزب الجمهوري الاشتراكي هو المناسب.(52)

أعلن عن ميلاد الحزب الجمهوري الاشتراكي في 7 ديسمبر 1951 53بعد ثلاثة أسابيع من المؤتمر الصحفي المشار إليه سابقاً. وجاء في مانفيستو الحزب الذي أعده أمينه العام(53)، إبراهيم بدري (54) أن الحركة الاستقلالية فشلت في جلب دعم كثير من المؤيدين للاستقلال، بل على العكس من ذلك ، فقد دفعت هذه الحركة العديد من الأشخاص إلى المعسكر المناوئ ، نظرًا للون الطائفي الذي ارتبط بقضية الاستقلال ، وفي ضوء أن الحركة المؤيدة للاستقلال تهدف إلى إقامة ملوكية محلية، وقد فشل النفي المتكرر لهذا الزعم.(55)

أوضح بدري أن الشكل الجمهوري للحكم بالإضافة إلى أنه سيضمن استقلال البلاد سيبدد المخاوف من النظام الملكي سواء كان محلياً أو خارجياً. ” نحن نرى أن الغالبية العظمى من الشعب السوداني يعارضون الملكية في السودان لأن مثل هذا الحكم لن يناسب الدول التي عاشت الحكم الديمقراطي لفترة طويلة. ” (56)

ومضى ليقول إن كلمة اشتراكية تم تضمينها لأن استقلال الدول المجاورة أظهر أن الحرية أصبحت أداة في أيدي الرأسماليين تستخدم لتلبية مصالحهم الشخصية، وتقدم الاشتراكية حصة عادلة وعدالة اجتماعية للجميع بغض النظر عن اللون والعرق واللغة، ولا يعني ذلك تأميم جميع المرافق العامة ولكنه يعطي بالفعل مجالًا واسعًا للمؤسسات الخاصة. وقال أبو سن ، وهو عضو مؤسس في الحزب الجمهوري الاشتراكي ، لبيلي أحد موظفي حكومة السودان إن الاشتراكية التي أرادوها ليست تحركًا كاملًا على الإطلاق ، ولكنها تمنحهم تطبيق أي مبادئ يرونها مناسبة لهم. (57) وقال أبو رنات لشيوخ دارفور إن أهداف الحزب لم تذهب أبعد من سياسة الحكومة الحالية، وأن هدف الحزب تطوير السودان وهو بلد زراعي ، على أسس تعاونية ومنع الأرض من الوقوع في أيدي الباشوات كما في مصر. (58)

وبما أن المهمة الرئيسة للحزب هي مواجهة أي حكم ملكي في البلاد ، فقد تم استخدام كلمة “جمهوري” للإشارة إلى دعم الحزب لحكومة جمهورية، ولولا وجود الحزب الجمهوري منذ عام 1945 لما كان من الضروري إدراج اشتراكية في اسم الحزب فهو مصطلح لا يتناسب مع حزب مكون من زعماء القبائل الذين كانوا حلفاء لحكومة السودان. وقد دعا الحزب الجمهوري في عام 1945 إلى الاستقلال التام عن بريطانيا ومصر وقيام حكم جمهوري.(59) هذا وقد حاول الحزب الجمهوري الاشتراكي التنسيق مع الحزب الجمهوري وعقد اجتماع لهذا الغرض في 3 مارس 1952 بين الطرفين. ولم يكن الاجتماع مثمراً فقد كان هناك اختلافاً أساسياً في طبيعة الحزبين. فبينما رمى الحزب الجمهوري الاشتراكي إلى التعاون مع حكومة السودان كان الحزب الجمهوري ضد أي تعاون معها. ووصف الحزب الجمهوري أهداف الحزب الجمهوري الاشتراكي بأنها غامضة وغير واضحة وأن التعاون مع حكومة السودان لن يحقق الحرية من الاستعمار.(60) ويرى الحزب أن للاشتراكية معنى واحد وهو امتلاك الحكومة للأرض وتوزيعها على أساس الإيجار وليس الملكية الخاصة. (61) رداً على ذلك ، ذكر الحزب الجمهوري الاشتراكي للحزب الجمهوري أن التعاون مع حكومة السودان نابع من حقيقة أنها تبنت القنوات الدستورية كوسيلة لتحقيق الرغبات الوطنية السودانية. (62)

على الرغم من أن منفيستو الحزب الجمهوري الاشتراكي لم يذكر الانضمام إلى الكومنولث البريطاني كهدف، فقد انتشرت شائعات بأن تلك كانت نية الحزب. وأفاد موجز الاستخبارات السياسية للسودان أن الحزب دعا إلى انضمام السودان إلى الكومنولث البريطاني (63)، كما تم ذكر ذلك بشكل خاص لمسؤولي الحكومة السودانية. أخبر روبرتسون وكيل حكومة السودان في لندن بأنه اخبر بأن حزب الأمة أيضاً مثل الحزب الجديد ، يهدف في النهاية إلى المطالبة بالانضمام إلى الكومنولث البريطاني ،(64) وعلى الرغم من أنهم لا يستطيعون قول ذلك في الوقت الحالي ، لكنهم سيعملون لذلك عندما يحصلون على استقلال بلادهم.(65) ومع ذلك فقد أدرك الأمين العام للحزب الجمهوري الاشتراكي خطورة الإشاعة القائلة بأن الحزب يسعى لارتباط مع الكومنولث. وقد نفى ذلك ، مضيفًا أن مبادئ الحزب هي التي تضمنها منفيستو الحزب. (66)

كان قيام الحزب الجمهوري الاشتراكي عاملاً مهمًا في تدهور العلاقات بين الحكومة وحزب الأمة. ورأى حزب الأمة أن حكومة السودان تعمدت تشكيل هذا الحزب وشجعته لمواجهة نفوذ الأمة. وكما هو مبين أعلاه فقد كانت حكومة السودان قلقة للغاية من مطالبة حزب الأمة المستمرة بالحكم الذاتي وتقرير المصير، وطموحات السيد عبد الرحمن الملوكية، وبالتالي اعتمدت وبشكل رئيس على الرأي القبلي لمقاومتها وإضعاف نفوذ حزب الأمة في المناطق الريفية. وفي مناسبات مختلفة ، ألقى السيد عبد الرحمن باللوم على الحكومة لتشكيل الحزب الجمهوري الاشتراكي واعتقد أن لها علاقة كبيرة بقيامه. وعلق روبرتسون بأن ذلك صحيح إلى حد ما فقد طلبوا من زعماء القبائل أن يتحدوا ويعبروا عن رأيهم. (67) وأعرب السيد عبد الرحمن عن أسفه بأن يسمح روبرتسون بقيام الحزب الجمهوري الاشتراكي لأن في ذلك كسر لوحدة الاستقلاليين وتسبب في خسارة حزب الأمة. وجاء رد روبرتسون بأن العديد من المستقلين لا يستطيعون الانضمام إلى حزب الأمة بسبب ارتباطه ببيت المهدي. وقال السيد عبد الرحمن إن مفتشي المراكز والنظار يشجعون المواطنين الذين دعموا الأمة في السابق للانضمام إلى الحزب الجمهوري الاشتراكي.. أجاب روبرتسون أنه بقدر ما يتعلق الأمر بالنظارفقد شجعوهم على التعبير عن آرائهم، أما بالنسبة لمفتشي المراكز فقد التزموا الحياد.(68)

ارتكز قلق السيد عبد الرحمن بصفة خاصة على نشاط الحزب الجمهوري الاشتراكي وما يقوم به من دعاية خبيثة بأنه يسعى لتتويج نفسه ملكاً على السودان، وقد نفى ذلك بشكل قاطع في مناسبات عديدة. ومع ذلك استمرت الشائعات وقد خلص إلى أنها من تدبير الحكومة. (69) هذا وقد آمن الأمين العام للحزب الجمهوري الاشتراكي بطموحات السيد عبد الرحمن الملكية، وأعرب عن عدم ثقته في السيد عبد الرحمن الذي يحاط بعصابة من السياسيين الانتهازيين الذين يأملون في نظام ملكي يحقق لهم مكاسب شخصية. (70)

انزعج السيد عبد الرحمن بصفة خاصة من الحملة في كردفان ودارفور لجمع توقيعات مؤيدة لحكومة السودان ، وأثار بيان صدر مؤخرًا عن زعماء النوبة بأنهم لا يريدون أي تغيير قلقه. وقد كتب روبرتسون إلى مديري المديريات بأن أي دعم يقدم للحزب الجمهوري الاشتراكي لا ينبغي أن يؤخذ على أنه هجوم مباشر على حزب الأمة ”.(71) وأصبحت حكومة السودان قلقة لأن الحزب الجمهوري الاشتراكي أصبح مناهضًا للمهدية وإذا ما ركز على ذلك ، فقد يؤدي ذلك إلى انقسام الأحزاب الاستقلالية مما ينتج عنه ردة فعل قوية لدى السيد عبد الرحمن.(72) ووفقًا لهندرسون ، فقد كان السيد عبد الرحمن غاضبًا من قيام الحزب الجمهوري الاشتراكي ويعتقد أن ديزموند هوكسورث هو الذي اخترع قيامه. (73)

يعرف عن حزب الأمة مقاومته لأي نوع من أنواع السيادة المصرية على السودان، لكن ردة الفعل القوية للحزب على قيام الحزب الجمهوري الاشتراكي دفعته لتبني سياسة مناورات مع الحكومة المصرية. بدأت المناورة الأولى عندما استجاب لدعوة وجهتها الحكومة المصرية في مايو 1952 إلى السيد عبد الرحمن لزيارة القاهرة لإجراء محادثات حول قضية السودان. شكل السيد عبد الرحمن وفداً من حزب الأمة سافر إلى القاهرة ولكن لم تكن هناك نتائج إيجابية من المحادثات التي تلت ذلك. وكان الإصرار المصري على الاعتراف بلقب الملك فاروق على السودان السبب الرئيس لإفشال هذه المحادثات. مرة أخرى ، أخطأت حكومة السودان التقدير عندما علقت بأن ذهاب وفد من حزب الأمة إلى القاهرة منح الفرصة للحزب الجمهوري الاشتراكي بأن يظهر بأنه بطل الاستقلال الحقيقي الوحيد. (74)

33- Declaration by Nazirs and Tribal Chiefs, no date, SAD 534/11/3, Also Al-Sudan A Jadid, 17 Nov. 1951, Vol.51..

34- نفس المصدر.

35- . Robertson to J. Long, Malakal, 18 Nov. 1951, SAD

36- نفس المصدر.

37- تشكل مؤتمر الخريجين في فبراير 1983م واحتوت مذكرة مؤتمر الخريجين على أثني عشر بنداً وطالب البند الأول بمنح السودان الحكم الذاتي وتقرير المصير عند نهاية الحرب العالمية مباشرة.

38- . Note by H.B. Arber, Sudan Political Service 1928-54, no date, SAD

39- . Formation of the Socialist Republican Party: letter from C.G. Davies to R. Allen. Enclosure: Extract from a letter from Sir J Robertson (17 Nov.). Minute by R.C. Mackworth-Young, 3 Dec. 1951, PRO F0371/90114

40- 0. Sudan Political Intelligence Summary, Dec. 1951-Jan. 1952, PRO F0371

41- . Formation of the Socialist Republican Party: letter from C.G. Davies to R. Allen. Enclosure: Extract from a letter from Sir J Robertson (17 Nov.). Minute by R C Mackworth-Young, 3 Dec. 1951, PRO F037I/90114

42- نفس المصدر.

43- نفس المصدر.

44- نفس المصدر.

45- نفس المصدر.

46- نفس المصدر.

47- . Note by Robertson on S.A.R.’s Memorandum to Mr. Eden, 7 Oct. 1952, SAD

48- . M.W. Daly, Imperial Sudan The Anglo – Egyptian Condominium 1934 – 1956, (Cambridge: Cambridge University Press 1991) p. 288

49- . Robertson to Mayall. 2 June 1945, SAD, 521/2/6

50- District Commissioner, Kutum to Henderson, 23 Jan. 1952, SAD 534/1/9

51- نفس المصدر

52- نفس المصدر

53- صحيفة السودان الجديد، 31 يناير 1952.

54- من العوامل المحركة لاختيار إبراهيم بدري رئيساً للحزب معلوماته ومعرفته الثرة بالجنوب، وكان من المشاركين في مؤتمر جوبا 1947، وعمل مأموراً برمبيك في جنوب السودان.

55- . The Socialist Republican Party, by Ibrahim Bedri, Secretary General, Socialist Republican Party, Sudan Archive Durham, 543/11/7. no date,

56- نفس المصدر.

57- . Letter from M.A. Abu Sin to R.E.H. Baily, 20 Dec. 1951, SAD

58- . District Commissioner, Darfur, to Governor, Darfur, 23 Jan. 1952,

59- فدوى عبد الرحمن علي طه، كيف نال السودان استقلاله، دراسة تاريخية لاتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان 12 فبراير 1953 بين الحكومتين المصرية والبريطانية، طبعة ثانية، مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، أم درمان، . مؤسس الحزب المهندس محمود محمد طه الذي اغتاله نظام النميري لمعارضته لما سمي بقوانين الشريعة الإسلامية.

60- صحيفة السودان الجديد، 18 مارس 1952م.

61- نفس المصدر.

62- نفس المصدر.

63- . Sudan Political Intelligence Summary, Dec 1951- Jan 1952. PRO F0371/96846

64- . Robertson, Civil Secretary to Davies, Sudan Agent, London, 2 Jan. 1952, SAD/523/1/1

65- . District Commissioner, Darfur, to Governor, Darfur, 23 Jan. 1952, The Henderson’s Papers, SAD 534/11/9.

66- صحيفة السودان الجديد، 14 يناير 1952.

67- Robertson, Civil Secretary to Davies, Sudan Agent, London, 15 Feb. 1952, SAD 523/1/53

68- Record of conversation between his Excellency the Governor-General and Sayed Abdel Rahman el Mahdi, 19 Feb. 1952, SAD 696/2/1

69- Note on conversation: Mr. G.W. Bell and Ibrahim Bedri, 15 June 1952, SAD 696/2/7

70- Robertson, Civil Secretary to Davies, Sudan Agent, London, 2 Jan. 1952, SAD 523/1/1.

71- Robertson, Civil Secretary to Davies, Sudan Agent, London, 11 Oct. 1952, SAD 523/1/10.

72- G. Warburg, Historical Discord in the Nile Valley (London: C. Hurst & Co, 1992), p.84. Warburg had an interview with K.D.D. Henderson, who served in Khartoum for many years.

73- Sudan Political Intelligence Summary, May-June 1952, PRO F0371/96847.

74- Robertson, Civil Secretary to Davies, Sudan Agent, London, 19 Nov. 1952, SAD 523/4/69.

نواصل…………

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق