سلايدرسياسة

وبعدين يا هاني رسلان …!

شوقي بدري

موضوع من مجموعة موضوعات كتبتها قبل اقل من  عقد من الزمن، أظن أنه من المفيد الرجوع إليها. وقتها كان الكثيرون لا يؤمنون مثلنا بأن الكيزان سيذهبون إلى مزبلة التاريخ لأنهم يحملون بذور الفناوة داخل تنظيمهم. قصدهم كان السلطة لكي ينهبوا ويسرقوا، ولكن ليس هنالك ما يكفي من الاسلاب والغنائم. ومن سرق يطالب بالزيادة ومن لم يسرق سيحقد على من سرق وسيصفون بعضهم البعض. وهذا ما كتبت من بداية الانقاذ.

8 مايو 2014

هاني رسلان الذي نصب نفسه خبيرا في الشأن السوداني، لا يزال يكذب لكي يقنع نفسه في المكان الاول. قرأت له في الراكوبة واماكن اخري تصريحا ، بأن الفرقة السودانية 101 مشاة بحرية موجودة في حلايب منذ أناثيرت الازمة في 1958 بواسطة عبد الله خليل. وان ناصر قد صرح أنالسلاح المصري لايمكن أنيرفع في وجه السودان.

وقالوا لناصر أنعبد الله خليل قد حرك قوات في تلك المنطقة. قال ،،حتى اذا وصولوا الي قصر عابدين،، وقال هاني أنت لك القوات بقيت داخل الاراضي المصرية ويتم تبديلها كل فترة. واكد أن الارض تحت السيطرة المصرية بشكل كامل ولا يمكن الدخول أو الخروج إلا بأذن القيادة المصرية.

سيناء ارض مصرية كانت تحت السيطرة الاسرائيلية المباشرة. الان لا تستطيع مصر أنتتحرك عسكريا الا بأذن اسرائيل. هل سيناء اسرائيلية؟ والجولان تحت الاحتلال الاسرائيلي. هل هي أرض اسرائيلية.

واذا كانت حلايب مصرية لماذا يسمح لفرقة سودانية بالتواجد فيها؟ واذا كان ناصر قد قال ما يزعمه هاني، لماذا توجه السلاح إلى صدور الجنود السودانيين وغدر بهم في التسعينات؟ السبب يا هاني أن ناصر وقتها كان يعرف أن السودانيين الحكومة والمعارضة، كانوا سيموتون دفاعا عن التراب السوداني. ولكن نظام الاخوان المسلمين لا يؤمن بحرمة التراب السوداني. ولكن ولاءه لتنظيم الإخوان العالمي فقط.

وناصر كان فرعون زمانه. كان عنده هاجسان. الهاجس الاول أن يشيد هرما يخلد، كبقية الفراعنة. وهذا الهرم هو السد العالي. والمفتاح كان عند السودان. والهاجس الثاني أن يحرر فلسطين ليكون بطلا عربيا. ولكن ناصركان ظابطا بعقل فلاح. لم يتعرف على العالم الخارجي ولم يعرف اسرار السياسة العالمية. ورفض نصيحة عبقري السياسة العربية بورقيبة رئيس تونس. وبورقيبة. عاش في فرنسا وكان محاميا في فرنسا. وقال ،،اسرائيل خلقت لتبقي. فليقبل العرب بالموجود،،.

وقام ناصر بكل غباء بمغامرة خاسرة. فقد فيها العرب الحرب والقدس والضفة الغربية والجولان. واغلقت قناة السويس وجاع المصريون

عبد الله خليل لم يثر أزمة حلايب. لقد أثارها جمال. والدليل كتاب بطرس غالي وزير الخارجية المصري وسكرتير الأمم المتحدة في كتابه ،،الخلافات العربية داخل الجامعة العربية،،. لقد قال بصريح العبارة أن ناصر أس بأن الحزب الاتحادي ليس قادرا على اكتساح الانتخابات في سنة 1958 كما حدث في انتخابات 1953. والسبب أن صلاح سالم كان يحضر إلى السودان بحقائب مليئة بمئات الآلاف من الجنيهات المصرية ، و بلغت المبالغ ملايين الجنيهات. خسر صلاح سالم جزءا كبيرا منها في موائد القمار في امدرمان. ووقتها كانت العملة واحدة في البلدين. وقام صلاح سالم بشراء الاصوات. وصلاح سالم وشقيقه جمال سالم مولودان في السودان وكذلك محمد نجيب وشقيقه علي ياور الحاكم العام البريطاني. ووالدتهم من سكان امدرمان. واختهم سكينة غير الشقيقة ، والدتها من الشايقية.

والحزب الاتحادي تأسس في منزل محمد نجيب في القاهرة في اكتوبر 1952. والحزب ضم عدة مجموعات سودانية. بعضها كان يخاف من طموح السيد عبد الرحمن في أن يكون ملكا على السودان كما كان يطمع ويخطط ويستعد. والبعض يؤمن بالاتحاد مع مصر. ويحب الرئيس محمد نجيب ، لانه ولد ونشأ في السودان ووالدته امدرمانية واخته غير الشقيقة سكينة من ام شايقية. وكان شريفا.

بعد طرد محمد نجيب بواسطة ناصر واهانته وسجنه في ڤلا زوجة رئيس الوزراء النحاس المصادرة ، تغير السودانيون. وتعرض محمد نجيب للصفع من السادات الذي كان تابع جمال وتنكر لجمال بعد موته. الوفاء غير معروف في السياسة المصرية. ناصر زور التاريخ المصري وسجل نفسه في كتب التاريخ المدرسية جمال عبد الناصر رئيس مصر الاول. ناصر كان شيوعيا ثم كوزا فدكتاتورا!!

وبعد أن قرأ رجل الاتحادي ووزير الصحة الدكتور امين السيد تقرير الدكتور السويسري دوشزوان على الميرغني وان السيد عبد الرحمان من المتوقع أن يموت في فترة قصيرة، حتى تأكد للسيد علي الميرغني بأن خوفه من تتويج السيد عبد الرحمن قد صار غير مبررا. وكان ماعرف بلقاء السيدين. ونفض السيد علي يده من الازهري. وسارع الازهري باعلان الاستقلال من داخل البرلمان. حتى يكسب المبادرة. ومن اقترح الاستقلال هو نائب حزب الامة من غرب السودان النائب دبكة. واسقط في يد ناصر.

وقام ناصر بتدبير انقلاب كبيدة في سنة 1957. وكبيدة كان ناصريا. وفشل انقلابه. واعاد ناصر الكرة مرة اخرى بواسطة القومي العربي محمود حسيب الذي لا يحمل ذرة من الدماء العربية. فهو من النوبة الميري. واعتقل وطرد من الجيش وسجن في كتم. وكان هذا في 1959.

وبعد عشرة سنوات وفي مايو 1969 خدع محمود حسيب قيادات النوبة ومنهم الاب فيليب عباس غبوش بأن الانقلاب هو لصالح النوبة الذين هم الاغلبية كجنود في الجيش وبدونهم لما نجح الانقلاب. وكان الانقلاب ناصريا. وكانت تلك مكافئة ناصر للسودانيين الذين ردوا اليه الحياة بعد هزيمة 1967. وقام المحجوب بفرض تعويضات كبيرة على الدول البترولية لدعم مصر. وكان مؤتمر اللاءات الثلاثة. واعطي السودان قاعدة وادي سيدنا العسكرية وتسهيلات عسكرية. وكان الانقلاب محميا بسلاح الجو المصري والجنود المصريين. منتهي الغفلة من الجانب السوداني ومنتهي اللؤم من الجانب الآخر.

عندما لم تنجح مهزلة ناصر في حلايب، قام باستقبال الازهري في القاهرة بطريقة مبالغة وتهليلات ضخمة. وكان معة زعماء حزب الشعب الديمقراطي الذي يسيطر عليه الميرغني ويقوده الشيخ علي عبد الرحمن. والغرض كان دمج الحزبين من جديد ، والتوصل لاتفاقية لبناء السد العالي. والغريبة أن ناصر رفض أن يصافح الازهري ووزير الخارجية السوداني القانوني مبارك زروق في مؤتمر باندونق في اندونيسيا. وطالب بطردهم لانه هو الذي يمثل السودان، لان السودان من ممتلكات مصر. وليس لهم علم يمثلهم. فاخرج الازهري منديله وكتب عليه السودان. ورحب الجميع بالسودان. العلم المنديل محفوظ في المتحف.

عندما كان عبد الله خليل ضيفا على صديقه الامبراطور هايلاسلاسي في اثيوبيا. وردت برقية من رجل حزب الامة امين التوم. وكان السفير التني الرجل الوطني قد ابلغ امين التوم باتفاق ناصر مع الازهري والميرغني وممثل الميرغني شيخ علي. والتني هو الشاعر الذي قال ،،مرفع يبين ضبلان وهازل شقوا بطن الاسد المنازل النبقة حزمة كفانا المهازل نبقي درقة وطني العزيز،،. والامبراطور كان متخوفا من اتفاقية مياه النيل بين السودان ومصر. والامبراطور عاش في السودان ستة سنوات وفي ضاحية بري في ايام الاحتلال الايطالي 1936 الي1942. ورجع بواسطة الجنود البريطانيين والسودانيين. راجع يا هاني كتاب عبد الرحمن مختار خريف الفرح.

عندما تأكد لعبد الله خليل أن ناصر سيسيطر على السودان. وان حلفا ستغرق وان النوبيبن سيشردون. قام بفرض الانقلاب العسكري على الجنرال عبود الذي رفض ولكن نائبه ورجل حزب الامة اللواء احمد عبد الوهاب اجبر عبود على القبول. وعبد الله خليل كان ظابطا و كان من زعماء 1924 الذين خدعهم رئيس الجيش المصري في السودان احمد بك. وافهمهم بانه يسيطر على المدفعية و سيدك القلاع البريطانية اذا قرر الانجليز طرد الجيش المصري من السودان. ولقد اورد حسين صبري ذو الفقار الطيار المصري وشقيق الوزير علي صبري في كتابه سيادة السودان، و بينما كان الجنود السودانيون يموتون في شوارع الخرطوم في معارك ضد الجيش البريطاني. كان الجنود المصريون يحزمون اسلحتهم التي كان من المفروض أن يدخلوا بها المعركة بجانب اخوتهم. وكان الجنود المصريون في الاسواق يشترون البضائع والاناتيك ،،وتحدث حسين صبري في كتابة سيادة السودان. عن الخيانة المصرية.وقال، و لو أن الجيش المصري قد دخل المعركة بجانب السودانيين بغض النظر عن النتيجة، لارتبط الشعبان بعلاقة وثيقة ،، وشنق الظباط السودانيون.

عندما ذهب عبد الرحمن النجومي بجيشه الي مصر في 1891 لتحرير اخوته المصريين من الاحتلال البريطاني، حارب المصريون مع البريطانيون. واسر السودانيون. واغتصب المصريون السودانيات. ولم يحمهم من الاغتصاب سوي البريطاني الجنرال وودهاوس.

وفي معركة التل الكبير في 1882 هرب الجيش المصري المكون من 180 الف جندي ولم تبق سوي كتيبتان سودانيتات في مواجهة الجيوش البريطانية. وكان الجنود البريطانيون يؤدون التحية للاسرى السودانيين عند مرورهم…

قام ناصر بتنظيم انقلاب داخل انقلاب عبود. فبعد أن ارسل القائد احمد عبد الوهاب البطل القائم مقام الزين حسن الى حلايب اعطاه اوامر واضحة بالقتال والموت. وتبعه بنفسه. وتراجع ناصر. وبعد فترة ارسلت قوة جديدة بقيادة شنان ومحي الدين احمد عبد الله. والغرض كان انشاء طريق بري الى حلايب. ولكن الظابطان كانا من القوميين العرب فالتفا راجعين ووجهوا اسلحتهم الى ابناء وطنهم. واجبروا عبود على التخلص من احمد عبد الوهاب. وكانت مهزلة الاتفاقية اغراق مدينة حلفا وعشرات القري، والمؤلم أن الازهري أو الصادق لم يتخلصا من تلك الاتفاقية المذلة والمجحفة. ولقد فرضت عن طريق البلطجة المصرية.

والمؤلم جدا انه كان في امكان السودان أن ينضم الى مجموعة الكومونويلس. وهذه الاتفاقية تعطي السودان وضعا اقتصاديا وتجاريا مميزا. ويعطيها مدخلا لاسواق كثيرة ويعفي منتجاتنا من الرسوم الجمركية ويعطينا فرصة لبعثات تعليمية وثقافية. ولكن لان مصر كانت تعرف أن التدخل والبلطجة على احد اعضاء الكومنويلس ستواجه بربع سكان العالم ، ضغطت مصر علي الازهري لعدم الانضمام الي المنظمة. قبل السودانيون بسبب الغباء أو الخوف. من دعي للانضمام الى الكومونويلس مثل الحزب الجمهوري الاشتراكي هوجموا بواسطة الاعلان والمخابرات المصرية وصوروا كخونة وعملاء.

تعرف يا هاني كل الكلام ده انا بكتبو من راسي بدون الرجوع لاي مرجع. لانني واغلب السودانيين نحفظ هذا التاريخ عن ظهر قلب. وهنالك اتفاقيتان بخصوص الحدود. الاتفاقية الاولي في 1898تحدد الحدود بخط العرض 22. ولكن اتفاقية 1899 حددت حلايب داخل الاراضي السودانية. واعطت مصر مربعا صغيرا جنوب الخط 22. واذا كانت مصر تلوح للافارقة باتفاقية المياه الموقعة بين مصر وبريطانيا في 1929 ، وتطالب مصر باحترام اتفاقية لادخل للدول الافريقية بها ، فعلى مصر احترام اتفاقية حدود السودان 1899. وعندما تقدم السودان لعضوية الامم المتحدة قدمت الحدود التي تشمل حلايب ولا تشمل المربع جنوب الخط 22 وتشمل منطقة صرص التي هي شمال الخط. وقبلت تلك الخريطة ومصر موجودة في الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لاتزال في مصر. وقدمت نفس الخريطة الى منظمة الوحدة الافريقية ومصر واثيوبيا ولايبيريا من المؤسسين. ولماذا تخاف مصر من التحكيم الدولي؟ ولماذا طلب وزير الدفاع الامريكي ماكنمارا في حكومة كينيدي قاعدة من حكومة عبود في حلايب، ولم يطلبها من مصر؟ ولماذا طلبت مصر نقاط مراقبة في حلايب من حكومة نميري؟ والخدعة أن مصر تخشى من هجوم اسرائيل على السد العالي من الجنوب وغراق القاهرة. والآن تهدد مصر بضرب السد الاثيوبي. هل فكر المصريون في اغراق الخرطوم؟ وربما هذا ليس بالمهم.

الغريبة يا هاني انكم تعولون على وقوفنا بجانبكم ضد اشقائنا الافارقة. واقرب الناس الينا هم الاثيوبيون والارتريون. وهم مثل الشاديون يحبوننا كثيرا. وبالمناسبة، السودان كذلك بلد منبع فعدد لا يحصي من الخيران تكونه الامطار في السودان ويصب في النيل. وانا هنا اتحداك أن تأتي لي بشهادة ميلاد لاي مصري من حلايب قبل قتل الجنود السودانيين واحتلال حلايب في 1996. وسأتي لك بمئات أن لم يكن آلاف شهادات الميلاد والوفاة من المراجع السودانية والرخص التجارية والضرائب والمحاكم السودانية ورخص البناء وتصديقات الارض ونقل الملكية وقسائم الزواج والطلاق واحكام النفقة. واحكام السجن ومرتبات المدرسين والموظفين والترقيات والمعاشات …الخ

لقد كان الشاعر السوداني المعروف توفيق صالح جبريل المولود في جزيرة مقاصر في 17 سبتمبر 1897 والمتوفي في امدرمان في 1966 مامورا على حلايب. وله قصيدة في ديوانه المكون من اربعة اجزاء بعنوان افق وشفق يذكر فيها عمله في حلايب.

القوة يمكن أن تبطش. والشعب المصري اكثر شعب على وجه الارض تعرض للبطش والاحتلال. وإلى اليوم وفي هذه اللحظة لم يتذوق الشعب المصري ابدا الحرية الكاملة. والامور تتغير. واذا اردتم يا هاني جوارا طيبا ن فلتعملوا طيبا. والشعب السوداني شعب طيب. الا اننا شعب حر ولا نقبل بالذل. واذا لم ناخذ بحقنا باحفادنا لن يفنوا. وستأتي حكومة سودانية ليست مثل حكومة الانقاذ التي لا تؤمن بقداسة التراب السوداني ، ولكن ولائها لتنظيم الاخوان العالمي. وسيكون هنالك وزراء دفاع ليسوا من شاكلة الوزير الحالي الذي يرقص حاملا العلم المصري ومصر تحتل وطنه وتبلطج عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق