ثقافة وفن

عفيف بناني … حين يكون الفنان عصاميا

الرباط – بأزرار أبو سرين

خلال حديث ذو شجون سافرت على أجنحة الإبداع إلى عوالم الأستاذ الفنان عفيف بناني فاكتشفت في الرجل شخصية الكاتب المتميز والتي رافقت شخصية الفنان المبدع لما يزيد عن ثلاثة عقود من الإبداع المتواصل كفنان تشكيلي راكم من التجربة ماجعله في مصاف الصفوة من الفنانين العالميين .

إنه استثنائي في عصاميته إذ لم يسبق له أن ولج مؤسسة لتعليم الفنون كما هو الحال عند الكثيرين بل كانت موهبته الفذة نقطة إنطلاق نحو إستكشاف خبايا وأسرار الألوان والفرشات إذ لم يتعرف على اللوحات الزيتية إلا بالصدفة في مدينة مكناس كما قال لي وكان ذلك صحبة فنان تشكيلي فرنسي يدعى إدمون فليز هذا الأخير الذي شكل نقطة تحول في مسار الأستاذ عفيف بناني الفنان .

إن الحديث إلى الرجل مطبوع بنفحة صوفية عميقة لا يدرك كنهها إلا من أغمس فكره في مياه الفهم الخالص النابع من وعي الرجل والمشبع بتجربة المثقف خريج مدرسة الحياة بامتياز وأنا أتحدث إليه كنت أكثر من الإستماع والإنصات حتى أتلقف وألتقط معاني كلماته المثقلة بعصارة التجارب وفي هذا الصدد أثار انتباهي في كلامه جملة لا يمكن أن تصدر إلا عن فنان عميق حين قال : اللوحة يجب قراءتها بالقلب وليس بالعين .

لقد أثمرت تجربة عفيف بناني الحياتية أزيد من ثمانين معرضا داخل المغرب وخارجه وعدة مؤلفات عن الفنون التشكيلية باللغتين العربية والفرنسية فكان بذلك خير سفير للوحة المعاصرة التي استطاع أن يتربع على عرشها وطنبا ودوليا باقتدار ومهنية عالية لكن الأهم من ذلك بعصامية استثنائية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق