سياسة

يا حمدوك الغبيان … أسأل بنمسكك الديداب!

شوقي بدري

قلنا منذ البداية أن من عاش طويلا خارج السودان لا يمكن أن يكون مواكبا وعارفا بأحوال السودان وسلوك اهله. لقد قال الفيلسوف اليوناني هرقليطوس الذي عاش قبل سقراط … ان الرجل لا يمكن أن يخطو في نفس النهر مرتين. الوجود في تغير دائم. التغيير هو الجوهر الاساسي في الكون، النهر يتجدد ويتغير دائما. هكذا هو السودان يتغير وبسرعة كبيرة بسبب الحروب المجاعات الهجرات الكوارث الطبيعية وحشر الجيران انوفهم في سياسته وولاء الكثير من اهله الى دول خارج الحدود وهم فخورون !! حمدوك مهما اجتهد فلن يعرف الحاصل. انه، ضهبان، يحتاج لمن يمسكه الديداب. الديداب هو الاثر الذي يتركه الناس على الارض بسبب المشي المتواصل على الارض. وفي البادية او الاحراش يمكن متابعة الديداب لانه يوصل، الضهباب، الى مكان مريح او منطقة مأهولة.

فجأة يخرج علينا حمدوك بقائمة طويلة لتنظيم ليس له دستور او لوائح تحدد مساره أو الغرض منه والى من يتبع؟ شغل هبتلي مثل اتفاقية جوبا التي تعتبر حقل الغام بدأ في الانفجار منذ البداية. من هو فضل الله برمة الذي وضعه حمدوك على رأس الجميع في راكوبته التي صنعها على عجل. واراد لها ان تواجه الامطار والاعاصير. حمدوك وضع فضل الله برمة على رأس الجميع، حتى على رأس البروفسر العلامة والسياسي المتمرس والشخصية العالمية الدكتور مصطفى خوجلي القيادي للحزب الشيوعي السوداني. يبدوا أن التنظيم قد سمكر على عجل كالعادة دفن اللبيل اب كراعا برا، وبدون استشارة بعض من رشحوا، ولقد رفض البعض الترشيح مباشرة مما يؤكد أن الأمر ترشيح بالإكراه.

اختيار فضل الله برمة الذي تلوثت يداه بدماء السودانيين يماثل تنصيب الوزير الجنوبي، البينو، بواسطة النميري. يذكر رجال الامن المايوي محمد عبد العزيز وهاشم او رنات في كتابهم اسرار جهاز الاسرار أن النميري قد طلب تقريرا عن، البينو، فاعطوه اسوأ تقرير لأن الرجل كان سيئا جدا. ولدهشتهم قام النميري بتعيينه. وهذا يحدث كثيرا عندما يريد أحد الطغاة أن يقوم بعمل غير اخلاقي أو يحتاج لمن يمكن ابتزازهم. اشار نميري لانتعاش حالة من كان على رأس النقابات في زمنه مثل، البروفسر، غندور طبيب الاسنان. فقال الزعيم النقابي …. الحمد لله يا ريس الواحد عمل ليه بيت، فقال له نميري لتذكيره بأنه يعلم بفساده….. ما بيت واحد بيتين ولسة كمان، ذهب نميري وصار البينو رقما في سياسة جنوب السودان. أتت الحكومة الانتقالية وكان من الواجب تنصيب جنوبي، وكان البينو قد صار، ملمعا، وصار وزيرا. اصطحب رئيس وزراء حكومة الانتفاض الثانية الجزولي دفع الله الوزير البينو في اسفاره. وفي السعودية وضح أن البينو يحمل حقيبة مليئة بالمخدرات القوية. أن ترشيح حمدوك لبرمة لأسوا مئة مرة من تنصيب البينو. البينو تاجر بالمخدرات، ولكن برمة تاجر بدماء وارواح الجنوبيين وهذا من اقوى الاسباب لانفصال الجنوب.

قام بعض فرسان المسيرية بارتكاب جريمة في المجلد صارت عادية اليوم وهي إطلاق الرصاص في الاعراس والمناسبات، وقبل ايام تم قتل عريس في حفل زواجه بسبب تلك الجريمة. واراد البو البشير الضابط العظيم أن يجاريهم بدلا عن منعهم ومصادرة الاسلحة القتالية من مدنيين. استلف كلاشنكوف واراد إطلاق الرصاص بيد واحدة وسط اطفال نساء وشيوخ. وهذا ضد تعاليم الجيش والعقل السليم. وانتهى المر برصاص البشير مخترقا اجساد ثلاثة من الفتيات. واحتمى البشير بحرسه وانسحب الى قاعدة الجيش وتأزم الامر. برمة حسب اوامر الترابي الذي كان يسيطر على الصادق ذهب لإرضاء المسيرية وانهاء المر بإرضاء اولياء الدم، السبب كان أن عمر الكذاب كما عرف في الجيش كان الثالث من المرشحين لقيادة انقلاب الكيزان الذين ينتمي إليهم الصادق وشقيقته وصال وبعض اهله. عبيد ختم وحمدين كانا على رأس القائمة الا انهما قتلا وهما يرتكبون المجازر في الجنوب. والتراب قد قال انه لم يعرف البشير ولم يقابله قبل أن احضروه له للمعاينة والفحص مثل كومر يريدون شراءه. جريمة إطلاق رصاص بهذه الطريقة يعاقب عليه في الجيش. الجريمة الجنائية هي القتل الغير عمد وعقوبتها من العادة سبعة سنوات. أين العدل القانون والديمقراطية؟ قال لى الفريق محمد احمد زين العابدين عندما حضر الى السويد في التسعينات كسفير للسودان كمكافأة على حمايته عندما قرر طرده من الخدمة بسبب تواصله مع الكيزان الذين كان معروفا انهم يعدون انقلابا. قال لي الفريق انه كرئيس لعمر البشير قد استدعاه وواجهه بتهمة تقاربه بالكيزان وانهم يعدون لانقلاب الا أن عمر الكذاب قد اقسم له بالغلط القسم انه لا دخل له بالكيزان والانقلاب. وبكل رعونة اضاع الفريق السودان وحصل على الثمن وهو منصب السفير الذي تعدى الفترة المحددة بثلاثة سنوات! امانا ما انت ملطشة يا وطن.

هل سمع حمدوك بالمراحيل وهم اسوأ من الجنجويد. انهم اهل فضل الله برمة الذين سلحهم بأحدث الاسلحة بموافقة الصادق الذي كان رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع وتابعه المطيع برمة هو وزير الدولة للدفاع. وتلك كانت بداية انتشار السلاح الناري وكثافة النيران بدلا عن بعض البنادق القديمة التي تستخدم في الصيد. وللمعلومية ما يعرف ب اصولت ويبونز مثل الاسم سكستين والكلاشنكوف وأحسن رشاش في العالم كارل قوستاف السويدي لا يسمح باستخدامهم حتى في امريكا بواسط الشرطة لأنها قوات ليست قتالية. وفي السودان الكلاشنكوف في ايدي بوليس امي ورعاة الغنم والبقر.

يقول برمة امام عدسات التلفزيون انه اجبر على تسليح المراحيل وغيرهم لأنهم هددوه وهو وزير الدفاع الذي يأتمر بأمره الجنرالات المشاة القوات البرية الطيران الحربي والمظلات القوات البحرية التوجيه المعنوي السلاح الطبي سلاح الموسيقى الخ. يقول ان المراحيل قد قالوا له انه إذا لم يسلحهم ففي مقدورهم أن يأتوا بالسلاح من مواردهم الخاصة وفي امكانهم أن يأتوا حتى بالطائرات تصور. والمسيرية الزرق والحمر الرزيقات وكل قبائل الالتماس تنعدم عندهم ابسط وسائل العلاج ويحتاجون حتى للقابلات القانونيات. وفي امكانهم حسب كلام برمة أن يأتوا بالطائرات. كيف يخضع وزير دفاع لتهديد قبائل رعوية؟ وكيف سيواجه قوات اجنبية؟ الا يعرف برمة أن الطائرات الحربية تحتاج لمدرجات مطارات هانقرات طيارين مدربين اتيام صيانة قطع غيار زيوت محروقات معدات كشف الكترونية ذخيرة متجددة رادارات الخ. وحتى تحت اشراف الحكومة فالطائرات تتساقط في السودان مثل الحجارة.

اذكر انني قد علقت على دخول، الفلاتة، الذين اتصفوا بالمعقولية والاتزان والبعد عن نزاعات دارفور قد دخلوا في حرب مع العحايرة. وكل هذا بسبب السلاح الذي تدفق على دارفور بسبب فضل الله برمة والذي من المفروض أن يحارب امتلاك الاسلحة النارية القتالية بواسطة المدنيين. ولقد اثبت الزعيم جون قرنق طيب الله ثراه انه قائد حكيم وهو بلا منازع من أعظم زعماء السودان وافريقيا. فعندما طلب الدينكا نقوك أن يعطيهم السلاح رفض وقال لهم نحن الدينكا لا نحارب ابدا ابناء شقيقاتنا والرزيقات والمسيرية الخ هم ابناء شقيقاتنا وسنصل الى سلم. كما طلب قرنق من الصادق قائلا الناس الانت قاعد تسلحهم علشان يحاربوني جندهم اديهم نمر وملابس عسكرية لأنوا بعدين لمن نتفق ويكون في سلام السلاح ده ما بيرجع وحيسبب نهب وحروب.

قبل عدة شهور صرح أحد الضباط انه عندما تسلم حامية الجنينة وجد أن 500 رشاش كلاشنكوف غير موجودة ورفض تسلم العهدة. أتت الاوامر بالتسلم وأن ال 500 كلاشنكوف قد اعطيت لبعض القبائل العربية كم من الحاميات الاخرى التي وزعت السلاح على القبائل التي تخدع أنفسها بالانتساب الى العرب؟ يا حمدوك برمة مجرم حرب. الا تكفينا المصائب التي جلبتها لنا مثل وزير الاستثمار احمد آدم الذي بكل رعونة ودوسا على العرف واللوائح يأمر بإطلاق اربعو من المتهمين من مرتزقة الجنجويد؟ هل تحمل يا حمدوك حقدا على هذا الشعب لكي تأتي بالمجرمين امثال برمة، والفاشلين امثال مريم انطوانيت والمغرور مناوي والقاتل جبريل الى آخر القائمة من من لا يفكر في مصلحة الوطن؟ ام انه نوع من الجهل او الاستهتار لم نعرفه من قبل.

وزير الدولة للدفاع في، الديمقراطية الاخيرة الذي كان من المفروض ان يحمي العرض والشرف والوطن كان فضل الله برمه. وفي السبعينات كنت اراه كثيرا في منزلنا في ام درمان لان ابن خالي صلاح محمد أحمد صلاح وجده ألأمير صلاح متزوج من شقيقتي ووالده ابن عمة أمي ووالد صلاح الذي زامل والدي في كلية غردون كان تاجرا في لقائه ولأنه ولد بعد استشهاد والدة في النخيلة فقد تبناه خاله وجدي خليل ابتر. واللواء فضل الله برمه متزوج من خديجة وهي ابنة خال صلاح ولهذا كان تواجدهم في منزلنا شيئا عاديا خاصة وان صلاح كان يسكن معنا في الاجازات وبعد نهاية دراسته الثانوية وحتى قبل ان يتزوج من شقيقتي ويصير شريكي. ولقد سمعت فضل الله برمه في السبعينات وامام مجموعه من الناس في منزلنا يقول فخورا بأنهم قد سحقوا المرتزقة. وقاموا تنفيذ الحكم عليهم بالأعداء وضربهم بالرصاص. وهؤلاء المرتزقة الذين يتحدث عنهم هم جنود حزب الأمه والأنصار المساكين الذين اتوا من ليبيا وغرب السودان ثم صار فضل الله برمه وزيرا للدفاع في حكومة الصادق المهدي.

وعندما رجع فضل الله برمه في بداية الثمانينات بعد ان كان ملحقا عسكريا في نيودلهي لم يكن له مسكنا في الخرطوم وكان يقيم في منزل شقيقتي الهام التي كانت في فرنسا زوجته في الثورة شرق مجموعة البيوت التي عرفت ببيوت الصول نصر. وكنت أزوره وزوجته بانتظام. وعندما أصبح وزير دوله للدفاع في الديمقراطية الأخيرة ذهبت لتحيته ووجدت معه عديله والرجل الشريف اللواء فضل الله حماد وأخرين. وفي تلك الأيام ذهب الصادق المهدي الذي كان وزيرا للدفاع لإنجلترا للتفاوض مع شركة رويال اوردننس التي كانت لعقود عديده تمول السودان بالسلاح. ومباشرة بعد زيارة الصادق المهدي ذهب الإنجليزي الذي يمثل مكتب السودان للمشتروات وطالب بالعمولة..

ولأن رويل اوردننس جزء من بريتش ايروسبيس فلقد استغرب جوليان الذي كان وقتها نائب المدير العام لبريتش ايروسبيس ان يتصل شخص بعد زيارة رئيس وزراء السودان. وصلتي جوليان انه كان مولعا بالسيارات القديمه ومشاهدة مباريات التنس ويشاركه في هذه الهواية رمزي شريكي لأكثر من 20 سنه. وعندما صار فضل الله برمه وزيرا للدفاع ظهر مصري يدعى عبد الله وصار يتحدث باسمه خاصه مع شركة البدفورد ثم ظهر الإنجليزي الذي يمثل مكتب السودان للمشتروات والحقيقة مكتب السودان للمشتروات كان يشتري كل شيء لحكومة السودان حتى السلاح حتى غير الأمير نقد الله هذا النظام في الستينات وأصبح للجيش مكتب مشترواته الخاص. وحاول الإنجليزي ان يلوي ذراع الشركات الإنجليزية وكان يقول ان الامر يجب ان يسير كما كان ايام جنرال توم وكان يقصد الزبير رجب صديق النميري الحميم والذي سيطر على التجارة بواسطة المؤسسة العسكرية التجارية التي كانت تتاجر في كل شيء حتى الصلصة والفرك. الزبير رجب كان يتحصل على هذه العمولات. ثم بدأ الحديث عن ان الديمقراطية ستسقط وان الجيش سيستلم السلطة من جديد وكان الانجليزي يقول ان الحكومة العسكرية القادمة ستتعامل بواسطته..

فوجدت من اللازم ان أخبر فضل الله برمه. فأخذت معي محمد صالح عبد اللطيف وهو قاضي جنايات ام درمان ومن ابكار ضباط مجلس بلدي امدرمان في الخمسينات وفضل الله برمة يبدي له الكثير من الاحترام الذي يستحقه. وهو الذي رفض ان يحاكم فاروق أبو عيسى وأحمد سليمان في 1963 فنقل الي قسم الحركة وارجع أحمد العاقب من المعاش وحكم على فاروق واحمد سليمان بست شهور سجنا لأنهم في دفاعهم اساؤوا للحكومة العسكرية..

وبعد الساعة السابعة صباحا كنا امام منزل فضل الله برمه في كوبر لكي أخبره بالمصري الذي كان يسيء لأسمه ومحاولة الانقلاب التي كانت معروفه في لندن. ووجدت شاويشا وعسكري سائق السيارة ورجل امن امام المنزل ورفضوا السماح لنا بالدخول. وانتظرنا ساعة وربع وقوفا امام المنزل والسائق يقوم بتلميع السيارة المرسيدس 360 بلون البيج المائل للأحمر. وافهمنا رجل الأمن انه من المهم مقابلة فضل الله برمه وقال ”هذا غير مسموح انها اوامر خديجه” فأخرجت ورقه لترك رساله لفضل الله فصرخ رجل الأمن والعسكري والسائق بصوت واحد ”ممنوع دي اوامر خديجه. وعرفت أن وزير الدفاع هو خديجة حسين.”

عمر اسماعيل ابن خالة خديجة صديق عزيز بالنسه لي كان مدرسا في مدرسة بيت الأمانة في الستينات ثم تقابلنا في كوبنهاجن في نهاية الستينات وبداية السبعينات وكان متزوجا من سوزي البريطانية وله منها ابن والان يعمل في حقول البترول في جزيرة داس في ابوظبي. وفي التسعينات وبينما فضل الله برمه في السجن ذهب عمر اسماعيل لزيارة خديجة حسين فقبض عليه رجال أمن الجبهة وقيدوه وابرحوه ضربا وشتما وهددوه بالموت وطالبوه أن يمتنع عن زيارة خديجة وان لا يخبر احدا بما فعلوه به. وحتى عندما قال إنه يزور اخته لم يشفع له ذلك. ولقد تألمت لما حصل لعمر عند زيارة خديجة. اللهم لا شماته، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف بنى اللواء فضل الله برمه والذي كان لا يملك اي شيء في بداية الثمانينات بيته الفاخر في الرياض؟

اقتباس

اللواء فضل الله برمة، عبد الرحمن لم يكذب (1) بقلم: شوقي بدري

نشر في سودانيل يوم 18 – 12 – 2011

السيد اللواء فضل الله برمة، لقد قرأت ردك على افادات الاخ عبد الرحمن فرح رئيس امن الصادق، و التي ذكر فيها بوضوح وصراحة و مصداقية عالية، بأنه كانت هنالك خطة لأغتيال الشهيد جون قرنق في ايام الديمقراطية الاخيرة الأخ عبد الرحمن فرح لم يذكر هذه الحقائق و هو يتوقع ان يمنح العطايا و يقتطع الضياع . و ليس هنالك ما يخشاه الآن، فلقد تعرض الرجل للسجن و المسائلة . تصرف الأخ عبد الرحمن، تصرف شجاع، و يتسم بالشفافية. و هذا ما نحتاجه الآن. عدم الاعتراف بالغلط و التستر، هو الذي اوردنا مورد الهلاك. و الاخ عبد الرحمن اشتهر بالشجاعة و الوضوح..

تربطني معك يا سيدي اللواء علاقة اسرية قوية، كانت تجمعنا في منزلنا في امدرمان، و كنت ازور زوجتك و اطفالك في أيام النميري و في ايام الديمقراطية الاخيرة. كما قمت بزيارتك عندما كنت على رأس الجيش السوداني و في ايام سوار الدهب و بعد ان صرت وزيراً في بداية حكومة الصادق. وكان هذا في كوبر. وسنعود لزيارة كوبر.

لم أرد ان أرد عليك أو على ردك، دفاعاً الأخ عبد الرحمن فرح، وهو قادر على ذلك. والآن بعد أن هدأت الأمور فلنتحاور بهدوء. وما حيرني أنك قد برزت لكي تدافع عن الصادق المهدي، ومحاولاً تفنيد ما قاله الاخ عبد الرحمن فرح. الرجل قد اعترف بشيء. والاعتراف هو سيد الادلة. وتأتي انت وتقول له ان هذا لم يحدث. عزيزي فضل الله، أنك تغالط الرجل في نفسه. ان اعتراف عبد الرحمن فضيلة. فلماذا تحرمه. لقد كتبت لك قبل عشرة سنوات، وما هو الآن موجود في مكتبة شوقي بدري في سودانيز اونلاين، تحت المسكوت عنه. وتطرقت لغلطاتك كوزير دولة للدفاع، وغلطات الحكومة، وهذا التفريط هو ما أدى الى تمكن الإنقاذ.

نهاية اقتباس

لقد قال الاخ ادريس البنا عضو مجلس السيادة وابن الانصار في فيديو انه ذهب وأخبر الصادق بأن الكيزان يعدون لانقلاب. وقال ادريس امام عدسات التلفزيون أن الصادق قد قاله وطيب مالو؟!

يا حمدوك صنقع فوق وشوف العوق عندما تحرك محمد نور سعد محمدين وعاد الى السودان من برلين وترك زوجته الالمانية وابنه سعد سكن في منزل والد مبارك الفاضل في نمرة اثنين. وكان في انتظار المحاربين الذين حضروا من ليبيا بدعم مالي ولوجستي من القذافي. فضل الله برمة كان من المفروض أن يتحرك من داخل الجيش ويكون الوطن في كماشة الانقلاب وما عرف بالمرتزقة. الا أن السيدة خديجة حسين لها الرحمة قد انقذت السودان عندما اعطت الاوامر لفضل الله برمة بعدم التحرك. الطالب في جامعة الخرطوم الاخ كباشي النور الصافي جده كان من ملازمية التعايشي والذي لعشرات السنين كان يكتب تحت اسم كانتونا، كان وسيلة الاتصال مع برمة. وقام بالاتصال ببرمة ليعرف موقفه ولماذا لم يتحرك كما اتفق عليه وعندما اعتقل كباشي النور الصافي بعد فشل الغزو بسبب جبن وخيانة فضل الله برمة قال لي كباشي أن فضل الله قال له امسك خشمك وانا بطلعك منها. وفضل الله برمة قد شارك في محاكمة من كان من المفروض أن ينضم إليهم. وهذه الزلة جعلته تحت سيطرة الصادق وغير الصادق. بالرغم من السجن الاهانة التي وجدها فضل الله برمة واهله من الكيزان الا انه لا يستطيع أن يوافق على اى ضرر يصيبهم، فالكيزان يمسكون عليه مثل الكثيرين الكثير من الزلات وما لا يريد له أن ينكشف وقع ليك يا حمدوك.

كركاسة:

الكيزان تعلموا الكثير من اساليب الشيوعيين واضافوا اليها أكثر. لا يزالون يمسكون الكثير من الزلات الافلام التسجيلات الوثائق. الكولونيل تراقي الاثيوبي من انجح رجال المخابرات استطاع أن يحطم صحفيين ورجال سياسة في السودان بواسطة نشاطه وضعف الكثير من السودانيين امام النساء الخمر والقعدات التي كانت متاحة في النادي الذي اسسه تارقي والمخادع التي زودها بالأشرطة والصور والافلام وبنات المرتفعات الجميلات. قد تسبب الكولونيل في تدمير افراد وعائلات. والمخابرات المصرية قد فاقت تارقي بكثير. اما دبي فقد فاقت المخابرات الامريكية بكثير وكل من يعني شيئا ويمكن ابتزازه او الاستفادة منه له فايلات افلام وتسجيلات لا حصر لها. ولهذا صارت الامارات الصغيرة، قوة عالمية.

أحد المسؤولين الافارقة حاولوا ابتزاه ببعض الافلام وقالوا له انهم اوقفوا نشرها واعتقلوا من اخذها من من يريدون به شرا وانهم لا يقبلون تعريضه للفضائح كصديق لأمريكا. الا انه صار فرحا كطفل وصار يرفض مقابلة رجال المخابرات الامريكية إذا لم يزودوه بافلام جديدة لانه يعرضها فخورا على من حوله.

احد السودانيين والذي عمل في دفاع ابو ظبي حكي لنا انه كان جنديا في المخابرات وطلبوا منه بعد التدريب بمراقبة الكولونيل تارقي القنصل الاثيوبي وبينما هو جالس يراقب الكولونيل ويستمتع في بعض الاحيان بالأكل والمشروبات على حساب الدولة، ترك الكولونيل مقعده بسرعة وخرج من قاعة الاكسلسيور. فركض بسرعة ليلحق بالكولونيل الذي كان يقف متربصا خارج الباب وبادره بصفعة مدوية جعلته يضرب لخمة ولا يعرف ما يجب عمله. وعاد الكولونيل بهدوء وجلس في مكانه وكأن شيئا لم يحدث. نحن السودانيون امامنا طريق طويل لنتعرف على لؤم مخابرات الدول الاخرى وخطورتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق