سلايدرسياسة

مردخاي برهان … الرجل القوي!

محمد موسى حريكة

في تصاعد ردود الأفعال حول انقلاب الردة خلعت صحيفة هآرتس الاسرائيلية علي عبد الفتاح البرهان قائد الانقلاب لقب (رجل إسرائيل القوي في السودان)، ولعل اول ما يتبادر الي ذهن المتلقي ،هو اَي قوة تراها إسرائيل في ذلك الرجل ولم يراها عليه شعب السودان ،الذى عصف بآماله وتطلعاته ،وذلك بالطبع يثير أسئلة في غاية الأهمية ، ذلك ان إسرائيل الدولة الوظيفية ، والتي تفوق العالم اجمع في مجالات التجسس والذي تنبني عليه روح بقاءها ،ليس من السهل ان توزع الألقاب هكذا مجانا كما هو في عالمنا والذي ينام علي كم هائل من الألقاب (فارس )أو (اسد افريقيا )و ما الي خلافه من النعوت .

فهل علاقات البرهان بدولة إسرائيل بدأت فقط عقب صعوده الي الواجهة السياسية بعد انتصار ثورة ديسمبر وتسنمه رئاسة المجلس العسكري الانتقالي ثم لاحقا رئاسة المجلس السيادي في العام 2019؟

إم أن الامر لا يعدو سوي انه عميل (تحت التمرين) في ذلك الأفق السياسي الغامض الذي يكتنف مستقبل السودان؟

الذاكرة السياسية في ذلك المنحى لا تدرك سوي ان البرهان ما هو الا ضابط حرس حدود قضي فترة طويله من عمله في الحرب الأهلية في دارفور، ولا يغيب عن الذاكرة ولع إسرائيل بحرس الحدود الذي تقوم عليه

الدولة العبرية ويشكل الحالة الوجودية بالنسبة لها كيف لا وهي تعيش أزمة حدود مع خمس دول عربية شهدت حدودها حروبا شرسة وتسويات رخوة وفق اتفاقيات الأمم المتحدة التي تكرس لحالة سلام هشة ومضطربة على طول تلك الحدود.

فهل غرام إسرائيل برجلها القوي في السودان ناتج عن مهاراته في تلك الحروب الأهلية في دارفور وفي صناعة المليشيات كما فعلها على الارض وأصبحت حقيقة تجسدها مليشيا الدعم السريع 2003-2014ثم الانتقال بتلك المليشيات الي العمل خارج الحدود اَي نشاطها في حرب اليمن ضد الحوثيين وعلى طول ذلك الشريط الحدودي الذي تشكله أحراش وجبال عسير ونجران بين السعودية واليمن، وهل انتقلت مهارة البرهان في العمل الحدودي الي أبعد مما كان هو نفسه يتخيل.

وحتى اللحظة فان محاولة الغوص في علاقة رجل حرس الحدود(القوي) وإسرائيل تبدو معلومات متناثرة ذات طابع خبري.

ففي مايو 2020 تلقي البرهان برقية تهنئة بعيد الفطر من الرئيس الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، وقبل ذلك في فبراير من نفس العام التقي البرهان بناتياهو في مدينة عنتيبي اليوغندية وبحثا معا تطبيع العلاقات السودانية الاسرائيلية، البرهان أحتال علي العقل السوداني ذلك العقل الرافض للتطبيع بشكل مبدئي، أن ذلك اللقاء قد كان نتيجة لصلاة استخارة قام بها وليس أكثر من ذلك، لاحظ قسوة وفظاعة ذلك الاستهبال الديني والذي لا ينطلي على عقول تلاميذ الخلاوي التي يدمن تجييشها.

السياسيون كانوا يَرَوْن ان ذلك اللقاء هو تتويج لصفقات سرية قامت بها المهندسة السودانية الراحلة

نجوى قدح الدم والتي هي من ضمن الطاقم الاستشاري للرئيس اليوغندي موسفيني، وفد ظلت السيدة نجوى تعيش لعدة سنين في قصر موسفيني وهي تلعب مهمات غامضة، الي ان غيبها الموت بجائحة كرونا في السابع والعشرين من مايو 2020 وقد بذلت الموساد جهدا عظيما لإنقاذ حياتها بذلك الإسعاف الطبي الطائر الذي حط في مطار الخرطوم، غير انها فارقت الحياة أثناء تلك المحاولات المستميتة!

ثم توالت تلك المحاولات للتطبيع مع إسرائيل ولعل آخرها تلك التي قادها عبد الرحيم دقلو قائد ثاني الدعم السريع مع قيادات من هيئة التصنيع الحربي التابعة للجيش السوداني وتخضع مباشرة لرجل إسرائيل القوي!

أعتقد الان ستنطلق عقيرة الخيال الخصب والتي تقود الي البحث والاستكشاف عن سر تلك القوي الكامنة في ذلك الرجل الذي لا يري فيه شعب السودان سوي ذلك الخائن الغادر الذي أنقض علي ثورته الوليدة والذي يقترب من شخصية ذلك اليهودي (مردخاي) الذي صوره سفر (استر) بذلك الانسان الذي ليس له مواقف اخلاقية في سبيل الوصول للهدف ووفق رؤيته فان الله او الإله او الرب غير وارد في معتقده ، فقط المنفعة الشخصية هي التي تحكم عالمه .وفي ذات الوقت فان الذاكرة المعرفية لم تسقط بعد سيرة الجاسوس الاسرائيلي الي كوهين والذي عاش في مصر ثم سوريا تحت اسم مستعار (كامل أمين ثابت ) وكان قاب قوسين أو ادني من الوصول الي قيادة سوريا وللعلم فقد كان يؤدي كل صلواته في المسجد الأموي

طوال حياته في سوريا وتدرج في سراديب السياسة الي ما بعد حرب حزيران 1967وبعد سقوطه في أيدي المخابرات السورية طلب منه تلاوة الفاتحة ولم يكن يحفظ منها آية واحدة ولاحقا تم الحكم عليه بالإعدام شنقا وقد كان.

ويتساءل كثير من المؤرخين كم يا تري من كوهين في العالم العربي؟ وهل هناك من قادته خطاه الي القيادة وحالفه الحظ في الوصول للقمة!

وكيف نفسر أن الولايات المتحدة وبكل جبروتها وهيمنتها السياسية تطلب من إسرائيل وفي ظل أزمة الانقلاب القائمة في السودان التوسط لدي عبد الفتاح البرهان (رجل إسرائيل القوي) في السودان!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق