
أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية:
التنمية حرية- محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، للدكتور عبد الله الفكي البشير، دار بدوي للنشر (ألمانيا)- (2022)
“والتبشير بالإسلام أمر يتطلب أن يكون المبشِّر، من سعة العلم بدقائق الإسلام، وبدقائق الأديان، والأفكار، والفلسفات المعاصرة، بحيث يستطيع أن يجري مقارنة تبرز امتياز الإسلام على كل فلسفة اجتماعية معاصرة، وعلى كل دين، بصورة تقنع العقول الذكيَّة.. وأن يكون من سعة الصدر بحيث لا ينكر على الآخرين حقهم في الرأي.. وأن يكون من حلاوة الشمائل بحيث يألف، ويؤلف من الذين يخالفونه الرأي…”.
محمود محمد طه، الثورة الثقافية، 1972، ص 17
أكبر مقاربة في تاريخ السودان والفهم الجديد للإسلام عن آخر أطروحات الفكر التنموي في العالم: التنمية حرية
المرأة والتنمية: فعالية المرأة والتغيير الاجتماعي
الدكتور عبد الله الفكي البشير: يرى محمود محمد طه بأن إنتاج المرأة في البيت يجب أن يكون بمثابة تخصص
ويجب على الدولة إعادة تقييم إنتاج المرأة في البيت وإدخاله ضمن تقييمها الاقتصادي والدخل القومي
محمود محمد طه مع زوجه آمنة محمد لطفي عبد الله
علَّق أحدهم، قائلاً: “أنحني للمرأة ولم ينحني للمشنقة”
يقدم الكتاب مقاربة بين المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، صاحب الفهم الجديد للإسلام، الذي حُكم عليه بالإعدام وتم تنفي ذ الحكم في العاصمة السودانية، الخرطوم في 18 يناير 1985، وعالم الاقتصاد والفيلسوف الهندي أمارتيا كومار سن Amartya Kumar Sen، الحائز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1998، وأستاذ الاقتصاد والفلسفة، حالياً، بجامعة هارفارد، الولايات المتحدة. تمحورت المقاربة حول رؤية كل منهما تجاه التنمية. كشفت المقاربة عن أن ما قدمه سن يتفق إلى حد كبير مع ما طرحه طه منذ خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، في العديد من كتبه وأحاديثه.
يقول الدكتور عبد الله الفكي البشير، مؤلف الكتاب: إن رؤية طه تجاه التنمية، وبالطبع تجاه موضوع المرأة والتنمية: المرأة والتغيير الاجتماعي، كانت أسبق وأشمل وأعمق، من رؤية أمارتيا سن.. كما اتسمت بالأصالة والجدة، وقد فصلن في كتبنا في ذلك. فقد دعا طه للمساواة بين الرجال والنساء، وأوضح بأن استقلال المرأة اقتصادياً يحررها من هيمنة الرجل ويصحح علاقاتها القائمة معه على القوامة والوصاية حيث الانفاق على الزوجة، كما دعا إلى إعادة تقييم عمل المرأة في البيت. كان أمارتيا سن قد دعا لاستقلال المرأة اقتصادياً، وأشار إلى عمل المرأة في البيت، ووصفه بأنه من نوع العمل الذي يقصم الظهر، وأن المرأة نادراً ما تلقى تكريماً أو اعترافاً بشأنه، أو تؤجر عليه. لكن أمارتيا لم يقدم أفكاراً أو مقترحات حول طبيعة عمل المرأة وإنتاجها في البيت، أو تقييمه في التفكير الرأسمالي أو التجارب الاشتراكية، كما ذهب إلى ذلك طه. ولابد أن نتذكر بأن رؤية طه نابعة من القرآن الكريم. ومنها داخل القرآن يدعو طه إلى أن تكون المفاضلة بين الإنسان والإنسان من حيث هو إنسان، رجلاً كان أو امرأة، بالعقل والأخلاق.
الدكتور عبدالله الفكي البشير، مؤلف الكتاب
المدائن تقدم عرضاً للكتاب عبر عدد من الحلقات مع طرح (15) سؤالاً
ما هي رؤية كل من طه وسن تجاه فعالية المرأة والتغير الاجتماعي؟
ما هي رؤية كل منهما تجاه استقلال المرأة الاقتصادي؟
ما هي رؤية طه تجاه عمل وإنتاج المرأة في البيت؟
يرى طه بأنه يجب على الدولة أن تُدخل عمل المرأة في البيت ضمن تقييمها الاقتصادي، المدائن تتساءل كيف ذلك؟
من واجب الأحرار، نساءً ورجالاً، العمل من أجل التحرير “حتى تنهض المرأة، وتتصرف كإنسان، لا كأنثى“
استقلال المرأة الاقتصادي
طه: المرأة لا يمكن أن تكون كريمة في الحق إلا إذا كان عندها استقلال اقتصادي. كون الاستقلال الاقتصادي يصحح علاقة إنفاق الرجل على الزوجة التي نهضت عليها قوامة الرجل ووصايته على المرأة
عدم المساواة وهيمنة الرجل
طه: مع المساواة فإن ميدان المنافسة سينتقل إلى معترك جديد لا يعتمد على سلاح قوة العضلات وإنما “قوة العقل وقوة الخلق وليس حظ المرأة من ذلك بالحظ المنقوص“.
يرى سن بأن ظاهرة عدم المساواة بين الجنسين تتجلى بصورة أكثر سفوراً واستمرارية داخل المجتمعات الفقيرة التي تؤمن بالتحيز ضد الأنثى، وهيمنة الرجل. ويتأثر هذا الانحياز ضد الأنثى، بالوضع الاجتماعي والسلطة الاقتصادية للمرأة عامة. وترتبط هيمنة الرجل، عند سن، بعدد من العوامل، منها: وضع الرجل باعتبار كسب قوت الأسرة، ومن ثم وبموجب سلطته الاقتصادية يأتي فرض احترامه داخل الأسرة. ويكشف الوجه الآخر للعملة عن دلائل قوية تؤكد أن المرأة حينما تكتسب دخلاً من عملها خارج البيت، فإن هذا يعزز وضعها نسبياً فيما يتعلق بتوزيع احتياجات البيت. كما أن تعليم المرأة وتمكينها، وتمليكها للقدرات، وتمتعها بحق الملكية الخاصة، يجعل من دورها الاقتصادي دوراً مهماً في تطوير منظومة القيم والتقاليد، إلى جانب دورها الحاسم في الأنصبة والحظوظ الاقتصادية (الرفاه والحرية)، وفي استقلالها الاقتصادي. ويرى سن بأن حرية المرأة في التماس وشغل وظيفة خارج البيت، يمكن أن تسهم في الحد من الحرمان النسبي، فالحرمان من الحق في العمل خارج المنزل، يُعد انتهاكًاً صارخاً لحرية المرأة ويرى بأن الحرية في أي مجالٍ تساعد على ترسيخ الحرية في المجالات الأخرى (تعزيز التحرر من الجوع والمرض والحرمان النسبي). وفي هذا يرى طه بأن المساواة بين الرجال والنساء، ليست مساواة الميزان، والمسطرة.. وإنما هي مساواة القيمة.. الأمر الذي يقوم عليه تقييم دور وإسهام كل منهما. ومعنى مساواة القيمة، عند طه، أن المرأة، في نفسـها، كإنسان، وفي المجتمع، كمواطنة، ذات قيمة مساوية لقيمة الرجـل، في نفسه، كإنسان، وفي المجتمع، كمواطن.. وهذه المساواة تقوم وإن وقع الاختلاف في الخصائص، النفسية، والعضوية، في بنية الرجال والنساء.. و هي تقـوم، وإن اختلفـت الوظيفة الاجتماعيـة، وميدان الخدمة للمجتمع، الذي يتحرك فيه الرجال والنساء. أما بشأن ارتباط هيمنة الرجل بكسب قوت الأسرة، فإن طه يرى، بأن علاقة الانفاق على المرأة من قبل الرجل، والتي جعلت للرجل سلطان على المرأة، يتم تصحيحها عبر استقلال المرأة الاقتصادي، الأمر الذي يرفع بعض المظالم عن المرأة مقابل الرجل، وهي من مخلفات الماضي.
ويرى طه بأنه سيجيئ الوقت الذي يتم فيه تجاوز مُخَلَّفات الماضي والموروث عبر التاريخ، ليقوم فيه القانون مقام القوة، والاشتراكية مكان الرأسمالية، وعندها تَعطي قوامة الرجل على المرأة، بهيمنة الرجل، مكانها للمساواة بلا أدنى ريب. وبشمول المساواة في الفرص للرجال والنساء على السواء، فإن المزية لا تصبح إلى قوة الساعد وإنما إلى قوة العقل وقوة الخلق. ومع المساواة فإن ميدان المنافسة سينتقل إلى معترك جديد لا يعتمد على سلاح قوة العضلات وإنما “قوة العقل وقوة الخلق وليس حظ المرأة من ذلك بالحظ المنقوص“.
طه: يدعو إلى إعادة تقييم إنتاج المرأة في البيت ليكون بمثابة تخصص
إشارات سن إلى عمل المرأة وإنتاجها في البيت
يقول المؤلف الدكتور عبدالله: لقد أشار سن إشارات عابرة إلى عمل المرأة وإنتاجها في البيت. فقد تحدث في محور: “الأسواق والحرية والعمل“، ضمن الفصل الخامس: “الأسواق والدولة والفرصة الاجتماعية” من كتابه، قائلاً: إن عمل المرأة في المنزل يمكن أن يكون قاصماً للظهر ، وأضاف بأنه على الرغم من ذلك فإن المرأة نادراً ما يتم تقدير عملها داخل البيت أو حتى الاعتراف به، وبالتأكيد لا تحصل مقابله على أجر. وهذا عين ما قاله طه. وعلى الرغم من إشارات سن هذه، إلا أنه لم يفصل في عمل المرأة وانتاجها في البيت؛ إنتاج الأبناء، إنتاج الإنسان، أهم أنواع الإنتاج كما هو الأمر عند طه. وبالتالي من الطبيعي أنه لم يتحدث عن إعادة تقييم عمل المرأة في البيت، وإعطاء الاعتبار لإنتاجها للإنسان، كما هو الحال عند طه. كذلك أشار سن إلى عمل المرأة في البيت في كتابه ضمن الفصل الثامن: “فعالية المرأة والتغيير الاجتماعي“، في محور: “بقاء الطفل وفعالية المرأة“، وذلك في إطار حديثه عن موقف الرجل من تلك الأعمال في البيت. وهي أيضاً إشارة تشبه ما قاله طه وبتوسع. لم يذهب سن إلى ما ذهب إليه طه بشأن تقييم عمل المرأة في البيت، وإعادة التقييم لعملها في إنتاج الأطفال. غير أن ما أشار إليه سن بشأن موقف الزوج من أعمال البيت، ناقشه أيضاً طه، قائلاً: مطلوب من المرأة في الأساس أن تؤدي عملها كما يؤديه زوجها بقدر عدد الساعات، ثم إذا ما رجعا للمنزل، يكون من حظ زوجها الراحة، ويكون من حظها هي أن تواصل العمل فيما يحتاج إليه منزلهما المشترك، من خدمات ضرورية، ومن عناية بالأطفال. ومثل هذا الشقاء تكون له نتيجة نفسية واحدة، مُحتّمة، هي الرغبة عن كثرة إنجاب الأطفال.. وهذا الميل النفسي يترك أثراً عضوياً هو انخفاض الخصوبة.
وأضاف الدكتور عبدالله الفكي البشير: تناول سن انعكاس ضعف دخل المرأة على مكانتها وتمكينها. وقال إذا كانت المرأة تعمل ساعات طوالاً خارج البيت بدخل قليل أو بلا مقابل، فإن مصير عملها الإهمال غالباً عند حساب إسهامات كل من الرجل والمرأة في تحقيق الرخاء المشترك للأسرة. ولكن حين يكون عملها خارج البيت وكسبها للأجر فإن مساهمتها في رخاء الأسرة تكون واضحة للعيان. كذلك تكون كلمتها مسموعة أكثر لأنها أصبحت أقل اعتماداً على الآخرين. ويبدو واضحاً أيضاً أن المكانة الرفيعة للمرأة تلقي بظلالها على الأفكار المتعلقة بحقوق الطفلة الأنثى. ولهذا فإن حرية المرأة في الحصول على وظيفة والعمل خارج البيت، يمكن أن تسهم في الحد من الحرمان النسبي، والمطلق، للمرأة. ويبدو أن الحرية في مجال ما (في أن يكون من حقها العمل خارج البيت) تساعد على ترسيخ الحرية في المجالات الأخرى (تعزيز التحرر من الجوع والمرض والحرمان النسبي). وهنا نجد أن رؤية طه تنظر إلى عمل المرأة في البيت وإنتاجها للأطفال، باعتباره حق من حقوقها، وعنصر أساسي في التنمية التي غايتها الإنسان، وهدفها تحريره. ولهذا فقد دعا طه إلى ضرورة أن تُدخِل الدولة في تقييمها الاقتصادي عمل المرأة في البيت، فضلاً عن مناداته بإعادة تقييم إنتاج المرأة في البيت ليكون بمثابة تخصص. وقد نجح الفكر الرأسمالي وكذلك التجارب الاشتراكية في تهميش عمل المرأة في البيت، وتهميش كذلك إنتاج الأطفال الذي تقوم به المرأة، وقد ورد التفصيل في ذلك ضمن كتابنا.
حاجة الدولة لإعادة تقييم إنتاج المرأة في البيت وإدخاله ضمن تقييمها الاقتصادي
يقول مؤلف الكتاب الدكتور عبدالله الفكي البشير: يرى طه بأن عمل المرأة وإنتاجها في البيت، لا يختلف عن الإنتاج في الحقل أو الورشة أو المصنع أو المستشفى أو المدرسة… إلخ. ولكن رسخ عند الناس بأن العمل هو الإنتاج في الحقل أو المصنع… إلخ، بسبب أثر التفكير الرأسمالي والتجارب الاشتراكية في تهميش إنتاج المرأة، وقد فصلنا ذلك في كتابنا، بينما العمل في البيت، ليس بعمل لأنه لا يأتي بعائد ملموس، وهذا ما عدَّه طه من آثار التفكير الرأسمالي. كما أن مسألة عدم مساواة أجر المرأة بالرجل وارتباط ذلك بما تحتاجه المرأة من إجازات أثناء العمل نسبة لما تمر به من ظروف ولادة وغيرها، وارتباط كل ذلك بالإنتاجية المادية، فإنه يعود إلى التقييم الرأسمالي. إن الفهم الخاطئ للمساواة بين الرجال والنساء والتي عند البعض تقوم على المقدرة المتساوية على قوة الاحتمال، هو فهم خاطئ وقد تركَّز في أذهان الناس. ويرى طه بأن عمل المرأة وإنتاجها في البيت لا يقف عند حد الأعمال المنزلية التي تقصم الظهر، كما ذهب وصفه أمارتيا سن، وإنما يتصل بدورها في إنجاب الأطفال، وهو أعظم دور في الحياة. هذا الدور، كما يقول طه، يفوق دور صُنع الطائرات وصنع الصواريخ لأنه به صُنع الإنسان سيد الطائرات وسيد الصواريخ. فالمرأة تنتج الإنسان نفسه، وهو أعلى أنواع الإنتاج. ومع وظيفة الأمومة، فإن طه يدعو إلى إعادة النظر في عمل المرأة وإنتاجها في البيت، باعتباره تخصصاً، يجب أن تُدخله الدولة ضمن تقييمها الاقتصادي، وفي ميزانيتها. فهو لا يقل عن مستوى العمل في المصنع أو الجامعة… إلخ. فالأمر، كما يرى، لا يعدو أن يكون عملية تقسيم للوظيفة بين إنتاج الأطفال في البيت والإنتاج في المصنع، فالعملان متساويان في القيمة لخدمة المجتمع، بيد أن ما تميزت به المرأة هو إنجاب الأطفال، إنتاج الإنسان.
نماذج من النصوص المتشابه بين محمود محمد طه وأمارتيا كوما سن
يقول المؤلف الدكتور عبدالله الفكي البشير: حاولت في هذا الكتاب التعريف برؤية المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه صاحب الفهم الجديد للإسلام، تجاه التنمية، من خلال إجراء مقاربة مع آخر أطروحات ما بلغه تطور الفكر التنموي في العالم: التنمية حرية.
“إن مظاهر الحرمان النسبية في رفاه المرأة كانت، ولا تزال، حاضرة يقيناً في العالم الذي نعيش فيه“.
أمارتيا سن، 1999
“إلى أكبر من استضعف في الأرض، ولا يزال.. إلى النسـاء…”.
محمود محمد طه، 1971
“إن ناتج مشاركة المرأة لا يقتصر فقط على أن يدر دخلاً لها، وإنما يحقق كذلك منافع اجتماعية تكون نتيجة لتعزيز مكانتها واستقلالها“.
أمارتيا سن، 1999
“المرأة لا يمكن أن تكون كريمة في الحق إلا إذا كان عندها استقلال اقتصادي“
محمود محمد طه، 1972
“إن العمل خارج البيت، غالباً ما يكون مفيداً (تعليمياً) من حيث معايشة المرأة للعالم خارج حدود البيت، ومن ثم تكون فعاليتها أقوى تأثيراً. ويعزز تعليم المرأة بالمثل دورها الفاعل فضلاً عن أنها تصبح أغنى معلومات وأكثر مهارة. كذلك امتلاك المرأة للممتلكات يجعلها أقوى فعالية في اتخاذ القرارات الأسرية“.
أمارتيا سن، 1999
“بالعمل ينضبط الفكر، وتتعمق التجربة وتنضج الشخصية.. هذا إلى عديد القيم التي تُكسِبها ممارسة العمل المرأة، مما تحتاجه في خـدمة مجتمعها، وبيتها، وأطفالها، ومما تحتاجه في تحرير مواهبها التي بها ارتقـاؤها، وكمالها الذاتي“.
محمود محمد طه، 1971
“إن الدور المحدود والمُقيِّد للفعالية النشطة للمرأة يضر ضرراً بليغاً بحياة جميع الناس، الرجال والنساء، الأطفال والكبار على السواء. وإذا كانت هناك الأسباب الملحة التي تدعونا إلى ألا نتوانى في الاهتمام برفاه المرأة وشقائها، وإلى أن نواصل الاهتمام بمظاهر معاناة وحرمان المرأة، هناك أيضاً ضرورة ملحة وأساسية، خاصة في وقتنا هذا تدعونا إلى أن نلتزم نهجاً فاعلاً ونشطاً إزاء جدول أعمال المرأة“.
أمارتيا سن 1999
“على كرامة المرأة تتوقف كرامة الرجال والأطفال، بل بدون كرامة المرأة، لا يمكن أن تكون للرجال كرامة، ولا يمكن أن يكون الأطفال كراماً، ولا يمكن تحقيق بناء المجتمع الصالح والكامل والعادل، فالمرأة أكبر مظهر للمجتمع الناهض، المُنمَّى، في كمه وكيفه، ولا يكون اكتمال النهضة إلا بتحرك المرأة لتنهض وتكافح في سبيل حقوقها“.
محمود محمد طه، 1972
“إن فعالية المرأة وصوتها النابعان من التعليم والعمل، يمكن بدورهما أن يؤثرا على طبيعة المناقشة العامة حول مجموعة متنوعة من الموضوعات الاجتماعية، بما في ذلك معدل الخصوبة المقبول (ليس فقط في أسرة النساء المعينات أنفسهن) والأولويات البيئية “.
أمارتيا سن، 1999
“إن المرأة، حين تُعد لتكون أماً، بأن تُعلَم كل ما يؤهلها لهذه الوظيفة الحيوية المتشعبة، لا تقل خدمتها للمجتمع، في نظر المجتمع، عن خدمة أخيها الذي يُعد ليكون مهندساً، أو طبيباً، أو مشرعاً.. وليس لإعداد الأمومة الصالحة حد تقف عنده، فإن الفتاة كلما عَلِمت كلما زادت كفاءتها في ميدان الأمومة نفسها“.
محمود محمد طه، 1967
(وفي الحلقات القادمة سنقدم المزيد من النصوص المتشابهة)
موضوع الحلقة هو: “التنمية وأهمية الديمقراطية: نحو إنجاب الأحرار من الفوضويين والعبيد“.