سياسة

المؤسسات الدينية: تغذية التكفير والهوس الديني

إن الإسلام بقدر ما هو قوة خلاقة إذا ما انبعث من معينه الصافي واتصل بالعقول الحرة وأشعل فيها ثورته وانطلاقه بقدر ما هو قوة هدامة إذا ما انبعث من كدورة النفوس الغثة واتصل بالعقول الجاهلة واثار فيها سخائم التعصب والهوس“.

محمود محمد طه، ديسمبر 1958

إن الإسلام سلاح ذو حدين إذا أخذ عن علم ومعرفة رفع الناس إلى أوج الرفعة والإنسانية والرقي وإذا أخذ عن جهل ارتد بالناس إلى صور من التخلف البشع الذي يحارب باسم الله كل مظهر من مظاهر التقدم والفهم “.

محمود محمد طه، نوفمبر 1964

الكشف عن دور المؤسسات الدينية في تغذية التكفير والهوس الديني من خلال مواقفها من المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه

يكشف هذا الكتاب، كما يقول مؤلفه المفكر السوداني والباحث الجاد الدكتور عبد الله الفكي البشير، عن دور المؤسسات الدينية في تغذية التكفير والهوس الديني في السودان، وفي الفضاء الإسلامي، وذلك من خلال مواقفها من المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه. طرح طه الفهم الجديد للإسلام عام 1951، وأخذ يفصل فيه ويدعو له، فما لبث أن واجه الحكم بالردة عن الإسلام عام 1968، ومرة أخرى بالردة والإعدام، ليتم تنفيذ حكم الإعدام عليه في الخر طوم صباح 18 يناير 1985. ويقول المؤلف: رصد الكتاب دور المؤسسات الدينية في تكفيره، والحكم عليه بالإعدام، فانتخب خمساً منها، تقصي مواقفها وخاطب القائمين عليها اليوم، والمؤسسات الخمس هي: الأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، وجامعة أم القرى، وجامعة أم درمان الإسلامية، ووزارة الشؤون الدينية السودانية، كما عرج على الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهيئة علماء السودان. التزم الكتاب بمنهج توثيقي صارم، وسعى لإظهار جمود الفكر، وضعف الورع العلمي، وتناقض المواقف في تلك المؤسسات. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، كان الأزهر في 5 يونيو 1972 قد أفتى بكفر محمود محمد طه، ووسم فكره بأنهكفر صراح، ليجيء شيخ الأزهر بعد نحو نصف قرن من الزمان، ليعلن موقف الأزهر من التكفير في 28 يناير 2020، قائلاً: “التكفيرُ فتنةٌ ابتليت بها المجتمعات قديمًا وحديثًا، ولا يقول به إلا متجرئ على شرع الله تعالى أو جاهل بتعاليمه، ولقد بينت نصوص الشرع أن رمي الغير بالكفر قد يرتدُّ على قائله فيبوء بإثمه، والتكفير حكم على الضمائر يختص به الله سبحانه وتعالى دون غيره“. وبنفس القدر كانت رابطة العالم الإسلامي قد أصدرت حكماً بردة محمود محمد طه قبل نحو نصف قرن من الزمان، لنجدها اليوم تتبنى قيادة الاعتدال، ورفض التكفير، ومحاربة الغلو والتطرف.

ويضيف المؤلف، قائلاً: أما جامعة أم درمان الإسلامية فقد كانت مطية الأزهر في تغذية التكفير والهوس الديني، وتكييف المزاج الديني في السودان. فقامت بدور خطير في غرس الفتنة وبث ثقافة الردة، ولا يكفي تطهيرها، إلا بإعادة النظر في فكرة وجودها. كذلك تجلى دور جامعة أم القرى في إجازتها لأول أطروحة دكتوراه عن الفهم الجديد للإسلام، مثَّلت الأطروحة أنصع نموذج لنشر الجهل، وتسييل الخزعبلات والخرافة، فضلاً عن تلويث الفضاء الإسلامي والإنساني. وكذلك الحال كانت هيئة علماء السودان، منبعاً للشرور الفكرية، ولا سبيل للتعافي من شرورها إلا بحلها وإعادة تعليم منتسبيها. أما دور وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فكان على الصعيدين الداخلي والخارجي، ولا يمكن وصفه بأقل من الغدر، والتآمر، على الفهم الجديد للإسلام وصاحبه.

وخلص المؤلف، قائلاً: يُعبر هذا الكتاب بفصاحة عن أزمة الفكر الإسلامي، ويقدم دليلاً ناصعاً على ضعف الوازع الأخلاقي في المؤسسات الدينية، وغياب فضيلة الرجوع إلى الحق في تاريخها إزاء إرثها التكفيري. ولهذا، فالكتاب يدعو إلى الثورة الأخلاقية، لتحرير الشعوب الإسلامية من هيمنة المؤسسات الدينية، ومن وصاية رجال الدين، مُذكراً بأن دور الثورات الشعبية في تغيير الأنظمة السياسية لم يعد كافياً، وإنما المطلوب الثورة الفكرية التي تؤدي إلى الثورة الثقافية.

الدكتور عبد الله الفكي البشير

مؤلف الكتاب

المدائن وانطلاقاً من رؤيتها وواجبها الثقافي والأخلاقي والتزامها الإنساني تدعو إلى دراسة دور المؤسسات الدينية في تعزيز السلام العالمي وتحقيق الاستقرار الإنساني

من مقدمة الناشر، دار بدوي للنشر والتوزيع (ألمانيا)

تنطلق دار بدوي للنشر من رؤية قوامها أن تعمير الحياة وأنسنتها واجب ثقافي وأخلاقي والتزام إنساني، الأمر الذي يتطلب العمل بإتقان واستمرار في سبيل تسييل الفكر والعلم، وتبادل المعارف والتجارب. كما تؤمن الدار بأن الحوار الحر المسؤول هو السبيل الأمثل إلى تعارف العقول وتفاهم الثقافات وقبول الآخر، ومن ثم تحقيق التعايش وبناء السلامإن الدار تشجع إجراء المراجعات والتنقيب بإعمال الحس النقدي ذي الطابع الاستكشافي، لإلقاء الضوء على المبادرات الخلاقة في الفكر الإسلامي الداعية للتغيير والتحرير والتطوير وإقامة السلام. وقد سعى المختلف مع هذه المبادرات الخلاقة، بالشراكة مع الجاهل بها، والخائف منها، من أصحاب الامتيازات، وعبر تحالف غير مكتوب، إلى طمسها وحجبها عن الفضاء الإسلامي والإنساني، بإشهار سلاح التكفير والردة عن الإسلام

ولعل كتابنا هذا، والذي أعده المفكر الفذ والباحث الجاد، الدكتور عبد الله الفكي البشير، يخاطب أزمة الفكر الإسلامي، وراهن المؤسسات الإسلامية، ويصب فيما نصبو إليه من إجراء المراجعات، والبعث للمبادرات الخلاقة. فالكتاب يجئ في إطار مشروع بحثي مفتوح ومستمر تعهد به الدكتور عبد الله وهو يتمحور حول الفهم الجديد للإسلام لصاحبه محمود محمد طه، وقد نشر عبد الله العديد من الكتب والأوراق العلمية، وقد تشرفت دار بدوي بنشر أربعة كتب منها، وبصدد نشر كتب أخرى منها.

إننا نقدم اليوم هذا الكتاب، تقديراً واحتراماً للمفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، واحتفاءً بالعمل البحثي العلمي الجاد والمسؤول الذي قام به المؤلف، والذي جعلنا، ونحن أمام تيار الوعي المتنامي، نقف على كشف المؤامرات، ونشهد ذوبان سردية الكسل العقلي وتناسل الجهل، كما وسمها المؤلف، أمام شمس الحق.

الدكتور عبد الله الفكي البشير: مثَّل عقدا الستينات والسبعينات قمة اللوثة الفكرية حيث أطلقت المؤسسات الدينية (الأزهر ورابطة العالم الإسلامي) الفتاوى بالتكفير والردة عن الإسلام على محمود محمد طه

المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي يصدر حكماً بالإجماع بردة محمود محمد طه عن الإسلام

يقول الدكتور عبد الله الفكي البشير: تبع مؤامرة الحكم بالردة في العام 1968 على محمود محمد طه من محكمة شرعية غير مختصة، عُقدت في الخرطوم بتحالف واسع من المتآمرين محلياً وخارجياً، إصدار الأزهر لفتواه بتكفير محمود محمد طه في العام 1972، ثم إصدار رابطة العالم الإسلامي لفتوى بردة محمود محمد طه عن الإسلام في العام 1975 (للمزيد أنظر كتابنا: الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود محمد طه: الوقائع والمؤامرات والمواقف، 2020). جاءت فتوى رابطة العالم الإسلامي بموجب قرار أصدره المجلس التأسيس للرابطة. يتألف المجلس التأسيسي للرابطة، واليوم هو المجلس الأعلى، وهو السلطة العليا في الرابطة، من ستين عضواً من الشخصيات الإسلامية المرموقة، ويمثلون الشعوب والأقليات المسلمة، وتتخذ الرابطة من مكة مقراَ لها. تم نقل قرار الرابطة عبر خطاب إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف السودانية، فما لبثت أن اعتبرت الوزارة أن ما جاء في خطاب الرابطة قراراً ملزماً. جاء الخطاب بتوقيع الشيخ/ محمد صالح القزاز، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (1972- 1976)، وموجهاً إلى سعادة وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان، الدكتور عون الشريف قاسم. يقول خطاب رابطة العالم الإسلامي: “من ضمن القضايا الإسلامية التي ناقشها المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في دورته السادسة عشرة قضية (محمود محمد طه) السوداني“.  ثم أوضح الخطاب، قائلاً: إنه وبعدمناقشة الموضوع من جميع جوانبه أصدر المجلس حكمه بالإجماع بارتداد المذكور عن الإسلام تأييداً لما حكمت به المحكمة الشرعية العليا بالخرطوم“. كما طالب المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في خطابه، قائلاً: “يجب على المسلمين أن يعاملوه معاملة المرتدين كما يجب مصادرة كتبه أينما وجدت ومنع طبعها“. تتحدث رابطة العالم الإسلامي في خطابها بسلطة دينية حاسمة وبسلطة معرفية جازمة، وهي تقول يجب على المسلمين أن يعاملوه معاملة المرتدين. وفي هذا احتكار للحق وجرأة معرفية وادعاء لسلطة دينية بلا استحقاق، كما هو الحال في كل المؤسسات الدينية التقليدية، الأمر الذي يتطلب الدعوة لحل وتفكيك هذه المؤسسات، حتى يتحرر المسلمين من وصايتها وهيمنتها اللا أخلاقية.

الأثر المتراكم لفتوى رابطة العالم الإسلامي في تغذية التكفير والهوس الديني

فتوى رابطة العالم الإسلامي وتكليس التعايش واشعال الفتنة في المحاكم السودانية

يقول البشير: ظلت فتوى رابطة العالم الإسلامي توظف وباستمرار في منابر المساجد وفي وسائل الإعلام، ويستشهد بها في الدراسات والمحاضرات في المعاهد والجامعات الإسلامية. وظلت توظف، كذلك، في فضاء المحاكم السودانية. ففي 7 يناير 1985 وعندما قُدّم محمود محمد طه وأربعة من تلاميذه للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية رقم (4) بأم درمان، برئاسة حسن إبراهيم المهلاوي، بتهمة إثارة الكراهية ضد الدولة. فقامت المحكمة في 8 يناير 1985 بإصدار حكمها بالإعدام على محمود محمد طه وتلاميذه الأربعة. ثم قامت محكمة الاستئناف برئاسة المكاشفى طه الكبّاشى في يوم 15 يناير 1985 بتأييد حكم المحكمة المهلاوي، بعد أن قامت بتحويل الحكم من إثارة الكراهية ضد الدولة، إلى اتهام بالردة، بعد أن استدعت فتوى الأزهر، وفتوى رابطة العالم الإسلامي، إلى جانب حكم سابق أصدرته محكمة الاستئناف الشرعية، وهي محكمة غير مختصة، بالخرطوم في 18 نوفمبر 1968، واستشهدت بهم. وبناء عليه تم تنفيذ حكم الإعدام على الداعية والمفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه، في الخرطوم صباح 18 يناير 1985.

لابد من الإشارة إلى أن المحكمة العليا/ الدائرة الدستورية أعلنت في الخرطوم في 18 نوفمبر 1986 بطلان الحُكم الصادر في حق محمود محمد طه، وكان الحكم قد استشهد في يناير 1985 بفتوى الأزهر ورابطة العالم الإسلامي. جاء بطلان الحكم بموجب القضية نمرة م ع/ق د/2/1406هـ، التي رفعها كل من أسماء محمود محمد طه وعبد اللطيف عمر حسب الله ضد حكومة جمهورية السودان. وقد رأت المحكمة بأن الحكم لم يكن إلا كيداً سياسياً، ووصفته بأنه قدتجاوز كل قيم العدالة سواء ما كان منها موروثاً ومتعارفاً عليه، أو ما حرصت قوانين الإجراءات الجنائية المتعاقبة على النص عليه صراحة، أو انطوى عليه دستور 1973 الملغي رغــم ما يحيط به من جدل“.  واستنبطت المحكمة من خلاصـــــــة الوقائع بأن الحكملا يعدو أن يكون ستاراً لاغتيال خصم سياسي تحت مظلة صـــــــورية للإجراءات القضائية وتطبيق حكم القانون“.

فتوى رابطة العالم الإسلامي وتلويث العقول والسوح الفكرية السودانية والإسلامية

استخدام الفتوى من قبل الأئمة ورجال الدين كسلاح إرهابي في وجه الخصوم

يقول البشير: لقد ظلت فتوى رابطة العالم الإسلامي، منذ صدورها في العام 1975 من أعظم مغذيات الهوس الديني والتكفير، ومن أشد ملوثات العقول والسوح الفكرية في السودان وفي العالم الإسلامي، خاصة وأن الخصوم من الأئمة والوعاظ والفقهاء يستخدمونها صباح مساء من على منابر المساجد وفي وسائل الإعلام، حتى اليوم. ويستندون عليها في تكفير الداعية والمفكر محمود محمد طه، والجمهوريين. ومن أجل التأكيد على ذلك، فإن الأدلة والبراهين من الكثرة بحيث يصعب حصرها، وهي مع كل يوم في ازدياد، ولكننا نكتفي بإيراد ثلاثة نماذج، خاصة وقد اشتمل الكتاب على نماذج عديدة. وتزداد خطورة خطب هؤلاء الأئمة والفقهاء ومحاضراتهم التكفيرية، كونها متاحة ومتوفرة على اليوتيوب على الإنترنت، لكل أهل الأرض، الأمر الذي يجعل السلام العالمي في خطر. أدناه النماذج الثلاثة، وهي نماذج على سبيل المثال، لا الحصر، كما وردت الإشارة:

النموذج الأول: الشيخ محمد مصطفى عبد القادر، داعية إسلامي، ظل يستشهد بفتوى رابطة العالم الإسلامي، في محاضراته وأحاديثه وخطبه. ففي 10 ديسمبر 2019، تحدث ضمنالدورة الأخيرة في الفكر الجمهوري (3)”، قائلاً: “كل علماء العالم كفروا محمود محمد طه، وفي مكة المكرمة هناك رابطة العالم الإسلامي في مكة، وهي تضم كل علماء العالم العرب والعجمكافر كل العلماء قالوا كافر“. ثم قرأ نص فتوى رابطة العالم الإسلامي، على الحضور.

النموذج الثاني: الدكتور مهران ماهر، داعية إسلامي، ظل يستشهد بفتوى رابطة العالم الإسلامي. فقد تحدث في 18 أكتوبر 2019م من خلال قناة طيبة الفضائية، مستشهداً بفتوى رابطة العالم الإسلامي على كفر الداعية والمفكر محمود محمد طه.

النموذج الثالث: الدكتور عبد الحي يوسف، ظل يستشهد بفتوى الأزهر ورابطة العالم الإسلامي، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، في إجابته عن سؤال يقول: هل يعتبر الجمهوريون (جماعة محمود محمد طه) من الفرق المارقة؟ وهل يجوز الأكل معهم أو الزواج منهم؟ أجاب الدكتور عبد الحي يوسف، قائلاً: “إن الفكر الجمهوري الذي كان داعيته والمنظِّر له الهالك المذموم (محمود محمد طه) قد حوى جملة من المصائب والطامات التي تجعل الحكم عليه بيِّناً واضحاً، وقد أفتت هيئات شرعية ومجامع فقهية ومحاكم إسلامية معتبرة بردة الرجل وفساد فكره، وأن هذا الحكم ينسحب على كل من يؤمن بأفكاره تلك ويتابعه في هرطقته وزندقته، فصدرتفتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بتاريخ 5/6/1972م بأن كلام محمود كفر صراح لا يصح السكوت عليه“.

فتوى رابطة العالم الإسلامي وإشاعة الجهل وتشجيع الكسل العقلي في الفضاء الأكاديمي

يقول الدكتور عبد الله الفكي البشير: انطلاقاً من تقصي دقيق، وتنقيب استمر لنحو ربع القرن من الزمان، تمحور حول مشروع الفهم الجديد للإسلام، وبناءً على تمحيص وتوثيق محكم، لموقف المؤسسات الإسلامية وعلماء المسلمين منه، يمكنني أن القول بأن فتوى رابطة العالم الإسلامي أسهمت وبقوة في تشييع الجهل، وتشجيع الكسل العقلي في الفضاء الأكاديمي في السودان والعالم الإسلامي. ذلك لأن الكثير من الكتب، والدراسات الأكاديمية في الفضاء الإسلامي، ظلت تستشهد بفتوى الرابطة في التكفير، دون الوفاء باستحقاق أخطر الأحكام وهو حكم التكفير، من البحث والدراسة المطلوبة. ثم نشرت تلك الدراسات وشاعت في الفضاء الإسلامي فضللت العقول، وقدمت تبريراً للكسل العقلي، كيف لا؟ وفتوى علماء المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، حاضرة وقد كانت بالإجماع. فضلاً عن تولي الرابطة لتمويل إعداد بعض الكتب ونشرها بعضها الآخر.

يمكننا تقديم، وباختصار، بعض النماذج من الكتب والأطروحات الأكاديمية التي استشهدت بفتوى رابطة العالم الإسلامي وثبتتها في النص وضمن الملاحق، أو تلك الدراسات التي مولتها رابطة العالم الإسلامي، أو الدراسات التي تم إعدادها بناء على طلب من الرابطة، ومنها على سبيل المثال، لا الحصر:

  • شوقي بشير عبد المجيد، فرقة الجمهوريين بالسودان وموقف الإسلام منها، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بجامعة أم القرى، مكة المكرمة، السعودية، 1404هـ [1983 /1984].
  • المكاشفي طه الكباشي، الردة ومحاكمة محمود محمد طه في السودان، 1987. (كان رئيس المحكمة الاستئناف الجنائية التي أصدرت قرارها بتأييد حكم إعدام محمود محمد طه وتلاميذه. عمل أستاذاً مساعداً للشريعة الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض.
  • مانع بن حماد الجهني (إشراف)، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض، 1420هـ [1999]. (تتكون من مجلدين، وتقع في (1224) صفحة).

رابطة العالم الإسلامي وتمويل الدراسات واستكتاب الأساتذة ضد الفكر الجمهوري

ظلت رابطة العالم الإسلامي تستكتب الأساتذة وتمول نشر الدراسات والكتب ضد الفكر الجمهوري وضد الإخوان الجمهوريين. ومن النماذج على ذلك، على سبيل المثال، لا الحصر:

أولاً: أساتذة جامعة أم درمان الإسلامية يكتبون استجابة لدعوة رئيس رابطة العالم الإسلامي، الشيخ الحركان

أعد الأساتذة بجامعة أم درمان الإسلامية في عام 1983 أوراقاً عن الجمهوريين لتنشر في كتاب. وقد أعد هؤلاء الأساتذة ذلك الكتاب استجابة لدعوة من الشيخ محمد علي الحركان، عندما كان رئيساً لرابطة العالم الإسلامي. وقد احتوى الكتاب على مجموعة مقالات، كانت من حيث واضعيها وعناوينها، على النحو الآتي:

المقالة الأولى كانت بعنوان: “الحركة الجمهورية وصلتها بالحركات البا طنية في القديم والحديث، للأستاذ الدكتور محمد أحمد الحاج، مدير سابق لجامعة أم درمان الإسلامية.

المقالة الثانية بعنوان: “الإسلام دين وشريعة كل لا يتجزأ، للأستاذ الدكتور محمد محي الدين عوض، مصري الجنسية، أستاذ الفقه المقارن بجامعة أم درمان الإسلامية.

المقالة الثالثة: “النبأ الأثيم أو الهوس اللاديني الذميم، للشيخ محمد نجيب المطيعي، مصري الجنسية، عمل رئيساً لقسم السنة وعلوم الحديث بجامعة أم درمان الإسلامية.

المقالة الرابعة بعنوان: “لماذا دعوة إسلامية جديدة تبشر برسالة ثانية من الإسلام، كتبها الأستاذ الدكتور كمال دسوقي، مصري الجنسية، رئيس قسم التربية بجامعة أم درمان الإسلامية.

المقالة الخامسة بعنوان: “انهيار الفكر الجمهوري المناوىء للشريعة الإسلامية الغراءللدكتور محمد شتا أبو سعد، مصر الجنسية، أستاذ مساعد للقانون المدني بجامعة أم درمان الإسلامية، ومستشار بالمحاكم المصرية سابقاً.

ثانياً: تمويل كتاب الشيخ محمد أمان بن علي الجامي:

كتب الشيخ الجامي كتاباً طبع على نفقة رابطة العالم الإسلامي. جاء الكتاب بعنوان: المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية. وهو عبارة عن محاضرة ألقاها محمد أمان بن علي الجامي الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية، دفاعاً، كما زعم، عن السنة المحمدية، وتعقيباً ورداً، كما زعم، على النقاط التي استمع إليها في محاضرة للجمهوريين بمدينة عطبرة في صيف عام 1383هـعندما كان في زيارة إلى السودان مع بعض الشبيبة من طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة“.

ثالثاً: رابطة العالم الإسلامي تطبع كتاب شوقي بشير عبد المجيد استجابة لتوصية ابن باز

أوضح المؤلف، بأن شوقي بشير عبد المجيد يُعتبر أول طالب تبتعثه جامعة أم درمان الإسلامية إلى جامعة أم القرى، مكة، السعودية، لدراسة الفكرة الجمهورية، حيث نال درجة الدكتوراه بدراسة عنوانها: فرقة الجمهوريين بالسودان وموقف الإسلام منها. وبعد نيله درجة الدكتوراه، أصبح شوقي متخصصاً في الفكر الجمهوري، بلا حق وبجهل مخجل، كما سيأتي التفصيل في الحلقات القادمة، فأعد بعض الدراسات والكتب، منها دراسة بعنوان: موقف الجمهوريين من السنة النبوية، والتي نشرها في كتاب بناء على توصية من الشيخ عبدالعزيز بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، السعودية. فقد وصى الشيخ ابن باز بطباعة دراسة شوقي في كتاب لدى رابطة العالم الإسلامي. فقامت الرابطة بطباعة الكتاب، في العام 1987 ضمن سلسلة دعوة الحق التي تصدرها رابطة العالم الإسلامي.

هل حدث تطور في رؤية رابطة العالم الإسلامي وموقفها من خطاب التكفير والردة؟

تساءل البشير في كتابه، قائلاً: هل حدث تطور في رؤية رابطة العالم الإسلامي وموقفها من خطاب التكفير والردة؟ وأوضح بأن الإجابة عن هذا السؤال يتطلب منا إجراء مقارنة أخلاقية بين موقف رابطة العالم الإسلامي المُعلنِة للفتوى بالردة عن الإسلام عام 1975 وموقفها اليوم.

يقول عبدالله البشير: على الرغم من فداحة وخطورة الأثر الذي تركته فتوى رابطة العالم الإسلامي عام 1975في حق محمود محمد طه، ولا يزال الأثر مستمراً، ظل معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، يحدث العالم عن الرؤية الجديدة للرابطة. فقد تحدث في مناسبات مختلفة، بأن للرابطة رؤية مستنيرة لقيادة الاعتدالوعصرنةالخطاب الديني، وتن طلق من تعزيز مفاهيم وسطية الإسلام ونشر قيم التسامح والمحبة والإخاء، والتأكيد على دور العلماء في ترسيخ تلك القيم المترسخة في وعي الاعتدال الإسلامي ومحاربة الغلو والتطرف“. وهنا فإننا ندعو معالي الأمين العام الشيخ العيسي إلى أن يبدأ محاربة الغلو والتطرف انطلاقاً من سجل رابطة العالم الإسلامي. فهو سجل ينطوي على هوس وفتنة قوامها فتوى بالردة عن الإسلام مر على صدورها ما يقارب نصف القرن من الزمان. وقد ظل تأثيرها عابراً للجغرافية والثقافة والأجيال، وهي لاتزال حية وفاعلة تنهش في النسيج الاجتماعي، وتهدم في بناء التعايش، وتنسف في فرص السلام، وتلوث في الصحة الفكرية في سماء السودان والعالم الإسلامي، فضلاً عن كونها ترسل في سهام الأذى الجسيم من على منابر المساجد لقطاع كبير من السودانيين، وغير السودانيين، من تلاميذ محمود محمد طه، (الجمهوريون والجمهوريات)، وأبنائهم وبناتهم، إلى جانب أصدقائهم وأرحامهم وأصهارهم. وهنا يوضح الدكتور عبد الله الفكي البشير، قائلاً: يجب الاحتراز، فإنني لا أتحدث باسم تلاميذ محمود محمد طه وتلميذاته، ولا نيابة عنهم، وإنما أتحدث بمسؤولية فردية، باعتباري باحثاً مستقلاً مشغولاً بتنمية الوعي وخدمة التنوير من خلال مشروع بحثي مفتوح ومستمر محوره وموضوعه الفهم الجديد للإسلام، إلى جانب كوني مواطناً كوكبياً مسؤولاً ومعنياً بالحرية وأنسنة الحياة وبناء السلام العالمي. ولهذا وانطلاقاً من واجبي الإنساني والإسلامي والأخلاقي والثقافي فإنني أدعو معالي الأمين العام إلى إعادة النظر في هذه الفتوى، والاعتذار إلى شعوب السودان والإسلام وللإنسانية جمعاء عنها وعن الأثر الخطير الذي تركته.

وأضاف الدكتور عبد الله الفكي البشير، قائلاً: إن سجل رابطة العالم الإسلامي المنطوي على الفتوى بالردة عن الإسلام، يتناقض مع أحاديث معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام للرابطة في المنابر العالمية، التي أصبحت ترفض الهوس الديني والتكفير والإرهاب وتدينه وتحاسب عليه. ففي مؤتمرالخطاب الوسطي والأمن المجتمعي، بإسلام أباد، (2017)، تحدث الأمين العام الشيخ العيسي بأن رابطة العالم الإسلامي، أصبحت تضع دعم التسامح والتعايش والإيمان الحقيقي بمسلمة السنة الإلهية في الاختلاف والتنوع والتعددية في مقدمة أولوياتها؛ إدراكاً منها بحتمية الوعي بها وواجب الرابطة حيال ترسيخها. وفي فيينا، عام 2017، تحدث معاليه عن دور الرابطة أمام عدد من المفكرين والقيادات، بوصفها جسرًا للتواصل الإسلامي العالمي في بُعده الوسطي الحاضن، كما تناول في ثنايا الحديث خطورة الإرهاب بوصفه حاكمًا لعالم افتراضي لا نطاق جغرافي ضيق، وأشار إلى أنمن كان سبباً في تكوين الصورة الذهنية السلبية عن الإسلام في السلوك أو العمل فقد أجرم في حق الإسلام قبل غيره“. هنا، وأمام حديث الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عن رؤية الرابطة التجديدية هذه، يحق لنا أن نستنتج بأن رابطة العالم الإسلامي وقد حكمت بالردة عن الإسلام على محمود محمد طه، كانت سبباً في تكوين الصورة السلبية عن الإسلام منذ عام 1975، وحتى اليوم. وبهذا فإن الرابطة، وبناء على حديث معالي الأمين العام أعلاه، قد أجرمت في حق الإسلام قبل غيره. الأمر الذي يتطلب مراجعة تلك الفتوى والتخلي منها، والاعتذار عنها.

كبار العلماء وممثلو الشعوب الإسلامية: سجل الأمس وواجب اليوم

يقول البشير: أمام فتوى رابطة العالم الإسلامي، وفي ظل استصحابنا لحديث الأمين العام معالي الشيخ العيسى أمام المؤتمر الدولي الذي نظمته الرابطة في إسلام أباد، بعنوان: الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي، (22-23 يناير 2017) والذي أكد فيه بأن الرابطة في مختلف مناسباتها، تؤكد على أهمية تضافر جهود حملة العلم، وقادة الدعوة والإصلاح، ومؤسسات التعليم والإعلام، في ترسيخ وسطية الإسلام في الوعي العام، والتصدي للمتحكمين المتعالمين، الذين يسارعون في التكفير والتضليل؛ ومع استصحابنا لحديثه، كذلك، عن الوعي في مواجهة التطرف والإرهاب، أمام المؤتمر الإسلامي العالمي، الذي نظمته الرابطة بعنوان: الوحدة الإسلامية.. مخاطر التصنيف والإقصاء، في مكة المكرمة (12- 13 ديسمبر 2018)، حيث قال: عندما نجد عموم مفتيي العالم الإسلامي وكبارَ علمائه معنا اليوم مُلَبِّين دعوةَ الرابطة لموضوع هذا المؤتمر المهم، منعقداً في الرحاب الطاهرة، نُدرك يقيناً أن وجدان سادةِ الأمة في العلم والفكر ينطوي على خير وفير، مب شراً بمستقبل أكثرَ وعياً وعطاءً في مواجهة مخاطر الشقاقِ والفُرقة، والتطرف والإرهاب، أمام كل هذا الحديث من معالي الأمين العام الشيخ العيسي، يحق لنا أن نستنج بأن المجلس التأسيسي للرابطة، وهو يضم نخبة من العلماء والزعماء الممثلين عن معظم الشعوب الإسلامية في العالم، كان محرضاً على التطرف والإرهاب، بل وفقاً لحديثكم أعلاه، يصنف بأنه كان من المتحكمين المتعالمين، الذين يسارعون في التكفير والتضليل. وهذا بعض مما جعلنا ندعوكم لمراجعة تلك الفتوى والاعتذار عنها.

التحذير من مهيجي العاطفة الدينية في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في جامعة لندن

يقول البشير: إن ما ظل يقوم به رجال الدين والفقهاء والأئمة في السودان وخارجه، على النحو الذي ذكرنا، استناداً على فتوى رابطة العالم الإسلامي، هو عين ما حذر منه المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بعنوان: التسامح في الإسلام، في جامعة لندن، بالعاصمة البريطانية، لندن، في مايو 2017، بحضور قيادات من الجالية الإسلامية في أوروبا بينهم علماء ودعاة ومفكرون وعدد من السياسيين والمفكرين الغربيين من داخل المملكة المتحدة وخارجها. فقد حذر المؤتمر من الانجرار خلف مهيجي العاطفة الدينية، ومن التطرف. وقد جاء في كلمة معالي الأمين العام العيسي، في وصفه للمتطرف، قوله: ستجده مكابراً للأدلة والحقائق ومكبراً للصغائر منتهكاً للكبائر وفي طليعتها إثارة الفرقة والفتنة فضلاً عن التكفير واستباحة الدماء. والحق أن هذا هو عين ما يقوم به الأئمة والفقهاء في النماذج أعلاه. الأمر الذي يتطلب من الرابطة إعادة النظر في تلك الفتوى التكفيرية، خاصة وأنه جاء ضمن البيان الختامي لمؤتمر الرابطة في جامعة لندن: “الحاجة إلى التعاون على كل ما هو خير للإنسانية، وهي مدعوة إلى تكوين حلف كوني لإصلاح الخلل الحضاري الذي يُعتبر الإرهابُ فرعا من فروعه ونتيجة من نتائجه، فالأصل هو التعاون بين الناس كافة باعتبار وحدة الأصل والخلق“.  وفي تقديري أنه أمام الرابطة الآن فرصة لتطبيق هذه المخرجات عملياً، من خلال تنظيف سجلها، أولاً من إرث الحكم بالردة عن الإسلام، وبتجريد الأئمة والفقهاء من سلاح الهوس الديني والتكفير والإرهاب.

الدكتور عبد الله الفكي البشير: انطلاقاً من الواجب الثقافي والأخلاقي فإنني أدعو الأحرار في الفضاء الإسلامي والعالم لتبني موقف أخلاقي جماعي في مواجهة رابطة العالم الإسلامي لحملها على إلغاء فتواها بردة محمود محمد طه والاعتذار عنها

رابطة العالم الإسلامي والتحدي الأخلاقي: فضيلة الرجوع إلى الحق

يقول الدكتور البشير: لعل كل ما أوردناه أعلاه، يضع إعلان معالي الأمين العام عن الرؤية الجديدة لرابطة العالم الإسلامي، حيث قيادةالاعتدالوعصرنةالخطاب الديني، ومحاربة التطرف والإرهاب، والإسهام في بناء السلام العالمي، أمام تحدي أخلاقي حيث فضيلة الرجوع إلى الحق، وهي فضيلة وقيمة إسلامية وإنسانية. كذلك إن كل ما أوردناه أعلاه يضع الرابطة أمام تحدي إنساني، إذ كيف يمكن ترجمة الأقوال المُوجهة للعالم إلى عمل؟ خاصة وأن ديننا الإسلامي دين عمل. كذلك كيف يمكن القفز على سجل الرابطة الذي ينطوي على فتوى بالردة عن الإسلام، لتنخرط الرابطة في محاربة الهوس الديني والتكفير من أجل الإسهام في العالم العالمي.

وأضاف الدكتور البشير، قائلاً: إن رابطة العالم الإسلامي إذا ما تخلت عن تلك الفتوى، واعلنت التراجع عنها، تكون قد أسهمت وبقوة في بناء السلام العالمي من خلال تجريد الفقهاء والأئمة من أهم الأسلحة الإرهابية. فقد ظلوا يستخدمون هذه الفتوى كسلاح إرهابي في وجه الناس، وقد تضمن كتابنا هذا الكثير من الأدلة والبراهين، وللأسف من داخل المساجد، ومن على المنابر الإعلامية المحلية والعالمية، فلوثوا العقول والآذان، وسمموا السماء والأرض، ودنَّسوا المساجد، وشوهوا الإسلام، وبهذا فهم، بناء على حديث معالي الأمين العام أعلاه، مجرمين في حق الإسلام، وفي تقديرنا، إنهم حرب على كسب الإنسانية في الحرية والسلام العالمي.

وختم الدكتور عبد الله الفكي البشير، قائلاً إنني أجدد الدعوة للأحرار في الفضاء الإسلامي والعالم على اتخاذ موقف جماعي أخلاقي في مواجهة رابطة العالم الإسلامي لحملها على التخلي عن فتوى الردة عن الإسلام في حق محمود محمد طه، والاعتذار عنها. وفي تقديري فإن هذا الموقف الجماعي الأخلاقي إذا لم يتخذ اليوم، فإنه حتماً سيتخذ غداً، فإن شمس الحق لابد أن تشرق ناصعة في كبد السماء.

سنواصل في الحلقات القادمة استعراض الكتاب والاستمرار في تناول مواقف المؤسسات الدينية من التكفير من خلال موقفها من المفكر السوداني الإنساني محمود محمد طه والفهم الجديد للإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق