سياسة

استحمار تاجر الحمير حميدتي 

شوقي بدري

نقرأ ونسمع أن المال الذي  نهبه حميدتي بعد سفك دماء الابرياء في فض الاعتصام، قتل اهل دارفور، حرق مساكنهم واغتصب نساءهم. قد استولت عليه روسيا. الشعب السوداني لم يفقد اي شئ، لأن المال قد تمت سرقته. والمال اليوم في ملكية روسيا احسن من ملكية حميدتي الذي سيحوله الى عتاد ذخيرة لقتل الشعب السوداني ولشراء الخونة الذين بدأوا في التجمع حوله اليوم كخط موازي لمهزلة تجمع الطيب ود بدر الكوز .

كمية ضخمة اتت للسودان من المهاجرين والمنسحبين من القوات الكنقولية الوطنية بعد اغتيال الرئيس باتريس لوممبا، بعد اختطافه وقتله بمساعدة الامريكان والخائن تشومبي من منطقة كاتانقا الغنية بالثروة المعدنية  التي سيطر عليها البلجيك ثم الامريكان.

الكونقو به موارد اكثر بكثير من السودان الا أن  حكوماته تتفوق حتى على شواطين الكيزان في القسوة الفساد والانحطاط.

الذهب اخذ من البنك المركزي في الكونقوا وسلم الى الجيش السوداني في الجنوب. وكما عرفت انه كان ملقيا في معسكر الجيش السوداني وكأنه طوب لفترة ليست بالقصيرة. ما الذي حدث لذهب الكونقو ؟ 

يجب ان لا ننسى أن القذافي قد ارسل 12 مليار دولار امريكي الى جنوب افريقيا للحفظ !! ليبيا تطالب بالمال ال1ذي اختفى. اين الفلوس اليوم ؟ لقد اختفت في عهد الرئيس زوما الذي ادين بالفساد . اخراج البشير هاربا من جنوب افريقيا عن طريف مطار سري كان بالثمن المدفوع. الرئيس زوما ذهب الى السجن في زمنه مورس الاحتيال  وغسيل الاموال الخ .الذي مورس ويمار اليوم في السودن لاسوأ من هذا.

السودان ارسل فرقة من الجيش لحماية حكومة الكونفو من الجنود البيض المرتزقة الذين اتى بهم تشومبي الخائن بمباركة امريكا. تشومبي ساقته الظروف للهبوط في مطار الجزائر ليواصل بطائرة اخرى. تم اعتقاله في الجزائر وضع في السجن لفترة واختفي وانقطعت اخبارة وتنفست افريقيا الصعداء .متى سيهبط حميدتي او البرهان في الجزائر ؟ 

ارسل السودان المساعدات الى الكونقو منهم الاطباء الدكتور. الدكتور مختار عبد الله كان يحكي لنا في براغ عن عمله في الكونقو. السفير الشاعر محمد المكي  ابراهيم عمل في بداية عمله الدبلوماسي في الكونقو  وكان يحكي لنا العجائب.

مجموعة كبيرة من الطلاب الكنقوليين مكثوا في السودان قبل الحضور الى براغ. كان لسانهم يلهج بالشكر ويتحدثون بفخر عن السودان منهم الاخ المرح جيمي الذي انضم الى المجموعة السودانية. صار من اعز اصدقائي ،توني دوسي ،الانيق الوسيم الذي كان يتحدث الانجليزية والفرنسية بطريقة تدهش اهل اللغة ارتبط بالأخت ،لينا ،من اجمل بنات بوهيميا.  الكنقوليون كانوا البداية لانفتاح الافارقة الناطقين بالفرنسية  على السودانيين وكانت فرقهم الموسيقية تشاركنا في حفلاتنا التي كانت الاضخم بعد الكوبيين.  

 هنالك قصة صغيرة عن الذهب الذي شغل الناس في الستينات لفترة قصيرة. بعد أن عادت الفرقة العسكرية من الكويت بقيادة الظابط المميز محمود الزيبق وادارته للطابور منتهيا بقصة ارضا ظرف، ووضع كل الجنود السودانيين المظاريف المتخمة بالنقد عل الارض قبل دخول الطائرة. واليوم ينهب جنود المليشيات تلفونات الطلاب ويقتلون من يقاوم.

 هنالك بقية للقصة، ففي مطار الخرطوم  اوقف رجال الجمارك احد الظباط وهو يحمل حقيبة مليئة بسبائك الذهب. تفسير الظابط ان الحقيبة سلمت اليه بعد دخول الطائرة في الكويت قبل الاقلاع  مباشرة. المشكلة أن الجمارك لم تكن عندها خزينة مناسبة للاحتفاظ بالذهب. الشئ الطبيعي كان تسليم الحقيبة الى المالية التي كانت تدير كل مليم في حكومة السودان عالى عكس ما يحدث مع وزير المالية الحالي عزرائيل الذي لا يشبع يختشي او يتخلص من لؤم وانحطاط الكيزان. في تلك الفترة وكما عرفت من الاخوان  الذي اتونا معع مجموعة كبيرة من المالية التجارة التعاون الاعلام وتحصلوا على الدكتوراة منهم ابراهيم صالح الذي صار مديرا لصك العملة ، على دياب الذي صار مديرا للضرائب، ابراهيم عبيد الله وعبد الوهاب عثمان وزير المالية في عهد الانقاذ والذي كان تماما على عكس الكيزان. قال لهم ، مافي مسمار يدحل السودان بدون رخصة جمارك رسوم الخ. هلل الكيزان عندما طوح لهم بمفتاح السيارة وذهب لمنزله. ردد الكيزان المسعورون بفرح ،  بلا وانجلا … بلا وانجلا.

 الصراف محمد افندي كان دقة قديمة لا يعرف الا القوانين واللوائح فقط. رفض محمد افندي استلام الذهب لانه ليس بمضمن في اللوائح. وكان يقول انه ليس مجلى بسادة او  اولاد ملا الصياغ المشهورين. كما انه ليس له ميزان لوزن الذهب وقد تحصل تفلتات . كنت اسمع أن وكيل الوزارة مصباح كان متحيرا، لأن مشكلة الذهب موجودة والصراف على حق. الذهب يسبب المصائب دائما. وما يحصل في السودان هو خير دليل.

 ما قامت به روسيا مع حميدتي والكثير من الدول هو الشئ الطبيعي. لقد ذهب البشير وبعض الكيزان الى روسيا وطرحوا انفسهم وقبلوا أقدام بوتين وطلبوا الحماية من الجنائية  والامريكان. كانوا على استعداد على بيع كل السودان حتى لا  يفقدوا السلطة.

 لقد اوحوا الى مصر انهم راضون عن احتلال حلايب. وبهذا ارسلوا رسالة لاثيوبيا أن التراب السوداني لا يعني لهم  جناح باعوضة كما يردد المتأسلمون لتأكيد عزوفهم عن متاح الدنيا الذي يعشقونه أكثر من  مصلحة الدين والشعب  .بالرغم من الهتافات ، . ما لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء.    استمرت اثيوبيا في الاقتناع أن الفشقتين تعويضا عن جريمة  انتهاك سيادتها ومحاولة اغتيال رئيس دولة افريقية اثناء اجتماع رؤساء دول  الوحدة الافريقية. منظمة الوحدة الافريقية معترف بها  عالمياعلى عكس جامعة الدول العربية التي ينظر اليها كمنظمة شوفينية تتحكم فيها مصر والدليل احتكارها لرئاسة منظمة من المفروض أن تمثل الحد الادنى من  المساواة والديمقراطية.

 كاشتراكي حاولت أن اتعلم بعض الاشياء عن الحرب الاهلية في اسبانيا وتصرفات الاشتراكيين الشيوعيين اللبراليين والديمقارطين  الخاطئة التي ادت الى اسقاط الحكومة الديمقراطية لصالح الجنرالات امثال فرانكو الذي حكم اسبانيا  اكثر من ثلاثة عقود. 

 ما يهمنا هو أننا كسودانيين كما كتبت في موضوع نحن في السنة الأولى من مدرسة السياسة … وعلينا قراءة التاريخ. الحكومة  الثورية في اسبانيا تخبطت وانتهت في حروب بين اقسامها. خوفا من  استيلاء الجنرالات الذين اتوا من الجنوب الشرق الغرب والشمال في طريقم الى مدريد، قامت حكومة الثورة بايداع ذهب اسبانيا  عند روسيا. وهذا الذهب تجمع منذ زمن الملكة ايزابيلا التي باعت ذهبها لتمويل رحله الايطالي كريستوفر كولومبوس  للوصول الى آسيا عن طريق الاتجاه غربا. وصارت اسبانيا بعدها اغنى دولة  بعد أن سيطرت على مناجم الذهب فيامريكا اللاتينية.

الثروة التي تكدست عن ايطاليا واسبانيا واالبرتقال جعلت الكنيسة الكاثولكية غنية مما سمح لها باستعادة بعض الدول التي غادرت الى  البروتستانتينية.

 روسيا والسفاح استالين قالوا عندما طالب الاسبان بذهبهم  وجدوا ردا صادما.  السفاح الجورجي دوشكافيلي المعروف باستالين كان عنده ثأر وحب انتقام من الشعب الروسي مثل بعض زعماء الحركات المسلحة اليوم في السودان. وصل دوشكافيلي الى السلطة بعد أن سفك دماء خيرة الشيوعيين امثال كيروف ومن انقد حياته  زنينوف وتروتسكي الذي تابعه الى المكسيك وارسل من اغتاله ،بجانب مئات الآلاف من البشر. قال استالين للاسبان  ،  اذا استطعتم ان تروا آذانكم فسنعيد لكم الذهب. هذا الذهب قيمة المساعدات التي قدمناها لكم اثناء الحرب. ،  قلت لى حميدتي حيستلم فلوس الدهب بتين ؟؟؟ 

 المخجل أن بوتين لا يختشي من القول انهم قد ساعدوا  احط حكومات البشرية في الامم المتحدة بجانب الصين التي شاركت في نهب السودان  بدون تردد .هذه الدول ترفع راية الاممية دعم الشعوب المساواة والتضامن الذي رفعوا راياته عاليا. الآن وبدون حياء نسمع أن الذهب هو سعر الفيتو الذي استخدم من الصين روسيا لاضاعة حقوق الشعب السوداني الذي يواجه المجاعة الامراض والكوارث.

كيف سمحت قحت وحمدوك للجاهل حميدتي  بسمكرة مؤتمر جوبا ؟؟ والاسوأ  لماذا لم تستقيل حكومة حمدوك عندما  اعطوا روسيا الأرض السودانية سكتوا عن حلايب، تدفق القتلة والمجرمين من  شياطين القوات المسلحة الى العاصمة. لماذا يسيطر  حميدتى  وقتلته على تجارة المخدرات  الذهب المرتزقة  التجارة و30 % من ممتلكات  القوات المسلحة وهذاهو العار الذي التصق  بالقوات المسلحة السودانية، ولايمكن غسل هذا العار بدون رجوع الشرف  العسكري الانضباط البعد عن الفساد  التعامل مع المواطن كصاحب الحق وليس رهينة يجد البطش به سجنه مطاردته قتله حرق مسكنه جعل حياته جحيما. مهمة الجيش هى حماية الوطن  عدم الأنصياع لقوى خارجية. بدون هذا فالجيش اليوم عبارة عن مليشيات متفلتة والولاء لتنطيم الكيزان العالمي الذي يمثل كل الشر.

 الثورة الاسبانية في ثلاثينات القرن السابق كانت ستكون نبراسا للكثير من دول امريكا اللاتينية  افريقيا آسيا الخ الا انها شنقت نفسها بسبب الاقتتال بين الحلفاء والاصدقاء، كالكثير من الثورات اكلت بنيها  والآباء.

 فرح العالم لهذه الثورة لدرجة أن الكثير من  محبي الحرية والديمقراطية قد تدفقوا من كل انحاء العالم كمتطوعين للدفاع عنها، اشهرهم كان الكاتب الكبير ارنست همنقوي الامريكي من اصل بريطاني  والحاصل على جائزة نوبل للادب. كتابه الاول وداعا للسلاح عن الحرب الاسبانية التي كانت ستكون اضافة كبيرة ضد الفاشية الايطالية والنازية الالمانية الا انها بعد سيطرة الجنرالات امثال مولا،  لبيبو صارت عونا لهما ولكن لم تنضم اليهما. الجنرال فرانكو كان من الذكاء لدرجة انه عرف انهما لن ينتصرا في النهاية. فرانكو استقبل الكثير من النازيين بعد هزيمتهم بعضهم استقر في اسبانيا مثل الثعلب النازي الذي برأته محكمة نورنبيرق اشبير. الدكتور منقلا الذي كان يجري ابحاثا وعمليتات جراحية اجرامية غير انسانية على الاسرى والمساجين.

الكثيرون  هربوا الى امريكا الجنوبية منهم ايخمان سفاح براغ الذي فاز به الاسرائيليون في عملية اختطاف في امريكا اللاتينية ونقلوه الى اسرائيل وحكم عليه بالاعدام في الستينات .والد سيلفيا ملكة السويد الحالية أحد النازيين نهاهبمال اليهود من الذين هربوا الى البرازيل. التقت  سيلفيا بزوجها الملك  الشاب في الاولمبياد في بداية الثمانينات  عندما كانت مضيفة لكبار الزوار وتتحدث مجموعة من اللغات.

الكتاب الثاني هو لمن تقرع الاجراس فيه نقد لتصرف الزعماء الشيوعيين، من اكبر الغلطات كان  تنصيب خوزان ناجرين  رئيسا للوزراء وهو من اكبر البرجوازيين الا انه بسبب صداقته بالزعماء الشيوعيين ومنهم  خوسيه دياز والشيوعية دولريس والشيوعي  سانتياقو كاريلو. فمن عادة الشيوعين دائما عدم القبول في المشاركة مع الآخرين انهم يريدون أن يسيطروا على كل شئ. الحزب الاستراكي الجمهوري هو من فاز في الانتخابات واستقال الملك. الا ان الشيوعيين الاستالينيين دخلوا في حرب مع الثوار الآخرين. بينما الجنرالات يتقدمون الى  مدريد  وفرانكو يسوق جنوده ومنهم المغاربة  الذين شاركوا في هزيمة الثورة، كانت الحرب دائرة  بين اهل الثورة.

 هنالك لوحة سريالية في الامم المتحدة رسمها الفنان الاسباني الكبير بابلو بيكاسو. انها تعبر عن الجحيم الذي وقع على بلدة ، جورينكا، او خورينكا التي القت عليها  اربعون طائرة المانية 50 طنا من القنابل في موجة كبير حطمت وقتلت وشردت. واهل الثورة يقتلون بعضهم البعض.

 العجائز من الاسبان  ،الاشتراكيون والطلبة الاسبان كانوا يذكرون الرجل العظيم  بول ليروي  روبنسون. هذا الرجل كنا كزنوج نفاخر به العالم. لقد كان  محاربا وسياسيا  من طرازوحيد. كان لاعب كرة قدم محترف. مثل جامعته ،،روتقرز،، في البداية ثم صار  اسطورة في الملاعب  نجما سينمائيا  مغنيا عازفا على البيانو والجيتار كاتب اغاني سجل مئات الاغاني منها اغانيه للثورة الاسبانية  وما عرف باناشيد مدريد   التي كانت محاصرة وقدمت اسطورة في الصمود والشجاعة. قبل أن تهاجر الحكومة الاشتراكية مع نصف مليون من اتباعها الى فرنسا. فرنسا بريطانيا امريكا ساعدوا الجنرالات لانهم كانوا ضد  الديمقراطية والاشتراكية في غرب اوربا. السياسة لعبة وسخة.

 بول ليروي روبنسون لا يقل عظمة عن الدكتور فرانس فانون الذي تأثرنا به كثيرا. يحمل اسمه شارع في الجزائرالتي عاش فيها مات ودفن فيها. انه احد الزنوج الذي نفاخر بهم العالم . ولا يزال لاسمه رنين عالمي. لقد ناصر الثورة الجزائرية وعاش في الجزائر. وهو احد المتمكنين من اللغة الفرنسية .. كان فيلسوفا  كاتبا مناضلا حارب في جبهة التحرير الجزائرية ضد  موطنه فرنسا. له الكثير من الكتابات منها …كتاب معذبو الارض والاستعمار يحتضر الخ.

 كركاسة  

اذا اراد اى انسان أن يقيس مستوى الانحطاط الذي وصل اليه السودان، فعليه أن يفكر في احتفال رجال كبار امثال  مناوي حميدتي بعيد ميلاد. هذا هو الوقت الذي  يموت فيه السودانيون غرقا وتحت انقاض منازلهم المنهارة. الوقت الذي يشابه طوفان سيدنا نوح.

 والجيش لا يهتم وبدلا من  أن ينطلق لانقاذ المنكوبين ويزودهم بالخيام، الطعام، الماء النظيف، العلاج رفع الروح، المعنوية فتح الخزائن المعسكرات للمنكوبين يقيم الاحتفالات. قديما كان الناس لا يفتحون المذباع والتلفزيون بالاغاني عندما يكون احد سكان الحي قد انتقل الى جوار ربه  نكاد أن نموت غيظا، ثم نتذكر انه لا يوجد جيش. انها مليشيات الكيزان  والكيزان احدي لعنات هذا الكوكب.

 والغريبة ان احد المهوسين كان يصرخ قبل ايام دين العسكر دين يتشكر ويشيد بالجيش!!!أين هذا الدين عندما نحتاجه ؟ الجيش كان ينصب قنطرة متحركة على خور ،ابوعنجة  ،بين القنطرتين لتفصير المسافة  في زمن الفيضان،   كمساعدة  لاهل الموردة بانت والبقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق