سياسة

 المحير هو حيرة المحتارين (1) 

شوقي بدري

 هل الشعب السوداني من السذاجة انه لا يعرف أن الطائفية هي عدوه الدائم. انها العبودية الاختيارية التي تسبب تأخر هذا الشعب العملاق. من يقبل بأي نوع من العبودية يسهل على الآخرين السيطرة عليه، لهذا يستطيع الطفل الذي في الثالثة أن يقود أضخم الجمال لأنها قد دربت على الطاعة والسير ومتابعة من يمسك على رسنها. المحير هي أن الكثيرين محتارون في موقف حزب الامة وحزب الميرغني والانضمام الى الانقلابيين من عسكر جنجويد امن شرطة الخ. انهم يعودون الى موقعهم الطبيعي، الوقوف مع كل من يتحكم في الشعب السوداني الجميع لصوص يعيشون على مص دماء الشعب السوداني. إذا ما هو الغريب أو المحير أن يعود المراغنة والمهديون الى مواقعهم الطبيعية بجانب البرهان الجنجويد أو الفلول في هبوط ناعم أو خزلان وخيانة للشعب السوداني والثورة. انهم يساعدون الحاكم بغض النظر عن ديانته لونه جنسه أو مشربه. وهم يسوقون الاغنام والخراف من الشعب السوداني لتقديم فروض الولاء والطاعة للحاكم ولا يهم إذا كان اجنبيا مثل بريطانيا مصر الشرهة السعودية الامارات اسرائيل.

 هنالك فلم ياباني قديم اسمه السامراي السبعة القصة تحكي عن سبعة من السامراي الذين تفرغ جيشهم بعد الحرب ولم يعد لهم مخدم او، شوقن، لينضموا تحت لواءه. ينتهي بهم الامر في قرية صغيره بائسة، من العادة أن يحل بها عصابة كبيرة من المسلحين يمكثون بها ويستغلون كل ما هو متاح من خيرات القرية وحتى النساء. يتفاعل السامراي مع اهل القرية وينظمون المقاومة في داخل القرية يعلمونهم فنون القتال وينصبون الفخاخ امام الجيش الصغير أو العصابة. تأتي العصابة ولأول مرة تجد الموت والدمار والمقاومة من السكان المستكينين. في النسخة الامريكية

 يستغرب قائد العصابة ولا يفهم لماذا يضيع السامراي السبعة العظام جهدهم في الدفاع عن القرية والفلاحين البائسين، يحأول أن يصل الى اتفاق مع العرباء لاقتسام الغنيمة، لأنهم محاربون لا يجب أن يهتموا باهل القرية لأن الله قد خلقهم كخراف يجز صوفها يؤكل لحمها يشرب لبنها، لأن الله قد خلقهم كخراف لماذا يريد الغرباء تغيير حكم الله.

  هذا الفلم الرائع الذي شاهدته عدة مرات في التلفزيون وفي تسجيل كان من الروعة أن هوليوود قد اشترته ونفذت الفكرة في فلم أعجب العالم ويعتبر فلما كلاسيكيا لا يزال يعرض الى اليوم … اسمه السبعة العظام أو، ذي ماقنفسنت سفين. النسخة الامريكية تحكي عن قرية مكسيكية تعبت من العصابة أرسلوا ثلاثة منهم واقنعوا سبعة من حملة المسدسات الامريكيين للدفاع عنهم. في نهاية الفلم يقول زعيم العصابة قبل موته … لا افهم لماذا تدافعون عن الفلاحين؟!

 اختير للفلم سبعة من أعظم ممثلي هولي وود لا ازال اذكر منهم الممثل الاصلع يول برينر الذي مثل ادوار كثيرة ومختلفة مثل فلم النبي موسى المقاتل العظيم، تاراس بولبا المحارب الروسي ملوك الشمس. معه شارلس برونسون بطل فيلم المنتقم او، ذي فجلانتي، استيف استيف بطل فلم، بابيون، أو الفراشة قصة حياة السجين الذي هرب من جزيرة الشيطان السجن الفرنسي لعتاة المجرمين في الكاريبي.

 ليس غريبا أن حزب الامة ملكية آل المهدي قد فاز ب 38 دائرة في دارفور من اربعين دائرة الدائرتان كانتا من نصيب حلفاء حزب الامةفي الغد اليوم وغدا الكيزان، لأن مصلحتهم في نهب السودان واستغلال الدين هي القاسم المشترك. بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها حزب المهدي في حق اهل دارفور والشعب السوداني سيعود، بعض اهل دارفور كأعضاء برلمانيين الحزب الامة في حالة الانتخابات. من الصعب كسر نير العبودية الاختيارية … ربنا يكضب الشينة. ولا يزال الناس يأخذون اطفالهم ليقفوا في صفوف طويلة بعد دفع، البياض، وتقبيل ايادي المراغنة في القرن الواحد وعشرين. استغربنا قديما لوجود الاستاذ عبد الرحمن على طه رجل التعليم والذي عاش في بريطانيا وكان أول وزير، للمعارف، وليس الجهل والشعوذة بجانب عبد الرحمن المهدي في حله وترحاله وهو يسوق اهل دارفور كردفان النيل الابض لقتل المعارضين كما في مذبحة القصر أول مارس 1954 تفريق المظاهرات السلمية قي مظاهرة حرق العملة 1956. والمحير أكثر أن البروفسر قاسم بدري كان تابعا للصادق المهدي يسوق حزب الامة ويضع امكانيات جامعة الاحفاد في خدمة الصادق!!

 الغريب أن من وتقوا ولاءهم للبريطانيين وغنموا كل شيء يصفون اعضاء الحزب الجمهوري الاشتراكي الذي يدعوا الى الاشتراكية المساواة الشفافية والديمقراطية وآخرين بصنائع الانجليز. لماذا أنتم محتارون من، انبراش الطائفتين. مصالحهم تفرض عليهم استغلال الشعب السوداني فهم في النهاية من الطفيليات التي تعش متطفلة على محيطها. لن يقبلوا ابدا ان يتخلوا عن الترف ورغد العيش الذي تعودوا عليه. وسيقفون مع الشيطان للمحافظة على وضعهم وعيشهم على دماء الشعب السوداني.

 اقتباس

في 2 سبتمبر 1898 ذبح جيش كتنشر على ضفاف النيل أكثر من عشرة آلاف سوداني في ساعتين- فقط.. وصورها وردي في أغنيته الشهيرة (والـنـهـر يـطـفـح بالـضـحايـا بـالـدماء الـقـانـيـة).

بعد عشرين عاماً- فقط.. وفي يوم 28 يوليو 1919 كان السودان كلّه.. منحنياً بين يدي الملك جورج الخامس في لندن يقدم قسم الولاء.. ويهديه سيف الإمام المهدي تأكيداً للخضوع.. فيرده الملك إلينا، ويطلب منا أن نحمي به الإمبراطورية البريطانية!

في يوم 28 يوليو عام 1919 استقبل الملك جورج الخامس ملك بريطانيا في قصره في بكنجهام وفداً مثل السودان كلّه.. أفقياً ورأسياً.. الوفد يتكون من ثلاثة من أكبر زعماء الطوائف الدينية.. هم السيد علي الميرغني زعيم الطائفة الختمية، والسيد عبد الرحمن المهدي زعيم طائفة الأنصار، والسيد الشريف يوسف الهندي.

ويرافقهم ثلاثة من العلماء السودانيين هم: الشيخ علي الطيب أحمد هاشم “مفتي السودان”، والشيخ أبو القاسم أحمد هاشم “رئيس لجنة العلماء”، والشيخ إسماعيل الأزهري “قاضي دارفور.”.

الأستاذ بدر الدين حامد الهاشمي في قام ترجمته لخبر نشرته صحيفة (التايمز)، ونقلته صحيفة استرالية.

عنوان الخبر (ولاء السودان: وفد الزعماء إلى الملك)

SUDAN LOYALTY: CHIEF’S DEPUTATION TO THE KING

ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

أوردت صحيفة التايمز في يوم 29 يوليو 1919م نبأ زيارة وفد الزعماء السودانيين- وهم في ملابسهم التقليدية- إلى قصر بكنغهام في اليوم السابق، حيث قدموا للملك (جورج الخامس) خطاب تهنئة وولاء؛ بمناسبة انتهاء الحرب بنصر مبين، وكان يرافق الوفد السوداني- الذي ترأسه السيد السير علي الميرغني- كلاً من اللواء السير ريجيلاند ونجت، والمشير لورد قرينفيل، والسير أيدقارد بيرنارد، واستقبل الوفد في القصر- أولاً- لورد كرومر، والذي أخذهم إلى مقابلة الملك والملكة، وألقى رئيس وفد الزعماء السودانيين كلمة باللغة العربية تولى ترجمتها إلى الإنجليزية السير ونجت.

جاء في خطبة السيد السير علي الميرغني ما يلي:

“يا جلالة الملك، نتقدم إلى جلالتكم بأعلى آيات الامتنان؛ للتشريف العظيم الذي طوقتمونا به، وللسماح لنا بالمثول أمام جلالتكم، أنا- شخصياً- السيد السير علي الميرغني، ومعي الشريف يوسف الهندي، والسيد عبد الرحمن المهدي، بالنيابة عن الزعماء الدينيين في السودان؛ والشيخ الطيب أحمد هاشم مفتي السودان، والشيخ أبو القاسم هاشم رئيس مجلس العلماء، والسيد إسماعيل الأزهري قاضي مديرية دارفور بالنيابة عن مسؤولي المحكمة الشرعية؛ والشيخ علي التوم ناظر الكبابيش، والشيخ إبراهيم موسى ناظر الهدندوة، وشيخ إبراهيم محمد فرح ناظر الجعليين، وشيخ عوض الكريم أبو سن نائب ناظر الشكرية، بالنيابة عن نظار الإدارة الأهلية لحكومة السودان، وبالإنابة عن أنفسنا، وكل الشعب السوداني، نتقدم- وبكل تواضع- إلى جلالتكم بتهانينا القلبية على الانتصار المجيد، الذي أحرزته جيوشكم، إن صلابة وثبات جنود الجيوش المتحالفة في غضون سنوات الحرب الطويلة والرهيبة هو ما أدى إلى هزيمة العدو هزيمة ساحقة، وإن انتصار جلالتكم الباهر هو ما انتزع إعجاب أهل السودان، وأفعم قلوبهم بالبهجة والسرور، وقد تيقن الشعب السوداني- تماماً- من أن هذه الحرب- والتي كانوا قد تابعوا عن كثب وبمزيد من الاهتمام أسبابها وتقلباتها- تختلف عمّا سبقها من الحروب، فحروب الماضي كانت تقرر مصير الشعوب المتحاربة- فقط-، غير أن هذه الحرب العالمية، التي وضعت- للتو- أوزارها، حددت مصير كل الشعوب الضعيفة، والتي يعد السودان واحداً منها، لقد كانت حرباً بين الحق والباطل، ولقد رجحت فيها كفة الحق؛ بفضل النصر الذي أحرزته جيوش جلالتكم، وتغلب فيها العدل على الظلم، وسحقت الحضارة البربرية.

ولقد بذلت الآلاف المؤلفة من جنود الجيوش المتحالفة دماءهم رخيصة؛ من أجل الدفاع عن حقوق الشعوب الصغيرة، ولتخليصهم من نير الظلم والاستبداد والعبودية، ولإدخال سائر بلدان العالم في عهد جديد من السلام والأمن والطمأنينة، ولقد أثبتت هذه الحرب – وبصورة نهائية – بطلان قاعدة “القوة هي الحق”، وأثبتت- أيضاً-، ولكل الشعوب الكبيرة والصغيرة -على حد سواء- أن “الحق هو القوة”.ولم يتطرق إلى شعب السودان أي شك في أن جيوش الحلفاء ستنتصر في نهاية المطاف، فعلى الرغم من أننا ظللنا نسمع- ولأربعين عاماً- الكثير عن استعدادات جيش العدوـ إلا أننا كنا مؤقنين من نتيجة الحرب؛ إذ أنه ليس من الممكن هزيمة أمة شعارها المساواة والعدالة والدفاع عن الضعيف وحمايته.

ولا بد لنا- يا جلالة الملك- من أن نزف لكم التهاني على انتصاركم، وعلى وحدة أجزاء إمبراطوريتكم الواسعة الممتدة، وعلى قوتها، وولائها لمليكها، والذي حاز على إعجاب العالم- بأسره-، رغماً عن كل الدسائس والمؤامرات المستمرة والعديدة التي حاكها أعداؤكم، ورغم تباعد أجزاء إمبراطوريتكم، وانتشارها في كل بقاع العالم، إلا أن جميع سكانها كانوا على قلب رجل واحد، يعملون- جميعاً- من أجل تحقيق ذات الهدف، صامدين في ساعات الحزن، وأيام الفرح، وعلى كامل الاستعداد للتضحية بالمال، والدم، وبما كل ما لديهم؛ للدفاع عن عرش جلالتكم والإمبراطورية البريطانية، ولم يتخلف حتى السودان، أفقر وأصغر عضو في هذه الإمبراطورية العظيمة- ولكن بالقطع ليس أقلها ولاءً-، فقدم رجاله ما لديهم بكل حماس وحيوية، وبالمقارنة مع ما أتى من كل أجزاء إمبراطوريتكم فإنني أشعر بالخجل من أن أذكر هنا الدور المتواضع الذي لعبه السودان في الحرب، والذي يعدّ– إن جاز القول- نقطة في محيط، ولكن يجب أن نتذكر أن ما قدمه شعب السودان كان هو كل القليل الذي يملكه هذا الشعب المخلص، والذي ما بخل وما استبقى شيئاً، إن ما قدمه السودان إلى مجهودات الحرب كان قليلاً بالفعل، غير أنه كان صادراً عن عاطفة صادقة.

وأستميح جلالتكم عذراً في القول إن القليل الذي بذلناه في الحرب إنما هو ثمرة ما غرسته حكومة جلالتكم في البلاد، إنه- ببساطة- حصاد غرسكم الطيب، وعربون امتنان لكم.

لقد جعلتم يا جلالتكم العدل أساس ملككم الواسع، فسادت روح العدالة والسلام سائر أنحاء الإمبراطورية العظمى، ونحن عندما نهنئ- جلالتكم- فإننا في واقع الأمر نهنئ بلادنا وشعبنا.

لقد فاضت قلوبنا بالفخر والولاء والحب لجلالتكم؛ لما رأيناه في سائر أرجاء بلادنا من سيادة روح الأمن والعدل طوال السنوات الماضية، وما أظهرته حكومة جلالتكم من اهتمام بشؤون السودان، وبذل التضحيات العظام في سبيل تقدمه وإسعاده مادياً ومعنوياً، وإدخاله شعبه ضمن رعايا الإمبراطورية البريطانية، وإننا نقدر- تمام التقدير- أن تقدم السودان في المستقبل يعتمد على صلاته بإمبراطورية جلالتكم؛ ولذا فإننا نرفع أيدينا بالدعاء لله سبحانه وتعالى، ونضرع إليه أن يمنح جلالتكم عمراً طويلاً وسعيداً، وأن يحفظ بريطانيا العظمى- رائدة الحرية والمدنية في العالم.

فليخفق علم الإمبراطورية البريطانية- طويلاً- على السودان؛ لتنشر في ربوعه السلام والهدوء، ولتواصل السعي من أجل تقدمه، حتى يأخذ مكانه المتقدم في أواسط أعضاء هذه الإمبراطورية، وندعو الله أن يأتي- سريعاً- هذا اليوم الذي يمكن للسودان فيه من تحقيق هذه الغاية.

وأخيرا نقدم- وبكل تواضع- إلى عرش جلالتكم كامل ولائنا وخضوعنا”

وأجاب الملك على ذلك الخطاب بالقول:

“أشكرك يا سيد سير علي الميرغني، وأعضاء الوفد السوداني؛ لخطابكم الذي عبر عن ولاء مقدر، إن سعادتي بلقائكم عظيمة يا ممثلي شعب السودان في أول زيارة لكم إلى إنجلترا، لقد قمت بزيارة إلى بورتسودان قبل سنوات قليلة من بدء الحرب وأنا عائد من الهند، وأذكر جيداً أن عدداً منكم كان في استقبالي- يومها-، إنني سعيد لتجديد معرفتي بكم- الآن-، خاصة في هذه الظروف الميمونة، وكنت سأكون أكثر سعادة لو تمكن وفدكم من حضور احتفالات السلام، التي أقمناها في التاسع عشر من يوليو، وأشارككم الأسف والحسرة على وصولكم متأخرين للمشاركة في تلك الاحتفالات، لقد كان الدور الذي لعبه السودان بقيادة السير ريجيلاند ونجت والسير لي أستاك في الحرب دوراً ملاحظاً، ولم يحدث في أية منطقة تحت سلطة حكومة السودان – عدا دارفور- أي إخلال بالأمن، وكان سلوك كافة أفراد الشعب غاية في الولاء والإخلاص، وأعتقد- جازماً- أن هذا يعزى- بدرجة كبيرة- إلى ما قمتم به أنتم، قادة الشعب الدينين والشعبيين في أوساط الناس، ولضربكم لهم المثل الشخصي، وبذلكم لهم النصح والإرشاد، ولقد صبّ كل ما فعلتم في خدمة أهداف الإمبراطورية، وأنا- هنا- أجزل لكم الشكر على كل ما قمتم به، وأثق أنكم ستبذلون في المستقبل- تماماً- كما فعلتم في الماضي، غاية جهدكم في دعم هيبة حكومتي، والتي تعمل بجد في خدمة السودان، ونأمل في مواصلة ذلك العمل الجليل في مقبل السنوات، وأتمنى أن تكونوا مرتاحين ومستمتعين في مكان إقامتكم في لندن، وأن تتمكنوا من زيارة هذه البلاد في مرات قادمات، وعند عودتكم إلى السودان أرجو منكم أن تنقلوا عنى إلى ذلك الشعب المخلص، وقبائله، تحياتي وتقديري لولائهم وإخلاصهم، وأمنياتي لهم بدوام التقدم والرفاه لبلادهم”.

في نهاية اللقاء.. الإمام عبد الرحمن المهدي أهدى ملك بريطانيا (سيف الإمام المهدي)؛ عربوناً للولاء والطاعة.

ثم ألقى السيد عبد الرحمن المهدي هذه الكلمة:

“يا جلالة الملك، أنتهزُّ هذه السانحة الكريمة لأضع في يدي جلالتكم هذا السيف التأريخي، “سيف النصر”، الذي كان عند والدي، عربوناً حقيقياً للولاء والخضوع لمقام عرشكم السامي، وأعدُّ نقل هذا السيف إلى جلالتكم دليلاً قاطعاً ومطلقاً في رغبتي في أن تعدّونني- أنا، وأتباعي- في السودان خداماً مطيعين لكم،لقد أظهرت – ولسنوات بعد إعادة احتلال السودان- لرجالكم العاملين في السودان- وبطرق مختلفة- خدماتي وكامل ولائي، وهنالك الكثير من أفراد شعبي الذين ينتظرون عودتي عقب مقابلتي جلالتكم ظافراً بكريم عطفكم، ويتمنون أن يكونوا من ضمن رعياكم المخلصين، وأنا الآن أعرض على جلالتكم خدماتي المخلصة والمتواضعة”.

لكن الملك جوررج أعاد إليه السيف، وخاطبه قائلاً:” أقبل منك هذا السيف، وأقدر لكم روح الإخلاص والولاء لنا، والتي دفعتكم إلى تقديم هذه الهدية، وسأعيد هذا السيف لك، ولورثتك؛ لتحتفظوا به، وتستخدموه نيابة عني في حماية عرشي وإمبراطوريتي، ودليلاً على قبولي بخضوعكم وإخلاصكم وولائكم، أنتم وأتباعكم، لنا”.

صفحة يجب أن تنسى

هذه القصة لا يحبذ الكثيرون المرور عليها، يعدّونها واحدة من الصفحات المنسية في تأريخ السودان أو- للدقة- (صفحة يجب أن تُنسى)..!!؛ لأنه، وفي صبيحة يوم الاستقلال في الأول من يناير 1956- نفس الزعماء- هم من يتصدرون حفل إشهار استقلال السودان، جلس في ساحة القصر الجمهوري السيدان علي الميرغني، وعبد الرحمن المهدي.. وتولى السيدان إسماعيل الأزهري (رئيس الحكومة- ومحمد أحمد المحجوب- زعيم المعارضة- رفع علم السودان على السارية).

الاستعمار كان محروساً بولاء وقسم مغلظ، أجزله كبارنا إلى ملك بريطانيا، ويوم خرج الجيش البريطاني من بلادنا، خرج بضغط التظاهرات، التي سيرها شباب الإنجليز في لندن.. وليس شباب السودان، وقادته في الخرطوم.

 نهاية اقتباس

 يردد السودانيون أن فلان وعلان قد اتو بالاسنقلال للسودان. االحقيقة هي أن استقلال المستعمرات المحميات والدول التي ليست من المستعمرات مثل السودان بل فقط تحت الادارة البريطانية، لاتتبع لوزارة المستعمرات بل وزارة الخارجية.

 عند دخول امريكا في الحرب العالمية الثانية اشترط الامريكان نهاية الاستعمار تماما، تمكين التجارة الحرة ونهاية الاحتكار. كان هذا في مؤتمر نيوفوند لاند 1941. ثم اعيد المؤتمر في طهران والمؤتمر الاخير كان في بداية 1945 قبل وفاة الرئيس الامريكي روزفلت الذي اعطى الكثير من المساعدات الى الجميع حتى الاتحاد السوفيتي لسحق ايطاليا المانيا واليابان  .

 الاشتراكيوت والشيوعيون اللبراليون في بريطانيا وكل العالم طالبوا بالاستقلال للمستعمرات. وقالت الحكومة الاشتراكية في الاربعينات …… سنترك لكم السودان لتحكموا انفسكم في ظرف عشرة سنوات وتم هذا. كانت الجمعيىة التشريعية لتدريب السودانيين على الديمقراطية كانت السودنة في 1953 واحتل السودانيون الوظائف. التي كان يحتلها البريطانيون والمصريون. تم تعيين عبد الله خليل كوزير للزراعة التي هي مهمة جدا ـ عبد الرحمن على طه للمعارف، الدكتور على بدري للصحة …… من الذي أتى بالاسقلال ؟؟؟؟؟ الكذب لا يتوقف لأن الكثير من الشعب مخدر بالطائفية والدجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق