ثقافة وفن

في حوار مع الكاتب الإسباني إسحاق بيغونيا عن كلاب طنجة وسحر ضفتي المضيق

كلاب طنجة :عمل إبداعي فريد ينبض بالحياة

كاتب وروائي  إسباني من مواليد العاصمة مدريد ،درس الأدب الحديث في جامعة لندن (كلية جولدسميث )  عمل كمدرس للغة والأدب في مدارس شيكاغو العامة  وبعد فترة من الزمن عاد إلى أوروبا كما أنه كاتب متعاون و بانتظام مع عدد من وسائل الإعلام المكتوبة المختلفة وهو مؤلف رواية London-Sarajevo (Volapük ، 2018) وقد كرس نفسه في السنوات الأخيرة للتدريس والسفر والاستكشاف  ورعاية ابنتيه الصغيرتين.

ضيفنا لهذا الحوار هو الكاتب والروائي الإسباني العالمي إسحق بيغونيا للحديث عن عمله الأدبي المتفرد كلاب طنجة والمكتوب بثلاث لغات  الاسبانية والعربية والفرنسية والكتاب عبارة عن قصائد شعرية وقصص قصيرة حيث أن الكاتب اعتمد على سحرةعاصمة  البوغاز ملتقى البحرين ،كمصدر إلهام في خلق قصص وقصائد من خلال مقاربة أدبية فلسفية وجمالية عميقة والغوص في تفاصيل هذه المدينة الأسطورية القابعة على ضفتي المضيق واستعمال رمز الكلب باعتبارها حيوانات تشكل جزءا من المشهد وكشخصية شعرية للسفر في دروب و أزقة وشوارع المدينة التي تفوح منها رائحة الشاي المغربي الأخضر والمرور على شرفة المدافع بسور المعكازين في إطلالة أسطورية على مضيق جبل طارق .

في هذا الحوار سيتحدث لنا الكاتب إسحاق بيغونيا عن أبرز لمحات عمله الإبداعي،وعن مدى حضور روح الكاتب المغربي الراحل محمد شكري في كلاب طنجةوغيرهامن المحاور

حاوره عبدالحي كريط

1-كلاب طنجة  تعتبر من العناوين التي تشد فضول القارئ نحو مطالعة محتوى هذا الكتاب ،ماهي  الدلالات السيميائية والجمالية التي يحملها عنوان كتابكم؟

يشير عنوان الكتاب إلى مفهوم الكلب في العالم العربي وهو حيوان قذر ونجس بهذا المعنى و تأخذ الكلمة أيضا معانٍ كثيرة وهو موجود  أيضا في المخيال الشعبي الإسباني ،كما أنني أرى كلاب طنجة الضالة كشخصية شعرية  وهي حيوانات تشكل جزءًا من المشهد ، لكنها ليست جزءًا من الحياة في المدينة ولقد تعرضت هذه الكلاب الضالة لمرات عديدة لمعاملة سيئة ومضطهدة ،وكما ترون على غلاف الكتاب يوجد  أيضا طائر الغراب وقد سألني الكثير من الناس عن السبب ﻹظهار الغراب  دون الكلب بالغلاف وهي إشارة لقصة قصيرة تظهر بين بين دفتي الكتاب .

2-مامدى حضور الأسطورة في هذا العمل الأدبي  ؟

حسنا الأسطورة  هي جزء لايتجزأ من السطور الأولى للكتاب من خلال بعض الشخصيات التي تظهر بالواقع ،على الرغم من تشويهها وتحويلها إلى أسطورة في هذا العمل الأدبي ، إلا أنها لا تزال تحظى بإعجاب  كبير و هنا أتذكر باعتزاز اعجابي  كل من  أبو تيسير وإلى نادر وإلى القس هدى.

3-عند قراءتي لبعض من نصوص كتابك لامست فيها روح الكاتب المغربي الراحل محمد شكري مامدى صحة هذا التوصيف ؟

بالنسبة لي فاءن سؤالك إلى حد قريب فيه  مجاملة  فإذا تمكنت  إلى حد ما  من نقل وجودها داخل الكتاب ،فاءن شكري لا تزال روحه ترفرف في طنجة  المدينة الحرة والمارقة ، ربما كان من الممكن أن يساعد ذلك. وأعتقد أنه على الرغم من ولادته كمنبوذ ، وككلب أمي  (إذا كان بإمكاني تحمل تكلفة هذا النوع من التشبيه ) ، لم تتم دعوته أبدًا ليكون جزءًا من الحياة الثقافية المغربية ، فقط في نهاية أيامه فقد  كان تقريبًا  تلقى بعض من  اﻹعتراف من قبل المؤسسات الثقافية  وبفضل عزيمته وموهبته فقد أصبح راويًا لايشق  له غبار وربما كان الأعظم على ضفتي المضيق.

4-ماهي المدرسة الشعرية والسردية الإسبانية التي إعتمدتها في تأليف كلاب طنجة ؟

ربما لأنني إبن لأمين المكتبة ، فقد كنت دائمًا قارئًا شغوفا ومتأثرا لكبار الساردين ك: كامو دوراس، مارتن أميس ،بولانو ، تشيربيس ، زادي سميث  أما بالنسبة للشعر فهو تأثير لاحق ، لكنه أصبح منارة ضرورية في هذا العمل.

5-ما الذي تود تسليط الضوء عليه في كتابك؟  كما يشير الكاتبة والشاعرة روسيوروخاس ماركوس حول هذا الموضوع أود أيضًا أن أسلط الضوء على طريقة نسج كل قصيدة بثلاث لغات ، كل قصة مصغرة وكل صورة تظهر كلعبة بثلاث لغات لتعكس واقع هذه المدينة الحدودية الساحرة ،وأعتقد أنه كتاب متواضع وقصير وقوي وهنا تكمن قيمته الأدبية.

6-ما مدى حضور طنجة في الوجدان الأدبي الإسباني؟وماذا تمثل لكم مدينة طنجة على المستوى الشخصي؟

كما يشير صديقي شيما كاباليرو: طنجة غير موجودة.  إنها مجرد وهم وسراب ،  وأشير إلى أنها قد لا تكون موجودة ، لكن في خيال الكتاب والشعراء الإسبان ، فهي مدينة حاضرة  بقوة للغاية في الوجدان الإسباني.

على المستوى الشخصي ، أصبحت طنجة ملاذًا ودودًاوهو أمر ليس من السهل العثور عليه هذه الأيامإنه المكان المثالي الذي  يمكنني فيه التقاعد والتفرغ للكتابة.

7-تقييمكم لمستقبل آفاق التعاون الثقافي بين ضفتي المضيق ؟

أود أن أشير إلى  شيء مهما للغاية  فقد بدأت المدينة تستعيد شيئا من تراثها الثقافي المتنوع، والذي تم  تم تفويتها  والتخلي عنها بموجب اتفاق مع الحكومة المغربية  كسينما الكازار ومسرح ثربانتس ..وغيرها

وسيكون من الجيد توفير محتوى عالي الجودة لجميع هذه البنى التحتية التي تختزل تاريخنا المشترك بين ضفتي المضيق   وفي هذا السياق ، لا يبدو من المهم بالنسبة لي فقط أن أكون قادرًا على تعبئة المجتمع المدني ، بل أود أيضًا أن أشير إلى دورمعهد سرفانتس و AECID.

  لقد أمضينا عامين من انتشار الوباء مفصولين ، منعزلين ، بدون اتصالات.  هناك الكثير والكثير منا الذين ابتهجوا من القلب ليروا مرة أخرى هذه الأيام عودة البواخر  التي تغطي خط طريفةطنجة.  أود أن أصدق أن هذا الاتجاه  الذي كان موجودًا بالفعل قبل حالة الطوارئ الصحية  سيستأنف بقوة أكبر خاصة مع عودة العلاقات المغربية الإسبانية إلى سابق عهدها وبقوة أكثر.

————————————–

كلاب طنجة : عمل ينبض بالحياة،مشاكس،عظيم محير،رائع (يعجز عن وصفه اللسان ) كلاب طنجة هو شعر وهذا الإقرار يحوي كل شيء،فماذا عساي أن أضيف…!

تشيماكاباييرو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق