سياسة

آخر حكومة في العهد … ومخاطر عدم التشكيل

ايلي جو باسيل (المدائن بوست – بيروت)

لم يبدا الحديث عن عدم تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة مع تكليف نجيب ميقاتي لتراسها الخمسي الماضي، بل منذ أشهر ونحن امام هذا الاحتمال، ان ندخل السنة الأخيرة من العهد الرئاسي دون تشكيل حكومة قادرة على إدارة أمور البلاد في حال وقوع الفراغ الرئاسي، الامر الذي بدا الترويج له من قبل جميع الأطراف السياسية في ظل شرذمة الوضع في مجلس النواب مع غياب التنسيق بين الكتل واستحالة انتخاب رئيس من الدورة الأولى التي تتطلب الثلثين من النواب أي ٨٦ نائب. وفي حال دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخاب رئيس في الأول من أيلول، كما يسمح له الدستور، قبل شهرين من تسليم ميشال عون كرسي الرئاسة، من المستصعب تامين النصاب القانوني لافتتاح الجلسة لان حزب الله وحلفائه لا يزالوا يمتلكون الثلث المعطل لتعطيل الجلسات كما وان حزب الله نجح في السيطرة على ٢٧ مقعد شيعي ضمن مجلس النواب، أي جميع المقاعد المخصصة للطائفة التي تتيح له فرصة فرض «الفيتو» الشيعي على أي اسم خارج معاييره وهذا ما يعول عليه سليمان فرنجية، المرشح الاوفر حظ لدى فريق حزب الله بسبب قربه التاريخي من المحور السوري الإيراني ووفائه للحزب ولحركة امل، على عكس جبران باسيل المعاقب أمريكيا وذات العلاقات المطربة مع نبيه بري وحركته السياسية.

عون سيحاول المستحيل للحصول على أكبر عدد ممكن من الوزارات والحقائب في الحكومة العتيدة لتامين فرض شروطه وشروط جبران باسيل خلال مرحلة الفراغ شبه الحتمية التي تنتظر لبنان، كما وان لن يقبل بالتنازل عن حصته الحالية واستبدال وزير الطاقة وليد فياض باي شخص اخر. فالتشكيلة التي حملها ميقاتي لبعبدا في لقائهم الأخير حملة أسماء الحكومة نفسها تقريبا باستثناء وليد فياض الذي استبدله ميقاتي باسم وليد سنو. فعون مصر على الطاقة ومصر على البقاء على الخارجية ويعمل من اجل الحصول على الداخلية أيضا كونها حقيبة أساسية يمكن من خلالها السيطرة على جزئ كبير من البلد.

وتزيد الأمور تعقيدا مع عدم رغبة الحزب الاشتراكي المشاركة في الحكومة، مما يهدد ميثاقيتها، مع غياب طلال أرسلان وحزبه «الحزب الديمقراطي» عن المهد النيابي بعد هزيمته في أيار ٢٠٢٢، فالسؤال هو حول من سيسمّى لتولي الحقائب الدرزية في الحكومة ومن حصة من سيكون.

لا أحد يريد الحكم والجميع يريد الإسراع في تشكيل الحكومة والدعوة الى انتخابات رئاسية في أسرع وقت لتجنب الفراغ الكبير، مع العلم ان الأوضاع الإقليمية والدولية لا تبشر بالخير مع الازمة العالمية جراء حرب روسيا وأوكرانيا وأزمة ترسيم الحدود في لبنان العالقة وبداية استخدام حزب الله سلاحه لتهديد إسرائيل ومنعها من استخراج الغاز من حقل كاريش.

والجميع يؤكد ان لا بداية حل للازمة في لبنان قبل الانتهاء من ملف الترسيم وللعهد الجديد، اذ حصل، ان يعيد بناء ما تم تدميره في السنوات الثلاثين الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق