خبراء المناخسياسة

الإمارات العربية والريادة العالمية بيئيًا

«سي وورلد أبو ظبي» أول مدينة للحياة البحرية برؤية علمية تفاعلية

عبد العالي الطاهري

ارتباطاً بتوجهاتها الكبرى الرامية إلى تنزيل جميع محاور استراتيجية الطاقات المتجددة، تُخطط الإمارات العربية المتحدة لتطوير مشروع للطاقة الشمسية على سطح مشروع «سي وورلد أبوظبي» الذي يُشَيَّد حاليًا في جزيرة ياس.

وفي هذا الإطار، أعلنت شركة «إيميرج» المشروع المشترك بين شركتي أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، و»إي دي إف»، يوم الأربعاء 06 يوليوز الجاري، توقيع اتفاقية مع شركة «ميرال»، المطوِّر الرائد للوجهات في أبوظبي، لتطوير مشروع للطاقة الشمسية في موقع مشروع «سي وورلد أبوظبي».

وستُرَكَّب ألواح الطاقة الشمسية على سطح مبنى مشروع الحياة البحرية الضخم في جزيرة ياس بقدرة إنتاجية تصل إلى 8.2 ميغاواط، ويشمل ذلك المبنى الرئيس للمشروع.

فيما ستقوم «إيميرج» بتطوير مشروع متكامل يتضمن عمليات التصميم والمشتريات والبناء، بالإضافة إلى توفير خدمات التشغيل والصيانة.

الطاقة المتجددة..أُفق مستقبلي واعد

قال الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، محمد جميل الرمحي: «يعكس المشروع التزام أبوظبي بإيجاد حلول مبتكرة لتحقيق أهدافها الخاصة بالطاقة النظيفة، وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة».

كما يُتيح التعاون بين كل من «مصدر» و»إي دي إف»، الشركتين الرائدتين في قطاع الطاقة، تسخير خبراتهما المحلية والدولية من خلال شركة «إيميرج» التي ستوفر كل الإمكانات اللازمة لدعم «ميرال» في جهودها البيئية المتواصلة، ومن ثم الإسهام في دفع عجلة التنمية المستدامة ضمن قطاع الترفيه والسياحة على المستوى الإقليمي.

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «ميرال»، محمد الزعابي، أهمية الاتفاق مع «إيميرج» الذي يأتي في إطار خطط الاستدامة الخاصة بمشروع «سي وورلد أبوظبي».

وقال، إنَّ أنظمة الطاقة الشمسية التي ستُرَكَّب تتوافق مع نهج الشركة في الاستفادة من مصادر الطاقة المستدامة ضمن مشروعاتها.

وأشار الزعابي إلى أن التعاون يعكس التزام «ميرال» بتسخير الأنظمة الأكثر كفاءة ضمن مرافقها في جزيرة ياس، مما يعزز مكانة الجزيرة بصفتها وجهة عالمية رائدة للترفيه السياحي المتوافق مع المعايير البيئية المطبّقة في الإمارات.

المستقبل المستدام

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «سي وورلد باركس وانترتينمنت»، مارك سوانسون: «تلتزم شركتنا ببناء مستقبل أكثر استدامة وتشجيع جميع المبادرات التي تساعد على تحقيق هذا الهدف، إذ تعكس الاتفاقية مدى انسجام توجهات «سي وورلد أبوظبي» مع الجهود الرامية لاعتماد حلول فعّالة ومبتكرة ضمن المرافق الترفيهية التي تديرها الشركة».

وأضاف: «نطمح من خلال تشييد شركتنا لأول متنزّه لها للحياة البرية خارج الولايات المتحدة، إلى تسخير خبرتها ومشاركتها مع الجهات المعنية في المنطقة والتعاون مع شركائنا من أجل الوصول إلى بيئة أفضل».

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إي دي إف» الشرق الأوسط، لوران كليمنت،: «يسهم القطاع الخاص بدور رئيس في دعم تحقيق إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والوصول إلى مزيج طاقة يشمل مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق التوازن بين متطلبات الاقتصاد والأهداف البيئية».

وأضاف: «نحن على قناعة بأن شراكتنا المثمرة مع «مصدر»، من خلال شركتي « إيميرج» و »ميرال»، سوف تسهم في تحفيز الجهات الأخرى ضمن القطاع الخاص من أجل الاستفادة من الطاقة الشمسية والانضمام إلينا في رحلة بناء مستقبل أكثر استدامة في الإمارات».

سي وورلد أبوظبي..

أول مدينة للحياة البحرية

يُمثّل مشروع «سي وورلد أبوظبي» أول مدينة للحياة البحرية يحمل شعار «سي وورلد» يُبنى خلال الـ30 عامًا الأخيرة، والأول الذي يقام خارج الولايات المتحدة.

وسيُوفر متنزّه « سي وورلد أبوظبي » تجارب فريدة وتفاعلية تستقطب الزوار من داخل الدولة وخارجها، وتعزز من معرفتهم بالحياة البحرية وتقديرهم لأهميتها.

كما سيشمل هذا الجيل الجديد من مدن الحياة البحرية أول مركز في الإمارات يخصص للأبحاث البحرية والتعليم، في حين ستكون جهوده في مجال الإنقاذ وإعادة التأهيل للأحياء البحرية الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، إذ يستهدف المركز إعادة الحيوانات إلى بيئاتها الأصلية.

علاوة على السالف ذكره، سيدعم المركز الأبحاث الحالية والمستقبلية التي تجري حول الأحياء البحرية المحلية، إلى جانب الإسهام في إغناء مصادر العلوم والمعرفة الخاصة بالحياة البحرية على مستوى العالم.

مشروعات الطاقة الشمسية المصغرة

أُسِّسَت شركة «إيميرج»، المشروع المشترك بين «مصدر» و«إي دي إف» بهدف التعاون بين الشركتين لاستكشاف الفرص في مجال مشروعات الطاقة الشمسية المصغرة، وكفاءة الطاقة، وإنارة الطرقات في كل من الإمارات والسعودية.

وبصفتها شركة لخدمات الطاقة، توفر «إيميرج» لعملائها حلولًا متكاملة لتزويد الطاقة وإدارة جانب الطلب على الطاقة، من خلال تعاقدات لتوفير الطاقة الشمسية وتعزيز كفاءة الطاقة دون أيّ تكلفة مسبقة على العميل.

ومن شأن المشروع أن يعزز التزام «ميرال» بالاستثمار في الحلول المستدامة، من خلال تزويد العديد من مشروعاتها بمصادر طاقة متجددة.

وبحسب تقرير «ريماب 2030» الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، يمكن أن تسهم نُظُم الطاقة الشمسية المثبتة على أسطح المباني بنحو 6% من إجمالي إنتاج الإمارات من الطاقة بحلول عام 2030.

الإمارات العربية..ريادة عالمية في قطاع « الطاقات المتجددة »

أكد تقرير «الآفاق العالمية للطاقة المتجددة.. تحول نظام الطاقة 2050» الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا» في إبريل 2020 .. أن تحول نظام الطاقة يمكنه إحداث تطور اقتصادي واجتماعي واسع مدعومًا بسياسات شاملة لخفض انبعاثات الكربون ومن شأن استخدام الهيدروجين والوقود الصناعي والتقنيات الكهربائية المباشرة وأنواع الوقود الحيوي وإدارة الكربون المساهمة في تحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعد عام 2050، كل ذلك في أفق تحقيق الحياد الكربوني بالإضافة إلى نماذج الأعمال المبتكرة والتغييرات الهيكلية والتكيف السلوكي.

وأشار تقرير «التعافي بعد كوفيد: أجندة عمل لتحقيق المرونة والتنمية والمساواة» الذي أصدرته «أيرينا» في شهر أبريل من العام 2020 إلى أنَّ كل مليون دولار يتم استثمارها في قطاع الطاقة المتجددة توفر ثلاثة أضعاف عدد الوظائف التي يوفرها نفس حجم الاستثمار في قطاع الوقود الأحفوري، وأنَّ رفع الإنفاق الحكومي والخاص على الطاقات المتجددة من شأنه أن يحفز الاقتصاد العالمي ويوفر نحو 19 مليون فرصة عمل إضافية بحلول عام 2030.

وذكر التقرير أنَّ الطاقات المتجددة سوف تبرز باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة ما يجعلها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقود الجهود السبّاقة لتبني أحدث الابتكارات الدافعة لمسيرة مواجهة آثار تغيّر المناخ والتخفيف من الاحتباس الحراري، مقدمةً مساهمات بارزة في دعم «  أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 » .

إلى ذلك، اتخذت دولة الإمارات خطوات مُبَكِّرة نحو الاستعداد لوداع آخر قطرة نفط وتحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة. واليوم تقود دولة الإمارات العربية المتحدة الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال، حيث تستهدف « استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 » مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وستستثمر الدولة 600 مليار درهم حتى عام 2050 لضمان تلبية الطلب على الطاقة واستدامة النمو في اقتصاد الدولة.

كما تُعَدُّ دبي من المدن الرائدة في تطوير قطاع الطاقات المتجددة والنظيفة والسباقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية، بما يدعم التنمية المستدامة في الإمارة. وتهدف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى أن تكون دبي المدينة الأقل في البصمة الكربونية بحلول عام 2050 وتوفير 75% من القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. ويتطلب تحقيق أهداف الاستراتيجية قدرة إنتاجية تزيد عن 42 ألف ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050.

وتجدر الإشارة، إلى أنَّ الاستراتيجية المذكورة تتضمن 5 مسارات رئيسية: البنية التحتية والبنية التشريعية والتمويل وبناء القدرات والكفاءات وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة.

وتندرج تحت مسار البنية التحتية مبادرات مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مجمع للطاقة الشمسية على مستوى العالم في موقع واحد بطاقة إنتاجية تصل إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030. وتحظى مشروعات المجمع منذ إطلاقه باهتمام كبير من المطورين العالميين، الأمر الذي يعكس ثقة واهتمام المستثمرين بالمشروعات الكبرى التي تتبناها حكومة دبي وتبلغ قدرة مشروعات الطاقة الشمسية في المجمع حالياً 1013 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية وقدرة المشروعات قيد التنفيذ 1850 ميجاوات بتقنيَتي الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة؛ في سبيل الوصول إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030.

وأسهمت البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها دولة الإمارات وموقعها الاستراتيجي إضافة إلى انفتاحها على العالم ووجود البيئة الجاذبة للاستثمارات والقوانين التي تحمي حقوق المستثمرين، في ترسيخ ريادتها العالمية على مستوى استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز مكانتها كوجهة مهمة لأكبر الشركات والمؤسسات والعلامات التجارية العالمية والمكان المفضل للعيش والعمل وريادة الأعمال.

يُذكر أنَّ دبي اعتمدت في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية نظام المنتِج المستقل للطاقة الذي يعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتبلغ قيمة استثمارات هيئة كهرباء ومياه دبي في قطاع الطاقة نحو 86 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق