آراءسياسة

ضفاف

حركات عرقية تتآمر على السودان!

عاصم فقيري

مهما تحدثنا وكررنا، ان ما تقوم به مجموعات من الحركات المسلحة هو تآمر على السودان وشعوبه، لن نوفي  هذا الموضوع حقه!

الحراك السياسي الوطني في السودان مكبل ومعرقل بكثير من العراقيل التي ليست لها صلة بقومية وعدالة مطالب الشعوب السودانية، حيث ان العراقيل جلها من جهات كما اسلفنا لها مصالح ذاتية وتعمل على مصالحها الذاتية واضعة اياها فوق مصلحة الوطن والشعوب السودانية، ولا يهمها سوى الوصول للحكم والسيطرة والتي لن تتأتى عبر انتقال ديمقراطي وانما فقط بقوة السلاح والبطش، لذلك تجد اشكال تحالفات مشوهة وجميعها يحكمها عنصر قوة السلاح دون وضع أي عنصر آخر في الاعتبار يمت للمصلحة الوطنية والقومية والامن الاستراتيجي للسودان، للأسف حتى الجيش السوداني كمؤسسة من المفترض ان تكون اولى اولوياتها الامن القومي الاستراتيجي الا انها تزج بنفسها في تحالفات مع نفس الحركات والمليشيات العرقية وهذا هو أس المشكل السوداني الراهن، الجيش في هذه المعادلة يقوم باسوأ دور تجاه الامن القومي الاستراتيجي الذي يجب أن يكون من مهامه، الا انه لحسابات خاصة من ضمنها خوفه من المحاسبة فهو يرتمي في احضان شريكه الذي ارتبط به خلال فترة الادلجة الكيزانية من أجل البقاء في السلطة وحماية مصالح الحركة الاسلامية وهذا الشريك معروف للجميع الا وهو مليشيات الجنجويد التي صنعها الجيش نفسه وهو مقيد بايدلوجية الحركة الاسلامية منفذا لاجندتها ولا يزال مستمرا في نفس الدور في وقت اصبحت فيه نفس المليشيات تعمل لمصالحها الذاتية وطموحاتها كمليشيا مسلحة عرقية تتحالف مع اثنيات معينة مثل حركة العدل والمساواة وهي الجناح المسلح للحركة الاسلامية جناح المؤتمر الشعبي بقيادة جبريل ابراهيم المعروف بولائه للحركة الاسلامية (المؤتمر الشعبي) الذي كان بقيادة الهالك حسن الترابي وصبيته من المجرمين الذين ظهروا في الساحة مرة أخرى كما تظهر ذلك كل الأحداث في الشارع والراهن!

وهذا ليس استنتاج او تخمين بل بعد اطراف كارثة اتفاق جوبا فضحت ذلك منذ اولى ايام تلك الكارثو المسماة باتفاق جوبا!

وكل الأحداث المتوالية بعدها تثبت ذلك يوما بعد يوم وصولا لاحداث النيل الأزرق وتحالف الحركة الشعبية (جناح مالك عقار) مع مجموعات الهوسا ضد شعوب النيل الأزرق من السكان الاصليين الفونج والهمج، مما يعني ان مالك عقار دخل أيضا في نفس فلك مخطط الجنجويد وطموحات الاحتلال العنصري المقنع ليس لغرض ما سوى ان يكون نكاية في اهل شمال و وسط السودان بل وشرقه أيضا الذي لم يسلم من زرع الفتن لتشتيت الشعوب السودانية الاصيلة وجرها للتناحر وابعادها عن اهداف ثورتها المجيدة والتي كانت قد شارفت على انهاء التأمر، الا ان ذلك الجيش بقيادة جنرالاته الخونة ابى الا وان يعيد عجلة الثورة الى المربع الأول او دون ذلك!

مع كل هذا ولا زالت الحراك المدني أيضا يعاني من عراقيل من وسط القوى المدنية بسبب التنظيمات السياسية الخانعة والتي أيضا هي تعاني من قصر النظر تجاه الأهداف القومية والوطنية وتلهث بقيادتها الكهنوتية خلف المناصب الانية فتقع في مستنقع التحالفات المشبوهة عنا او خفية مع اعداء الوطن ومع نفس المليشيات المجلوبة، كما انها تجرجر خلفها جماعات مثل بعض الجماعات الصوفية بعضهم بشراء ذممهم بالمال من قبل المليشيات المجلوبة وبعضهم بالوعود وبعضا بالتخويف والتهديد، هذا ما يحدث منه ما يمكن رؤيته بوضوح ومنه لا يزال مخفيا يتم تحت الظل ولكن بقراءة الواقع والاحداث فكل شيء يكون واضحا جدا لا يحتاج لكثير عناء لاكتشافه وفضحه!

كل هذا يتطلب من قوى الثورة ان تتوحد وان تسعى بكل الطرق للتوحد في صف واحد ببرنامج حد ادنى عادل لا يحيد عن متطلبات شارع الثورة السودانية واهداف الثورة دون أي تراجع ولا تفاوض ولا شراكة مع اي من الفئات المعادية  والتي سقطت وانكشف عنها القناع وتلك التي تقف محايدة فهي الاخطر!

الرحمة والمغفرة لشهداء الثورة، وعاجل الشفاء للمصابين والجرحى والعودة للمختفين والمختطفين قسريا.

المجد والخلود للثورة السودانية!

وعاش نضال الشعوب السودانية من اجل العزة والكرامة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق