سياسة

الأمطار والسيول تحدث دمارًا … أين التاتشرات؟!

محمّد هارون عمر

كان الفيضان يدمّر منازلًا كثيرة. في القرى والأحياء  المجاورة لمجرى النيل. يبدو أن أثر الفيضان انحسر وسيكون ضعيفًا؛ بسبب تخزين الأحباش للماء في سد النهضة.

ولكن بالمقابل كان معدل هطول الأمطار  غزيرًا  مدرارًا ومتدفقًا ومتواصلًا – فاغرق مدنًا وأحياء كثيرة بشمال، وغرب، وشرق السودان والجزيرة في المناقل.. ضرر كبير. كما لو أنّ تلك الاطلال والإنقاض ضربها زالزال ، تسع درجات بمقياس رختر، المنازل حصاد العمر؛ زالت في لمح البصر! تجريف وهدم  لإحياء بكاملها. سقوط منازل عشرات الآلاف.. سقوط على الأثاث وكلّ ممتلكات الناس التي كانت داخل منازلهم وذلك. لعنصر المفاجأة. والمباغتة. وهناك ضحايا شهداء بلغ عددهم العشرات. جرفهم السيل أو سقطت عليهم منازلهم. مأساة تقشعر لها الأبدان.  نساء وأطفال شيوخ فقدوا المأوى- مشردون، يلسعهم الجوع. ويلدغهم البرد  ويمضّهم. التشرّد. ويشفّهم السقم.. الدولة سادرة في غيها، متفرجة لم تحرّك ساكنًا. وإذ تحركت. فحركة سلحفائية بطيئة. فهي لم تفكر  في تقدبم العون اللوجستي  الكبير لمثل هذه النوازل والكوارث. لماذا لم تعلن الدولة. حالة الطواري؟ لماذا لم تعلن السودان بلدًا منكوبًا بالكوارث؛ لتتدفق المساعدات الدولية؟ لماذا لاتتحرك التاشرات الجديدة القوية التي كانت تدهس المتظاهرين نحو إنقاذ المنكوبين ؟ هي. جديدة وقوية لماذا لا تخف لنجدة المنكوبين بدل دهس المتظاهرين.. لماذا لاتحمل الغذاء والكساء و الدقيق والزيت بدلا عن القذائف و الذخيرة والغاز المسيل للدموع؟ لماذا لا تتجلى  عنتريات شوارع الخرطوم في ساحات النكبات ..؟ ذاك. ميدانها وحقلها لمحاربة الطبيعة، بدل عن قمع شباب. وديع مسالم يعبّر سلميًا عن. وجهة نظره. الحكومة كعادتها مخفقة في أي حقل لاتستطيع حلّ أي مشكلة. تحسم فقط الذي ينادي بزوالها وحسابها على جرائمها المروّعة.

أظهرت الكارثة. كرم وشهامة هذا الشعب الابي العريق. وقف كالبنيان المرصوص للتصدي للأزمة شاركوا وساعدو ا وآزروا المنكوبين بكلّ مايملكون. وهكذا شعب السودان عكس حكامه. يخف عند التضحية ويعف  عند المغنم.. الحكام فقط قادرون على حسم معارك شروني بالدهس والقتل والغاز ويعتبرون هذا هو واجبهم أن يحافظوا على سلطتهم المطلقة بأي ثمن. كان الله في عون هذا الشعب البائس المقموع  والمهضوم الحقوق.  سنظل نردّد في ببغائية مقولة الطيب صالح.: من أين أتى هؤلاء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق