سياسة

كرري تحدّث عن رجال كالاسود الضارية… خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباقية

محمًد هارون عمر

غناء  محمد وردي شعر محمد الفيتوري. في  الجمعة ٢سبتمبر ١٨٩٨م  كانت ملحمة و معركة. كرري.   الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس غزت  السودان.. وهي أقوى واعتى واغنى دولة في العالم، غزت  وأحتلت  أضعف وأفقر دولة آنذاك.. من أجل استثمارها  وتقويضها ونهب  ثرواتها.ومواردها.. من مواد خام زراعية. وصناعية ومن أجل السوق.. إنها قرصنة الإمبريالية حينما تصل لآخر مراحلها كما قال الفيلسوف كارل ماركس.. أسسوا خط سكة. حديد من. حلفا وهو يتقدم الحملة التي قادها  الجنرال هريرت كتشنر ١٨٩٦م.وهذا دليل على نيه الإستعمار الاستيطانيّ السرمديّ. الذي مهد لنهب موارد البلاد.. كان خليفة المهدي والأمراء  وكل الشعب يعرفون جيدًا ضخامة الغزو المدجج بأحداث أنواع الأسلحة مدافع وبوارج وآلة قتل حديثة … النتيجة محسومة ومعروفة سلفًا.. ولكن هنا يظهر أثر التدين الحق والبطولة والشهامة.. كل شخص كان يتوق للشهادة. فاحبوها وَعشقوها وتمنوها.. لو وقفت كلّ. جيوش أفريقيا لسحقها كتشنر في ذلك اليوم. سلاح الأنصار كان. السهام و الرماح والسيوف والبناق قصيرة المدى العقيمة. التقت القوتان في كرري بغير تكافؤ. اثبت أبطال السودان شجاعة   نادرة تحلق في أودية الأساطير لم يهربوا ولم يتقهقروا لم يتقاغسوا قيد أنملة . جروا نحو المدافع لقفل فوهاتها باجسادهم ولكن هيهات. تهاتفتوا تدافعوا على حياض الموت الاحمر.  تناثرت. الاشلاء والجثث. جرت الدماء سيولًا، زمن المعركة خمس ساعات الشهداء اثني عشر  ألف شهيد والجرحى ستة عشر ألف.. قتل كتشنر الجرحى  أسماه ( القتل الرحيم) ثم أباح كتشنر أمدمان ثلاث ليال حسومًا.. فجّر قبة الإمام المهدي ونبش الرفات.. أعمال بربرية. هَمحية غوغائية من كان ينتظر عدل من الغزاة كمن ينتظر سرابًا بقيعة ليرتوِ. لابد من ذكر شهادة الملازم. ونستون تشرشل.. الذي غدا رئيس الوزراء أثناء الحرب العالمية الثانية( لو كان النصر. بالإيمان والإقدام  والمبدأ  والثبات والشجاعة في ذلك اليوم. لانتصر الأنصار؛ ولكن من حظنا كان النصر  للقوة المادية الحربية…

ذكرى كرري  ملهمة ومهمة للأجيال اللاحقة لكي تعرف  معنى البطولة وحب الوطن والفداء وبيع الروح لله.. وكيف جاهد اسلافهم لحماية وطنهم.. رحم الله شهداء كرري وفي مقدمتهم الأمير يعقوب  وزير الدفاع آنذاك.. وأيضًا الأمير الشاب الشجاع إبراهيم الخليل. وكل من استشهد أو. جرح أو أسر أو سجن..  (وحقيقة. أنصار دين) كما. غنًي المطرب  بادي محمّد الطيب..طوبى لهم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق