
د. محمد بدوي مصطفى
رأى نجم هذه التشكيلية النور في عام ١٩٩٥ في دوحة الخير بقطر ومن ثمّة انتقلت مع أسرتها إلى السودان، ذلك في عام ٢٠٠١ حيث عاشت غضّ طفولتها وريعان صباها على ضفاف النيل الأزرق، هذا النهر المعطاء بمحلية سوبا. ابتهال انشغلت منذ بواكر طفولتها باللون والرسم، وأجادت بين أقرانها في المدرسة وفي ساحات العمل التأهيليّ للأطفال، تجيد فن التلوين والرسم بالحناء الذي هي فيه من الرائدات اللائي وضعن بصمتهم فيه باحترافية ومهنية فائقة.
حصلت ابتهال على دبلوم في الفنون عام (2014)، لكنها شعرت أنه لم يحقق طموحاتها على وجه التحديد. لذا عادت إلى المرحلة الثانوية لتجلس مرة أخرى لامتحان الثانوية السودانية. في عام 2017 نجحت وأصبحت مؤهلة للتقدم لبرنامج البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة. في عام 2018 انضمت إلى قسم التلوين. وهي الآن طالبة في السنة الأخيرة بدرجات استثنائية. خلال هذه السنوات شاركت في العديد من المعارض وورش العمل في قطر والسودان. وكان أبرزها معرض «Binary» في فندق ميريديان عام 2014 ومعرض جماعي (بدايات) في الداون تاون جاليري.
تتسم أساليب التشكيلية ابتهال المتميزة والمتفردة في قدرتها الفائقة على ترجمة وتعبير ما يجوش بدواخلها ونجد القيمة الجمالية والنتيجة التي تمثل أمام المتمعن هي الإبداع بكل أشكاله ومعاييره، هبة إلهية قليلة الوجود.
تميل ابتهال إلى استخدام مجموعة من الألوان الدافئة التي تعطي شخوصها درجة عالية من الحياة والامتلاء بالأحاسيس وتجسد بمقدراتها وبراعتها وفطنتها ترجمة كل العواطف والمشاعر التي تجول بمن أو ما ترسمه وهل متمكنة في أن توصل هذه الرسالة أو الشعور بصورة جذابة وشائقة لتكون في نهاية المطاف جاذبة للأعين الفاحصة الفطنة المحبة للجمال وألوان القزح. أعمال ابتهال تدعو المتلقي بالتأمل في العاطفة نفسها مجردة من القصة خلفها وأن يجد الجمال في أبعاد الإحساس العاطفي الذي قد يصله الإنسان.
وتقول إن الرسم هو أسلوب حياة.. اما التلوين فهو التكوين الداخلي والاحساس بالبيئة المحيطة.. ومن هنا اخترت أكثر العناصر نابضا بالحياة.. والأكثر قربا إلى فؤادي: النبات والإنسان …
• شاركت في العديد من ورش العمل منها على سبيل المثال لا الحصر:
• ورشة عمل الصم والبكم في الأبيض 2016
• ورشة مكافحة المخدرات، كلية الخرطوم التطبيقية 2016 التنمية المستدامة
• ورشة عمل في مركز راشد دياب ورشة عمل التنمية المستدامة في الأمم المتحدة
• ورشة عمل يوم المرأة العالمي في سافانا غاليري
• ورشة عمل بورتريه في المتحف العربي للفن الحديث، قطر
ابتهال حسين تشكيلية بارعة وتقارع ذوي الصنعة على المستوى العالمي بجدارة. هي فنانة ممتلئة بالأحاسيس الدافقة والتعابير الجياشة، ابنه السودان التي نفتخر بها، وهي في شأنها هذا تجزل العطاء في فنها حتى يمكننا أن نصفها وفنها بالكرم الفياض، كما جاء في بيت الشاعر الفذ إيليا أبو ماضي:
إنّ الكريم ل كالربيع – تحبه للحسن فيه
وتهش عند لقائه وإن غاب عنك فتشتهي
وهكذا هي وهكذا فنها … أتمنى لها من كل قلبي التوفيق والنجاح في مسيرتها الطويلة وسوف تسمع ريشتها العالم وتغدق عليه بألوان قلما نراها … برافو