سياسة

هل سيسلِّم العسكر السلطة للمدنيين …؟!

محمّد هارونعمر

من أكبر أخطاء قوى الحرية التغيير اعتبار- العسكر فصيل ثوريّ. انحاز عن قناعة. ويمكن الركون إليه والثقة فيه؛ لإنزال شعارات الثورة حرية وسلام. وعدالة الأرض الواقع.. ثبت بأن تلك فرية وأكذوبة. ضللت بها قحت الشعب وحدث الإجهاض والسقوط والهبوط.. المكو ن العسكري. هو اللجنة الأمنية فلا يمكن أن يؤمن. بالثورة ما بين عشية وضحاها.. فيلغي ويجتث نفسه. عندئذ كشّر عن أنيابه وعقر الثورة. فقام بإلغاء اتفاقية قحت والمكون العسكري وقام.. بفض الاعتصام. وبانقلاب ٢٥ أكتوبر قتل وسجن وسحل وطرد. وشرّد. عضّ بالنواجذ على السلطة المطلقة الشمولية وكسّر أجنحه قحت، فطفقت تعضّ بنان الندم بعد أن ساعدته في تحطيم وتهشيم مجاديف الثورة.. ولولا جسارة وبسالةَ لجان المقاومة وقوى الثورة الحيّة لكانت الثورة في عالم النسيان.. بعد النضال المستميت من الثوار. وبعض الضغوط الدولية تعثّر الانقلابيون وهم يعتمدون على الجبهة الثورية التي لم تحقق أي انتصار كما قال الزميل الأستاذ الطاهر ضو البيت… فرغم الهزيمة الحتمية للانقلاب فلن يسلّم بالتي. هي أحسن. ما فتئ يراوغ. فتارة يقول سأسلم. وتارة أخرى لن اسلّم إلا لحكومة منتخبة كما يقول أبو هاجة. حديث متناقض كالجَمع ما بين الكفر والإيمان فتارة ليبراليون وشموليون وتارة أخرى مدنيون وعسكريون خلفهم محاور وهي التي أعادت قوش لمنصبه بعد أن طرده البشير.. وهي التي جعلت من طه عثمان من ممرض ثم ضابط آدري ثم فريق عالميّ.. هذه القوة الذكية الناعمة تعرف مصالحها في السودان فهي ضد الثورة ومع الحكم العسكري الضعيف الذي مكنها من ثروات السودان.. طموحها المواني والأراضي الزراعية. والذهب(فاغنر).. انهزم السودان يوم ان قال رئيسه لبوتين(القيصري) مالك فاغنر أن يحميه من الأسد الأمريكي.. الأمريكان والروس والصين ومصر. ومحور الخليج وإسرائيل كلهم وجهان لعملة. واحدة. لديهم. مصالحهم، وهي متضاربة ومتناقضة يجمعهم أو القاسم المشترك، هو تحقيق مصالحهم في ثروات السودان. خاصة بعد. ظهور الذهب بكميات تجارية ثم الحجارة الكريمة. أيضًا العداء للديمقراطية. انظمتهم شمولية، وملكية مطلقة.. كلهم يفضلون هؤلاء العسكر يسولون. ويوسوسون يوجهونهم. ويرشدونهم.. وفق مصالحهم. هم مع العسكرية الشمولية. وضد اي. دولة. ديمقراطية التي ستعوق تمددهم. وتجهض طموحهم وتئد أحلامهم.. القوى السياسية. منغمسة في التصنيف، إسلامي شيوعي، علماني وليبرالي.. واللصوص يسرقون. ويهرّبون الذهب والدولة تدعمهم.. من يساند العسكر لابد أن يساند الأجانب ومن يساند الثورة يغريه الغرب ببريقه وحيله؛ وهي كمذاق الحلوى في العسل المسموم… ما تفعله دول غرب أوربا وهي لا تختلف عن الصين وروسيا والعرب.. الآلية الرباعية. وفولكر والاتحاد الأفريقي. كلها تعمل وفق منظومة نفعية انتهازية.. كل هذه المحاولات لإيجاد صيغة تشرك العسكر ولن هيهات. انقلاب العسكر. هو الذي اوردهم مورد التهلكة. الأجانب كلهم يؤيدون العسكر. لإعادة إنتاج الأزمة تارة أخرى.. العسكر يحاربون وظهور هم على الحائط سقوطهم. حتمي. وهم يشعرون بدنو الأجل. إنهم. يفضّلون الخيار الذاتي أن يفلتوا من العقوبة مقابل التنازل وهذا مستحيل. جرائمهم تبيضّ لها رؤوس الولدان.. الحلّ في مواصلة الثورة السلمية. دون الالتفات لتدخل الدول. لجان المقاومة والمهنيون ن وقوى الثورة. والأحزاب يجب أن تتحالف تارة أخرى لتعجل بنهاية آخر انقلاب في تاريخ السودان المعاصر، وهذا ما يقوله منطق التاريخ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق