سياسة

جرعة وعي

عملية صنع السياسة الخارجية

صلاح سري (كاتب – زيورخ)

عندما يواجه المسئولون موقفا يدخل في نطاق السياسة الخارجية كأزمة دولية مفاجئة تتطلب موقفا إزاءها أو أسلوب لخصم يتطلب رد فعل تجاهه، أو تنبؤ بحدث دولي هام يستدعى الاستعداد له. ويبحث صانعو السياسة الخارجية العديد من الموضوعات مثل:

أ/ إلى أي مدى يتضمن الموقف الماثل أمامهم المصالح المعنية لدولتهم؟

ب/ وهل المصالح المنضمة حيوية أم ثانوية؟

ج/ وهل يتوقع للتطورات المتعلقة بهذا الموقف أن تمس هذه المصالح على نحو جوهري أم هامشي؟

هناك ثلاثة أفعال لا يمكن تصحيحها:

1/سهم انطلق من قوس.

2/ كلمة خرجت من فم.

3/ رصاصة مزقت قلبا.

من مقاصد ديننا الحنيف هو تهذيب الأخلاق والسلوك، وتنقية المشاعر، ونشر المحبة والمودة بين أفراد الأمة المسلمة، ولكن هناك آفة تعرِض لهذا المبدأ العظيم، آفة تمر بالمجتمع رغم اختلاف مراحله العمرية، أو مداركه الثقافي، آفة نشأ عليها الصغير ودرج عليها الكبير وأهملها كثير من الآباء، الأبناء، الرجال والنساء شباباً وفتيات، آفة ولدت الضغائن والأحقاد، والعداوة والبغضاء، هي آفة السباب والشتم.

أنا أوجه كلامي إلى اصحاب العقول المتنورة في كلا البلدين مصر والسودان والتي ينبغي أن تدرك أن سفينة النجاة واحدة ولن تكون إلا بالتعاون  المشترك، انا لست متحيزا إلى بلدي السودان ولست متحاملا على مصر فهي وطني الثاني  فالخلاف بين البلدين ينبغي إدارته بالحوار والتفاهم والبحث عن حلول وسطية ، أما تهييج الغوغاء وإطلاق الذباب الإلكتروني ليسب كل طرف الأخر فهذا أمر يضر بمصلحة كلا الجانبين، ويهدم أكثر مما يبني، وما دفعني لكتابة هذا المقال هو السعي لرفع مستوى الحوار والطرح المهذب ، والخروج من دائرة الغوغائية والتلاسن بين كلا الطرفين، لأني على قناعة أن مصلحة الشعبين تقتضي تجاوز هذه الخلافات الشكلية، والسعي نحو تطبيع العلاقات بشكل كامل وتغليب جانب التعاون والتكامل بدلا من الخصام والتصادم، وتجاوز الخلافات البينية وتغليب المصالح الاقتصادية والتجارية على المصالح «الجيواستراتيجة» لو نظرنا الي كلا البلدين فهم يسيران نحو الهاوية ومستقبلهما محفوف بكثير من المخاطر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق