خارج الحدودمجتمع

إلهام مليح: كلنا مسؤولون من أجل تحقيق النهضة الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة

شفشاون ... عاصمة السياحة الإيكولوجية والثقافية

عبد العالي الطاهري

شفشاون الحضارة.. مدينة البهاء، سحر الطبيعة وكرم الضيافة. هي جزء من عبق التاريخ الأصيل للمغرب بروح أندلسية، تم بناء هذه المدينة المغربية الشامخة على جبال الريف في الأصل، كي تكون حصنًا في القرن الخامس عشر. وتشبه الجبال التي تعلو مدينة شفشاون قرني الماعز، وربما ليست مصادفة أن يكون جبن الماعز الوطني القشدي يعد أحد أكثر الأطعمة الممتعة الإقليمية الشهيرة محليا ووطنيًا. ولا شك أن محبي المعمار سينبهرون بالتأمل في الأبنية الزرقاء المستوحاة من الأبنية التاريخية للعديد من الأمم والحضارات العريقة.

شفشاون أو الشاون (وتُلقَّب محلياً بالمدينة الزرقاء) هي مدينة توجد شمال المغرب، بجهة طنجة تطوان الحسيمة. تأسست مدينة شفشاون حاضرة الإقليم سنة 1471 على يد مولاي علي بن راشد، لإيواء مسلمي الأندلس بعد طردهم من طرف الإسبان، حيث كانت بمثابة قلعة للمجاهدين ضد الاستعمار وحملات الطامعين في خيرات البلاد.

تتميز المدينة الزرقاء بأسلوب حياة ثقافية خاصة، انبثقت نتيجة تلاقح لقرون خالية من التقاليد والعادات، كما أن الجمال الطبيعي الذي حباها الله تعالى به خاصة على مستوى مجالها الجغرافي، دفع لاختيارها سنة 2010 رمزا للمنظومة الغذائية للبحر الأبيض المتوسط من قِبل منظمة اليونسكو. بالإضافة إلى المكونات الثقافية التي تعزز أهميتها من قبيل الحرف التقليدية والمنتجات المجالية المحلية، والمشاهد الطبيعية خاصة الزراعية منها والمنتجات المحلية.

وتتموقع مدينة شفشاون، عند سفح جبل القلعة، وتحيط بها قمم جبلية مثل تيسملال، بوحاجة وماكو، وتبعد بنحو 60 كيلومترا جنوب – شرقي مدينة تطوان.

كما يمتد المجال الحضري لمدينة شفشاون على مساحة 11.4 كلم2 يشمل المدينة العتيقة، الأحياء الواقعة خارج الأسوار وكذا تجزئات العيون وأدرار، والأحياء ذات الطابع القروي وغير المهيكلة مثل غروزيم، تورغين، ظهر بن عياد، ومناطق عديدة أخرى.

وللإشارة فقط، تنقسم الجماعة الحضرية لشفشاون،على مستوى التدبير الترابي، إلى ثلاثة مقاطعات، حيث يبلغ عدد سكان المدينة نحو 57.329 نسمة وفقا لإحصاء السكان والسكنى لسنة 2014.

إلهام مليح : كلنا مسؤولون من أجل تحقيق النهضة الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة

بالنظر للمقومات والرأسمال الطبيعي والتاريخي والثقافي حضاريًا الذي تتوفر عليه مدينة شفشاون، فإنها تُعدُّ بحق وجهة فوق المتميزة ومناسِبة على جميع المستويات لأحد أهم الأنواع السياحية الرائدة حاليًِا على المستوى الدولي وليس فقط الوطني، يتعلق الأمر بالسياحة البيئية (السياحة الخضراء) وكذا السياحة الثقافية والفنية.

إلى ذلك تؤكد السيدة إلهام مليح، الفاعلة السياحية على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة وصاحبة المؤسسة الفندقية (Princesse Ilham/Coeur de la Vie) بمدينة شفشاون، تؤكد أن المدينة بدأت تستعيد عافيتها على مستوى الحركية السياحية، بعد حالة الركود التي عرفتها ومعها المغرب والعالم أجمع، نتيجة تَبِعات جائحة كورونا لأكثر من سنتين، كانت كارثية على جميع القطاعات الحيوية والأساسية داخل المنظومة الاقتصادية لجميع البلدان وليس المغرب فقط.

وتُضيف السيدة مليح « اليوم وبفضل التوجُّهَات المستقبلية للمملكة المغربية، ونخص هنا بالذكر الرؤية السياحية 2030، يجب تكثيف الجهود بين مختلف الفاعلين في القطاع السياحي والفندقي بشراكة وتعاون دائمين مع الإدارة الترابية، مُمثَّلة في السيد والي الجهة وعامل عمالة شفشاون، وكذا المجالس المنتخبة، وفي مقدمتها مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة والسيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة شفشاون، وهي الجهات والمجالس المنتخبة التي نؤكد على قيمة المجهودات والمبادرات التي أطلقتها وأشرفت عليها لتطوير وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للساكنة، خاصة عبر بوابة السياحة التي تعتبر قاطرة التنمية بإقليم شفشاون ».

شفشاون.. عاصمة السياحة الإيكولوجية والثقافية

أصبح اليوم التوجه الأساس، حكوميًا ومهنيًا، يتأسَّس على مبدأ ضرورة إنعاش سياحة تحترم المجـال البيئي والتوازنات الإيكولوجية، إذ صار من أهم مـا انبَنَت على أساسه الرؤية المستقبلية لقطاع السياحة المغربي، للرُّقِي بالمملكة إلى مصاف الوجهـات السياحية العشريـن الأولى في العالـم. إلى ذلك، شهدت مدينة شفشاون في السنوات الأخيرة طفرة في الشق الإيكولوجي للسياحة،حافظت من خلالهـا على موقعهـا في تصنيف تريب أدفايزور،ضمن المدن السياحية العشر الأوائل بإفريقيـا.

كما تعتبر الجوهرة الزرقاء (مدينة شفشاون) قِبلة كبرى للفنانين ونخبة المثقفين المغاربة والعرب والأفارقة والأوروبيين ومن أقطار أخرى من العالم، إمَّا كمدينة للإلهام والبحث عن السكينة النفسية والروحية وكذا لتنظيم العديد من الملتقيات والندوات والمنتديات الفكرية والثقافية والفنية، من منطلق كونها فرصة لمزيد من تكريس وتأكيد قِيَم التعايش الإنساني والحضاري والتكامل الثقافي، الذي أصبحت المملكة المغربية عنوانًا راسخًا وأصيلًا له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق