
روسيا تؤكد أنَّ المشروع ممكن لكن التعقيدات واردة..
في أُفق أن تمتلك تركيا أحد أكبر المراكز الدولية لتصدير الغاز
ـ عبدالعالي الطاهري.
في أجواء عالمية موسومة بصراع طاقي دولي، تواصل كل من روسيا وتركيا العمل على تنفيذ مركز تصدير الغاز، وهو المشروع المشترك بين الدولتين، والذي تعوّل عليه أنقرة لتتحول إلى مركز إقليمي لتجارة الغاز، إلَّا أنَّ الأمر تواجهه عقبات.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الإثنين 20 مارس/آذار (2023)، أن موسكو وأنقرة ستواصلان العمل لتنفيذ المشروع، الذي وصفه بأنه “معقّد للغاية“، مما قد يتسبب في تأخيرات ومشكلات أخرى، وفق ما نشرته وكالة تاس الروسية.
يشار إلى أن الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتين كان قد اقترح خلال منتدى أسبوع الطاقة الروسي، في أكتوبر من العام الماضي (2022) إنشاء أكبر مركز غاز بأوروبا في تركيا .
أزمات مركز تصدير الغاز
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنه من الواضح أن مشروع مركز تصدير الغاز معقّد للغاية، وبالطبع لا يمكن تنفيذه دون حدوث بعض التأخيرات بالنسبة للوقت، بالإضافة إلى مشكلات أخرى ذات طبيعة فنية.
وأضاف: “مثل هذه الحالات لا مفرّ منها، ولكننا سنواصل تنفيذ المشروع والتعاون مع الشركاء الأتراك“، بحسب تصريحاته التي جاءت خلال مؤتمر صحفي حول الموضوع.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان قد أعلن الأحد 19 مارس 2023 أنَّ
بلاده تحاول تنفيذ مشروع مركز تصدير الغاز المشترك مع روسيا في أقرب وقت ممكن.
بدوره، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، إن تنفيذ المشروع المشترك مع روسيا، والذي يهدف إلى أن تملك بلاده مركزًا دوليًا للغاز، سيمنح أنقرة فرصة لتصدير نحو 40 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، متوقعًا أن يبدأ المركز عملياته خلال عام.
وأضاف: “لم نتخلَّ عن خططنا، وقد يبدأ المركز عمله خلال عام، فالآن لدينا غازنا الخاص من رواسب البحر الأسود، إذ نستهلك نحو 55-60 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، ويمكن أن نحصل على 100 مليار متر مكعب، وإذا خططنا بشكل صحيح، سيكون لدينا 40 مليار متر مكعب من الغاز للتصدير“.
وشدد وزير الطاقة على ضرورة عدم التعامل مع تركيا بصفتها دولة لعبور الغاز القادم من روسيا، مؤكدًا أن بلاده ستكون دولة تضم مركزًا دوليًا لتجارة الغاز، سيُبنى خلال عام.
إجراءات تركية لبناء المركز
في ذات السياق، تعمل تركيا على إدخال تعديلات تشريعية، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبرمجة في ماي القادم، بهدف تنظيم عمليات مركز تصدير الغاز، ، إذ وافقت اللجان البرلمانية على التعديلات التي من المقرر إدخالها.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد أعلن، في تصريحات متلفزة، أن بلاده تبذل جهودًا كبيرة لتنفيذ مشروعات مهمة تتعلق بالغاز في أقرب وقت ممكن، مضيفًا: “نحرز تقدمًا سريعًا لتحويل بلدنا إلى مركز لإنتاج الغاز الطبيعي ونقله وتجارته ».
وأشار أردوغان إلى أن بلاده تعمل في الوقت نفسه على تطوير خطوط أنابيب الغاز، ومنشآت التخزين التي تملكها، وفق تصريحاته لقناة “تي آر تي” التركية.
للإشارة ففي شهر ديسمبر من العام الماضي 2022 ،سبق للرئيس التركي أن أعلن أنَّ بلاده ستصبح مركزًا دوليًا لتجارة الغاز بدعم من روسيا، إذ تستهدف أن تصبح أيضًا مرجعًا لتحديد أسعار الغاز.
وقال أردوغان، إن بلاده ستتحول إلى مركز عالمي للطاقة، بمجالي الغاز الطبيعي والغاز المسال، لافتًا إلى اتفاقه مع الرئيس الروسي على اتخاذ خطوات في هذا الطريق.
يشار إلى أن الحديث عن إنشاء مركز تصدير الغاز، الذي يأتي من روسيا إلى دول أوروبا،كان
قد أثير في أعقاب الأعمال التخريبية التي شهدها خطّا أنابيب الغاز الروسيان نورد ستريم 1 و2، واللذان تشتبه موسكو في تورّط الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى فيها.