آراءسياسة
أخر الأخبار

من يوقف صراع الفيلة والنمل يبحث عن طعام؟!

عاصم فقيري

صراع فريقي امريكا واوكرانيا وبعض دول أوروبا الغربية من ناحية ومن ناحية أخرى روسيا والصين وايران والجزائر، وتظهر فنلندا في الخط بدعم اوكرانيا وقد تقحم الصين تايوان بسبب الدعم الامريكي لتايوان، كما ان السعودية تعيد علاقتها مع إيران بوساطة صينية!

هذه مرحلة فرز جديدة لتشكيل خارطة عالمية جديدة، ومثل التغييرات الجذرية في العلاقات والتحالفات الدولية هذه على مر التاريخ لم تحدث الا وادت لحرب عالمية، فهل يا ترى هي مؤشرات لحرب عالمية ثالثة تأتي في ظروف تعاني فيها كل دول العالم من ركود اقتصادي وازمات مالية ونقص في الغذاء واوبئة لم يتم التوصل لاحتوائها بعد!

مع كل هذه الأحداث العالمية التي تنذر بحرب عالمية، مضافة إليها الازمات المالية ونقص الغذاء والازمات الصحية، والعالم يقف على امشاطه، كل هذه الأحداث لها تأثيرها المباشر وغير المباشر فيما يحدث من عدم استقرار سياسي في الاقليم واعني السودان ودول الجوار في منطقتنا، للاسف ان هذه الأحداث العالمية تاثيرها بالنسبة لاوضاعنا المتردية تأثير سلبي بكل المقاييس، اقلاها انه لن يكون المجتمع الدولي مراقبا لانتهاكات حقوق الانسان التي يكتوي بها المواطن السوداني من قيادات الدولة والمليشيات والحركات المسلحة وكل اصناف العصابات التي امتلأت بها البلاد من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها!

وتظل مسألة الهجرة للسودان من غربه وشرقه تتزايد باعداد ضخمة وحسب بعض المعلومات أن السودان به حاليا أكثر من احد عشرة مليون مهاجر غير شرعي ونظرا لعدم وجود إمكانيات ونظرا لضعف جهاز الشرطة وفقدانه للتأهيل والامكانيات المادية والتقنية والدعم قد تكون الاعداد أكثر من هذا الرقم بكثير، والمؤسف أن لا أحد يعطي اي أولوية ولا اهتمام لخطورة هذه الأعداد الضخمة، بل بعضها يحصلون على الجنسية والبطاقة القومية السودانية بسبب ضعف جهاز الشرطة والتزوير وسيطرة أطراف كثيرة على مثل هذه الخدمات الوطنية التي هي جزء من الأمن القومي للبلاد، إلا أن الدعم السريع يستطيع أن يمنح جنسيات وكذلك بعض الحركات تستطيع أن تمنح جنسيات بالإضافة إلى ما يمكن أن تمنحه أجهزة الشرطة والأجهزة النظامية نفسها بطرق غير قانونية!

الاوضاع في السودان الان يصعب توصيفها، لن نقول إنه انهيار بل هو اصلا مرحلة اسوأ من الانهيار، حيث أن من يناقشون الأمر من السياسيين يبدون قلقهم من أن تنهار الدولة في مرحلة هي ليست أقل من أن توصف بأنها مرحلة اللادولة، كأنهم ينتظرون الوصول لمحطة قد تجاوزها القطار دون ا يستشعروا ذلك!

وكلما تطورت الأحداث العالمية تجاه التعقيدات والحروب والصراعات المحورية التي افتتحنا بها هذا المقال، تزيد الاوضاع في السودان سوءا، حيث أن كل إجراءات الأزمة السودانية تم ربطها بالمجتمع الدولي، ذلك لأن من يعتلون السلطة بالأمر الواقع فقدوا كلما يمت للوطنية تجاه السودان، واصبحوا لا يرضخون الا لقرارات المجتمع الدولي ويستنكفون تقديم أي تنازلات تتفق ومتطلبات جماهير الثورة والشارع السوداني الذي لم يتنازل عن مطالبه ولم يجد حتى الآن كيانا يثق فيه أن يكون ضامنا لتحقيق المطالب وأهداف الدولة المدنية والحرية والعدالة والسلام، بكل ما تحمل هذه الشعارات من أهداف من ضمنها المحاسبة وعدم الإفلات من العقوبة!

ولكن ما يحدث لا يطمئن ابدا على أن هناك ضوءا في اخر النفق وفق التسويات الجاري تعاطيها والتكتلات التي في كل حين تظهر أن المندسين يخترقون الثورة بل يعتلونها لأجل وأدها!

فهل يا ترى ستعود مرة أخرى الجماهير لجداول التظاهر والاعتصام بالرغم من الآلة العسكرية لا زالت لم يتغير شيئا في عملها ضد الثوار وضد حقوق المواطن في الحرية والعدالة والسلام ؟!

هل هذه المطالب بهذا القدر من الصعوبة ما يجعل المتمسكين بمواقفهم ضد الشعب لا يستطيعون دعمها أو الخروج من المشهد وافساحه لمن يستطيع أن يدعم الجماهير في تحقيق مطالبها الشرعية والتي لا يختلف فيها عاقلان أنها طبيعية ومشروعة ولا بد الوصول إليها وإن طال السفر!؟

لقد عانى الشعب السوداني حتى أصبح الخبز حلما ولكن لا يزال بالرغم من كل هذا متمسكا بحقوقه في الحرية والعدالة والسلام!

ماذا انتم فاعلون هل ستقتلوا كل الشعب جوعا حتى تبيعوا الوطن أرضا دون رقيب!

الشعب السوداني كما النمل لن يكل مهما تصارعت الأفيال في أرضه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق