آراءسياسة
أخر الأخبار

ويستغربون لاستقلال الجنوب؟!

شوقي بدري

يطلب، العر، البشير وهو فخور من حميدتي أن يأتي له بخمسة ألف من القتلة ليحموه. لم تكن الحماية من المعارضة، بل من الكيزان في المكان الاول. خليل إبراهيم كان من الكيزان وكذلك جبريل إبراهيم، عشر لعوت واندراب الخ كلهم كيزان. من أي جامعة أو معهد علمي اتى حميدتي ب 6000 ألف مجرم بشهادة بدلا عن ال 5000 ألف مجرم الذين طلبه البشير؟ لم يأت بهم من الجوامع أو الكليات. لقد اتى بغالبهم من النهب المسلح ومجرمين محترفين من خارج السودان وداخل السودان. لقد قال الكوز إبراهيم السنوسي انه قد تخلص منساطين النهب المسلخ والمجرمين في ولايته كردفان بإرسالهم للحرب في الجنوب. هذا الكلام قيل في التلفزيون السوداني. اتى ابو عاقلة في برنامج من بوادينا بحكامة غنت للبطل البشيل الكلاش وبجيب العبيد. والعبيد ظهروا في استاد الأهلي في القاهرة وليسوا فقط عبيد بل اولا الوسخة.
من المؤكد انهم الستين، دبوكة، من الجنجويد الذين اتى بهم حميدتي قد تحصلوا على الرقم الوطني السوداني، وقد تبعهم زوجاتهم اسرهم كالعادة مع كل البشر. إذا سمح لهم بحمل السلاح وأن يقتلوا السودانيين وهم اجانب فهذه جريمة عالمية. وإذا تحصلوا على الرقم الوطني السوداني بدون وجه حق وبعضهم لم يتكلم حتى السودانية بل تكلم الفرنسية فهذه مصيبة أكبر. ويقدم، العر، للمحكمة بتهمة حيازة النقد الاجنبي محن، محن ومحن.
حفيد على عبد اللطيف منع من استلام الرقم الوطني السوداني وأرسل الى الجنوب الذي رفض اعطاءه رقما جنوبيا.
تموت الاسد في الغابات جوعا
ولحم الضأن يطرح للكلاب.
وعبد قد ينام على حرير
وذو نسب مفارشه التراب
أنا لا أصف احدا بالكلب أو العبد، ولكن قصيدة الامام الشافعي تدل على حرمان صاحب الحق واعطاء من لا تستحق. اقول هذا لأن الاسرة التي تعلمت وسطها منذ طفولتي احترام الكبير تقبل الآخرين والبعد عما يرفضه المجتمع وحاولت أن اجاري اهلها في مكارم الاخلاق، قد حرمت من الرقم الوطني بدون سبب. عانت هذه الاسرى وشقيت لتثبت حقها القانوني. تمت مساومتها لتشتري حقها المكفول بالقانون والدستور الخ. وعندما لم تقبل الاسرة دفع مبلغ محترم على كل رأس من الاسرة الكبيرة تم مواجهتها بالكثير من الصعاب والمضايقات والاستخفاف لماذا؟
طالبوهم بما يثبت انهم من مواطني الشمال. قانون الجنسية الاول كان يقول كل من عاش في السودان قبل في سنة 1898 فهو سوداني بالميلاد. وقتها قد حدد عدد الدينكا في امدرمان فقط هم 4 %، الكثير منهم كانوا على رأس الجيش السوداني وقد أبلوا وضحوا بأرواحهم من اجل وطنهم السودان. عدل القانون وحدد الزمن بسنة 1929. جد هذه الاسرة المعروفة جدا، امتلك منزلا في سنة 1920والمنزل مسجل باسمه. كان موظفا في الاشغال ويزين اسمه لائحة الشرف في مصلحة الاشغال. هنالك صور فوتوغرافية تمثله هو ولائحة الشرف، كان له معاش من حكوة السودان التسجيلات والمعاشات موجود. الابن ورب هذه الاسرة طيب الله ثراه من اعلام المدينة لاعب كره مشهور ومدرب كرة معروف. زوجة هذا البطل بمثابة اختي ضمني منزلهم منذ الطفولة، تتلقى معاشا شهريا بصفتها ارملة. كل هذه المعلومات والشهادات وضعت امام المسؤولين بدون فائدة. قالوا ان الوثائق قد اختفت اعيد الحصول عليها بخروج الروح ولم يترك المسؤولون حلا الا وجدوا له المعضلة التي تناسبه. واخيرا قبل بضع اسابيع استعادت هذه الاسرة رقمها الوطني. كنت قد طالبت استعنت بكل من اعرف أو من يعرفه من اعرف لمساعدة اسرتي واهلي بدون فائدة.
ما المني كثيرا هو فيديو واسع الانتشار به صور شخص من تشاد يحمل ثلاثة ارقام وطنية. وهذا الشخص قد غير اسمه في كل بطاقة وفي احداها قد اضاف اسم الشريف وصار رجل دين له مريدين يزار يضر وينفع من يريد.
اغلب هذا الشعب السوداني يدعي كذبا انه حفيد عم النبي العباس أو ابن عمه الامام على رضى الله عنه الى آخر القائمة من الصحابة. هذا يعني انهم وافدون الى السودان ولكن الدنكاوي الذي اتي جدوده الى الشمال وهنالك دينكا يعيشون في ابيي يجدون الرفض، العداء والمعاناة. ابيي تعتبر اليوم داخل حدود الشمال بواسطة حكومة الشمال!!
يبدوا أن هذه الاسرة الرائعة لم تكن الاسرة والوحيدة التي أسقط حقها في الرقم الوطني وهذا يعني أن ابن اختي الذي يمتلك حافلة لا يستطيع ان يكسب قوت يومه بعرق جبينه. وكل الاجانب من سوريين اوربيين اخوتنا الاثيوبيين واخوتنا الارتريين الخ، يتحصلون على رخصة قيادة وابن اختي لا يستطيع أن يجدد رخصته في الوطن الذي ولد فيه جده !!
كنت اظن ان هنالك حد للجنون الفساد وغريب الافعال. ما شاهدته في فيديو واسع الانتشار يقوم مواطن سوداني بكل شجاعة بالقول أن احد الشاديين قد صار مدعوما من كبار رجال الشرطة، وهذا ليس بغريب. لقد شاهدنا سمعنا عن الشرطة السودانية العجب العجاب. المواطن السوداني ينشر ثلاث بطاقات سوداني لنفس الشخص ونفس الصورة بأسماء مختلفة وتاريخ ميلاد مختلف. السيد يعقوب صلصال عبد الرحيم دخل السودان في 26 ديسمبر 2005 وتحصل اقامة أجنبي.
بعد فترة تحل السيد يعقوب على الرقم الوطني السوداني وعلى بطاقة بتاريخ الميلاد 1 /1/ 1980. وبطاقة ثانية بتاريخ ميلاد 5 / 2 /1977 اما الثالثة فقد صارفيها السيد يعقوب من الاشراف وصارت له طريقة صوفية صار يزال ويتبرك به يزيل الضر يعالج ويقضي الامر ويشفي المجانين بالرقية. بطاقته الثالثة باسم الشريف / يعقوب فيصل التجاني مولود في سرف شمال دارفور بتاريخ ميلاد 7 / 7 / 1979. هنالك جزء من فيديو يظهر فيه هذا الشيخ وهو يمارس عمله كفكي أو شيخ في تشاد وسط تشادين. اليوم للشيخ مركز كبير في بري بالقرب من مدكال كير، وله اكثر من عشرة بيوت، مريدين ومال يحسب بملايين الدولارات. له اتصال بالدول العربية. وهذا ذكرني بعصابة ودعة ونهب مبالغ طائلة من زوجة شيخ زايد لتنصيب ابنها كامير على امارة ابوظبي. وقد تمت حماية ودعة بأحد كب

عار الكيزان في التنظيم.
المواطن السوداني الذي نشر هذا الفيديو قد لا يكون محقا في زعمه. لكن لماذا لم تتحرك الحكومة لنفي هذا الكلام واعتقال المواطن السوداني الذي قال انه قد تخاطب مع مدير مكتب الشريف يعقوب صاحب الارقام الوطنية السودانية الثلاثة. ورد المديلار كما في التسجيل به تهديد وبجاحة ويقول ورب الكعبة ما في انسان أو شيطان يقدر على الشيخ. حتى لو جات امريكا ومش السودان.
نحن تمت فلفلتنا قبل الحصول على الرقم الوطني. حقيقة الحال، أن التيم الذي اتى الى كوبنهاجن من الجوازات كان رائعا ويستحق الاشادة والشكر.
لقد حافظ البريطانيون على الاراضي السودانية. الاراضي كانت توجر لفترة ليست طويلة في اغلب الاحيان 20 سنة فقط مثل المشاريع الزراعية الضخمة مثل بركة العجب، ابخدرة جودة في اعالي النيل أو شاشينا خارج السوكي عبارة عن 48 بوصة أو 15 ألف حواشة. ثم تعود الارض الى الدولة. وهذا يشمل الزراعة المطرية حيث تقسم الارض الى عشرة ألف فدان بعد التأكد من صلاحية المتلقي ومقدرته الادارية والمادية الخ.
حتى في امدرمان استأجر المواطن السوداني قديس عبد السيد الارض التي بنى عليها سينما براميل في الاربعينات لعشرين سنة. بالرغم من ان سينما برامبل كانت أكبر وأفخم سينما في امدرمان، تسلمتها الدولة في بداية الستينات. تمت ازالة تلك المباني القوية. وصارت مكتب البريد الذي يحتل وسط سوق الموية. كان هنالك قانون ونظام.
بابكر بدري الذي كان كثير المشاكسة مع الانجليز يقول في مذكراته انه ذهب في سنة 36 للسير جلين السكرتير الاداري هذا بعد المعاهدة المصرية الانجليزية. وهاجم الاتفاقية وقال (لا ينالنا منها فائدة نحن معشر السودانيين. فقال لي.. اشترط فيها رفاهية السودانيين، وتعيينهم في الوظائف الكبيرة التي يـؤهلون لها لكفاءتهم قبل المصريين والإنجليز. وقلت له ان الكفاءة السودانية موقوفة على شهادات رؤساءهم من المصريين والإنجليز. وهم يريدون الوظائف الكبيرة. إذا لا تزال محجوزة لهما..قال لي ..ما الذي تطلبه للسودان؟ قلت؟؟اطلب للسودان حفظ الجنسية وحفظ الاطيان..فقال لي… ان الاطيان من سنة 1907 حفظناها لكم. الم ترى ان الاجانب الذي سبق ان اشتروا اراضي في جزيرة توتي وفي الجزيرة الكبرى لم تسجل لهم. وأنك من سكان رفاعة ولقد حرمتك الحكومة شراء اراضي في الجزيرة. فهذا دليل على حفظ الاطيان من كل أجنبي بالسودان. اما الجنسية هي موقوفة على استمساككم بها وليس للحكومة دخل فيها. فاقتنعت بقوله وخرجت.
قال العم ضرار صول البوليس المشهور بشنب الروب لأسرة اتت لتبلغ عند خادمهم الجنوبي الذي سرق وهرب. قال العم صول امدرمان …. ولدكم ده ما جنوبي امشوا اتأكدوا كويس. ما في جنوبي بيسرق الا يكون اتربا في الشمال.
عشنا في الجنوب ووعينا بالحياة في الجنوب سكنا مع اخوتنا الجنوبيين في الداخليات. نمنا في نفس العنابر اكلنا نفس الطعام. الشيء الذي كان يميز الدينكا وبقية الجنوبيين وقد يعطينا شعورا بأنهم خير منا، كان صدقهم عدم جنوحهم للسرقة أو طلب ما ليس لهم. تميزا علينا بمعقوليتهم بعدهم عن الصراخ والغوغائية. لقد كتبت وقلت انني كثيرا ما تمنيت ان لى معقولية الدينكا وصدقهم، وان احببت النوير لروحهم القتالية وشجاعتهم وقد يكون اهلنا المورلي من ينافسهم.
كان لنا اخوة منهم من احسونا بأنهم قدوة يجب ان نتبعهم. منهم ومن تأثرت به السياسي اسماعيل سليمان رمز الاتزان والثقة طيب الله ثراه كان قدوة لي في مدرسة ملكال. اخي اسماعيل كان من كاجي كاجو وأن تزوج وعاش في فريق ريد الموردة امدرمان. كان القامة والشخصية المميزة اجوت اولنج اكول. اخي وتاج راسي فقوق نقور جوك الذي زاملني في التعليم الاوسط والثانوي يحمل اسمه ابني فقوق نقور. كان رجلا أقرب الى الكمال. لم اقابل شخصا من اسرة الوالد نقور جوك وهو ــ اخ والدي إبراهيم بدري ــ وكلهم لم ينتزع الاحترام والحب من الآخرين. هنالك منوا بيج ابن بور ويحمل ابني منوا بيج اسمه. منوا شاركني السكن في براغ وشقيقه شيك بيج شاركني السكن في داخلية ملكال ثم العباسية امدرمان. انهم ابناء خال مولانا الرجل العظيم المتجرد نائب رئيس الجمهورية ابيل الير. الاخ محمد يوسف عبد الخير المعروف رلابطوجن من الدينكا الحمر مثال للأخلاق الجميلة والتهذيب المعروف بطونجين. من الكبار والذين اثروا طفولتي واعطوني الحب الاعمام أو الاخوة الكبار امثال الراجل العاقل، ماكرجوك في رمبيك او، اتيم من قرية اتل خور فلوس جنوب السوباط الخ.
على هؤلاء البشر اعلنت الحرب الجهادية!!
لحضور من لا يمكن أن يقارنوا بالجنوبيين هللوا فتحوا أذرعهم جيوبهم منازلهم لمن عرفوا بالاستهبال السرقة الاستغلال وممارسة كل ما هو قبيح محرم أو ممنوع بواسطة القانون من رشوة مخدرات الاضرار بالبيئة وعدم الالتزام بعرف ضمير أو قانون في انتاج المأكولات أو المشروبات. بالنسبة لهم فأهل السودان مثل كل الافارقة نوع من القرود يمكن استغلالهم. لم لا فقد طالبناهم بالحضور الى بلادنا واستباحتها ولم يخيبوا ظننا. أحسوا بأن الكثير من السودانيين يعانون من مركب النقص نحو اللون الابيض ويحتقرون من هم أكثر سوادا منهم مثل الجنوبيين. لكم بكيت وتألمت في داخلي عندما كنت أحس بالتصرفات العنصرية نحو توأم الروح بله أو احمد عبد الله احمد، في وطنه ومكان ميلاد جدوده امدرمان. رجل لا يوجد الكثير من نوعه طيب الله ثراه. اليوم نستورد الجيش المصري ليدوس على كرامتنا ويعاملونا كعبيد ويصفونا بأولاد الوسخة. وتستغربون لاستقلال الجنوب!!
شوقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق