آراءسياسة

تفاقم الحرب ما بين الجيش والدعم السريع

شذرات الفكر


محمد هارون عمر

مأسأة تقشعر لها الأبدان وتبيض لها رؤوس الولدان. بالأمس استيقظ الناس في الخرطوم على دمدمة و زمجرة وقعقة المدافع وهي تتفجر. وتعلن انفجار الحرب مابين الدعم السريع والجيش السوداني هيجاء ضروس كشرت عن أنيابها الحمراء، قتلى وجرحى وحرائق ودمار ورعب وذعر.. حرب ليس لها مبرر. هي تعكس طمع الجنرالات في السلطة والرغبة في الإقصاء والإسكات والأنفراد عن طريق البطش والقهر والقمع والقتل .. أتسعت دائرة الحرب لتشمل مروي. والفاشر نيالا.. وهناك مناطق أخرى مرشحة لتمتد لها يد الحرب. هذه هي الميكافيلية عينها فالغاية تبرر الوسيلة. الطرفان قاما بفض الاعتصام يونيو٢٠١٩م ثم دبرا انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م..نحالفا ثم طمعا واختلفا.. هذه المحارق صنعها العسكر ولم. يطرف لهم. جفن الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها هذه فتنةستقضي على الأخضر واليابس إذا لم يتعقل القادة.. هذا الطور الأخير لحكم العسكر الذي امتد منذ إنقلاب عبود ١٩٥٨م وإلى يومنا هذا. لابد أن تضع هذه الحرب العبثية أوزارها. المجتمع الدول والعربي لابد أن يتدخل لوقف نزف الدم والدمار ، القوى السياسية(قحت) يجب أن تراجع حساباتها العسكر لن يسلموا السلطة عن طريق الإطاري أو غيره.. الإطاري كان أكبر أكذوبة حرقه العسكر برصاصهم القاتل . من يدعي بأنه حريص لتسليم السلطة للمدنيين فهو كاذب لقد شارك البرهان وحميدتي. والجبهة الثورية. في اسقاط وضرب حكومة حمدوك المدنية.. وذاك أكبر دليل على تشبثهم بالسلطة المطلقة التي ذاقوا عُسيلتها ، فالصراع يدور حولها مغانمها ومباهجها. ونعيمها( سندسها واستبرقها منّها وسلواها) .. الآن حصحص الحق على القوى المدنية المضللة باسم الإطاري أن تفيق من حلمها. وتدرك بأن الحل للنجاح الثورة في العودة للشارع من أجل عودة الجيش لثكناته ليعمل في حقله وهو الدفاع عن الوطن. هذه الحرب تؤكد اهمية الحكم المدني.. المدنيون حينما يختلفون يتحاورون بينما العسكر يتقاتلون، لقد أخفق الطرفان البرهان وحميدتي في حكم السودان منذ ٢٠١٩ ورغم ذلك يصران َيستمران ويتقاتلان..أكبر خطيئة ارتكبها البشير هو تأسيس الدعم السريع وأكبر خطأ أرتكبه البرهان هو ترك الدعم السريع ليتوسع ويتمدد ليكون. جيشًا موازيًا.. قوى الثورة يجب أن ترجع لمنصة التأسيس لازاحة العسكر من الحقل السياسي؛ لخلق واقع سياسي جديد يتم بمقتضاه تكوين حكومة مدنية تصفى آثار العسكر وتحقق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق