ثقافة وفن

مدينة “الحفرة” بوابة الصحراء

أمينة بيمسوكن

كلميم أو بوابة الصحراء وادنون أطلق عليها الراحل الحسن الثاني إسم بوابة الصحراء في شهر فبراير سنة 1981، وهي مدينة تقع جنوب مدينة أكادير، تقدر مساحتها بحوالي ثلاثين كيلومترا مربعا و يبلغ عدد ساكنتها أزيد من مئة ألفا نسمة
و تتميز مدينة كلميم او كْليمِيمْ باللهجة الحسانية بطبيعتها الصحراوية و بمناخ شبه صحراوي، ذلك راجع لموقعها الجغرافي باعتبارها منطقة عازلة بين الصحراء
و سوس، تعتبر هذه المنطقة شاهدة على تنوع ثقافي و تاريخي فريد، من خلال تراثها العريق، سواء الحساني منه أو الأمازيغي، كما تحافظ على ارتباطها الوثيق بعاداتها و تقاليدها، فالمنطقة تتميز بالرقص والتجارة و كذلك من أشهرأطباقها خبز “مبورة ” و هو خبز تقليدي يتم تحضيره بدون الملح والخميرة، إذ يخبز و يطهى فوق الرمال و يرفق مع كافة الأطباق الرئيسية بالمنطقة، أما فيما يتعلق بالحلويات فالصحراويون مغرمون كثيرا “بالزريك” و هو مشروب يصنع من حليب الإبل الممزوج بالماء و السكر.
ظهرت الحياة في كلميم مند العصور القديمة فسكنتها العديد من القبائل الذين انقسموا إلى فئتين و هما الرحل: المعرفون بإسم حسانية و القرويون الذين ينتمون للقبائل الأمازيغية، و اعتبرت كذلك عاصمة قبائل التكنة الحسانية و الأمازيغية ” أيت موسى وعلي ـ أيت اوسى ـ أزوافيض ـ أيت حماد ـ تركز ـ أولاد بوعشرة ـ أيت بوهو و كذلك الركيبات ـ إد براهيم ـ أيت بعمران ـ ال شيخ ماء العينين ـ أولاد دليم ـ أولاد بوسبع ـ أولاد تيدرارين ـ فيلالة ـ أزركين ـ أولاد بوعيدة- أيت ياسين ـ أهل إكيسل “.

وقد كانت بهذه المدينة ساكنة يهودية مند فجر التاريخ يتعايشون مع ساكنتها في ودٍ و تآخٍ و عرفت المدينة إزدهارا كبيرا في النصف الثاني من القرن العشرين مند أن أصبحت مقر عمالة إقليم كلميم الذي أحدث سنة 1979 و أصبحت الأن تضاهي المدن الكبرى من حيث العمارة و كثافة السكان و المشاريع المنجزة بها .

تحتوي مدينة كلميم ” الحفرة ” على عدد من المناطق و الآثار التي تعتبر لها تآثيرا كبير لجدب السياح لهذه المنطقة، ناهيك عن كونها اعتبرت من أهم أسواق الإبل في غرب الصحراء الكبرى حيث تقوم بتنظيم مهرجان الجمال في أواخر يوليوز
من كل سنة و في هذا المهرجان و لمدة أسبوع كامل يقام عدد من المسابقات بين الجمال فيتم عرضه أمام الناس لذلك يعتبر من المهرجانات التي تهدف إلى تنشيط السياحة بالمدينة ، و تتميز أيضا بوحات النخيل المنتشرة بكل من أسريرـ تغمرت ـ فاصك – تغجيجت و إفران الاطلس الصغير بخضرتها الفاتنة و ينابيع مياهها و جداولها التي تخترقها وتعطي للزائر متعة لا متناهية بمناظرها الجدابة كما تمثل فضاء و مجالا حيويا لتنمية السياحة القروية و البيئية عبر تنظيم جولات سياحية على متن الإبل أو الدواب، لا ننسى أيضا ذكر أشهر و أقدم سوق المعروف بسوق “أمحيريش ”
والذي تنتشر فيه العديد من الحرف و الصناعات الصحراوية التي يقوم الحرفيون بعرضها أمام الناس و السياح الذين يقومون بزيارة المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق