الفن التشكيليّثقافة وفن

“المبورنية” بين العالمية والتجديد

زكى المبورن

د. محمد بدوي مصطفى

ولد الفنان زكى احمد على المبورن بجزيرة أرتل بمنطقة تقع جنوب مدينة أبو حمد (السودان)، وتلقى دراسته في مدينة امدرمان، ربك، كوستي ثم القطينة فالخرطوم. تخرج من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم التصميم الإيضاحي في عام 1982 بدرجة البكالوريوس ثم الماجستير من جامعة كاسل في المانيا في عام 1993 وكان قد حصل على منحة دراسيّة من مؤسسة فريدريش أيبرت لحماية المتوفقين. لزكى مرسم خاص فى موقع مرموق فى كاسل منذ العام 1994 ومنذ ذلك الحين اقام ما يربو على المائتين معرض فى العديد من الدول.

حصل زكى على العديد من الجوائز اهمها جائزة مؤسسة زيبل وال يو بى كا والفولكس واجن الفنية بالإضافة لجائزة الامخ والملتقى لاتحاد الفنانين القطرين وجوائز وتكريم الجمعية العمانية للفنون التشكيلية والديوان السلطاني. شارك عدة مرات في تنظيم معرض درب الحرير العالمي بمدينة شيان الصينية بالإضافة إلى ذلك عمل زكى كمدير تنفيذي لتركيب متحف الاسترو ببرج الساعة بمكة كما شارك في تصميم ميترو الرياض. زكى ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻭﻟﻪ ابنان، ﻧﻮﺡ ﻭ ﻳﻌﻘﻮﺏ. يعيش الآن مع أسرته الجميلة بمدينة كاسل (ألمانيا).

أرسلت له ذات يوم رسالة عندما شاهدت عن كثب أعماله الفنيّة المتباينة، دونكم إيّاها:

صباح خَيِّر بعبق زهيرات أجراس مايو (التي عرفتنّي إيّاه سيدة صباح اليوم عندما كنت أروّض الروح بالغابة) – ما أجملها وما أحلى عبقها الفوّاح. أرسلها لكم حسّا وذوق!

لك الشكر أجزله والثناء أكمله على ارسال هذه التحف الفنية التي أقف أمامها حبًّا وإجلالاً متنقلا تارة في رحاب الدنيا المنبثقة في قسمات الخلق بمكة المكرّمة وتارة بين قرانا القابعة ونفحات قرى الشرق التي استوحيتموها من “صفحات مجلة الإشتيرن”. حقيقة أعجبني مزج الألوان وتجسيم الموضوعات وتنوعها فضلا عن أصالتها في تأريخ الحاضر، لقد نجحت أخي أن تطوعتها أنت برشتكم “المبورنيّة” الخلّاقة لتكون كل لوحة منها سفرة “وابتحار” في عالم آخر، يستوحي ويشحذ فينا روح التأمل ويبث في الأعماق أنفاس الخلوة والخشوع إلى جمال الخلق والمخلوقات. بديع ومتعدد يا مولاي.

قرأت المقدمة وتنقلت بين دفّة هذا العمل المتقن وكانت سعادتي كبيرة لا سيما وأن ابن من أبناء الوطن الأبرار قد سلك طريقه في مجال وعر لا يلوي على شيء إلا ويجتاح آفاق الجمال والكمال والنجاح بجدارة وذكاء وحرفيّة فائقة.

يا خسارة أنني لم أعرفكم من قبل، لكنت صغت المقدمة العربية بإتقان لغويّ وسحر تشكيليّ متواضع يليق بمقام هذه التحف الفنيّة الفريدة. لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، كما يقولون، تأتي الرّياح بما لا يشتهي السَّفِنُ (القبطان).

سوف أسعى ما استطعت أن أكتب مقالا في الأسبوع القادم استوحي فيه من عصارة ألوان القزح وماسكات الخيال التي خلقتها ريشتكم أخي الفنان.

لك مني وللأسرة فائق الود – ودم في هناء وسؤدد. / أخوكم المحبّ … أبو طارق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق