سلايدرسياسة

رقصة السامبا

بين عبد الله حمدوك … وإسحق فضل الله!

تقرير أعدَّه : بدر الدين العتاق

ما هي التناقضات بين التأييد لدخول قوات أُممية السودان وبين معارضيها؟ كيف هي ردة الشعب السوداني لطلب حمدوك للتدخل الأُممي تحت البند السادس؟ ماذا أرادت الحكومة الانتقالية من ذلك الطلب؟ أين هم الإسلاميون والإنقاذ يون من مجريات الأمور؟ هل سيكون مصير السودان كمصير العراق عندما غزت ” مونسانتو ” العراق أم بورندي؟ ماذا قال حمدوك مبرراً طلبه؟ وبماذا يرد الصحافي الإسلامي الناشط: إسحق فضل الله على جملة المعطيات؟ نقرأ التقرير التالي عن جملة ما جاء فيه من تساؤلات لنرى الحقيقة.

قالت الناشطة الحقوقية والمحاضِرة الأكاديمية / داليا وصفي، في تقرير مصور بقناة ” أميركا والدول المتقدمة ” يوتيوب، عن الأوامر الـــــــ 100 لبول برايمر مندوب الولايات المتحدة الأميركية للعراق إبَّان غزوها 2003 م:

قالت: ‭{‬نتحدث في مجال الزراعة في العراق فيما يخص البذور قبل 2003 م، كان لديهم نظام بذور مركزي قام بتطوير أنواع متعددة من كل أنواع القمح المعروفة اليوم، قام الفلاحون العراقيون بذلك عن طريق حفظ البذور ومشاركتها مع الآخرين وإعادة زراعتها مرات ومرات، ولقد تم تدمير هذا النظام بعد 2003 بمؤسسات البحث العلمي والتطوير الخاصة بالبذور العراقية وإفسادها بشكل ضخم تحت العقوبات الدولية والنهب، كان لديهم بنك للبذور فيه بذور تعود لآلاف السنين للمزارعين الأوائل في هذا المكان ولقد انتهى كل هذا‭}‬.

وأضافت الحقوقية داليا وصفي: ‭{‬الإمكانية الحالية تدعم 5 % فقط من طاقة البذور وذلك في دراسة 2005 وحينما جاء بول بريمر إلى العراق بخطة الــــ 100 أمر ومن ضمن الأوامر التي أصدرها بريمر أنه لا يحق لأي حكومة منتخبة أن تخزن أو تستعمل نظام البذور ما بعد الغزو وهذه هي الديمقراطية في كتاب أحدهم لا التي عرفناها في القاموس‭}‬

وتعلق قائلة: ‭{‬على أي حال فإن القرار 81 مهم لأنَّه أثَّر على الزراعة في العراق. واتحذ القرار اسما قانونياً هو ” براءة الاختراعات والتصميم الصناعي وسرية المعلومات والدوائر المتكاملة وتنوع المحاصيل ” ينص القرار 81 أن المزارعين محظور عليهم استخدام أنواع البذور المحمية المذكورة في الفقرات من 1 و2 من الفقرة سي من مادة 14.. الخ‭}‬.

وفي ذات السياق تقول: ‭{‬العلاقة أنَّ القرار ينص على أنَّ المزارع العراقي غير مسموح له بحفظ البذور ولا مشاركتها مع غيره ولا إعادة زراعتها. إذاً لماذا فعل بول بريمر هذا؟‭}‬.

وتجيب: ‭{‬دعوني في البداية أحكي لكم قليلاً عن مونسانتو. مونسانتو لديها بذور مشابهة ، بذور معدلة وراثياً بحيث لا تحمل البذرة حينما تنتج بذرة جديدة بداخلها فلا يمكن إعادة زراعتها وهو ما يرغم المزارعين على الاعتماد على الشركات لمدهم بالبذور كل عام لزراعتها ، شركات مثل ” مونسانتو ” و ” دو ” الكيماوية ” كارجل ” لديهم جميعاً مصلحة هنا لأنهم الشركات الوحيدة التي تمتلك هذه البذور أو تمتلك الكيماويات المصنعة لها وهذه الشركات أيضاً بحاجة إلى أرض أو معمل تجارب إذا أحببت تسميتها لتجرب عليها أو على شعبها ألعابها الجديدة فتم تعيين مدير الرئيس السابق لشركة كارجل دانييل أرمستوتز كمستشار زراعي في العراق 2003 وهو أيضاً موظف سابق في إدارة الأغذية الأمريكية‭}‬ .

وتعلق على هذه الحادثة: ‭{‬معرفة ذلك أصابني بالصدمة وتعرفت جيداً معنى أن الشركات العابرة للقارات في كل المجالات كالنفط والزراعة ومرتزقة الحروب الأمر كله عبارة عن منافع للشركات هذه هي الشركات تقتات على الأوضاع المأساوية لتروج لمنتجاتها وتحقق مصالحها فتحول العراق إلى معمل تجارب للقمح المعدل وراثياً لقد أعطوا المزارعين العراقيين ستة أنواع فقط من القمح.. ثلاثة منها مخصصة للمعكرونة.. والعراقيون لا يأكلون المعكرونة. تخيل أن أمة تموت من الجوع يتم منحها محاصيل ونصف هذه المحاصيل الغرض منها التصدير ومن الذي سيربح من هذه التجارب.. ليس العراقيون‭}‬.

وعن ازدواجية المعايير بين السودان والعراق تضيف: ‭{‬العراقيون مجرد فئران تجارب في هذه المعادلة وعلى الرغم من نقص الغذاء في العراق بشكل هائل وإعالات الإنذار فإن النظام الغذائي المعمول به منذ 1990 سيتوقف الشهر القادم والفضل في هذا الإنجاز الإنساني يعود للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي هذا يعني إرغام الأمم على الموت جوعاً حتى يكون مصيرهم في أيدي تلك الشركات التي تتجار بهم‭}‬.

ومن ناحية أخرى، وفي ذات السياق لدى مقابلة له في قناة تلفزيون السودان الرسمية تحدث رئيس الوزراء الدكتور / عبد الله حمدوك قائلاً:

‭{‬حقيقة نحن نعيش عصر ” السايبر سبيس وعصر توفر المعلومة في مناخ، مناخ الحرية والشفافية والتواصل، تظل هنالك دائماً تحديات في أنك تفصل ما بين الإشاعة والخبر الأكيد والخبر الصحيح لكن نحن متأكدين تماماً أن شعبنا محصن وواعي تماماً بالأخبار ذات الغرض والقصد بها النيل من هذه الثورة العظيمة‭}‬.

وعن القوات الأممية يقول: ‭{‬الأمم المتحدة موجودة في السودان نحو أكثر من عشرة سنين والسودان يُدار من الأمم المتحدة، وما فعلناه نحن أخرجنا السودان من الفصل السابع إلى الفصل السادس الذي يتيح للدولة السودانية أن تطلب من الأمم المتحدة ما يمكن أن تعمله في السودان بإرادة السودانيين وليس بإملاء من الأمم المتحدة‭}‬.

ويستنكر حرية الرأي الآخر فيقول : ‭{‬ هي مسألة غريبة أن نسمع أن نحن وضعنا السودان تحت الوصايا ، السودان اليوم تحت الوصايا من الأمم المتحدة ونحن حاولنا أن نخرجه من أن ينقل من الفصل السابع إلى الفصل السادس ، الفصل السادس يتيح لنا أن نتعامل بقضايا متعلقة بالخبراء ليس فيها وجود عسكري كله في مجالات نحن نريدها ، فبالتالي موضوع دخول الأمم المتحدة في الفصل السابع وتخرج من دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان من كل البلد لأن فيها قضايا انتقال مرتبطة مثلاً نحن نريد الأمم المتحدة أن تساعدنا بتجارب في مناطق أخرى بقضايا متعلقة بالمؤتمر القومي الدستوري ‭}‬ .

وعن الاستعداد لانتخابات مبكرة يضيف: ‭{‬الانتخابات هي أكثر عملية ممكن أن تديرها الدولة خارج إطار الحروب من ناحية تشييد وتكلفة فدخول الأمم المتحدة يمكن أن تساهم في هذه المسألة لذلك نحن طلبنا الأمم المتحدة أن تساعدنا في قضايا الانتقال‭}‬.

وعن مفاوضات جوبا للسلام يقول: ‭{‬قضايا السلام بكل الأجندات بدأ من الباب الذي في معسكرات النزوح ومعسكرات اللاجئين هذا مجال ضخم جداً تحتاج فيه أنت لقوات وإمكانيات الأمم المتحدة ممكن أن تساعدنا فيه لذلك نحن طلبنا من الأمم المتحدة أن تأتي إلينا وتساعدنا في الفصل السادس والذي هو يتوافق معنا نحن، نحن الذين نملي عليهم وليس العكس‭}‬.            

وعلى صعيد مختلف عن رؤية رئيس الوزراء/ عبد الله حمدوك، يتساءل الناشط السياسي الإسلامي والصحافي الأشهر، إسحق فضل الله، فيقول:

‭{‬هل تظن أن ما يأتي بالقوات الدولية هو شرعية.. أو عدم شرعية… قحت؟ الحكاية كلها هي أنَّ التهام السودان مشروع يستخدم كل من هو مستعد للبيع … ويحمل كراهية كاملة للسودان.. وللناس كافة…‭}‬.

ويواصل تعليقه على مجمل التقريرين السابقين: ‭{‬والمشروع يبدأ بضرب الجهة الوحيدة التي ظلت تمنع هذا وتقاتل، والمشروع كل ما يتغطى به من قوانين و دستور وإجراءات هى نوع من أوراق الأدبخانات يمسح بها أهل المشروع أقذارهم بعد استخدامها‭}‬ .

وعن القوات الدولية تحديداً يتساءل: ‭{‬وقل لي أنت… ما الذي يجعلهم يحترمون أي شيء؟‭}‬.

ويجيب على نفسه ضمناً وصراحة فيقول: ‭{‬لا شيء‭}‬.

ويضيف مستنكراً: ‭{‬إذاً! إذاً قحت تظل تدوخ الناس لأن الناس / تحت البله الأبله / يظلون يستغربون.. ويندهشون.. ويصرخون.. لمجرد أنهم لا يعرفون (حقيقة) الأمر‭}‬.

  وفي ذات الوقت يعلن عن هذه الحقيقة فيقول: ‭{‬الحقيقة التي هي وحيدة.. والتي هي كاملة… والتي هي عاجلة، والتي هي: تقسيم السودان‭}‬.

ويقارب أوامر برايمر العراق الـــــــ 100 أمر وشركة مونسانتو فيعلق: ‭{‬وهذا يتم الآن والتي هي تدمير اقتصادي لا يبقى على شيء…. وهذا يتم الآن‭}‬.

وعن جملة تصريحات رئيس الوزراء يقول: ‭{‬والتي هي … صناعة عقول عمياء … صماء… بكماء.. لا تعلم لماذا يجرى ما يجرى وتقول لي دستور … و. وثيقة؟‭}‬   

ويرى مراقبون بأنَّ التظاهرات التي خرجت يوم الأربعاء الماضي (10 / 6 / 202 م) هي بمثابة رسالة للجيش وللحكومة من الإسلاميين والإنقاذين باستلام السلطة، فهل ستبقى حكومة ” قحت ” أمام المد الثوري الإسلامي أم ” تسقط بس „؟ ومن سيرقص رقصة السامبا آخر الأمر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق