ثقافة وفن

أنابيش المدائن

محمد المنتصر حديد السراج

هذه قراءات تفاعلية مع ما يكتب فى (المدائن)، وهى أنابيش فى بعض الأفكار التى ترد فى بعض المقالات.

وقد أتحفنا بروف عبدالله التوم خلال الأعداد السابقة بالكتابة عن الجيش السودانى وقوميته وتفكيكه ثم عن الثورة السودانية ونظريات الثورة فى العالم.

و فى الأنبوشة الأولى.. من المعلوم أن من أوليات تكوين الدول وقوتها أن تكون لها جيوش قوية تحميها بكل أبعاد الحماية. ويعضد القوة العسكرية الحربية بقية القوى المساندة من المجتمع والاقتصاد والثقافة ويتبلور كل ذلك فى الأداء السياسى فى البعدين الإستراتيجى والتكتيكى المرحلى.

والجيش السودانى ليس بدعا بين الجيوش فهو يمثل كل أطياف ومكونات المجتمع السودانى(المتصالحة) منذ تاريخ قديم وحتى الآن، وصحيح جدا أن كثير من الإخفاقات القيادية السياسية فى مجالات معلومة كالتنمية والمشاركة والعدالة والسلام والحرية، أنبتت حركات مناهضة ومواجهة مع مركز الدولة ثم تطور ذلك الى تمردات مسلحة، ذهب بعضها بتقرير المصير الى الانفصال وتكوين دولة جديدة.

والآن تسعى الدولة- بكل ما تعانيه- الى السلام والإتفاق على أسس تضمن هذا السلام واستدامته، ولكن يبقى التساؤل هل يدعو ذلك بالضرورة الى تفكيك الجيش وإعادة تكوينه من جديد وعلى أى مثال يتم ذلك أم لا ضرورة لوجود الجيش،واعتماد مثال (سويسرا)لتطبيقه فى السودان!

الأنبوشة الثانية…عن الثورة السودانية ونظريات الثورة فى العالم، مرورا بثورتى اكتوبر ورجب أبريل قياسا على الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية والثورة البلشفية الى آخر الثورات والتى لن تتوقف مادام هناك ظلم واستبداد واستحمار على نطاق العالم. ومن المعلوم أن أى ثورة بأفكارها وأشخاصها وأشيائها إن لم تكن متسقة مع ظروف زمانها ومكانها وتحمل من المبادئ ضد الظلم والاستبداد والإستعباد وإعلاء قيم الحرية والعدالة والسلام بدءا من غمار الناس ثم صعدا الى اعلى، مثل هذه الثورة مكتوب عليها الفشل الذريع،لماذا لأنها ككيان طبيعى بشرى تحمل فى طياتها جينات مضادة لها ما تلبث أن تستفحل كالسرطان فتقعد بالثورة بعد أن كانت لماعة البريق.

ونسأل الله لبلادنا الحرية والعدل والسلام، والنماء المتكامل والمستدام فى كل الربوع.

ونلتقى فى أنابيش أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق