ثقافة وفنشعر

أصاب القلب سهم

الشاعر محمد خالد نصره

ساقته الصدفة لزيارة دار المسنين، تعرف على بعضهم، نشأت علاقة وجدانية جمعته ببعضهم، أحس بآلام الشيخوخة التي أنهكتهم، و شعور الوحدة التي آلمتهم، تملأ جنباتهم برودة المشاعر والأحاسيس والدفء العائلي، تخلى أبناؤهم عنهم، لتتولى الدار رعايتهم يعيشون لحظات انتظار من يزورهم من أولادهم دون جدوى ولسان حال كلٌ منهم كما أحسها الشاعر يقول :

أصـابَ الـقـلـبَ ســـهمُ بـنِيَّ سُـــنَّا

فـَأدْمى بـالـقـَنـَـا قـَلـْبـــاً و جـفـنـــا

ضَوَى ليلي ، و عَـزَّ فيه رقـــادي

وأرخى الحزنَ من حولي و أدْنى

ملأتُ لهم شـغـافَ الـقـلـبِ حـُبــَّاً

وكـنـتُ لهم عـلى الأيــام مـَتـْنـــا

ومِنْ عَـرَقي ودمعي كنتُ أُنْـدِي

لـِيـُنـْبـِتَ عودُهم فرعاً و غصنـا

وَقـَدْ أعْدَدْتـُهـم لـلـدهـر عـونــــاً

فـلـم ألـقى لـِمـَا ذَخَّــرْتُ وزنـــا

فَعَاجَلَني حُـطـامُ الـحـلـم عــَدْواً

وكــم نـاشـــَدْتــُهُ لــولا تـــَأنَّـى

تـُعَـاقُـرني الهمومُ بـِلـَيـْلِ حزني

وأغْدو الصبحَ والأحداقُ وَسْنَى

فـأمـضي لـلـنـهـار أمـُدُّ كـَفــــَّاً

ولا أَنـْفــــَكُّ لـلآلام رَهــْنـــــَاً

نَسَجْتُ من القوافي طَوْدَ حُزْني

ومِـن زَفـَرَاتـه نـَظـْمـَاً مـُغـَنّـَى

أُجاهـدُ كَيْ أُداري بُؤْسَ نفـسي

وأُخْفي عن عيون الناس شـأنا

وآمُـلُ من غـدي بُشـْرَى بِأُنْسٍ

يَـعُـودُ عَلَيَّ ما أَمـَّلـْتُ حُسـْنـَا

وأدعـو الله أنْ يـرفـع بــلائي

وإنِّي أُحْسـِنُ الـرحـمـنَ ظـَنـَّا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق