سياسة

المعلقات الثمان …

وليد دبلوك

تعليق اول:

ونخوض – ولو كنا متأخرين – في شأننا السياسي واتناول حديث الدكتور عبدالله حمدوك الذي القاه قبل ايام خلت وأوكد ان هذ الخطاب بعد اطلاعي عليه لفظا ونصا، مرات ومرات، ابحث فيه عما يريد ان يوصله إلينا دكتور حمدوك بشكل واضح، او بشكل ضمني، وانا استمتع للغاية بالتنقيب والتدقيق في هكذا امور، ووصلت لقناعة بان هذا الخطاب يعد من اجمل وابلغ ما فاه به الدكتور من فيهه، منذ ان وطأ ارض السودان وهو رئيسا للوزراء ..

   خطاب نستبين منه اول ما نستبين استعادة الهيبة للخطابات الرئاسية، وخلوها من الوعود الكاذبة، وبعض العنتريات، وشيء من سفه القول وخطل العقل ..

   ان حمدوك كان واضحا وصريحا في خطابه، ويدرك ويعي مافي الشارع بل ويعيشه، لذا علم وسمع بما يوصف به من ضعف في حديث العوام، وان لا يملك القدرة على المواجهة، وانه في برج عاجي، ويرتدي نظارة وردية، وكل ما يقال عنه هو يدركه جيدا، واجاب على كل هذه الانتقادات بدبلوماسية رفيعة ولغة سلسة، وفوق ذلك بصدر رحب، ووضح ان طريق المواجهة لن يوصل إلا الى حيث يريد أعداء الثورة، وان سلوك الطريق الاخر سيوصل الى نتائج افضل وان كان المسير فيه طويلا، ولكنه الافضل والاوفق، وهذا تفسير عبارته (هناك ضوء في آخر النفق)  .. وامعانا  في التحليل الضوء هو في نهاية النفق، وعبارة النفق انسب وصفا للحالة الراهنة وهي تعني المسير في مضيق ضيق جدا مظلم دخلنا فيه بسبب سياسات حكومة سابقة غير راشدة في فكرها، منصرفة لأجندات واهداف خاصة ادخلت البلاد في هذا النفق المظلم، واحاطتنا بالانعزال عن العالم، بل ووضعتنا في قائمة تجلب لنا وطنا ومواطنين الكثير من المتاعب والعار، اقله النظر إلينا بعين الريبة والشك عندما نقدم جوازاتنا في شتى مطارات العالم لأننا مدرجين في قائمة الارهاب، البؤس السودان وخيبة رجائه، وطن اشتهر بنوه بالسماحة والاخلاق الحميدة والطبع المسالم، يتم ادراجه في اسوأ قائمة دولية على الاطلاق لنكون مجاورين لدول مثل كوريا الشمالية، ويا ليت كان حالنا مثل حال كوريا الشمالية على اقله نملك مقومات وقوة تجعلنا نتحدى العالم اجمعه، ولكننا لا نملك اي شيء لنواجه به العالم جله، فعلام التحدي وانت لا تملك شيء، وعلى قول المثل ( القادر ماتقادرو) فماذا كان يملك القوم ليتحدوا العالم وهم يتجادلون اياما لتحديد كنه الشيء الذي دمر مصنع الشفاء، اهو صاروخ ام طائرة ! …

ولنكن صريحين، بالنسبة لمن يشدهم الحنين للماضي الممحوق بسبب رخص اسعار الخبز والوقود وخلافه، نقول اننا كنا ناكل على حساب ابنائنا واحفادنا، كان النظام السابق يستدين من هنا ومن هناك ليشتري كل شئ بسعره الحقيقي ليوفره لنا باقل من سعره، وهذا الفرق بين السعرين سيكون دينا علينا وعلي الاجيال اللاحقة  ولهم ايضا طرق اخرى ليوفروا لنا الضروريات باقل من سعرها الحقيقي كأن يلجأوا لبيع مؤسسات ناجحة، وعقارات ومشاريع منتجة، واراض خصبة   وغير ذلك مما تقع عليه عينهم فيعملون فيه تفكيكا وبيعا ولو باقل من سعره، حتى يوفروا لنا خبزا ووقودا، وبعض او كثير من الريع يذهب الى حساباتهم الشخصية، بينما يظل فرق السعرين لما اكلناه واحرقناه هو عبء على ظهورنا وابنائنا واحفادنا وربما احفاد الاحفاد لان الدين كبير ويكبر يوما بعد يوم ولا يضيرهم شيء لان الدين مسجل باسم السودان لا بأسمائهم، وقد بلغ بهم الحال ان ضاقت عليهم الارض بما رحبت عندما بدأ سادتهم من يافعي المحاور المختلفة في الامتناع عن وهب العطايا والصدقات، فظهرت الصفوف، وتعاظم الغلاء، وعمت الندرة، وانتهج التجار نهج تخزين السلع لعدم استيعابهم لمألات الاوضاع، وكانت الخمس رغيفات بجنية من قبل ثم ثلاث بجنيه ثم اثنتين بجنيه ثم واحدة بجنيه، ووصلنا نقطة التلاشي ثم الاتجاه العكسي فصارت الرغيفة بجنيهن، ثم الرغيفة بثلاث جنيهات، وثارت عطبرة ومن ثم انتشر الغضب ليعم القرى والحضر، ويبدأ مخاض عسير نزف دما كريم، ليعلن ميلاد عهد جديد، في ثورة سلمية اذهلت حتى اعداءها .. ولو قدر للنظام السابق الحياة اشهر اخرى لبلغ سعر الرغيفة عشر، وثم عشرين وللجأوا لرفع الدعم كليا، لأنه هو الحل بعد نفاذ حلولهم الرخيصة المذلة المرتهنة للولاء للمحاور وتنفيذ رغبات السادة لنيل ما يلقونه لهم من عطايا يسارعون بها لدعم الخبز والمحروقات، وباعوا كل ما يمكن بيعه، حتى الميادين في الاحياء لم تسلم من اطماعهم، وترددت العبارة الشهيرة (كل الحتات باعوها) كدليل منهم عليهم .. وانتهجوا سياسة رفع الدعم بطريقة الصدمة، في اخريات ايامهم، على عهد وزارة معتز موسى والذي لقب بمعتز صدمة نسبة لسياسة رفع الدعم التي انه لا مناص من الاقتناع بها، ولم تجد نفعا لان الحال بلغ مبلغا غير محتمل، وضاقت المعيشة وندر الخبز والوقود لانه لم يعد من شيء يباع، او كريم يعطي بيمناه، فثار الشباب واقتلع النظام بثورة مدهشة بالغ عنفوانها ارتقاء ارواح طاهرة ذكية فداء للوطن ولحياة كريمة حرة …

     ومن اجمل ما افرزته الثورة هو تنامي ذلك الوعي السياسي بين الشباب، انها لعمري لثورة عظيمة، تلك التي تدك الظلم، وتقتلع النظام، وتولد الوعي في عقول الشباب ليأكدوا انهم ما ثاروا من أجل الخبز والمحروقات وحدها، وانما ثاروا لأجل الكرامة والحرية والانعتاق من الزل والمهانة التي ارتهنوا إليها ثلاثون عاما، وهذا يفسر لماذا لم ينزل الشباب الى الشارع لاقتلاع حمدوك وحكومته وإن كانوا على ذلك لو ارادوا لقادرين، والجواب لانهم يعلمون ان حمدوك يعمل لأجل الوطن بصدق وتفاني، ونزاهة وامانة، ولأنهم يعلمون انهم لو فرطوا في حريتهم فلن ينالوها إلا بدماء اخرى، وتلك الحرية يتنعم بها الان ذات الخصوم، وذلك درس لهم ليعلموا الفرق بين نظامهم وهذا النظام . الحرية التي لو كنت لم تفقدها انت عزيزي القارئ، فقد فقدها غيرك ممن ذاقوا ويلات بيوت الاشباح والتعذيب والقتل والسحل، فارتقى شهيد من ارتقي، وفقد العقل من فقد، واختفى غيرهم ولايعلم لهم مكان ..    خطاب حمدوك أشار الى هذه الحرية كأحد مكتسبات الثورة وقد صدق .. وايضا لم  يثور الشباب ضد حمدوك لانهم يدركون في قرارة انفسهم انه الاجدر والاحق للعبور بالوطن الى بر الامان، ويعلمون ايضا ان هناك تعقيدات سياسية وامنية، واياد وقوى تقف حجر عثرة في طريق حمدوك وتضع له العراقيل الواحدة تلو الاخرى بغية تعطيله عن تحقيق آمال الشعب في انانية بغيضة وحسد اعمى وقلب سقيم لايهمهم الوطن وانما ذاتهم واهدافهم وخوفهم من عقاب سيطالهم ولو طال الزمن، ودونهم قادة الصرب الذين طالتهم العدالة الدولية بعد سنوات طوال، ولقوا جزائهم الذي يستحقوه، وعلى ذات المنحى سيخضعون لأقدارهم المحتومة …. وقد أشار السيد حمدوك اليهم في خطابه بانها اياد عابثة خبيثة تعرقل و تعطل دولاب العمل العام والخاص ..

من اجمل ما احتواه خطاب رئيس الوزراء هو ترتيبه للرؤية العامة للخروج من النفق، ترتيبا متناسقا منطقيا، فوضع السلام ووقف الحرب كأولوية، ثم بعد ذلك فك قيود العزلة الدولية، والخروج من القائمة السوداء، وتنظيف السودان مما علق به من أذى وذل ومهانة جعلتنا نعاني حتى في مطارات العالم من سوء معاملة وصار جوازنا يذل ويهان لأنه اصبح سلعة تباع لمن يدفع، فصار بناء على ذلك رعاع ولصوص وإرهابيي العالم سودانيون، فهل من امتهان للسيادة الوطنية اكبر ذلك ! .. اليوم تغير الحال، وعدنا للعالم بوجه جديد مشرق، وعادت لنا أهليتنا السياسية، وارادتنا الحرة، وعزتنا المفقودة …

ثم عرج رئيس الوزراء بعد ذلك الى كبد الامر،  وتناول الضائقة المعيشية ورفع الدعم عن بعض السلع واستمرار الدعم لسلع الاخرى، وابان ان الامر قاس وهو يحسه ولكن لا مناص من ذلك حتى يبدأ الاقتصاد في التعافي واكد على إيمانه بان الحل يكمن في الانتاج الزراعي والحيواني والصناعي ولكن الانتاج يحتاج لأموال حتى يتم انشاء بنية تحتية لازمة تساعد على النهوض بالإنتاج ، مثل الكهرباء المستقرة، والطرق المعبدة، والمطارات المتعددة، وغير ذلك من انواع البنى التحتية،  ولكن أنى ذلك وقد ورث حمدوك خزينة خاوية، وديون هائلة، لازال السودان بالكاد يسدد الفوائد ناهيك عن الاصول، وليس كل الفوائد ايضا بل بعضها .. كان لابد من التخلص من تلك الاعباء، فتحرك حمدوك شرقا وغربا، واخر مطافه كان مؤتمر باريس الذي استطاع منه ان يضم السودان الى مجموعة الدول المثقلة بالديون HIPC والتي بموجب بعض بنودها نستطيع التخلص من كل او اغلب ديوننا الخارجية ونغلق باب استنزاف مرهق كان السبب فيه هو ان يتم توفير الخبز بجنيه واحد وجالون البنزين بخمسة وعشرون جنيها، ونظن نحن اننا ندفع القيمة الحقيقية والحقيقة هي اننا ندفع تلك القيمة خصما على الحق العام للدولة وللمواطن آنيا وآجلا  ..

  عندما نشتري قطعة الخبز بعشرين جنيها نشعر بأننا نبالغ في سعرها ولكن الحقيقة هي ان هذا السعر هو سعرها الحقيقي، ولكن عملتنا الضعيفة المنهارة هي السبب، وكلما اشتد عود جنيهنا سينخفض سعر قطعة الخبز الى ان تبلغ السعر الحقيقي بمقياس العملة الوطنية   فينخفض السعر بالجنيه شيئا فشيئا حتى يبلغ سعر قطعة الخبز جنيها واحدا   وقد يشتري الجنية الواحد عشر قطعات من الخبز لأنه ساعتئذ يكون جنيهنا استعاد عافيته واصبح يزاحم عملات المقدمة في التصنيف العالمي لسعر الصرف .. وليس تلكم الاماني بأحلام، فقد كان ذلك واقعا عشناه وحضرناه، ومتى ما تعافى الاقتصاد سيقوى عود جنيهنا ليعود كما كان او اقوى مما قد كان …

  والمح حمدوك بان قوته هو يستمدها من الثورة وشبابها، وليس من البنادق وفوهات الدبابات.. وناشد الشباب بان يحموا ثورتهم من الكيد والحقد والمكر وقد اختزل كل ذلك في مفردة التشظي التي تعني الكثير من سوء النوايا وسواد القلوب 

   ان في وحدة الشباب ولجان المقاومة حصن تامين للثورة، وابدى حمدوك إعجابه بوعي الشباب وفطنتهم وهم يدركون ان من بينهم وداخلهم من ليس منهم فرفعوا المتاريس ليكشفوا المتاعيس خائني الوطن وما أقبح من يخون وطنه..

  السيد حمدوك صريحا في طرحه، لا يتحرج من ذكر الحقائق وان كانت مرة، وابان انه مدرك بان رفع الدعم سيعقبه اشتداد الضيق اكثر مما كان عليه، ونوه الى ان المتعارف عليه هو ان استصحاب مصدات اثار الدعم من دعم مادي و اجتماعي، ووجود جمعيات تعاونية،  وغيرها من المعالجات المتعارف عليها اقتصاديا، لابد ان يترافق بالتزامن مع او قبل رفع الدعم، ولكنه استدرك إقرارا بانه ثمة عوائق واشكالات تعيق عمل المصدات بشكل فاعل وبعض هذه العوائق بفعل فاعل وللأسف هم سودانيون .. ولو تم تطبيق تلك المصدات بشكل صحيح دون عوائق وعبث لأدت الى تخفيف تلك الآثار المرهقة بشكل ملموس وواضح، وقد دعا كافة الموطنين الى الى التسجيل في برامج دعم الاسر باعتباره حق مشروع لكل سوداني وليس مقصورا على الفقراء، ويعتبر دكتور البدوي وزير المالية الاسبق هو مهندس هذه السياسات والتي احسب ان مسؤلي اليوم لم يفعلوا شيئت

ا سوى تفعيلها وتنزيلها الى ارض الواقع، وارسل له صوت تقدير من باب رد الحق لأهله، وقد طبقت دول عديدة سياسة رفع الدعم متلازما مع مصدات اثار رفع الدعم، ونجحت في العبور باقتصاداتها الى البر الآمن مثل مصر وغانا والبرازيل وغيرها من الدول التي من المؤكد انه لم يكن ظرفها السياسي بالغ التعقيد مثلما هو موجود لدينا، ان تطبيق سياسة مثل هذه في ظل تجاذبات سياسية حادة وانقسام السلطة بين مكونين مدني والاخر عسكري ولكل رؤية واتجاه مغاير للآخر، ووجود مؤثر جديد له دوره مثل الجبهة الثورية وهي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام بجوبا، والتي قطعا لها هي الاخرى رؤية قد تكون غير متطابقة مع الرؤية العامة، وايضا طائر اخر يغرد داخل نفس السرب ولكنه قد يغرد بلحن غير متجانس والبقية وله وزنه وثقله العسكري والسياسي وهو الدعم السريع، والذي هو بذاته وفي ذاته معادلة معقدة للغاية،  ويعد قائد الدعم السريع الرجل الثاني في الدولة ونائب رئيس مجلس السيادة وله مناصب اخرى … وايضا وجود احزاب سياسية غير متفقة البتة على رؤية وطنية موحدة، وانما يتجاذبون الحبل وفق المصالح الذاتية لأحزابهم، ولا ضير في شئ من الكيد والخبث السياسي لطالما يحقق الاهواء والاطماع، والكل يرى ويهدف الى مكاسب فقط من كيكة السلطة ولاياتي الوطن إلا في مراتب لاحقة او قد لا يأتي مطلقا … ومن بين هذا وذاك توجد قوى اخرى تتمثل في بقايا النظام السابق الذين لم يرسخ في اذهانهم بعد ان مشروعهم قد فشل، وان نظامهم قد قبر، وتراودهم الاحلام بالعودة، ويسعون لذلك مستغلين مناخ الحريات الذي وفرته الثورة للتحرك والتخطيط لعرقلة الحكومة الحالية ربما تأتي لهم الاقدار بنظامهم المقبور مرة اخرى، او نظام اخر يتوافق وفكرهم علهم ينجون من العقاب ويعودوا من جديد للمشهد ولو بثوب جديد حتى ولو كان يساريا محض لطالما يلبي حاجتهم .. ولا عزاء للوطن من بين كل هذه الخلطة السياسية الفريدة من نوعها،، ومن بين كل هذا التنوع المناخي للحالة السودانية الراهنة يطل حمدوك ليقود الامور نحو مصالح الوطن، وهنا يكمن الفرق الذي يجعلني اخرج من سياق الموضوع واعود اليه مجددا، الفرق يا سادتي هو الوطنية … الوطنية الي يتحلى بها حمدوك لا تخطئها عين ، لم يأت بأجندات خفية او ما شابه، بل كان صادق النوايا الوطنية، والذي يستمع لخطابات حمدوك على قلتها يلاحظ تكرار عبارة الوطن والسودان كثيرا لأنه اتى للوطن ولم يكن محتاجا لمنصب هو اشبه بصفيح ساخن، او كان مرغما على حل معادلة سياسية معطياتها معقدة ومتقاطعة ..

  أثبت حمدوك انه سياسي من الطراز الرفيع، والتزم الصمت إزاء النقد والذي يصل مرحلة إيلام النفس وتحمل في سماحة كل شيء مفسحا المجال للأفعال تترافع عن الاقوال، شاهدة على الحال، مرافعة تجلب الحكم العدل على شخصية الرجل الذي اؤكد انه سيخلد في صفحات التاريخ السوداني كأحد الشخصيات السودانية التي تصدت للواجب الوطني في ظروف لم يجد فيها احد من قبل نفسه فيها ..

  وابرز بعض عضلاته السياسية في خطابه اذ قال انهم لن يتوانوا في حسم كل ما يستحق الحسم والتصدي بقوة لكل محاولات العبث السياسي الذي يمارسه عديمو الوطنية ..

  ان خطاب السيد حمدوك للمتأني والناظر بعمق يجد فيه الداء والدواء، ولكن اهل المريض لا يريدون له التعافي على الاطلاق.

   أسرني الخطاب بجماله ومنطقة ووفاءه بكل شيء وتسلسله المرتب وتشخيصه السليم. ولو عقل القوم واجمعوا على رؤية واحدة هي الوطن وآخذين بالخطاب كخريطة لهم، لخرج السودان في بضعة أشهر مما هو فيه الان …

    وفي ظني انه من اروع الخطابات السياسية،

  .. والقارئ للتاريخ يعلم ان العرب قديما كانت تفخر وتتباهى بالفصاحة والبلاغة والبيان ونظم الشعر الفصيح، ومن تلك المباهاة والافتخار كانوا يعلقون الاشعار على جدار الكعبة الشريفة وكانت تكتب بماء الذهب تشريفا للبلاغة والفصاحة والبيان، حتى بلغت المعلقات سبع معلقات رائعات، ولو سمحوا لي لعلقت هذا الخطاب للسيد حمدوك بجانب معلقاتهم ليصيروا ثمان معلقات …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق