
عاصم البلال الطيب
سياسيو العشعشة
حالة من الارتياح تسود الشارع السوداني القارئ لما وراء الأخبار والأحداث، المحللون الغارقون في محلِيتِنا، لم ولا تلههم الأزمات بين داعم للتفاؤل جراء تفضّل الأسياد الأمريكان برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبين مقلل من أهمية الخطوة تبخيسا ،لازالت عقلية تشجيع هلال مريخ غير الاحترافية معشعشة في أذهان السياسيين حاكمين ومعارضين، البلد منقسمة سياسياً انقساما يتطور للأسوأ، ها هم القحاته لقرار الرفع بطريقتهم يهللون، أما المبخسون ولو بالمعلومات فهم كيزان، خوفنا أن تتبخر فوائد القرار على المديين القريب والبعيد من بحر خلافتنا مخلفةً لنا ملحاً لضغطنا السوداني رافعاً، ليس من معايير لفتح قنوات التحليل استسهالا من القائمين عليها والمنبرين تحليلاً، فتتحلل الأخبار والأحداث جيفة تملأ الشوارع والطرقات، لم يصدقون بعد قرار الرفع خبراً وضالتهم وجدوها في تشريع قانون جاستا الأمريكي لجزاء الإرهاب والإرهابيين بالعدالة والعدالة لديهم كما الجنون أشكال وفنون، فلن يكفوا عن تنسيل التشريعات حفظاً لحقوقهم، علينا ألا نفصّل هذا القانون علي الحالة السودانية كونه قميص عامر أمريكي معلق علي رقاب لا حصر لها َ ولا عداً! ما يعنينا الآن الانصراف للعمل وفتح أبواب جديدة تلج من خلالها أجيال حتى الآن والضياع بلا ذنب وجريرة سيان. ليس لدينا الآن ذريعة يتخذها الامريكان لنلبس قميص عامرهم ولسنا به وحدنا المعنيين، فلِم تبخيس قرار الرفع من قائمة الإرهاب بقانون فضفاض، لسنا وحدنا في عالم اليوم ولا بالأهمية لنكون شغل الامريكان الشاغل، فقوموا لشغلكم.
طلمبة المرا
شهدت قبل أيام مناسبة عقد قران إبن استاذنا الراحل قريباً محمد إسماعيل العمرابي بحي الروضة بأمدرمان، والد العروسة حفظه الله أعزها باحتفائية أنيقة رائعة جامعة وسط احترازات صحية مبهرة ومطمئنة، زمناً لم اشهد مناسبة فرح لامّة، تفاءلت بهذه الزيجة التي يكملها ابن عم العريس زميلنا الإعلامي الألمعي سامر العمرابي بمنزله بكافوري إيماناً بالقضاء والقدر خيراً وشراً وانصرافاَ للحياة َإقبالاَ عليها لا موضع معه لتشاؤم وتخاذل، كان عقداً منحني وكل المدعويين طاقات إيجابية، دلل أهل العروس أن كل شئ ممكناً في زمن الجائحة، مناسبتهم أتخذها رسالة لوالي الخرطوم لفك حظر نشاط صالات الأفراح باشتراطات لاتباع المطلوبات الصحية في خضم الجائحة وبعدها والامراض والاوبئة لن تنقطع ومكافحتها باستمرار الحياة لا تعطيلها، إشاعة الأجواء الإيجابية مهمة بدلا من حالة الانصراف لمتابعة تحليلات من لا يملكون معلومات ويكررون ويجترون ما يطلقه غيرهم لكل مغفل نافع يخدم قضيتهم وأجندتهم، تمام الانشغال بأداء الواجبات يخرجنا من هذه الوضعية القعيدة، وازددت تفاؤلاً وبعد غيبة عبأت وقوداً من محطته مباشرة، لجأت مضطراً وأسفاً للتعامل مع السوق الأسود وقد عز الأبيض والعمر ما عاد يحتمل الصبر في الصفوف ساعات وأحياناَ المبيت ولا أدني خدمات لا بالمحطات ولا الجوار. طلمبة المرا، هكذا ينادونها اسما لمحطة وقود مدعوم ببحري تديرها أو تملكها امرأة أو بالمهمتين تجمع وهذا لا يعنينا، استوقفني إجادتها تجويدها لعملها وخدمتها للجمهور إلا من مناقص سودانية وأمغاص التخلص منها بالصبر على مكافحتها ممكناً، هاتفني صديق يعلم معاناتي في الحصول علي الوقود ليخبرني أن محطة المرا الوقود في الطريق إليها والصف قصير فاسرع واصطف ففعلت التاسعة صباحاً حتى تزودت الخامسة مساء ولا غرابة والاصطفاف الطويل مع الجماعة حصة وقود، لم أنشغل كثيراً بالأزمة تفاؤلاً ولو مجنوناً، انها لإنفراج، إنشغلت بسرعة التعبئة والساعات الطوال جلها انتظار والحياة في مجملها انتظار، لمست نظاماً صارماً يقف عليه شباب نظاميين وآخرين بلباس مدنى، لا ضوضاء مغالطات ولا صيحات واختراقات تحت مسميات لعملية الاصطفاف مع تباعد حول ماكينات التعبئة وكمكمة العمال، التحية لهذه المرا والنظام الذى لمسته ليس حالة عامة بل خاصة، فلا تغضب أخي إن نادوك ود المرا، غيروا النظرات العتيقات وانعتقوا وانصرفوا عنّا محلليين بلا معلومات ومحللات.